تحليل رواية الصخب والعنف


نبذة عن رواية الصخب والعنف


«الصخب والعنف The Sound and The fury» رواية للكاتب الأمريكي



ويليام فوكنر



، صدرت هذه الرواية عام 1929، كما أن هذه الرواية قد حصلت على

جائزة نوبل

في الأدب، وهي من

أشهر

الروايات التجريبية التي قامت بتوظيف تيار الوعي البشري، فهذه الرواية منذ صدورها حتى يومنا هذا تركت أثرًا كبيرًا في الرواية العالمية ومفاهيمها، وكما عهدنا على روايات فوكنر وأسلوبه اللغوي فلقد قام باستخدام اللغة لصالح كتاباته كأداة عديدة الوظائف، فالرواية الأصلية بنصها الأصلي تحمل أسلوبًا معقدًا بسبب مقاربات  فوكنر التجريبية والتي أدت إلى هذه الصعوبة البالغة في نصها، ولقد تمت ترجمة هذه الرواية إلى العربية مرتين على يد كلٍ من ترجمة جبرا إبراهيم جبرا التأسيسية (1961)، والثانية ترجمة محمد يونس (2014).


تحليل رواية الصخب والعنف


يقول الكاتب ويليام فوكنر: (إن مؤلفي الروايات بحاجة شديدة إلى 99% موهبة ومقدرة، و1% نظاماً عاماً، وإن على الروائي ألا يقتنع بما يكتب لأن ما حققه لا يمكن أن يكون الكمال بعينه، وإن من ضرورات عمله أن يسعى جاداً إلى الارتقاء بما يحسبه نهاية قدره، ولا جدوى من محاولة

التفوق

على معاصريه أو سابقيه، لأنه لا وجه للمقارنة بينه وبينهم.)


وفي ظل هذه العبارة انبثقت إلينا رواية فوكنر الصخب والعنف، رواية تتحدث عن الجنوب، والتي تجمل اسمًا مقتبس من أحد مسرحيات ويليام شكسبير من مقطع يقول:  (إنها حكاية يحكيها مَعتوه؛ مِلؤُها الصخب والعنف ولا تعني أيّ شيء)، والحكاية هذه تأخذنا إلى ناحية

نهر

المسيسيبي وحكاية عائلة كامبسن، تلك

العائلة

التي تحيي على مجد الأشراف، مجد الأجداد الذين عاشوا في الجنوب الأمريكي، وتنقسم أحداث الرواية على أربعة فصول تم توزيعها زمنيًا كما يأتي:


  • الفصل الأول:


    في السابع من شهر نيسان عام 1928، ويرويه معتوه العائلة المدعو (بنجي)

  • الفصل الثاني:


    في الثاني من شهر حزيران عام 1910، ويرويه أخيه الطالب في

    جامعة هارفارد

    المدعو (كونتن)

  • الفصل الثالث:


    في السادس من شهر نيسان عام 1928، ويرويه الأخ العاقل في هذه العائلة، والوحيد الذي ظل على قيد

    الحياة

    المدعو (جاسن)

  • الفصل الرابع:


    في الثامن من شهر نيسان عام 1928، يرويها علينا المؤلِف ويليام فوكنر.


ولقد قام فوكنر بجعل الراوي الأول للرواية أبله العائلة بنجي وذلك لأنه أراد أن يعرض وجهة نظر شخص بسيط وبعيد كل البعد عن فلسفة الأمور، وغير متحيز لمصالح ذاتية، جاء الفصل الأول في أسلوب يتسم بالكثير من الفوضوية وعدم الترابط في الكلام أو مجرى الأحداث، ولقد كتب فوكنر هذه الرواية على عدة أشكال مختلفة أو على نغمة موسيقية واحدة يعزفها ثلاث إخوة كل واحدٍ منهم بشكلٍ مختلف، ولقد عمل فوكنر على استخدام أسلوب المونولج الداخلي هذا الأسلوب الذي يتيح لكل شخص داخل الرواية أن يعبر عن تيار وعيه المختلف، فهم ثلاثة إخوة في حالة من الهستيريا والهوس بمجد الأشراف، مختلطين بالعنصرية التي اتسم بها طابع الرواية من ناحية نقدية، ولقد جعل فوكنر من

قصة

هذه العائلة حالة إسقاطية على الجنوب الأمريكي أثناء الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.


تبدأ القصة برواية أحداث حياة هذه العائلة الجنوبية، وكيف أنها قد انهارت وسقطت حالها مثل حالة الجنوب، ومن هنا يأتي الإسقاط، فلقد جاء هذا الانهيار في أربعة أيام، كل يوم في فصل ترويه شخصية من الشخصيات كما ذكرنا سابقًا، وذلك في إطار سياسي، فبعد رواية اليوم الأول وانتهاء الأبله بنجي تبدأ رواية الابن الثاني للعائلة، وهو كوينتن وتقع أحداث روايته في الثاني من شهر حزيران عام 1910، والذي انتهى به الأمر منتحرًا، وفي الرواية الثالثة يأتي الابن الثالث جاسن في السادس من حزيران عام 1928، وجاسن هو شرير العائلة  الكريه، ثم تأتي رواية اليوم الثالث والتي تقع على لسان الراوي، وعلى الرغم من اختلاف أيام الرواية إلا أنها لا تحمل نفس الترتيب الزمني للأحداث، فهي تحكي تاريخ هذه العائلة الارستقراطية الحافل بالأحداث، حكاية العائلة منذ الازدهار إلى السقوط في إطار إسقاطي يحمل طابع سياسي واضح.


ملخص رواية الصخب والعنف


في ظل هذه الرواية قام المترجم جبرا إبراهيم جبرا بتلخيصها في مقطعين عن رواية فوكنر الصخب والعنف: خلق “فوكنر” في أعماله الروائية أسطورة بعيدة الأصول، منتشرة الفروع، تضيف إلى كل رواية يكتبها تفصيلاً جديداً واتساعاً جديداً، وكان رائده في إيجاد هذه الأسطورة الخلافة أن يصور ما يدعوه الامريكيون (الجنوب): وهو يتألف من الولايات التي انتعشت على

زراعة

القطن واستخدمت الزنوج رقيقاً إلى أن اندلعت نيران الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، فخسر الجنوب الحرب، والغي الرق، وغزا الشمال الجنوب بوسائل شتى وتغيرت معالم الحياة فيه. لقد أراد فوكنر من خلال روايته “الصخب والعنف” مجابهة مشكلة الشر ويتفحصها من كل جانب، لكي يرى فعلها في حياة الإنسان.


“الصخب والعنف” هي أول رواية نشرها فوكنر عن قصة الجنوب هذه وقد كانت كتابه الخامس  الذي التفت إليه النقاد ورأوا فيه رواية رائعة البناء، والأسلوب سماها البعض “رواية الروائيين”. غير أن القارئ يحتاج في تذوقها وتخطي صعوبتها إلى حساسية فنية مرهفة، وأناة شديدة، فكان الكتاب نصراً أدبياً لصاحبه، الرواية قصة أخوة ثلاثة هم “كونتن”، و”جاسن” و”بنجامين أو بنجي” وأختهم “كانوس أو كادي” وأبنتها “كونتن” (وسميت باسم خالها بعد انتحاره)، وقد كتبت على شكل سمفونية في أربعة أقسام، كل قسم من الأقسام الثلاثة يرويه أحد الأخوة بالدور، كل على طريقته، والقسم الأخير يرويه المؤلف، إن أسرة كمبسن هذه تحاول التمسك بالتقاليد الارستقراطية عبثاً، وهنا يبرز

الرمز

الذي سيطر على أسطورة فوكنر الجنوب وتسرب نوازع الشمال المادية والآلية إليه مما أدى إلى سقوطه في هذا المستنقع الذي جرده من مثاليته وأخلاقيته التي احتفى بهما فوكنر دائماً ودعا دائماً إليهما. ونجاح فوكنر في إبراز تلك المسائل يبرز من خلال نجاحه في تصوير ما أصاب من غايته، وغايته هي أن يصور انحلال أسرة كمبسن، ضمن إطار الانحلال العام في “الجنوب”.


اقتباسات من رواية الصخب والعنف


  • ” أنت لست طفل فقير. هل أنت. هل أنت. لديك العلبة الخاصة بك. هل لديك العلبة الخاصة بك.

  • ” الأب وكوينتين لا يمكن أن يؤذيك.”

  • ” احمل موري أعلى التل ، فيرش.” فيرس قرفصاء وأنا على ظهره “.

  • ” ليس لديهم حظ في هذا المكان.” قال روسكوس. “لقد رأيته في البداية ولكن عندما غيروا اسمه عرفته”.

  • ” لم يحالفهم الحظ في أي مكان لا يتكلم فيه أحد منهم باسم chillen ولم يتحدث أبدًا.”

  • ” شاهدنا القاع الموحل لأدراجها”.

  • ” لقد جعلته يبدأ عن قصد ، لأنك تعلم أنني مريض.”

  • ” حملني كادي وكان بإمكاني سماعنا جميعًا ، والظلام ، وشيء يمكنني شمه. وبعد ذلك تمكنت من رؤية النوافذ ، حيث كانت الأشجار تطن. ثم بدأ الظلام يتحول إلى أشكال ناعمة ومشرقة ، كما هو الحال دائمًا لا، حتى عندما يقول كادي أنني كنت نائمًا “.[1]