قصة السيدة سارة مع فرعون
نبذة عن السيدة سارة
لقد رفع
الإسلام
من مكانة المرأة في المجتمع، وضرب لنا العديد من الأمثال عن وجود المرأة في الإسلام وكيف أنها ساعدت
الرجل
كثيراً في
الحياة
الكفاح والسعي من أجل نشر الإسلام.
وكانت السيدة سارة هي مثال يُحتذى به، فهي زوجة إبراهيم عليه
السلام
، وقد آمنت وهاجرت معه إلى
فلسطين
، وقدم لها ملك مصر ” الفرعون” بتقديم جارية لها تدعى “هاجر” لتساعدها وتخدمها.
وعندما أحستْ أنها تتقدم في
العمر
وأنها قد بلغت سن
اليأس
وأصبحت عجوز و عقيم أرادت أن تعوض تهدي ” ابراهيم ” زوجة أخرى لكي ينجب منها تعبيراً عن لحبِّها لزوجِها، فزوَّجته من جاريتها “هاجر” لعلَّ
الله
يرزقه منها غلامًا.
وقد كان ذلك، فقد حملت هاجر وولدت لإبراهيم إسماعيل عليهما السلام – ومن ثم قد أوحى الله إلى إبراهيم ما أوحى، فأخذ هاجرَ وابنَها إسماعيل من فلسطين إلى الحجازِ إلى الوادي غير ذي الزرع إلى حيث مكة الآن. [1]
ما هي قصة السيدة سارة مع فرعون
لقد أتجه إبراهيم عليه السلام إلى مصر بعد أن خرج من أرض العراق، بعدها أحرق الله النمرود وقومه، واتجه إلى بلاد الشام ومصر، وعندما دخل مصر قيل له لما دخلت أرض مصر وكان فيها هذا الجبار؟.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك
الوقت
: (لم يكذب إبراهيم النبي عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات: ثنتين منها في ذات الله، قوله: إِنِّي سَقِيمٌ [الصافات:89]، وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا [الأنبياء:63]، وواحدةً في شأن سارة)
فعندما دخل قال أحد الحراس للجبار” أن هناك رجل معه امرأة دخلوا مملكتك، المرأة جميلة جداً في غاية الجمال، لا تصلح إلا لك.”
وقد كان إبراهيم قد تزوجها لَمَّا انتقل من بلاد قومه إلى حران، فقد تزوجها في ذلك الوقت، ولما دخل بها مصر قابل ذلك الملك الطاغية وبعضاً من أقارب الملك.
وكان فرعون معروف عنه في ذلك الوقت أنه لا يدع إمرأة جميلة إلا أخذها له، ولم تكن سارة عادية بالنسبة له، فقد كانت صارخة الجمال. [2]
ماذا قال إبراهيم عليه السلام عندما سأله فرعون عن سارة؟
فأرسل إلى إبراهيم وإلى سارة وجيء بها لمقابلتها، فسأله عنها، فقال فرعون : من هذه المرأة التي معك؟ قال: أختي.
ففي الحديث الذي قد دار بينهما أنه أتي بإبراهيم وحده أولاً وسأله من هذه؟ قال: هذه أختي، وقد رجع إبراهيم إلى زوجته، قال: يا سارة ! ليس على وجه الأرض مسلم غيري وغيركِ ثم طلب منها، إذا سألها الملك عن قرابتها منه مَن تكون بالنسبة له أن تقول له: إنها أخته؛ حتى لا يتناقض كلامه مع كلامها؛ ولئلا يظهر بمظهر الكاذب، وكان السبب الأساسي أن لا يطمع فيها فقال: فصدقيه إذا سألك عني، فقولي: هذا أخي؛ لأنني قلت له: إنك أختي، يقصد إبراهيم أختي في الإسلام.
فلعل إبراهيم أحس مسبقاً أن الملك سيطلبها، فأوصاها بما أوصاها به، ولما وقع ما كان يظنه أعاد عليها الوصية لما استدعاه الملك، وقال: من هذه المرأة التي معك؟ قال: أختي، رجع إليها، وقال: إذا سألك فاصدقيني إذا سألك فقولي له: أنك أختي، ولا تكذبيني.
لماذا لم يقول إبراهيم الحقيقة بشأن زوجته ؟
حيث إن الملك إذا عرف أنها زوجته لا يمكن أن يصل إليها إلا بالتخلص من زوجها أولاً، فيَقْتُل إبراهيم أولاً للوصول إلى المرأة؛ لكن لو عرف أنها أخته ربما وصل إليها بطريقة أخرى كالزواج أو غيره بدلاً من القتل.
ولأنه كان ظالماً كان يريد اغتصابها، فأراد إبراهيم قول تلك الكذبة وهي أن يدفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما، بين أن يكذب أو يخبر بالحقيقة، ويُقْتل، فارتكب أدنى المفسدتين، وأخبر بتلك الكلمة، وقال لها: (ليس على وجه الأرض مؤمنٌ غيري وغيرك).
ماذا حدث لفرعون عندما حاول التقرب من السيدة سارة؟
عندما أخذوا سارة من إبراهيم قام إبراهيم يصلي، ولما أدخلوها على الملك فرعون فهو لم يتمالك أبداً أن بسط يده إليها من شدة جمالها، ولأنه لم يستطع أن يقاوم نفسه فقبِضَت يده قبضة شديدة، بمعنى ” أصابه الشلل ” في يديه.
جاء في رواية الأعرج : أن سارة توضأت أولاً ودعت الله عز وجل قائلةً: (اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فلا تسلط علي الكافر) هي تعلم أنها آمنت به لكن تواضعاً منها قالت هذا الدعاء.
ولما شلت يد هذا الملك وصرع قال: (ادعي الله لي ولا أضرك) وفي رواية مسلم : (ادعي الله أن يطلق ففعلتْ) قال أبو هريرة : قالت: (اللهم إن يمت يقال: هي التي قتلته) فهي إذا دعت بأن بموت فسيقولون هي من قتلته، فدعت أن يتركها وشأنها ذلك أفضل لها وله.
وبعد ذلك دعا الرجل الذي جاء له بـسارة وقال له: إنك لم تأتني بإنسان، إنما أتيتني بشيطان، ما أرسلتم إلي إلا شيطانة أرجعوها، ولعله لما صُرع ظن أن الشيطان هو الذي تدخل، حيث أنهم كانوا قبل الإسلام في الجاهلية يعظمون أمر
الجن
جداً، وكانوا يرون كل ما وقع من الخوارق من فعل الجن والشياطين، لما رأى الملك نفسه مصروعاً مشلولاً قال: هذا من فعل الجن، هذا شيطان، هذا ليس بإنسان.
وعلى أثر ذلك قد أطلق سراح سارة وقال: أعيدوها إلى إبراهيم، وزيادة على ذلك: أعطاها خادمة وهي “هاجر” وهبها لها لتخدمها، لأنه سمع أنها كانت تعجن العجين أو تخدم نفسها، قال: هذه لا يليق أن تخدم نفسها، فأعطاها خادمة وهي: هاجر.
فلما أطلق سراحها ومعها هاجر أتت سارة إلى إبراهيم وكان يصلي، فقال إبراهيم بعدما انصرف من صلاته: ما الخبر؟ فقالت سارة ملخصةً ما حصل: رد الله كيد الكافر وأخدم هاجر رد الله كيد الكافر في نحره، فأَشَعَرْتَ أن الله كبت الكافر .
بعض الدروس المستفادة من قصة سارة مع الفرعون
تحذير
النساء
من الفجرة
هناك بعض الأشخاص السيئين الذين لا يهدئون أبداً عند رؤية المرأة، وخاصة إذا كانت جميلة، لذلك على المرأة المسلمة أن تحتشم ذَلِكَ أَدْنَى” أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ “، وأن تصرخ بأعلى صوتها لكي ينقذوها.
فالمرأة إذا تبرجت صارت نهباً وعُرضة لكل فاسق وفاجر، لأنها تصبح مجالاً للإغراء والفتنة، ويطمع فيها الطامعون، وأما إذا احتشمت وتحجبت ولم يظهر منها شيء فلا يطمع فيها أحد. [3]
بعض الآيات عن حفظ النفس من التبرج
- سبحانه وتعالى حكيم عندما قال: يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] ، ويَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [النور:31]
- قال تعالى : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور:31] .
- قال تعالى : ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] .
- قال تعالى: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33]
- قال تعالى فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] .
- قال تعالى: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31]. [3]