ماذا ينمو على ضفاف نهر النيل والترع
أهمية نهر النيل عند القدماء المصريين
لقد اكتسب
نهر
النيل مكانة عظيمة في نصر القديمة لدى القدماء المصريين ، بسبب عطاؤه من مياه وتربة خصبة سمحت للمصريين ببناء حضارة مصر الزراعية بآلات بدائرة ، وطرق بسيطة ، وظهر ذلك في نصوص القدماء المصريين على البرديات ، والجدران يحمل
معنى
التبجيل للنيل من خلال جعله إله ويعبر
الحياة
لمصر ، وهذه الترميم جاءت كما يلي :
“فَليَحيا الإلٰه الكامل الذي في الأموَاه ، إنه غذاء مصر وطعامها ومُؤونتها ، إنه يَسمح لكل امرئ أن يَحيا ، الوفرة على الطريق والغذاء على أَصابِعه ، وعندما يعود يفرحُ البشر ، كل البشر”
فبعد أن عرف المصريين القدماء أهمية
نهر النيل
، عملوا على الاستفادة من مياهه عن طريق الزراعة ، وصناعة الترع من أجل التوسع في
زراعة
الأراضي حول الوادي ، وسهل ذلك عليهم تربية الحيوانات وتنوع المحاصيل الزراعية على ضفاف النيل والترع ، وكانت أكثر المناطق وفرة في الزراعة هي شمال افريقيا حيث النيل ونمو الأشجار والأعشاب المختلفة ، واستيطان الحيوانات من اغنام وبقر وغزلان التي مثلت
الطعام
في هذا الزمن.
ما الذي ينمو على ضفاف نهر النيل والترع
يعتبر
ورد
النيل من
أشهر
النباتات التي تنمو على ضفاف نهر النيل والترع ، واتجه المصريين القدماء إلى الأنهار بسبب تغير المناخات ، وعندها عرف المصري القديم أهمية النيل ومن هنا بدأت الحضارة المصرية القديمة المتمثلة في الزراعة حول نهر النيل ، كما استطاع المصري القديم التنبؤ بسهولة بمواقيت فيضانات نهر النيل الموسمية ، والتي ساعدته على تنوع المحاصيل الزراعية ، بالإضافة إلى التربة الخصبة على ضفاف النيل ما تسبب في تكوين ثروة زراعية ضخمة ، وحضارة لم يسبق لها مثيل.
وقد كان قدماء المصريين اول من قام بالزراعة بشكل واسع ، بفضل قدرة المصريين وبراعته في الري بالغمر ، كما أنهم استطاعوا
النجاح
في زراعة المحاصيل الغذائِية الأساسية للإنسان ، والتي تتمثل في الحبوب من شعير وقمح بالإضافة إلى المحاصيل التي تستخدم في الصناعات مثل ؛ البَردي والكِتان.
كما اشتهرت مصر بزراعة محاصيل متنوعة على ضفاف نهر النيل والترع المتفرعة منه مثل ؛ الشعير والقمح ، والعدس ، والفول ، والحلبة ، والذرة العويج ، والبصل ، والخيار والخس.
وسوف تتعجب إن لم تكن تعرف أن القدماء المصريين حرصوا على زراعة المحاصيل المنتجة للزيوت المفيدة ، والتي تم استخدامها على نطاق واسع في الحضارة الفرعونية للعلاج او الاهتمام بالجسم والشعر ، مثل نبات الخروع ، والسمسم بالإضافة إلى زراعة
أشجار
الزيتون بشكل قليل جدا حتى اشتهرت زراعته فيما بعد.
كما استطاع المصري القديم زراعة النباتات البرية ، ونباتات الزينة على ضفاف نهر النيل مثل ؛ عشب الكرفس ، والبردي ، والسوسن ، واللبلاب بالإضافة إلى شجرة التوربيني التي تستخدم في المجالات الطبية وقتها ، ونباتات الصباغَة فضلا عن حدائق الزهور الجميلة التي تميزت بأزهار اللوتس ، والتي كانت رمزا للحضارة المصرية القديمة ، بالإضافة إلى أزهار الغِلال الزرقاء ، والأقحوان ، واللفاح التي كانت ثماره تمثل رمزا للحب.
استخدام فيضان النيل للزراعة
لقد اشتملت حضارة مصر القديمة على إنجازات كبيرة لا تحصى في جميع مجالات وجوانب الحياة ؛ وكان المصري القديم اول من استطاع زراعة الأراضي حول النيل بشكل كبير ، ويرجع ذلك الرابعة المصري القديم وذكاؤه ، فعندما لاحظ قدماء المصريين اختلاف أوقات فيضان النيل وكذلك انحسار مياهه ، أيقنوا إمكانيتهم على تجديد وبعث الحياة في الأراضي حول النيل والترع التي قاموا بإنشائها ، وكان ذلك بعد تفكيرهم في توسيع فكرة الزراعة باستخدام مياه النيل.
حيث اتبع المصريين القدماء اوقات الفيضان في فصل الصيف وانحسار مياهه في فصل الشتاء ، ومن هنا قرروا بذر الحبوب استعدادا للزراعة في فصل الشتاء ، وانتظار فصل الصيف ليفيض نهر النيل ويعمل الأراضي من حوله وهي عطشى ، وكان ذلك أيضا سببا لاهتداء المصريين إلى إنشاء التقويم ، وحساب أيام السنة ؛ حيث اعتمدوا ما يسمى “التقويم النْيلي” ، وفي هذا التقويم يبدأ العام مع بداية الفيضان عندما تصل مياه النهر إلى مدينة منف ، وهي
موقع
استراتيجي مهم يتوسط مدينة “انب حج” ومدينة “اونو” ، ويقارن هذا الحدث بِظاهرة تحدث في السماء حيث يظهر “نجم الشعري اليمانية” والتي تحدث في التاسع عشر من شهر يوليو.
وبعد ذلك قام الفلكيون من المصريين القدماء بتقسيم العام الواحد إلى ثلاثة فصول لتغيرات المناخ وفقا لأحوال نهر النيل ؛ حيث كان هناك فصل الفيضان وبَذر الحبوب وكان يبدأ من منتصف شهر يوليو إلى منتصف شهر نوفمبر ، والفصل الثاني هو فصل النُمو وكان يوازي فصل الشتاء الذي يبدأ من منتصف شهر نوفمبر إلى منتصف شهر مارس ، واخر فصل هو فصل الحصاد الذي كان يبدأ من منتصف مارس إلى منتصف شهر يوليو ، وهكذا
بإحصاء عدد الأيام بين كل ظهور لنجم الشعري اليمانية ، او النجم الساطع كما أطلقوا عليه ، حيث وجدوا أنهم 365 يوم ، وبعد ذلك قاموا بتقسيمهم إلى اثنى عشر شهرا.[1]
تقديس المصريين لنهر النيل
لقد عنيَ النيل للمصريين أكثر من مجرد مصدر للمياه ، حيث اعتبروا أن نهر النيل هو جالب الخير والحياة ، وكانوا يقدسونه ويقولون بأن من يلوث النيل سوف تصب الآلهة غضبها عليه ، والمقصود بالآلهة هنا هما خانوم وحابي اللائي اعتقد المصريين القدماء أن خانوم هو اله
الماء
الذي يمنح الحياة على ضفاف نهر النيل من نبات وحيوان ، وحابي هو اله الفيضان ؛ وكانوا يمثلون خانوم برأس كبش ، وخالي الذي كان يظهر في الرسومات القديمة ثنائى الجنس فكان جسده من الاعلى انثى ، ويحمل أعضاء ذكورية ما يدل على أنه أب وأم لنهر النيل ويقدر على منح الخصوبة.
وقاموا المصريين القدماء ببناء جزيرة الفنتين المتواجدة في اسوان في
الوقت
الحالي ، كمكان يتم فيه عبادة خانوم وتقديم القرابين له ، بالإضافة إلى بناء معبد له في مدينة إسنا حالياً ، وفي الكثير من المعابد في الأقصر وأسوان يمكنك رؤية
رسومات
عديدة لحابي مع زهرة اللوتس والبردي ؛ حيث يشير إلى اتحاد مصر القديمة من أعلاها متمثلا في اللوتس إلى أسفلها متمثلا في البردي.