الفرق بين الغرق الجاف والغرق الثانوي


ما هو الغرق الجاف


عندما يتعرض أي شخص صغير كان أو كبيرًا للسقوط في

الماء

فإنه يبتلع كميّة من الماء وفي هذه الحالة يتمّ إنقاذه ويعتقد بذلك أنّه تخطي مرحلة الخطر، ولكن أحيانًا ما تتعرض الحالة إلى ما يُعرف بالغرق الجاف.



ما هو

الغرق

الجاف؟

تحدث حالة الغرق الجاف عندما يتمّ السقوط في الماء ودخول كميّة من الماء في

الأنف

والفم وفي هذه الحالة ي

صعب على عضلات القصبة الهوائية منع وصول الماء إلى الرئة حيثُ تسبب

كمية الماء

التي تمّ ابتلعها عنوةً في حدوث تشنج عضلات الحنجرة وإغلاق مجرى الهواء وتوقف عملية التنفس بسبب دخول الماء إلى

الجيوب الأنفية

مما يتسبب في توقف دخول الهواء للرئتين وحدوث الوفاة بسبب الغرق الجاف إذا لم يتمّ إنقاذ الحالة في أقل من

ساعة

.


مصطلح الغرق الجاف dry drowning، لا يُعدّ مصطلحًا طبيبًا كما لا يٌعدّ وصفًا للحالة، لأنّ الماء في هذه الحالة لا يصل إلى الرئتين وقد وصفه الأطباء بما يّعرف بمتلازمة ما بعد الغرق “post -immersion syndrome”، و


حالات الغرق الجاف تٌعدّ نادرة الحدوث ولكن يجب أنّ نكون على علم بهذه الحالة وأعراضها وقت حدوثها للقيام بـ الإنقاذ السريع.[1]


ما أعراض الغرق الجاف


هناك بعض الأعراض التي تظهر في حالة التعرض للغرق الجاف إذا وجود شخص أو طفل في الماء يجب عليك الانتباه جيدًا لها في حالة حدوثها من أجل إنقاذ الحالة من خلال الاتصال بالطوارئ ومن هذه الأعراض ما يلي:


  • تغيرات غير طبيعية في السلوك.

  • السعال بشكلٍ مستمر دون توقف.

  • الصفير.

  • عدم القدرة على الاتزان.

  • الشعور بالدوخة.

  • العصبية الشديدة.

  • الرغبة الشديدة في النوم.

  • خروج رغوة من الفم أو الأنف.

  • الصعوبة في التحدث.

  • الشعور بالغثيان والميل للتقيؤ.


لذا يُنصح بمراقبة الأطفال بصورة خاصة في أثناء تواجدهم في الماء وخاصة في حالة ظهور أي عرض من الأعراض السابقة.


ما الفرق بين الغرق الجاف والغرق الثانوي


يُستخدم مصطلح “الغرق الثانوي” لتشخيص حالة الغرق التي تدخل فيها الماء إلى الرئتين مما ينتج تهيج بطانة الرئتين وتجمع الماء بداخلها والإصابة بما يُعرف بالوذمة الرئوية، حيثُ تبدأ الأعراض في الظهور وتتفاقم الحالة في أقل من 24 ساعة لذا لا بدّ من مراقبة الأطفال جيدًا في أثناء تواجدهم في الماء.


أمّا الفرق بين الغرق الجاف والغرق الثانوي هو أنّ حالة الغرق الجاف تظهر الأعراض في أقل من ساعة بعد التعرض لابتلاع الماء، أمّا أعراض حالة الغرق الثانوي فتحدث في خلال 48 ساعة.


كيف يمكن علاج الغرق الجاف


عند ظهور أعراض الغرق الجاف على أحد الأطفال فيجب التوجه فورًا الطوارئ لتلقي الإسعافات اللازمة لعلاج تلك الحالة، وكل ما عليك فعله هو مساعدة

الطفل

على التنفس بهدوء للتقليل من تشنج الحنجرة.


عند وصل طاقم الطوارئ يقوم بمحاولة إنعاش الطفل ووضعه على جهاز التنفس الصناعي لمده بالأكسجين إلى أنّ تستقر حالة الطفل ويعاود التنفس بشكل طبيعي، ثمّ يتم نقله للمستشفى لاستكمال العلاج  ووضعة تحت الملاحظة ومع ضرورة القيام بفحص الرئة من خلال وضع الطفل تحت جهاز الأشعة السينية للتأكد من خلو الرئة من الماء تمامًا.


هل يمكن الوقاية من الغرق الجاف


يٌعدّ الغرق الجاف هو أحد أنواع الغرق الذي يتسبب في حدوث الوفاة بشكلٍ سريع إذا لم يتمّ الإنقاذ السريع للحالة لذا للوقاية من الغرق الجاف لا بدّ من مراقبة الأطفال جيدًا عند وجودهم داخل المياه، إذا تعرض الطفل في عمر عامين أو أقل لهذه الحادثة حتَّى لمدّة دقيقتين تحت الماء فلا بدّ من أخذه على الفور للطورىء، كما يجب الأخذ في الاعتبار بعض قواعد السلامة التالية:


  • لابدّ من مراقبة الأطفال التي تقل أعمارهم عن 4 سنوات عندما يكونوا في أحواض

    الاستحمام

    أو أماكن حمامات السباحة.

  • يجب أنّ  تكون الأمهات بالقرب من الأطفال التي لم تتخطى أعمارهم 4 سنوات في أثناء الاستحمام في حمامات السباحة وتقديم المساعدة لهم.

  • يجب الالتزام بلبس سترة النجاة عندما القيام بأي

    رحلة

    مائية.

  • لابدّ من الحصول على دورة تدريبية في كيفية التعامل في مثل هذه الحالات وما هي الإسعافات الأولية التي يجب القيام بها مثل عمل إنعاش للقلب.

  • يجب ألا يسمح للأطفال نزول المياه إلا في وجود حارس الإنقاذ على الشاطىء.

  • يجب التأكد من غلق بوابات حمامات السباحة بعد الانتهاء من فترة استخدامه.[2][3] [4]


لماذا يغرق المزيد من الناس في المياه العذبة من المياه المالحة


يختلف الغرق في المياه العذبة عن المياه المالحة حيثُ تمثل حوالى 90 % من حالات الغرق في المياه تكون في المياه العذبة، حيثُ يرجع السبب في تلك إلي كيمياء الماء وعلاقتها بالتناضح.


الغرق في المياه المالحة


يحدث الغرق نتيجة الاختناق وعدم القدرة على التنفس نتيجة عبور الماء إلى الرئتين، ولكن في حالة السباحة أو السقوط في المياه المالحة فإن نسبة

الملح

في المياه المالحة تمنع من دخول الماء إلى أنسجة الرئة، فإذا تعرضت للغرق في المياه المالحة فإنّه في الغالب يكون بسبب عدم قدرتك على تنفس الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون، يعمل الماء المالح في أثناء السباحة أو السقوط به على منع الأكسجين من الوصول للرئة وعند التخلّص منه تعود عملية التنفس إلى طبيعتها.


وليس

معنى

ذلك أنّ الخطر قد زال لأنّ المياه المالحة قد تزيد من ترسيب الأيون في خلايا الرئة حيث ينتقل الماء المالح عن طريق

الدم

إلى الرئة مما يعمل على الضغط على الأوعية الدموية والقلب مما يتسبب في توقف

القلب

لمدّة تتراوح ما بين 8 إلى 10 دقائق، ولإنقاذ هذه الحالة يمكن شرب كميّة من الماء العذب لترطيب الدم وإنعاش القلب مرة ثانية.


الغرق في المياه العذبة


تسبب المياه العذبة في الموت حتَّى بعد النجاه من الغرق ويرجع السبب في ذلك إلى أنّ أيونات المياه العذبة أكثر تمييزًا من السائل المكون للرئة، حيثُ يتسبب دخول الماء العذب إلى الرئة في تدمير خلايا الرئة بسبب ضغط المياه على الشعيرات الدموية داخل أنسجة الرئة مما يؤدي إلى دخول الماء للدم حيثُ يعمل على تخفيف وإحلال مكونات الدم التي تسبب في حدوث خلل في

كهرباء القلب

والإصابة بالسكتة القلبية التي تؤدي للوفاة في حالة عدم القيام بإسعاف الحالة.


إسعافات الغرق للأطفال


يوجد بعض الإسعافات الأولية التي يجب أنّ نتعلمها للتعامل في مثل هذه الحالات ومنها ما يلي:


  • القيام بإخراج الشخص الغارق مباشرةً من المياه.

  • إنقاذ الطفل بمد عوامة إذا صعب إنقاذه باليد.

  • وضع الطفل على الأرض بشكل مستقيم.

  • القيام بفتح ممرات التنفس عن طريق رفع الرأس والذقن للخلف.

  • إذا لوحظ وجود إصابة في الرأس أو

    الرقبة

    فيجب رفع الذقن فقط.

  • يجب التأكد من تنفس

    المريض

    من خلال سماع صوت أنفاسه حيثُ لا تدل حركة الصدر على التنفس في هذه الحالة.

  • عليك بقياس نبض المريض من خلال أصابع

    اليد

    في منطقة الرقبة وأسفل الذقن من الوريد الواصل إلى القلب والدماغ، وفي حالة التأكد من عدم وجود نبض يجب القيام بتدليك القلب وإنعاشه.


  • إذا تمّ إنقاذ الطفل وكان واعيًا يحب القيام بخلع ملابس المبتلة وتدفئته.