علامات تدل على وجود الجرثومة الحلزونية
الجرثومة الحلزونية
إن الجرثومة الحلزونية في الأصل هي نوع من أنواع البكتريا التي تُصيب الجهاز الهضمي، والتي تكمن بشكل خطير في
المعدة
، وتسمى (Helicobacter Pylori)، قد تُصيب الإنسان وتبقى بداخله، إذ أنها تدخل إلى معدته عن طريق ابتلاعها ضمن طعام ملوث، أو مياه غير نظيفة، أو استخدام إناء غير مُعقم.
نظل خاملة داخل المعدة دون ظهور أيَّة أعراض لعدة سنوات، ولعله من الجدير بالذكر هنا أن تلك الجرثومة الخطيرة توجد بالفعل في أجسام أكثر من ثُلُثيّ شعوب العالم، إلى أن تبدأ
المناعة
في الانخفاض، وتسنح لها الفرصة بمهاجمة جدار المعدة وغشاءها المخاطي، وتتفاقم المشكلة إلى أن يبدأ الإنسان بالشعور بحرقة وقُرحة في معدته.[1]
أعراض الجرثومة الحلزونية
لا يظهر أي عرض من أعراض الجرثومة الحلزونية في البداية، وحين يستفحل الوضع، يستشعر الشخص بالتهاب في المعدة، وتقلصات شديدة بشكل مفاجئ، يختفي ويظهر دون أدنى مبرر، وتتوالى ظهور الأعراض كالتالي:
- الشعور بالغثيان، والميل إلى القيء.
- خروج غازات سواءً بالتجشؤ أو عن طريق فتحة الشرج، بشكل أكثر من الطبيعي.
- انعدام الشهية تمامًا.
-
ارتفاع شديد في درجة حرارة
الجسم
، مصحوب بحمى ورعشة. -
النحافة المُفرطة وخسارة
الوزن
بصورة سريعة. - قرحة المعدة والحموضة المتكررة.
- مع تفاقم المشكلة يبدأ عرض صعوبة البلع في الظهور.
- نزول دم أحمر مع البراز.
- الإصابة بالأنيميا الشديدة هي أحد أخطر أعراض الإصابة بـ الجرثومة الحلزونية.
- حدوث تورمات في منطقة البطن من أعلى إلى أسفل.
- الإعياء الشديد المصحوب بـ دوخة وإغماء.
-
اضطرابات هضمية، تظهر على هيئة نوبات من
الإمساك
والإسهال. - الشحوب الشديد، وفقدان تورُد الوجه.
- يتطور الوضع إلى أن تصل إلى ورم سرطاني بالمعدة.[2]
علاج الجرثومة الحلزونية
ينصح الأطباء باتباع خطوات علاجية غاية في الدقة، بالإضافة إلى الانتظام على حمية غذائية تُساعد في التخلص من أعراضه، الأطعمة التي تمد الجسم بالحديد لتفادي الأنيميا، وذلك في حالة التأكد من الإصابة بها بالفعل، أما للوقاية فيمكنك اتباع ما يلي:
-
الاهتمام بغسل اليدين جيدًا قبل
الأكل
وبعده، وياء حبذًا لو بصابون مُعقم. - الابتعاد قدر الإمكان عن القلق والتوتر النفسي، الذي من شأنه أن يُضعف المناعة ويُسهل الإصابة بـ الجرثومة الحلزونية أو يُعجل ظهور أعراضها.
- الامتناع تمامًا عن تناول الكافيين، مثل القهوة والكوكاكولا.
- الإقلاع عن التدخين نهائيًا، وشُرب الكحوليات.
- عدم تناول المُسكنات التي تتسبب في الإصابة بقرحة المعدة مثل (الأسبرين)، واستبدالها بمسكن (الباراسيتامول). [3]
العلاجات الدوائية
ترتكز فكرة العلاج الدوائي لـ الجرثومة الحلزونية على مُعادلة الحمض المَعِدي، والحد من معدل إنتاجه لحماية المعدة من تفاقم القرحة، بالإضافة إلى استخدام المُضادات الحيوية القوية واسعة المجال، ويُنصح باتباع النظام الدوائي التالي:
- أدوية مُضادة لمستقبلات الحساسية، مثل (Ranitidine) الذي يخفف حموضة المعدة.
- أدوية مُضادة لمضخة البروتونات، مثل (أميبرازول).
- أدوية مُضادات الطُفيليات واسعة المجال، مثل (أمريزول، المترونيدازول) لمدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد عن أسبوعين.
- أدوية المُضاد الحيوي، مثل (كلاريثرومايسين، أو تتراسيكلين، أو أموكسيسيللين)، والأفضل في تلك الحالة أن نجمع ما بين نوعين من المُضاد الحيوي، ويتم تناوله لمدة من سبع إلى أربعة عشر يومًا.
- أدوية (Probiotics)، والتي تزيد من كفاءة وفاعلية عمل المُضادات الحيوية.
-
يجب على
المريض
عدم التوقف عن تناول الأدوية أبدًا إلا بعد استشارة الطبيب وإجراء التحاليل اللازمة. - وجب التنويه عن أن الأدوية بخلاف المضاد الحيوي، لا تعمل على علاج الجرثومة بمفردها، بل هي تخفف من حدة الأعراض، وبمجرد التوقف عن تناولها تعود الأعراض بشكل مخيف أكثر من ذي قبل.
العلاجات المنزلية
تتدخل الأعشاب والمستخلصات الطبيعية في الوقاية من الجرثومة الحلزونية وعلاجها بشكل فعَّال، ومن تلك الوصفات ما يلي:
-
العسل
الأبيض، إذ أنه يحتوي على مضادات حيوية طبيعية، ومضادات للأكسدة. -
جل
الصبار
(الألوفيرا)، يُخلِّص الجسم من السموم، ويُعالج الإمساك المصحوب بدم. - مستخلص الشاي الأخضر، يعمل مقابض للمعدة، ومن ثم فإنه يقلل من إنتاج حمض المعدة المتسبب في القرحة.
- زيت الزيتون المعصور على البارد، يرفع مناعة الجسم ويقاوم البكتريا، ولذلك يُنصح بتناول ملعقة منه يوميًا صباحًا بغرض الوقاية أو تعزيز العلاج.
-
زيت أعشاب الليمون العطرية، إذ أن استنشاقه يعمل على تثبيط
جرثومة المعدة
كما أشارت الأبحاث.
تشخيص الجرثومة الحلزونية
بداية يسأل الطبيب مريضُه عن الأعراض التي يشعر بها، ثم عن تاريخه المرضي، بمعنى هل يُعاني من أي مرض مناعي أو ما شابه، ثم يستطرق لتاريح
العائلة
المرضي، كما يتساءل عن إذا ما كان المريض يتناول أيَّة أدوية حتى وإن كانت
فيتامينات
أو مُكملات غذائية.
بعد الإجابة على كافة التساؤلات يبدأ الطبيب في طلب فحوصاتٍ بعينها، بحيث تكشف له عن ما تخبأه المعدة، وتمر تلك الفحوصات بالمراحل التالية:
- الفحص السريري، وهو الذي يتحقق فيه الطبيب عن وجود بعض الأعراض الظاهرية لـ الجرثومة الحلزونية مثل الانتفاخ، أو آلام في مناطق معينة، سواءً باللمس أو الضغط أو بالسماعة.
-
التحاليل الطبية، والتي تتمثل في تحليل دم، وذلك من خلال أخذ عينة، وإجراء تحليل الكشف عن “الأجسام المُضادة” التي تتكون ضد الجرثومة الحلزونية بعينها، فضلًا عن التعرف على نسبة
الهيموجلوبين
في
الدم
لتحديد شدة الأنيميا ومدى خطورتها. - تحليل البراز، بحيث يتم الكشف عن وجود (دم) في البراز، كعلامة من علامات الإصابة بجرثومة المعدة.
-
اختبار
التنفس، إذ يستنشق المريض محلول (يوريا)، وإن كان مصابًا فينطلق إنزيم يعمل على كسر روابط (اليوريا) وينطلق من تكسيره غاز (CO2) ومن ثم يُكشف عنه بجهاز مخصص. - المناظير، إذ أن الطبيب المختص يقوم بإدخال أُنبوب المنظار من الفم، ويتجه به إلى (الاثنى عشر)، ويقوم بتصوير المعدة بكل ما فيها من أماكن متضررة.[4]
ما الذي يسبب عدوى الجرثومة الحلزونية
هناك العديد من الأسباب التي تُخفي في طياتها الإصابة بتلك الجرثومة الحلزونية الخطيرة، والتي يُمكن سردها فيما يلي:
- عدم تنظيف اليدين جيدًا خاصة من بقايا البراز.
- تناول مياه مُلوَّثة، أو غير مُعقمة باستخدام الفلتر.
- تناول الخضروات دون غسلها، أو تقشير الطبقة الخارجية، كما هو الحال في (الجزر والخيار).
- عدم استخدام الخل في نقع (الجرجير) وكافة مكونات السلطة الخضراء.
- تناول أطعمة سريعة بشكل مُفرط، سواء من مكان مضمون أو غير مضمون.
- التعامل مع شخص مريض بالجرثومة الحلزونية ولا يهتم بنظافته الشخصية.
- استخدام المُقتنيات الشخصية مع شخص آخر، كالمنشفة وما إلى ذلك.
-
عدم غسل الأواني جيدًا، مما يعد مدعاة لتراكم
البكتيريا
عليها، ومن ثم دخولها إلى الفم أثناء تناول الطعام. - وجوب تقشير الفواكه تمامًا قبل تناولها، والتخلص من القشرة الخارجية.
هل جرثومة المعدة تسبب السرطان
إذا أهمل الشخص المُصاب الأعراض التي تظهر عليه، والتي تدل بشكل كبير على الإصابة بـ الجرثومة الحلزونية، وخاصة إذا ما وصل به الحال إلى نزول قطرات من الدم في البراز، فتلك المرحلة الخطيرة تُعد مُؤشرًا لتفاقم الخطر
وباستمرار الإهمال تنمو الأورام السرطانية بالفعل، وتبدأ في مُهاجمة الجسم بخلاياها السرطانية، وهذا ما لا يُحمد عُقباه، إذ أن تلك المرحلة تشير إلى أن المرحلة التالية هي انتشار الخلايا السرطانية بالدم وإصابتها لعدة أماكن متفرقة في الجسم، إذ لا تقتصر وقتها على سرطان المعدة فحسب.