من هم الخراصون ؟.. ومن هم المتنطعون

من هم الخراصون

يسعى كثير من النّاس إلى البحث عن معاني كثير من الكلمات في

القرآن الكريم

، وخاصة أولئك الذين يدرسون اللغة العربية وتفسير القرآن الكريم، حيث أنّ القرآن جاء باللغة العربية، وهي لغة تختلف عن اللغات الأخرى في فصاحتها وبلاغتها، فتتعدد معانيها باختلاف الموضع في الجملة الواقعة بها، كما تتواجد الكلمة (الخراصون) في مواضع كثيرة في القرآن وتتبيّن مواطنها فيما يلي:

  • قال

    الله

    تبارك وتعالى: ﴿قُتل الخراصون﴾.
  • وكذلك قول الله سبحانه وتعالى: (وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ).

كما أن

معنى

الخرصون يتضح فيما يلي:

  • هم كذابون وفاسقون ومشبوهون، كما ذكر قتادة طاهر أنّ الخراصون هُم أهل مضاربة ونفاق، وهم من نسل المنافقين مثل ابن سلول وعبد الله بن سبأ الذين تمردوا في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه كما تسببوا في وفاته، وهم أساس الشر الذي ينبذ منه كل شيء وينشر الأوهام والفجور ويثير الشغب في كل زمان ومكان.
  • كما تصف آيات القرآن الكريم بعض الفئات الضالة التي يجب مراعاتها عند التعامل معها، حيث كان القرآن شاملًا ومتكاملًا لجميع المجالات والقضايا والأسئلة.

إعراب قتِلَ الْخَرَّاصُونَ

يتضح من مفهوم كلمة (الخرّاصون) في القرآن الكريم أنّها تدل على المنافقين والمشككين والكاذبين، حيث يعملون على إثارة الفتنة بين المسلمين، كما بيّن الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات مصير الخراصون في قوله تعالى: “قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ * يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ”، ويتبيّن إعراب قُتل الخرّاصون فيما يلي:

  • قُتل: يتم إعراب (قُتل) على أنّها فعل ثُلاثي ماض مبني للمجهول على الفتح الظاهر على آخره.

    الخرّاصون: تُعرب كلمة (الخرّاصون) على أنّها نائب فاعل للفعل المبني للمجهول (قُتل) مرفوعة وعلامة رفعها الواو، حيث أنّ الخراصون جمع مذكر سالم، وتُعرب النون على أنّها ضمير متصل مبني عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد.
  • الذين: تُعرب كلمة (الذين) على أنّها اسم موصول مبني في

    محل

    رفع صفة أو نعت لكلمة (للخرّاصون).
  • هم: تُعرب (هم) على أنّها ضمير متصل مبني في محل رفع مبتدأ.
  • في: تُعرب (في) على أنّها حرف جر مبني لا محل له من الإعراب.
  • غمرة: تُعرب (غمرة) على أنّها اسم مجرو بحرف الجر (في) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، كما يُعرب الجار والمجرور (في غمرة) على أنّهما متعلقان بخبر المبتدأ (هم).
  • ساهون: تُعرب كلمة ساهون على أنّها خبر ثانٍ للمبتدأ (هم) مرفوعة وعلامة رفعها الواو لأنّها جمع المذكر السالم، كما أنّ النون تكون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
  • يسئلون: تُعرب (يسئلون) على أنّها فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه إثباث النون، حيث أنّه من الأفعال الخمسة، كما أنّ الواو تُعرب ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل للفعل (يُسئلون).
  • أيّان: تُعرب كلمة (أيّان) على أنّها اسم استفهام مبني في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف تقديره:متى، أي متى يوم الدين، وهي خبر مقدّم للمبتدأ “يوم” بحذف المضاف، ويكون تقدير الكلام: متى مجيء يوم الحساب.
  • كما تُعرب جملة “قتل الخرّاصون”:على أنّها جملة استئنافيّة دعائيّة لا محلّ لها من الإعراب.
  • تُعرب جملة “هم في غمرة”: على أنّها صلة الموصول “الذين” لا محلّ لها من الإعراب.
  • تُعرب جملة يسألون” على أنّها في محلّ نصب حال من كلمة الخرّاصون.
  • كما أنّ جملة “أيّان يوم الدين” تُعرب منصوبة على المفعولية لفعل

    السؤال

    المتعلّق بالاستفهام، والجملة مقيّدة بالجارّ.

معنى الخراصون في اللغة العربية

  • أصل كلمة الخراصون يأتي من الفعل الثلاثي خَرَصَ على وزن (فعل).
  • كما يتبيّن معنى خرص المفتوح العين والمكسور العين مثل: خرَصَ/ خرَصَ في يَخرُص ويَخرِص، خَرْصًا وخِرَاصَةٌ، فهو خارِص كفاعل، والمفعول مخروص للفعل المتعدِّي.
  • بينما يدل معنى خرَص الرَّجلُ أي: كذَب، فيأتي: خَرَصَ الرَّجُلُ أي: تحدث بِالظَّنِّ وَالتَّخْمِينِ، أي: حَدَسَ.
  • كما أنّ خَرَصَ الحَلَّ تُعني: حَزَرَهُ، وقَدَّرَهُ بِالظَّنِّ.

موقف الإسلام من الخراصون

اعتبر

الإسلام

رؤية الخراصون لأنفسهم على أن يكونوا ممثلين شرعيين للإسلام، وليسوا مخلصين لهذه الجماعة أو تلك، وهو ما يعني الانحراف عن جماعة من المسلمين مثل الاستلام والهروب في يوم الزحف، والاستيلاء على السلطة في أيام المجيء، وقد اتفق المفسرون على أنّ هذه الأمور فقط لله سبحانه وتعالى، فهو الحاكم في هذه الأمور، وأنّ المصطلحات المستخدمة في القرآن والتحدث عنها لا تعني إلا العقاب الإلهي واستحقاق العقاب الدنيوي والعقاب منه تعالى في الآخرة.

كما يبين مكانة الإسلام للخراصون، وكذلك دلالة على أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين في المدينة المنورة وصبره عليهم، كما أنزل الله تعالى بعضهم في القرآن الكريم، وتعامل النبي صلى الله عليه وسلم معهم بمختلف الطرق السياسية الممكنة حتى وافق الرسول الكريم على إرساء أسس دولة المدينة المنورة له، ثم مدد أرضه لمكة وباقي شبه الجزيرة العربية.

كما تعود أسس المعاملة الأمثل للمنافقين وأصحاب الأقوال المهنية للمدرسة النبوية إلى ما كتبه العلماء في سيرة

الأنبياء

الموثوقة من خلال شهادات موثوقة، وكذلك أثناء تعامل القرآن الكريم مع هؤلاء الناس ومن أهم هذه الأساليب عرض وإلغاء حجج ما يقولونه أو يدّعونه.

يأتي ذلك أيضًا من خلال تثقيف الجماهير وتعريفهم بمختلف أدوات الاتصال والمعلومات المباشرة وغير المباشرة فضلًا عن ممارسة الشفافية الشديدة معهم، فالكذابون جميعهم نماذج بشرية نصبها الله تعالى على أرضه امتحانًا واختبارًا لعباده المخلصين، ووجودهم هو من قواعد البناء سواء في قواعد الدفاع أو في قواعد تمييز الخير عن الشر وتمييز الشر عن الخير. [1]

ما المقصود بالتنطع

يعود أصل كلمة التطرف للتعمق في الأشياء، لأنّ المتطرفين هم من تجاوزوا خط التوازن، والدعاء عليهم في الحديث النبوي الشريف بسقوطهم المحتوم هو دلالة واضحة على سوء حالة التطرف أو إعلامهم وسقوطهم في

العالم

الآخر، ويستخدم مفهوم التطرف لوصف كل من يعبر عن البلاغة ويستخدم كلمات غريبة في مخاطبة النّاس لكسب قلوبهم، وهذا يعتبر حرام.

كما تُعرض أبرز أمثلة التطرف مثل: التساؤل عن أحداث وقضايا لا تحدث، وتوجيه أسئلة عن الغيب لا يعلمه إلا الله، كالروح والساعة، وتحريم الجائز، والابتكار في الدين، والمبالغة في الأفكار والمعتقدات والمبالغة في العبادة إلى درجة الانحراف عن الوصايا الشرعية أو التشدد في الطهارة، حيث ينطوي على التطرف في العبادة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ).

من هم المتنطعون

كما يوضح تفسير العلماء لمراد من المتنطعون فيما يلي:

  • هم متشددون في العبادة أو في غير ذلك من الأمور التي يسهّلها الله عليه، حيث أنّه إذا شدد على ما ييسره الله عليه فقد هلك، لذلك يجب على المسلم أن يلتزم بدائرة الوسطية ولا يعتبرها حكماً للتغلب على قواعد الدين بحجة الاعتدال، ويتطلب بالفعل اعتماد نهج عادل ومعتدل دون إفراط أو إهمال.
  • من يخوض بما لا يعنيه، أو من يسأل عما هو غير لائق، والقيام بمهمة البحث عما لا يكفي.
  • الخلط في الكلام والنطق بالكلمات التي يتجه الناس إليها، لعدم وجود معنى أو مضمون، ولا فائدة منها في التعبير والتفكير.
  • التحريف في الدين بتحريم ما لم يحرم الله ورسوله، وإدخال أشكال من العبادات والواجبات التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
  • كما رأى المفسرون في حديث ابن مسعود : (هلك المتنطعون)، أنّ إضاعة

    الوقت

    لا طائل منه وكذلك الحال مع كثرة التفرع لموضوع ليس له أصل في القرآن أو السنة أو الإجماع، حيث قال الله تبارك وتعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنّ الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) رواه البخاري، مما يتبيّن على المسلم أن يلتزم بالوسطية والاعتدال.[2]