ديوان المخبل السعدي وأهم قصائده

من هو المخبل السعدي

إذا كنت من محبي الشعر والقصائد، فبالتأكيد قد سبق لكَ وسمعت عن المخبل السعدي وهو ربيع بن مالك بن ربيعة بن عوف السعدي، أبو يزيد وهو من بني أنف الناقة،  وقد سُميت القبيلة بهذا الأسم لأن صاحبها أشتهر بسحب ناقته من أنفها.

ربيع بن مالك بن ربيعة بن عوف السعدي، أبو يزيد، من بني أنف الناقة، من تميم: شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، هاجر إلى البصرة، وعمر طويلا، ومات في خلافة عمر أو عثمان، قال الجمحيّ: له شعر كثير جيد، هجا به الزبرقان وغيره، وكان يمدح بني قريع ويذكر أيام بني سعد .

فالمُخبَّل السعدي أو المخبل القريعي هو  شاعر مخضرم عاش في الجاهلية وأدرك

الإسلام

توفي في خلافة عثمان بن عفان وقيل بل في خلافة عمر بن الخطاب.

والمخبل بفتح الباء المشددة، أصله من أصيب بالخبل، وهو استرخاء المفاصل من ضعف أو جنون، وهذا لقب له.

ويعتبر ربيع بن مالك تميمي مضري والمخبل هو لقب غلب عليه كما غلب على جده الأعلى جعفر حيث لقب بأنف الناقة وذلك أن أباه قريعا نحر جزورا فأخذ جعفر بأنف الناقة يجر رأسها إلى المنزل فلحقه الاسم .

وكان المخبّل صديقا مقرباً للزبرقان بن بدر منذ الجاهلية، ولكنّ هذا لم يمنعهما من التهاجي في الجاهلية؛ ويبدو أن المخبّل قد استمر في الهجاء بعد أن جاء

الاسلام

أيضا.

وعمّر المخبّل السعدي في الجاهلية والاسلام دهرا طويلا، ومات في أيام عثمان بن عفّان بعد أن أسنّ كثيرا. [1] [2]

ما هو ديوان المخبل السعدي

كما قد ذكرنا من قبل أن السعدي هو شاعر فحل مشهور ولكنّه مقلّ وهو شاعر مخضرم، وشعره فصيح سهل التراكيب وسهل الفهم والاسلوب، أما بالنسبة لفنونه فالمديح والهجاء خاصّة، وفي هجائه إقذاع وتهويل.

وهو إذا ذكرنا ممتاز في الوصف فقد تم تسميته بالوصّاف للنوق الذي يجيد وصفها ويطيل في الوصف،  ثم له أشياء من الحكمة والغزل والعتاب.[2]


المختار من شعره في الديوان :


قصيدة يا زَبرَقانُ أَخا بَني خَلَف

يـا زَبـرَقانُ أَخا بَني خَلَفٍ….ما أَنتَ وَيبَ أَبيكَ وَالفَخرُ

هَل أَنتَ إِلا في بَني خَلَفٍ…كَالأَسكَتَينِ عَلاهُما البَظَرُ


قصيدة كُنا كَريمَي مَعشَرٍ جَمَّ بَينَنا

وَكُنا كَريمَي مَعشَرٍ جَمَّ بَينَنا…تُـصـافٍ فَـصُـنـاهُ بَـحُـسـنِ صِيانِ


قصيدة إِنّا أُناسٌ تَعرِفُ الخَيلُ زَجرَنا

وَإِنّـا أُنـاسٌ تَـعـرِفُ الخَيلُ زَجرَنا…إِذا مَـطَـرَت سُـحـبُ الصَوارِمِ بِالدَمِ

وَإِنّا لَنُعطي النَصفَ مَن لَو نَضيمُهُ….أَقَــرَّ وَنَــأبــى نَــخـوَةَ المُـتَـظَـلِّم


قصيدة أيهلكني شيبان في كل ليلة

أيهلكني شيبان في كل ليلة

لقد ضل حلمي في خليدة ضلة

أتهجر ليلى للفراق حبيبها

سيكفيك صرب القوم لحم معرض

فقلت لها فيئي إليك فإنني

وقد أنهب المعزى فبرت يمينه

رأيتك هريت العمامة بعدما

أيا شرحي بني أجيال طييء

إن قشيرا من لقاح ابن حازم

فإن تك نالتنا

كلاب

بغزة

أعرفت من سلمى رسوم ديار

أدوا إلى روح بن حسسان

لعمر أبيك لا ألقى ابن عم

إذا ما هم أصلحوا أمرهم

أتهزأ مني أم عمرة أن رأت

تدارك حزن بالقنا آل عامر

يا عمرو إني قد هويت جماعكم

كسوناها من الريط اليماني

يا زبرقان أخا بني خلف

وقد تزدري العين الفتى وهو عاقل

والزعفران على ترائبها

ألم تعلمي يا أم عمرة أنني

محبسة في دارة الخرج لم تذق

ضربوا لأبرهة الأمور محلها

فأنزلهم دار الضياع فأصبحوا

أنبئت أن الزبرقان يسبني

إن اليمامة شر ساكنها

عفا العرض بعدي من سليمى فحائله

وساقطة كور الخمار حيية

مددت برحم عند حنظل أبتغي

وسارت إلى يبرين خمسا فأصبحت

ذكر الرباب وذكرها سقم

إذا أنت عاديت الرجال فلاقهم

تعامس حتى يحسب الناس أنها

إذا ذكر الحطيئة لم يعدوا

وقالوا أخانا لا تضعضع لظالم

وإنا أناس تعرف الخيل زجرنا

وردوا صدور الخيل حتى تنهنهت

غشيت ليلي دمنة لم تكلم

خوامس تنشق العصا عن رؤوسها

وكان لها من حوض سيحان فرصة

لقد شاقني لولا

الحياء

من الصبا

أرى إبلي حلت دبا بعدما يرى

تحملن من ذات الإزاء كما انبرى

وكنا كريمي معشر جم بيننا

ولما رأت قطمان من عن شمالها

إذا أفنت أروى عيالك أفنها

وفي إبل ستين حسب طعينة


ما هي أهم قصائد المخبل السعدي

قال المخبّل السعدي قصيدة يذكر فيها محبوبته ويصف دارها. ثم وصف الناقة فأطال؛ بعدئذ ختم القصيدة بشيء من الحكمة، وقد بدأ بالذكرى والطيف، ووصف دار صاحبته وقد درست، وبدلت من ساكنها البقر والظباء، ثم نعت صاحبته، وشبهها فيما شبهها به بالدرة. [2] [3]

ووصف الدرة ومستخرجها، وببيضة النعامة يحفها الظليم، ثم وصف الطريق وناقته التي اجتازت عليها وانحنى على عاذلته، التي لامته في كرمه وإنفاقه، واحتج بأن الخلود في البذل لا في الثراء، وبأن المنية غاية الأحياء.

ذَكَرالرَّبابَ وذِكْرُها سُقْمُ .. فَصَبَا، ولَيْسَ ِلمَنْ صَبا حِلْمُ

وإِذا أَلَمَّ خَيالُها طُرِفَتْ …عَيني، فماءُ شُؤُونِها سَجْمُ

كاللُّؤلُؤِ المسْجُورِ أُغْفِلَ في ….سِلْكِ النِّظَام فَخانهُ النَّظْمُ

وأَرَى لها دَاراً بأَغْدِرَةِال …..سِّيدَانِ لم يَدْرُسْ لها رَسْمُ

إِلاَّ رَماداً هامِداً دَفَعتْ … عنهُ الرِّياحَ خَوَالِدٌ سُحْمُ

وَبقِيَّةَ النُّؤْيِ الذي رُفِعَتْ …. أَعْضَادُهُ فَثَوى لهُ جِذْمُ

فكأَنَّ ما أَبقَى البَوارِحُ والـ ….أَمطارُ من عَرَصاتِها الوَشْمُ

تَقْرُو بِها البقَرُ المَسَارِبَ واخْـ ….تَلَطَتْ بها الآرَامُ والأُدْمُ

وكأَنَّ أَطْلاَءَ الجَآذِرِ وال ….. غِزْلاَنِ حَوْلَ رُسُومها البَهْمُ

ولقد تَحُلُّ بها الرَّبابُ لها …. سَلَفٌ يَفُلُّ عَدُوَّها فَخْمُ

بَرْدِيَّةٌ سَبَقَ النَّعِيمُ بها …. أَقْرَانَهَا وغَلاَ بِها عَظْمُ

وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحيفَةِ لاَ ….ظَمْآنُ مُخْتلَجٌ ولا جَهْمُ

كَعَقِيلَةِ الدُّرِّ اسْتَضَاءَ بِها ……مِحْرَابَ عَرْشِ عَزِيزِها العُجْمُ

أَغْلَى بها ثَمناً، وجاءَ بِها …..شَخْتُ العِظَامِ كأَنَّهُ سَهْمُ

بِلَبَانِهِ زَيْتٌ، وأَخْرَجَها …… مِن ذِي غَوَارِبَ وَسْطَهُ اللُّخْمُ

أَوْ بَيْضَةِ الدِّعْصِ التي وُضِعَتْ …. في الأَرضِ، ليس لِمَسِّها حَجْمُ

سَبَقَتْ قَرَائِنَهَا وأَدْفَأَهَا ….. قَرِدُ الجَناح كأَنَّهُ هِدْمُ

ويَضُمُّها دُونَ الجَناحِ بِدَفِّهِ …..وتَحُفُّهُنَّ قَوَادِمٌ قُتْمُ

لم تَعْتذِرْ منها مَدَافِعُ ذِي ….. ضالٍ وَلاَ عُقَبٌ ولا الزُّخْمُ

وتُضِلُّ مِدْرَاها المَوَاشِطُ في … جَعْدٍ أَغَمَّ كأَنَّهُ كَرْمُ

هَلاَّ تُسَلِّي حاجَةً عَلِقَتْ …. عَلَقَ القَرِينَةِ حَبْلُها جِذْمُ

ومُعَبَّدٍ قَلِقِ المَجَازِ كَبا ..  رِيِّ الصَّنَاعِ إِكامُهُ دُرْمُ

لِلقارِبَاتِ مِنَ القَطَا نُقَرٌ … في حافَتَيْهِ كأَنَّها الرَّقْمُ

عارَضْتُهُ مَلَثَ الظَّلاَمِ بِمذْ … عَانِ العَشِيِّ كأَنَّها قَرْمُ

تَذَرُ الْحَصَى فِلَقاً إِذا عَصَفَتْ … وجَرَى بِحَدِّ سَرابِها الأُكْمُ

قَلِقَتْ إِذَا انْحدَرَ الطَّرِيقُ لها … قَلَقَ المَحَالَةِ ضَمَّها الدَّعْمُ

لَحِقَتْ لَهَا عَجْزٌ مُؤَيَّدَةٌ ….عَقْدَ الفَقَارِ وكاهِلٌ ضَخْمُ

وقَوائمٌ عُوجٌ كأَغْمِدَةِ الـ …. بُنْيانِ عُولِيَ فَوْقَها اللَّحْمُ

وإِذا رَفَعْتَ السَّوْطَ أَفْزَعَها …. تحتَ الضُّلوعِ مُرَوَّعٌ شَهْمُ

وتسُدُّ حاذَيْها بِذِى خُصَلٍ ….عُقِمَتْ فَنَاعَمَ نَبْتَهُ العُقْمُ

ولهَا مَنَاسِمُ كالمَواقِعِ لا ….. مُعْرٌ أَشاعِرُها ولا دُرْمُ

وتَقِيلُ في ظِلِّ الخِبَاءِ كما …..يغْشَى كِنَاسَ الضَّالَةِ الرِّئْمُ

كتَرِيكَةِ السَّيْلِ التي تُرِكَتْ … بِشَفَا المَسِيلِ ودُونَها الرَّضْمُ

بَلَّيْتُها حتَّى أُؤَدِّيَهَا …. رِمَّ العِظَام ويَذْهَبَ اللَّحْمٌ

وتقولُ عاذِلَتِي وليسَ  …..لها بغَدٍ ولاما بَعْدَهُ عِلْمُ

إِنَّ الثَّرِاءَ هُوَ الخُلُودُ وإِ ….. نَّ المَرْءُ يُكْرَبُ يَوْمهُ العُدْمُ

إِنِّي وجَدِّكِ ما تُخَلِّدُني …. مائةٌ يَطِيرُ عِفَاؤُها، أُدْمُ

ولَئِنْ بَنَيْتِ لِيَ المُشَقَّرَ في … هَضْبٍ تُقصِّرُ دُونَهُ العُصْمُ

لَتُنَقِّبَنْ عَنِّي المنِيَّةُ إِ ….نَّ

الله

ليسَ كَحُكْمِهِ حُكْمُ

إِنَّي وَجَدْتُ الأَمْرَ أَرْشَدُهُ …. تَقْوَى الالهِ وشَرُّهُ الإِثْمُ