ثمرات إطعام الطعام في الدنيا والاخره .. وهل يدفع البلاء ؟
ثمرات إطعام الطعام في الدنيا
يحض الدين
الإسلام
ي على فعل الخيرات، بشكل مستمر، كما يؤكد دائماً على حق الفقير والمحتاج، وكثير من الطاعات التي تجمع بين الأمرين، فعل الخير، ومراعاة الفقراء والمحتاجين، وإطعام
الطعام
من تلك الأمور التي تجمع بين الأمرين الخير ومعاونة الفقير، وإطعام الطعام به ينال المرء خير في الدنيا وفي الآخرة ، ومن ثمرات إطعام الطعام في الدنيا:
-
معونة
الله
ومن خير الدنيا معونة الله لعبادة، وذلك لما
ورد
في أول النبوة، حين زار جبريل عليه
السلام
، النبي صلى الله عليه وسلم، وفزع النبي قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ رضي الله عنها: “كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ” (رواه البخاري ومسلم)، وقد كان في كلامها
معنى
إطعام الطعام وهو في كلمة تقري الضيف.
-
النجاة من أهوال يوم القيامة
ومما أيضاً نتج عن إطعام الطعام في الدنيا النجاة من أهوال يوم القيامة، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورً} [ سورة الإنسان:8 -11].
ثمرات إطعام الطعام في الآخرة
إن من ثمرات إطعام الطعام في الآخرة أيات عدة ذكرتها، وأكدت عليها منها ما يلي:
-
الوقاية من شر العذاب
يقيهم الله من شرور العذاب {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا؛ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا؛ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا؛ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا؛ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا؛ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا؛ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا؛ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان:5-12].
-
الإكرام بالنضرة والسرور
ومن ثمرات إطعام الطعام في الآخرة هي أن يلقاهم الله نضرة وسرور، أي يكرمهم ويعطيهم نضرة في الوجه وسرور في القلب.
-
الجزاء بالملبس الحرير
ومن ثمرات إطعام الطعام في الآخرة هي أن يجازيهم ربهم بالحرير، والجنة يوم القيامة.
-
أن يكون من أصحاب الميمنة
إن من ثمرات إطعام الطعام يوم
القيم
ة أن يكون المرء من أصحاب الميمنة {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ؛ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ؛ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ؛ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ؛ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}، [البلد:14-18].
-
دخول
الجنة
وقد ورد من ثمرات إطعام الطعام في الآخرة هي أنها سبب من أسباب دخول الجنة، عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» (رواه الترمذي).
وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ: «…أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ» فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؛ قَالَ: «…فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ…» (رواه أحمد).
-
النجاة من النار
وأيضاً أنه من أسباب النجاة من النار، لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة»(رواه البخاري ومسلم).
وإطعام الطعام له من الفضائل الكثير والتي من بينها إنه أفضل الأعمال، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» (متفق عليه).
وقيل أنه لا يقوم به إلا خير الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ» (رواه أحمد)، وله من الله سبحانه وتعالى أجر كبير ففي مسند الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُرَبِّي لِأَحَدِكُمْ التَّمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ».
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا» (صحيح الجامع).
كما أن له أجر مضاعف يدخره عند الله، ففي سنن الترمذى عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ مِنْهَا؟» قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا، قَالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا».
وهو منه أيضاً قربة من الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ.
أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي» (رواه مسلم). [1]
هل إطعام الطعام يدفع البلاء
وبعد بيان فضل وجزاء إطعام الطعام، والخير فيه في الدنيا والآخرة، فهل لإطعام الطعام علاقة بدفع البلاء، وفي ذلك يقول العلماء أن عمل المعروف، والخير، والبر، يقي صاحبه من الهلاك.
وذلك لما ورد من حديث عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
فمن قام بإطعام الطعام، وقاه ربه من مصارع السوء، كما أنه يعد نوع من أنواع تأليف القلوب، والود، والتعاطف بين الناس بعضهم البعض، وربما كان منه أيضاً صلة ىحم، وإكرام للجار، والضيف.
وتعد الصدقات وإطعام الطعام أمور من الخير الذي له تأثير كبير في دفع البلاء وفي ذلك قال ابن القيم ـ رحمه الله: “”فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر، أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به، لأنهم جربوه””.
باب إطعام الطعام من الإسلام
وجاء في أمر إطعام الطعام من الإيمان، ومن الإسلام أن قيل فيه حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.
وهنا قد جمع في الحديث بين عدة أمور كلها خير وهي إطعام الطعام وإفشاء السلام، حيث أنه به يجتمع
الإحسان
، كل من الإحسان بالقول والإحسان بالفعل ، وهو أكمل الإحسان، وهو ما يأتي به الناس من خير وإنما كان هذا خير بعد الفرائض الإسلامية وواجباتها. [2]