آيات الْعُسْرِ واليسر .. وكم مره ذكرت بالقران
آيات عن اليسر بعد العسر
إن من جملة أساليب
القرآن الكريم
البيانية نجدها أنها تتجلى في أساليب التقابل بين الألفاظ، حيث أن اللفظ يأتي ثم يقابله بكلمة ضده، كأن يقابل كلمة الخير بكملة الشر، أو الإيمان يقابلها كلمة الكفر، أو العدل يقابلها كلمة
الظل
م، والجنة يقابلها النار وهكذا، ومن هذا القبيل نجد أن لفظ اليسر يقابله العسر، وإن هناك بعض الآيات التي
ورد
ت في القرآن الكريم والتي تم ذلك اليسر والعسر فيها وهي:
-
فَإِنَّ
مَعَ
-
يُرِيدُ
اللَّهُ
بِكُمُ
الْيُسْرَ
وَلَا
يُرِيدُ
بِكُمُ
-
فَإِنَّ
مَعَ
يُسْرًا، سورة الشرح آية 5.
-
وَإِنْ
كَانَ
ذُو
فَنَظِرَةٌ
إِلَىٰ
مَيْسَرَةٍ، سورة البقرة آية 280.
-
سَيَجْعَلُ
اللَّهُ
بَعْدَ
يُسْرًا، سورة
الطلاق
آية 7.[2]
آيات العسر في القرآن
نبين الآيات التي وردت فيها كلمة العسر مع دلالتها في كل موضع وتكون كالتالي:
-
قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “ولا يريد بكم العسر”، وتتجلها دلالتها أي إنما رخص لكم في الفطر أي عند المرض وأيضاً في السفر، مع وجوبه في حق المقيم الصحيح، وقد تم وجوب هذا الأمر رحمة بكم وبهدف التيسير بالإضافة إلى دفع الضيق والمشقة، وقد قال القرطبي أن هذه الآية الكريمة تأتي بمعنى قوله سبحانه وتعالى: “يريد
الله
بكم اليسر”. - قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة أيضاً آية 280: “وإن كان ذو عسرة”، وتتجلى دلالتها أن الذي كان عليه الدين معسراً أي لا يوجد لديه المال حتى يؤدي ما عليه من الدين فعلى صاحب الدين أن يقوم بإنظاره إلى أن يصبح موسراً، فالعسرة هنا تعني عدم القدرة على إرجاع أو أداء الدين.
-
قال سبحانه وتعالى في سورة التوبة آية 117: ”
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في
ساعة
العسرة
“، فإن العسرة هي الصعوبة في الأمر، قال
جابر
رضي الله عنه: “اجتمع عليهم عسرة الظهر، وعسرة الزاد، وعسرة الماء”، والمقصود هنا الوضع أو الحالة التي كان عليها الصحابة في غزوة
تبوك
، فقد كانوا في شدة من الأمر في سنة جدباء، فكانت سنة يسودها الحر الشديد والعسر في
الطعام
والماء، وقد أطلق على غزوة تبوك اسم غزوة العسرة وجيشها سُمي أيضاً بجيش العسرة. -
قال سبحانه وتعالى في سورة الكهف آية 73: “
قَالَ
لَا
تُؤَاخِذْنِي
بِمَا
نَسِيتُ
وَلَا
تُرْهِقْنِي
مِنْ
أَمْرِي
“، أي لا تكلفني مشقة، وإن قول أرهقته عسراً أي كلفته ذلك، وإن موسى يقول للخضر عليه السلام: “لا تضيق عليَّ أمري، وعاملني باليسر، ولا تعاملني بالعسر”. -
قال سبحانه وتعالى في سورة الفرقان آية 26: “
الْمُلْكُ
يَوْمَئِذٍ
الْحَقُّ
لِلرَّحْمَٰنِ
وَكَانَ
يَوْمًا
عَلَى
الْكَافِرِينَ
“، والمقصود أن هذا اليوم كان يوماً شديد الصعوبة لأنه يوم العدل وقضاء فصل. -
قال سبحانه وتعالى في سورة
القمر
آية 8: “
مُهْطِعِينَ
إِلَى
الدَّاعِ
يَقُولُ
الْكَافِرُونَ
هَٰذَا
يَوْمٌ
“، أي إنه يوم شديد الهول فهو عبوس وقمطرير، والمقصود في هذه الآية الكريمة أن يوم القيامة فيه شدة وصعوبة والكثير من الأهوال للكافرين. -
قال سبحانه وتعالى في سورة الطلاق آية 7: “سيجعل الله بعد عسر يسرا”، والمقصود أن الله عز وجل سيجعل للمطلق بعد الضيق غنى و سيجعل بعد الشدة سعة، وبعد
الحزن
والكرب الفرج. -
قال سبحانه وتعالى في سورة الطلاق الآية 6: “
وَأْتَمِرُوا
بَيْنَكُمْ
بِمَعْرُوفٍ
وَإِنْ
فَسَتُرْضِعُ
لَهُ
أُخْرَىٰ
“، أي اختلف
الرجل
والمرأة، فقد طلبت المرأة أجرة الرضاع ولم يجبها الرجل إلى ذلك فإذا بذل الرجل قليلاً لم توافقه عليه فليسترضع له غيرها، فإن التعاسر في هذه الآية يتجلى في اختلاف الزوجين في أمر أجرة الرضاع. -
قال سبحانه وتعالى في سورة المدثر الآية 9: “
فَذَٰلِكَ
يَوْمَئِذٍ
يَوْمٌ
“، والمقصود أن هذا اليوم هو يوم شديد وهو بمعنى قوله عز وجل: “هذا يوم عسر”. -
قال سبحانه وتعالى في سورة الليل الآية 10: “
فَسَنُيَسِّرُهُ
“، والعسرى في هذه الآية تعني
جهنم
وتقابل كلمة العسرى لكلمة اليسرى والتي يتجلى معناها بالجنة، وهكذا قال البغوي والقرطبي. -
قال سبحانه وتعالى في سورة الشرح آية 5 و 6: “
فإن مع العسر يسرا
*
إن مع العسر يسرا
“، أي أنه سيترافق مع الشدة والضيق اليسر وهو الغنى والسعة، ثم أكد هذا الخبر.[1][3]
آيات اليسر في القرآن
إن لفظ اليسر قد جاء في القرآن الكريم بمواضع مختلفة وعلى عدة معان ومن بعض الآيات التي وردت فيها كلمة اليسر هي:
-
“وَسَنَقُولُ
لَهُ
مِنْ
أَمْرِنَا
-
“فَالْجَارِيَاتِ
-
“وَمَنْ
يَتَّقِ
اللَّهَ
يَجْعَلْ
لَهُ
مِنْ
أَمْرِهِ
- “ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير”، سورة الحج آية 70.
- “أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير”، سورة العنكبوت آية 19.
-
“
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا
*
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا
“، سورة الفرقان آية 45 و 46. - “قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير”، سورة يوسف آية 65.
- “ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا”، سورة الطلاق آية 4.
- “ولقد يسرنا القرآن للذكر”، سورة القمر آية 17.
- “فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا”، سورة مريم آية 97.
-
“
وَاللَّيْلِ
إِذَا
“،
سورة الفجر
آية 4. -
“
أَوَلَا
يَعْلَمُونَ
أَنَّ
اللَّهَ
يَعْلَمُ
مَا
وَمَا
يُعْلِنُونَ
“، سورة البقرة آية 77. -
“
يُرِيدُ
اللَّهُ
بِكُمُ
وَلَا
يُرِيدُ
بِكُمُ
الْعُسْرَ
“، سورة البقرة آية 185. -
“
أَلَا
حِينَ
يَسْتَغْشُونَ
ثِيَابَهُمْ
يَعْلَمُ
مَا
وَمَا
يُعْلِنُونَ
“، سورة هود آية 5. -
“
بِأَهْلِكَ
بِقِطْعٍ
مِنَ
اللَّيْلِ
وَلَا
يَلْتَفِتْ
مِنْكُمْ
أَحَد
“، سورة هود آية 81.
معنى كلمة العسر في القرآن
إن كلمة العسر تدل على الصعوبة والشدة وهي ضد كلمة اليسر، والعسر هو الخلاف والالتواء، ويقال أن هذا الأمر عُسر وعسير أي يوم عسير فهو شديد الصعوبة، وقالوا رجل عُسر أي مزاجه صعب، وقالوا أيضاً عليك بالميسور وتجنب ما عَسُر، ونقول أعسر الرجل أي صار من ميسرة إلى عُسرة، وإن عَسَرتُه أعسره أي طالبته بالدَّين وهو معسر، ويتجلى
معنى
عسرت عليه تعسيراً أي خالفته، وإن العسرى هي ضد وعكس كلمة اليسرى، ونعبر عن الأمر بأنه التوى فنقول تعسر هذا الأمر، ويقال أعسرت المرأة أي صعب عليها ولادتها، وإن المرء الذي يستخدم يده الشمال في أعماله نقول له أعسر، والعسرى هي الشمال، وقد تم تسميتها بالعسرى لأنه يتعسر عليها ما يتيسر على
اليد
اليمنى، وإن كلمة يسرى قد سميت على طريقة التفاؤل.
وإن لفظ العسر قد جاء في أغلب مواضعه في القرآن الكريم بمعنى الضيق والمشقة وأيضاً يشير إلى الشدة وصعوبة الأمر، وإن هناك موضع واحد قد ورد بمعنى النار، بالإضافة إلى تواجده في موضع آخر بمعنى الاختلاف.
كم مرة ذكر العسر واليسر في القرآن
إن كلمة العسر قد وردت في القرآن الكريم في اثني عشر موضعاً، وقد جاءت في جميع المواضع بصيغة الاسم، وإن كلمة العسر لم ترد بصيغة الفعل أبداً ولكن هناك موضع واحد في القرآن قد جاءت بصيغة المفاعلة في سورة الطلاق آية ستة، قال سبحانه وتعالى: “وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى”، بينما لفظ اليسر فقد ورد في القرآن الكريم في واحد وأربعين موضعاً، وقد جاء في 15 موضعاً بصيغة الفعل، وأيضاً ورد في ستة وعشرين موضعاً في صيغة الاسم.[4]