هل يجوز الوضوء بالمكياج ؟.. الأحكام بالتفصيل
حكم استعمال المكياج وأثره على الوضوء
الوضوء هو شرط مسبق لصلاحية
الصلاة
حيث قال
الله
سبحانه وتعالى: “يٰۤـاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡۤا اِذَا قُمۡتُمۡ اِلَى الصَّلٰوةِ فَاغۡسِلُوۡا وُجُوۡهَكُمۡ وَاَيۡدِيَكُمۡ اِلَى الۡمَرَافِقِ وَامۡسَحُوۡا بِرُءُوۡسِكُمۡ وَاَرۡجُلَكُمۡ اِلَى الۡـكَعۡبَيۡنِ ؕ وَاِنۡ كُنۡتُمۡ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوۡا ؕ وَاِنۡ كُنۡتُمۡ مَّرۡضَىٰۤ اَوۡ عَلٰى سَفَرٍ اَوۡ جَآءَ اَحَدٌ مِّنۡكُمۡ مِّنَ الۡغَآئِطِ اَوۡ لٰمَسۡتُمُ النِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُوۡا مَآءً فَتَيَمَّمُوۡا صَعِيۡدًا طَيِّبًا فَامۡسَحُوۡا بِوُجُوۡهِكُمۡ وَاَيۡدِيۡكُمۡ مِّنۡهُ ؕ مَا يُرِيۡدُ اللّٰهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُمۡ مِّنۡ حَرَجٍ وَّلٰـكِنۡ يُّرِيۡدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَ لِيُتِمَّ نِعۡمَتَهٗ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُوۡنَ”
يعني مصطلح الوضوء أن يصل
الماء
إلى
الجلد
وهو شرط أساسي حتى تكون صلاحية المصطلح مقبولة، لذلك إذا منعت أي مادة المياه من الوصول إلى الجلد فإن الوضوء لن يكون صالحًا وبالتالي لن تكون الصلاة صالحة، والسؤال هو: ما نوع المكياج الذي نتحدث عنه وما هو نوع الطبقة التي تمنع وصول الماء إلى الجلد؟ لذلك إذا كان الماكياج سيمنع الماء من الوصول إلى الجلد فبالتأكيد يجب إزالة هذا النوع من الماكياج حتى يصلح الوضوء
إذا كان الماكياج لن يمنع الماء من الوصول إلى الجلد مثل الكريمات العادية التي يمتصها الجلد أو
الكحل
الذي يتم وضعه على جلدة العين يكون الوضوء صالحًا، كما يجب
النظر
في المركب الكيميائي للماكياج ومعرفة ما إذا كان يعزل الماء من الوصول إلى الجلد أم لا والله تعالى أعلى وأعلم [1]
حكم استخدام المكياج والزينة
قال الشيخ محمد الصالح بن عثمان:” أن تجعل المرأة نفسها جميلة لزوجها هو واحد من الأشياء التي يجب على المرأة القيام بها، كلما كانت المرأة أكثر جمالًا كلما جعلت زوجها يحبها بشكل أكبر وهذا سيخلق انسجامًا بينهما، وهذا أحد أهداف المكياج الرئيسية فإذا كان المكياج يجعلها تبدو أكثر جمالًا ولا يؤذيها فلا حرج في ذلك
ولكن سمعت أن المكياج يمكن أن يضر جلد الوجه ويغيره بطرق تجعله يبدو قبيحًا ويعجز الجلد قبل الأوان لهذا يجب على المرأة أن تسأل أطبائها عن ذلك وإذا ثبت ذلك، فإن استخدام المكياج يعتبر إما حرامًا أو مكروهًا على أقل تقدير لأن كل ما يسبب التشوه أو يجعل الشخص قبيحًا يعتبر حرامًا أو مكروهًا
وأود أن أستغل هذه الفرصة لمناقشة طلاء الأظافر، الذي يشكل طبقة على الأظافر ولا يجوز استخدامه إذا كانت المرأة تصلي لأنه يمنع الماء من الوصول إلى الأظافر عند القيام بالوضوء أو الغسل ولا يجوز استخدام أي شيء يمنع الماء من الوصول إلى الجلد أو الأظافر عند القيام بالوضوء أو الغسل، يقول الله -عز وجل-:” فَاغۡسِلُوۡا وُجُوۡهَكُمۡ وَاَيۡدِيَكُمۡ اِلَى الۡمَرَافِقِ”، فإذا كانت المرأة تضع طلاء الأظافر الذي يمنع الماء من الوصول إلى أظافرها فإنها لا تغسل يديها حقًا مما يعني أنها حذفت أحد الأجزاء الإلزامية من الوضوء والغسل، ولكن إذا لم تصلي فلا حرج في استخدامه.
هل المكياج يمنع الوضوء
يجوز للمرأة استعمال المكياج و لكن تحت ثلاثة شروط وهي:
-
ألا تستعمله أما من لا يحل لها أن تبدى زينتها أمامه حيث قال الله تعالى :”
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
“ -
ألا تضعه بشكل فيهتشبه بالكافرات أو الفاجرات حيث قال رسول الله-صل الله عليه وسلم-: ”
مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ”
- ألا يكون فى استعماله أى ضرر على البشرة
أما بالنسبة للوضوء فالمكياج مثل الكحل، وأحمر الشفاه ونحوها إذا كان مجرد لون فقط، ولا يشكل طبقة على
الجسم
تمنع وصول الماء الى البشرة فلا يعتبر حائلًا وبالتالي يصح الوضوء مع وجوده واذا كان المكياج يشكل طبقة تمنع وصول الماء فلا يصح الوضوء بوجوده ولا يُعفى عن شيء منه ما دام يمنع وصول الماء وأمكن إزالته.
هل المكياج يبطل الصلاة
يشكل هذا مشكلة إذا تم وضع هذه الأشياء قبل الوضوء حيث أنها ستمنع المياه من الوصول إلى أجزاء الجسم التي ينبغي غسلها/ مسحها أثناء الوضوء وفي مثل هذه الحالة يكون الوضوء غير مكتملًا، إذا كان الماكياج أو الأظافر المركبة تمنع الماء من الوصول إلى الأظافر والوجه يجب عندها أن يتم إزالتها قبل أداء الوضوء أو الغسل، وفيما يتعلق بالشعر المزيف(الباروكة) هناك خلاف بين العلماء حول جواز ارتدائها في المقام الأول حيث يتضمن حكمها عوامل مثل الغرض من ارتدائه والمادة التى تم صنع هذه الباروكة منها مثل (الشعر الطبيعي أو الاصطناعي)… الخ.
الماكياج والأظافر الصناعية والباروكة/ الشعر الصناعى يندرجون فى قائمة الأشياء التى لا تبطل الوضوء ولكن وضعه قبل الوضوء يمكن أن يؤدي إلى نفس مشكلة منع المياه من الوصول إلى الرأس، هناك اختلافات بين العلماء ما إذا كان يمكن مسح جزء من الرأس بالإضافة إلى الباروكة/الشعر الصناعى أثناء الوضوء وأما بالنسبة للغسل فإن الشعر المزيف يحتاج إلى إزالته ويجب غسل الرأس كله.
وأخيرًا فإن الطهارة تنقسم لثلاثة أنواع:
-
تنقية من الشوائب الجسدية (النجاسة) مثل البول والبراز، الخ:
يجب أن يكون جسد وملابس الشخص الذي ينوي الصلاة وكذلك مكان الصلا نظيفًا من أى نوع من النجاسة قبل بدأ الصلاة -
التنقية من حالة الشوائب الكبرى (جنابة أو الحدث الأكبر):
بعض أسباب حالة الشوائب الكبرى هي
الجماع
والقذف ويجب عندها على المسلم أن يغسل جسمه كله اغتسالًا كاملًا أى يستحم ليتطهر من هذه الحالة. -
التنقية من حالة الشوائب البسيطة (الحدث الأصغر):
يتم حصول هذه الحالة بعد القيام بأحد الأعمال التي تبطل الوضوء وللطهارة والتنقية من هذه الحالة يحتاج المرء لأداء الوضوء
في بعض الحالات يسمح بالتيمم كبديل للوضوء أو الغسل، وختامًا: الصلاة صالحة إذا كان الشخص يستوفي الشروط المطلوبة للصلاة.
هل تقبل صلاة المرأة بالمكياج
إذا قامت المرأة بالوضوء ثم وضعت المكياج على وجهها فهذا لا يؤثر على صلاتها طالما أنها ليست نجسة وذلك لأن نقاء
الملابس
والجسم ضروري لإقامة الصلاة، تجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تضع المكياج أمام الرجال غير المحارم لأنها تأمر بتغطية وجهها أمامهم ولأن وضع المكياج هو زينة، إذا فعلت ذلك ثم صلت، فإنها ستحصل على ثواب صلاتها ولكنها ستتحمل عبء خطيئة التبرج
لا يوجد سبب يمنع المرأة من أن تزين نفسها بارتداء المكياج على وجهها أو الكحل أو تصفيف شعرها بطريقة لا تجعلها تشبه المرأة الكافرة ولكن من الضروري أيضًا أن تغطي وجهها أمام الرجال غير المحارم.
حكم إزالة المرأة للمكياج أثناء الوضوء ابن باز
سُئل الشيخ ابن باز-رحمه الله-: “هل المكياج يمنع وصول الماء أثناء الوضوء، بمعنى هل يجب أن نزيل هذا المكياج عند كل وضوء؟” فأجاب: “إذا كان المكياج له جسم يمنع الماء يزال، وإن كان ما له جسم مجرد صبغ لا يكون له جرم فلا يلزم إزالته
أما إذا كان له جسم يحصل له منع يعني يمنع الماء فهذا يجب أن يزال من الوجه، وهكذا من الذراع إذا كان فيه شيء كعجين يزال أو من الوجه عجين أو من الرجل، أما إذا كان شيء لا
صبغة
ما له جسم ما له جرم هذا ما تجب إزالته.”[2]