متى يتكلم طفل متلازمة داون

متى يتكلم طفل متلازمة داون

عادةً ما تتأخر اللغة عند اطفال متلازمة داون ودائمًا ما تلفت التفسيرات والمراجع الخاصة بتطور الأطفال المصابين بمتلازمة داون الانتباه إلى تأخيرات متوقعة في تطور الكلام واللغة لديهم، وعلى الرغم من وجود مجموعة كبيرة من الاختلافات الفردية بين الأطفال فإن معظم الأطفال يتأخرون في نطق كلماتهم الأولى وتنمو مفرداتهم بشكل أبطأ من الأطفال العاديين

وعلى الرغم من أنهم يستخدمون نفس العبارات المكونة من كلمتين مثل جميع الأطفال إلا أنهم يجدون صعوبة في إتقان الكثير من قواعد التحدث في الجمل الصحيحة نحويًا حيث يؤدي هذا إلى إقتصار حديث العديد من المصابين بمتلازمة داون على جمل

قصيرة

مثل كلمات رئيسية بدون الكلمات الوظيفية كما أنهم يميلون إلى صعوبة نطق الكلمات بوضوح

تأخير الكلام عند متلازمة داون

أوضحت عدد من الدراسات عن التأخير في بدء الحديث لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون وذلك يعود نسبة إلى مستوى إدراكهم اللغوي، وأوضحت أحدث الأبحاث المتاحة حول تطوير الكلام التعبيري لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون هي

بحث

جون ميلر وزملائه في مركز وايزمان بجامعة ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية.

حيث درس ميلر وزملاؤه

القدر

ات الكلامية لـ 56 طفلًا مصابًا بمتلازمة داون وتمت مقارنة المهارات اللغوية الاستيعابية والتعبيرية للأطفال مع مقاييس قدراتهم المعرفية غير اللفظية وأفادوا أنه لا يوجد دليل على التأخير في الكلام حتى المرحلة التي يجب أن تنتج فيها الكلمات الأولى.

حيث كانت استيعاب اللغة ومهارات الكلام عند الأطفال الأقل من 18 شهرًا مساويًا للقدرة المعرفية غير اللفظية لجميع الأطفال ولكن بدءًا من 18 شهرًا أظهرت نسبة متزايدة من الأطفال تأخرًا في إنتاج اللغة مقارنة بإدراكهم اللغوي وكان فهمهم اللغوي متساويًا لقدرتهم المعرفية غير اللفظية وزادت نسبة الأطفال الذين يظهرون هذا المظهر الجانبي مع تقدم

العمر

حيث يمثلون 60 ٪ إلى 75 ٪ من الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 18 شهرًا نسبة 40٪ إلى 25٪ المتبقية من الأطفال المصابين بمتلازمة داون لم يتأخروا في مهاراتهم اللغوية التعبيرية مقارنة بمستوى فهمهم اللغوي.

بدء المحادثات عند طفل متلازمة داون

أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون بينما يتأخرون قليلاً في الابتسام والدخول في تكوين المحادثات، يهتمون مثل الأطفال العاديين بهذه الألعاب الاجتماعية ويقضون نفس القدر من

الوقت

في إشراك البالغين في هذا النوع من النشاط في منتصف السنة الأولى من العمر

ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات أنه عندما يبدأ الأطفال العاديون في قضاء وقت أطول نسبيًا في استكشاف عالمهم البصري فإن الأطفال المصابين بمتلازمة داون لا يفعلون ذلك بنفس القدر حيث لا يزالون مهتمين أكثر بالناس كما أنهم لا ينتقلون إلى استخدام التواصل البصري لإشراك الكبار في أنشطتهم وذلك خلال نهاية السنة الأولى من التطور بطريقة وصفت بأنها اتصال بصري مرجعي.

وفي دراسة مقطعية حديثة أخرى قاموا بقياس المفردات المنطوقة والموقعة لـ 44 طفلاً مصابًا بمتلازمة داون و 46 طفلًا عاديون من عمر 12 شهر إلى 27 شهرًا وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون كمجموعة اكتسبوا كلمات منطوقة أقل بكثير مع زيادة سنهم العقلي مقارنة بالأطفال العاديين، ومع ذلك عندما تمت إضافة المفردات جديدة إلى المفردات المنطوقة للأطفال المصابين بمتلازمة داون لم تعد هناك فروق مهمة.

وفي دراسة أخرى أجريت على 20 طفلًا مصابًا بمتلازمة داون و 23 طفلًا عاديًا سجل الآباء مفرداتهم (منطوقة وموقعة) على مدار فترة تغطي 12 شهرًا من تطور العمر العقلي وبشكل عام لم يكتسب الأطفال المصابون بمتلازمة داون المفردات بنفس معدل الأطفال العاديين ولكن كان هناك تباين كبير في معدلات التقدم داخل المجموعتين

الروابط بين اللغة والإدراك

من المتوقع أن يظهر لدى الأطفال المصابون بمتلازمة داون تأخرًا معرفيًا وأن يكونوا أبطأ في تنمية وعيهم وفهمهم للعالم والتفكير في المنطق والتذكر وقد يكون هذا التأخير المعرفي جزئيًا نتيجة صعوبات تعلم اللغة وأي تأخير يكون خطير في اللغة مما سيؤدي حتمًا إلى زيادة التأخير المعرفي لأن اللغة أداة قوية لاكتساب

المعرفة

والفهم والتفكير والاستدلال والتذكر، على العكس من ذلك كلما استطعنا القيام بالمزيد للتغلب على صعوبات تعلم اللغة والكلام للأطفال فسيكونون أفضل من أجل الأستعداد للتعلم وتحسين قدراتهم المعرفية.

كما قام الباحثون بتجميع البيانات لجميع الأطفال وتمكنوا من

تحديد

ثلاث مجموعات وصفوها بأنها بطيئة ومتوسطة وسريعة في معدل اكتسابهم للمفردات

  • في المجموعة المتوسطة كان هناك 9 أطفال مصابين بمتلازمة داون و 11 طفل عادي
  • وفي المجموعة البطيئة 11 مصاب بمتلازمة داون و 4
  • في المجموعة السريعة 8 أطفال عاديين فقط

تؤكد هذه النتائج على الاختلاف الواسع في تطور اللغة الذي لوحظ في جميع مجموعات الأطفال، وبحلول نهاية الدراسة تم تصنيف 4 أطفال يعتقد أنهم أظهروا تطورًا عاديًا قبل 12 شهرًا رغم أنهم متأخرون في اللغة ويحتاجون إلى مساعدة علاجية و 9 أطفال من ذوي متلازمة داون كانوا في المجموعة المتوسطة وكانوا يتعلمون الكلمات بنفس معدل ما يقرب من نصف الأطفال العاديين، كما تظهر البيانات أن جميع الأطفال يختلفون بشكل كبير في معدل اكتسابهم للمفردات ولا يمكن تفسير التباين في معدل التطور المعرفي في هذه المرحلة المتوسطة

حيث تعلمت المجموعة السريعة 38 كلمة وتعلمت المجموعة المتوسطة 23 كلمة والمجموعة البطيئة 6 كلمات شهريًا لاكتساب الإدراك العقلي، كما تم الأقتراح أن هذه الاختلافات يجب أن تكون محور التركيز التالي لجهود البحث وأن أحد الاحتمالات التي يجب استكشافها هو مقدار وأسلوب خطاب الأم لأطفالهم حيث ثبت مؤخرًا أن هذا السبب يؤثر على معدل اكتساب المفردات لدى الأطفال العاديين وأطفال متلازمة داون

في دراسة سابقة أظهر ميلر وزملاؤه أن الأطفال المصابين بمتلازمة داون يظهرون طفرة في المفردات مثل الأطفال الآخرين وهي زيادة سريعة في معدل اكتساب الكلمات الجديدة ولكن هذا يحدث في وقت متأخر عن الأطفال العاديين فيما يتعلق بالعقلية الخاصة بالعمر عندما يتعلم الأطفال العاديون ما يعادل أو في المتوسط  30 كلمة يتعلم أطفال متلازمة داون 17 كلمة وعندما يكتسبون الأطفال العاديون حوالي 45 كلمة يكتسب أطفال متلازمة داون حوالي 20 كلمة.

مواقف تعلم اللغة

لقد كرس الباحثون بالفعل الكثير من الجهد للتحقيق في الطريقة التي تتحدث بها الأمهات مع الأطفال المصابين بمتلازمة داون لكن هذه كانت في الأساس دراسات تجريبية تم فيها تصوير الأمهات والأطفال في جلسة اللعب واستنتج بعض المراجعين أن هذه الدراسات لم تظهر أي فروق ذات دلالة إحصائية ثابتة في أنماط حديث الأمهات للأطفال إذا كان الأطفال في نفس المرحلة من إنتاج الكلام

كما يقترح البعض الآخر أن التفاعلات اللفظية وغير اللفظية بين الأمهات والأطفال الذين يعانون من متلازمة داون قد تؤثر في صعوبات الأطفال بطرق عديدة وقد تؤثر على تعلم اللغة، كما لم تنظر أي دراسات بالفعل في الاختلافات في الكمية أو أسلوب الحديث اليومي بين الأمهات والأطفال الذين يعانون من متلازمة داون لمعرفة ما إذا كان هذا يؤثر على تقدمهم ويشرح بعض الاختلافات الواسعة في التقدم التي ذكرها ميلر. [1]