أقوال العلماء في سن الأضحية

أقوال العلماء حول سن الأضحية وشروطها

التضحية والذبح هو سنة عن الرسول صلى

الله

عليه وسلم وليست فرض على كافة المسلمين ، فمن يستطع أن يضحي فليفعل وسوف يثيبه الله تعالى ، ومن لم يستطع فلا حرج عليه ، وذلك بإجماع الفقهاء والعلماء ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي ويقوم بذبح

الأضحية

بنفسه ، حيث جيء عن أنس بن مالك : « ضحّى النبي صلى الله عليه وسلم بكبْشين أملحين أقرَنين ، ذبحهما بيده ، وسمّى وكبَر ، ووضع رجلَه على صفاحهما».

ولقد جاءت أقوال العلماء في سن الأضحية استنادا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الصحيح للإمام مسلم ؛ حيث يقول : «لَا تَذْبَحوا إلا مسنة أَن يَعْسر عليّكم فتذبحوا جِذعة من الضأن» ، واتفق علماء الدين في أن سن الأضحية واحد من الشروط التي لا يجب إهمالها عند التضحية.

وبذلك فيشترط أن تكون الذبيحة ذات سن معين كما أوضحه الحديث الشريف بحيث تكون ناضجة وتنتج لحما كثيرا ، وذلك مراعاة لظروف الفقراء والمَساكين ، لكن يجب أن يكون السن للأضحية كما وضحه الشرع استناداً للأحاديث النبوية الشريفة.

أعمار الأضحيات

كما ذكرنا أنه وفقا للحديث الشريف ؛ هناك سن محدد للأضحية إلا أنه يمكن التغاضي عنه إن لم يوجد وتم إيجاده في حيوان آخر ، ولكن ما هي هذه الحيوانات التي يجوز التضحية بها إن نقصت عن السن المحدد شرعا؟ أولا جدير بالذكر أن السن المحدد شرعا للأضحية هو الثني ، ويقصد بالثني من البقر ما أتم عامين ودخل في عامه الثالث ، ومن الإبل ما أتم خمس أعوام ودخل عامه السادس ، ومن الأغنام ما أتم عام واحد ودخل في عامه الثاني.

واتفق العلماء على عدم جواز التضحية الا وفقا للشروط التي قررتها الشريعة الإسلامية ، وهي ألا تكون الأضحية دون الثَني من الحيوان إن كان هذا الحيوان من البقر ، أو الإبل ، او المعز.

أما بالنسبة للجذع فيحسب الجذع من البَقر من وقت ولادته حتى يبلغ العامين من عمره ، وقد اتفق العلماء على عدم جواز ذبح الأضحية أن قل عمرها عن السن المحدد الأضحية من البقر والإبل والمعز وفقا للشريعة الإسلامية ، وذلك وفقا للأحاديث النبوية الشريفة التالية :

  • عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم «إنَ أَوَل ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلي ثم نرجِع فننحر من فعله ، فقد أصاب سُنتنا ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو لَحم قدمه لأهله ليس من النُسك في شيء فقام أبو بردة بن نيار وقد ذبح فقال إن عندي جذعة ، فقال اذبحها ولن تجزئ عن أحد بعدك»
  • عن جابر رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لَا تَذبحوا إِلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتَذبحوا جذعة من الضأن»
  • قال البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة : «ضحِ بالجذع من المعز ولن تجزئ عن أحد بعدك»

ويشير القول : “ولن تجزئ عن أحد بعدك” إلى عدم صلاح الذبيحة من الإبل ، والمعز والبقر للتضحية ، والتضحية تشمل اللحم الذي يتم توزيعه على الفقراء والمَساكين بالإضافة إلى تعظِيم شعائر رب العالمين استنادا لقول الله تعالى في كتابه العزيز :

  • “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”
  • “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر”

شروط الأضحية عند المذاهب

يتم ذبح بداية من أول أيام عيد الأضحى وحتى آخر يوم من أيام التشريق ، وقد اختلف الأئمة والفقهاء في نوع الأضحية وانقسموا إلى ثلاثة أقوال مختلفة أرجحها قَول الإمام المالكي ؛ حيث جاء تفضيل التضحية بالضأن (الأغنام) ، ومن بعده الإبل ثم البقر ، وجاء ذلك استناداً إلى قول أنس رضي الله عنه أن : « كان النبي صلى الله عليه وسلم يُضحي بكبشين ، وأنا أضحي بكبشين»

في حين

فضل الإمام المالكي

ذبح الضأن ، فقد اختلفت المذاهب الأخرى مع المالكية إذ فضل الحنابلة والشافعية والظاهرة ومجموعة من المالكية أن الإبل أفضل الأضحيات ، ومن بعدها البقر ، ثم الأغنام وجاء ذلك على قول الإمام الشافعي : «الإبِل أحبُ إلى أنْ يُضحى بها من البقر ، والبقرُ أحبُ إلى أنْ يُضحى بها من الغنم ، وكل ما غلا من الغنم كان أحب إلي مما رخص ، وكل ما طاب لَحمه كان أحبُ إلى مما يخْبُث لحمه والضأن أحب إليّ من الماعز»

بينما

فضل المَذهب الحنَفي

التضحية بالحيوان نسبة لكثرة لحمه وطيب مذاقه ، فيرى أن الغنم أفضل من ذكر البقرة ، ولكن إن كان ذكر البقرة يحتوي على لحم أكثر فإنه أفضل من الغنم ، وبالرغم من قل هذه الأقوال والتفضيلات فإن الرأي الراجح هو رأي المالكية نسبة السنة النبوية ، حيث كان يضحي الرسول الكريم بالكِباش من الغنم وجاء ذلك نسبة إلى عدة أحاديث صحيحة منها ما يلي : [1]

  • حديث صحيح أخرجه مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت أن : «رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرَن يَطأ في سوادٍ ويبرُك في سواد وينظُر في سوادٍ فأنى به ليُضحي به»
  • عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : «أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ضحى يوم عيد بكبشين فقال حين وجههما : إِني وجهتُ وجهيَ الذي فطرَ السموات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحيايَ ومماتي لله رب العالمين لا شريك لهُ ، وبِذلك أُمرت وأنا أول المسلمين ،اللهم منك ولك عن محمد وأمته»

سن الأضحية عند المالكية

أوضح المذهب المالكي أن الأضحية يجب أن تبلغ السن التي حددته الشريعة ، إلا أن المذاهب الإسلامية اختلفت في هذا الأمر ؛ حيث أن الأضحية عند الحنفية والحنابلة من الضأن (الغنم) يكون أكمل الستة

أشهر

، بينما اتفق المالكية والشافعية على وجوب إتمام الأضحية من الضأن عام كامل ، وعن باقي الذبائح جاء الاختلاف كما يلي: [1]

  • الأضحية الثني أو المسنة من الماعز اتفق عليه الحنفية والحنابلة والمالكية بوجوب إتمامها عام ، بينما أقرها الشافعية ما أكمل العامين.
  • الأضحية المسنة او الثني من البقر هو ما أكمل العامين عند الشافعية والحنابلة والحنفية ، بينما المالكية أقر بوجوب إكمال الأضحية من البقر ثلاثة أعوام.
  • الأضحية المسنة من الإِبل اتفق عليها الأئمة الأربعة حيث جاءوا بوجوب إتمام الأضحية خمسة أعوام.