كتب عن مدرسة الديوان
كتاب الديوان
كتاب الديوان في النقد والأدب هو أحد الكتب التي تعتبر ثورة في مجال الشعر والأدب، حيث إن العقاد والمازني، تمردوا على مدارس الشعر القديم، باحثين عن مجال أخر لكتابة الدواوين والأشعار فكتب حينها العقاد كتابه الديوان في النقد والأدب، وكان بداية عظيمة للعقاد وهو الكتاب الذي شهره وحقق مبيعات كثيرة، حتى أصبح الكتاب الأكثر مبيعا في مصر والوطن العربي كله[1].
أعلن حينها العقاد والمازني تأسيس مدرسة جديدة تسمى
مدرسة الديوان
، في هذه الآونة قام العقاد والمازني بنقد ما سبقهم من أشعار من كتابات أحمد شوقي والمنفلوطي، كونهم الرموز الأساسية لمدرسة الشعر القديم، وكانت الأساسيات في النقد هو نقد القصائد الطويلة الممتدة، والقوافي.
كتاب مدرسة الديوان
كتاب مدرسة الديوان هم اثنان من من أعظم الكتاب التي عرفهم تاريخ الأدب العربي، وهم عباس محمود العقاد والمازني:
عباس محمود العقاد: هو أحد أهم وأشهر الكتاب المصريين، حيث أبدع في كتاباته، وكان صاحب رأي وفكر هام جداً، ولد العقاد في 1889م، في أسوان ودرس بها وتأثر بهدوء القرية، فكان شخصية عظيمة، ولكنه كان متمردا على كل قديم، فكان يريد أن يكون صاحب حركة التجديد وصاحب فكر بناء.
أنتقل العقاد بعد ذلك للقاهرة وأكمل دراسته، حتى تخرج وعمل صحفيا في جريدة
الدستور
المصرية، ثم في الأهرام والأهالي والمؤيد، جال العقاد محافظات عديدة ينتقي الكلمات ويكتب المقالات، ففي أسوان كتب العديد من المقالات في مجلته ومشروعة الأول، التنكيت والتبكيت، وبعد ذلك ذهب للشرقية، ثم قام العقاد بتأسيس مدرسة الديوان، تمرداً على الشعر القديم الذي كتبه شوقي والمنفلوطي وغيرهم من الكتاب والشعراء المصريين.
بدأ التمرد بكتاب الديوان، الذي شارك العقاد في كتابته المازني، عام 1921م، والذي تطرق في مذهبه إلى النقد والبناء الجديد، متمردا على القوافي وطول القصائد التي كتبها من سبقوه، مشاركا المازني في الرأي، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأفكار أثارت في هذه الآونة مشاكل كثيرة فهم كانوا نقاد لأكبر الشعراء، الذين ما زال أسمهم خالد إلى الآن.
ومن الجدير بالذكر أن العقاد هو صاحب العديد من الروايات والكتب، والتي يعتبر كتاب الديوان صاحب الفضل الأول في تلك الكتابات التي انتشرت، وعرفت لدى الناس، فكانت أنطلاقة العقاد الأولى هو الديوان، ومن أهم كتب العقاد المرأة في القرآن، العبقريات، التفكير فريضة إسلامية،
الإسلام
والحضارة الإنسانية، الله، إبراهيم أبو الأنبياء، وغيرها الكثير من المؤلفات.
المازني: إبراهيم عبد القادر المازني، هو أحد الشعراء والنقاد المصريين الأجلاء، الذي عرف بكتاباته المميزة وأشعاره المختلفة، كما عرف بأسلوبه الساخر المميز، فكان لديه حس فكاهي يجعله ينتقد كل ما يحب بطريقة جميلة ومميزة، مما جعله أحد أهم رواد هذه الكتابات برغم وجود العديد من الكتاب إلا إنه كان لامع مضيء.
عمل المازني في العديد من المجالات، فعمل مدرسا، وعمل كاتبا صحفيا وناقدا، وكان له العديد من المؤلفات في الشعر والأدب، ولكن المازني كان متمردا أيضاً على القوافي ونظام القصيدة القديمة، فكان يريد أن يحدث ضجة كبيرة من خلال تمرده على الأدب القديم، فكانت رسالته الشعر المرسل الغير مرتبط بالقافية أولاً، فكان كاتب للنثر أكثر من الشعر منتصر للمعنى أكثر من القافية.
مضمون كتاب الديوان في الأدب والنقد
هناك إصدارين من كتاب الديوان، الجزء الأول والجزء الثاني والاثنان شارك في كتابتهم العقاد المازني، كثورة على الكتاب القدامى:
الديوان الجزء الأول: تناول كتاب الديوان في الجزء الأول نقد وتمرد وثورة كبيرة على كتابات السابقين، حيث تناول العقاد والمازني الشعر القديم تفنيداً ونقدا، فتناول العقاد في الكتاب
قصائد
الشاعر أحمد شوقي، وتناول المازني كتابات المنفلوطي، وانتقدوها نقداً شديد، حيث إن في الإصدار الأول للديوان كان المازني نقده لاذع ساخر، وكان الكتاب يرفض كل الرفض لنظام القافية الواحدة، ونظام القصائد الطويلة، الذي كانوا يروه ممل وغير مناسب للعصر الحديث[3].
وفي نقد شوقي ذكر في كتاب الديوان: أصاب شوقي حين قال إن قصيدته في رثاء فريد من خيرة قصائده، فإنها في مستوى أحسن من شعره الأول والأخير، وهي صورة جامعة لأسلوبه وطريقته وفكره، ولو نظمها قبل عشرين أو ثلاثين سنة، لهتف لها المخلصون من المعجبين به والذين كان يشتهر به الشاعر في تلك الفترة، وفيها مزاياه ومحاسنه التي لم يكن للشعر مزايا ومحاسن غيرها، فقد كان العهد الماضي عهد ركاكة في الأسلوب، وتعثر في الصياغة، تنبو به الأذن، وكان آية الآيات على الأفواه، لسهولة مجراه على اللسان،
وكان سبك
الحروف
ورصف الكلمات ومرونة اللفظ أصعب ما يعانيه أدباء ذلك العهد، لندرة الأساليب ووعورة التعبير باللغة العربية المقبولة، فإذا قيل إن هذه القصيدة يتلوها القارئ كالماء الجاري، فقد
مدح
ت أحسن مدح وبلغت الغاية، وإذا اشتهر شاعر بالإجادة فليس للإجادة عندهم
معنى
غير القدرة على الكلام النحوي الحلو وهذه هي قدرة شوقي التي مارسها واحتال عليها بطول المران والتي هي مزية قصيدته في رثاء فريد وفي أحسن قصائده.
هذا كان جزء من كتاب الديوان الأول الذي أنتقد الشاعر الكبير أحمد شوقي، والذي يوضح أن شوقي كان يحتال على اللغة ليكتب أحسن القصائد وكان كتاب الديوان كله بمثابة ثورة على الشعراء القدامى الذين قدموا شعر وصفه العقاد والمازني بأنه جامد لا يميل مع لمعنى أبداً.
ومن الجدير بالذكر أن الجزء الأول من كتاب الديوان كان يضم، شوقي في الميزان، رثاء فريد، رثاء عثمان غالب، استقبال أعضاء الوفد، النشيد، النشيد القومي، صنم الألاعيب.
كتاب الديوان الجزء الثاني
كتاب الديوان الجزء الثاني ضم مجموعة من الكتابات النقدية والثورة على العهد القديم والكتاب القدامى، فضم الكتاب، أدب الضعف، وترجمة المنفلوطي، كما ضم الحلاوة والنعومة والأنوثة، والعبرات
قصة
اللئيم، وأسلوب المنفلوطي وشوقي في الميزان، ورثاء مصطفى كامل، رثاء الأميرة فاطمة، ما هذا يا أبا عمرو، وصن الألاعيب الجزء الثاني.
يقول المازني في كتاب الديوان في النقد والأدب”الأدعياء في كل بلد كثيرون وفي كل قطر كالذباب يعيشون عيالاً على الأدب”، وقال الكثير من الكتاب والنقاد والأدباء أن ما حدث في في هذا الكتاب من قبل المازني يعتبر تجريح كبير لكتاب أجلاء ذاع صيتهم وعرفوا بكتاباتهم المميزة عبر العصور، إذ كان أسلوب المازني في الكتاب للكثير غير مقبول، والوصف الساخر لم يليق بمثل هؤلاء العمالقة أبداً، لذا فتعرض المازني للكثير من النقد بسبب كتاباته في الديوان.
الآراء النقدية لجماعة الديوان
اهتم جماعة الديوان بالتغير من أجل رؤيتهم الشعرية والأدبية، فكان للعقاد والمازني وشكري رأي وفلسفة مختلفة عن غيرهم من الشعراء القدامى، وكانت أولولية التغير بالنسبة لهم[2]:
- تغير الشكل الفني للقصيدة، وتنظيم القصائد بشكل مختلف عما سبق.
- الخاصية الذهنية كانت من أهم الأمور التي شغلتهم.
-
ظهور
الحزن
في التعبير والشعر، فكانوا يحبوا
التأمل
والتعمق في المشاعر. - فلسفة الشعر نفسها وطريقة كتابته ومعانيه ومفاهيمه كانت غير مناسبة لهم.
- لم يتخذوا الكتاب في مدرسة الديوان أي من النموذج الشعري القديم.
- لم يهتموا أبداً بالبيان البلاغي.
- لم ينظموا القوافي فكان المعنى أهم.
- تمردوا على القصائد الطويلة.