كيف تحفظ القران الكريم بسهولة دون نسيان

فضل حفظ القرآن

يقول

الله

تعالى( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )[الإسراء:9]، فمما لاشك فيه أن تعتبر قراءة

القرآن الكريم

من أفضل الأعمال عند الله فإذا أردت أن تعلم شيئاً في حياتك عليك بحفظ وتلاوة القرآن وسوف يعلمك القرآن كل شيء في الحياه.

فتعتبر قراءة القرآن من أفضل وأنفع الأعمال التي تقربك من الله سبحانه وتعالى، لذلك فيسرع المؤمنون من الإكثار من حفظ وتلاوة القرآن الكريم.

كما قال الله عز وجل: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، ويقول ايضاً : وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]، فقد بين لنا الله عز وجل أهمية وجود القرآن في حياتنا حيث أنه له دور كبير وفعال للغاية في تهذيب النفوس.

ويقول النبي ايضاً ” اقرءوا هذا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة” فمن يقرأ ويحفظ القرآن الكريم سيجعل الله له ما قرأه وحفظه من القرآن شفيعاً له  يوم القيامة.

فمن قرأ حرفاً من القرآن فيحسب له حسنة على كل حرف، والحسنة تكون بعشر أمثالها، ويقال أنه كان ذات يوماً جليساً في أصحابه فقال عليه

الصلاة

والسلام “أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان وادٍ في المدينة فيرجع بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟

قالوا كلهم: كل واحد يحب ذلك قال: لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل فالسنة للجميع الإكثار من قراءة القرآن للمرأة والرجل العجوز ولغير العجوز ولو جرى بعض التحريف ما يضر، عليها أن تجتهد وعلى

الرجل

أن يجتهد حتى يقيم لسانه. [1]

هل هناك طريقة لحفظ القرآن بسهولة وبدون نسيان

لقد أستنتج العلماء الطرق المناسبة التي سينصحونك للقيام بها من أجل حفظ القرآن بسهولة ويسر، وتأتي تلك الطريقة بعد تصحيح النية والإخلاص لله وتتمثل تلك الطريقة فيما يلي:-


العزيمة الصادقة

إذا أردت القيام بأي شيء، فلابد لك وأن تعلم أن للعزيمة والإرادة دوراً كبيرا في إتمام الموضوع، كذلك فإن قرار حفظ القرآن الكريم لابد وأن يصاحبه عزيمة كبيرة في الاستعداد الشخصي، والرغبة التي تخلق الاهتمام بحفظ القرآن الكريم.

وتعتبر مهمة حفظ القرآن الكريم مهمة عظيمة للغاية وجليلة وكبيرة، ولا يتمها غير أصحاب العزم للفوز بالجنة، فصاحب العزيمة يتسم بصدق العزم لذلك فقط تم تسميتهم بأولى العزم وهو أن يكون حريصاً كل الحرص على تنفيذ ما نواه، والاسراع في تنفيذه قدر المستطاع كما يقول الله عز وجل : ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19].


الالتزام بنسخة واحدة من المصحف الشريف

تتدخل الذاكرة البصرية بشكل كبير في حفظ القرآن الكريم، ففي البداية لا بد من اختيار مصحف مريح للعين والقلب يُعتمد عليه عند الحفظ.


التلقي عن مقرئ

بالطبع فإن لكلا منا قارئ مخصص له يرتاح لسماع صوته وطريقة تلاوته، ويذكر أن ذلك  من فوائده ضبط الحفظ من اللَّحْن والخطأ، والالتزام مع الشيخ يُنظِّم الحفظ.


تنظيم

الوقت

يدخل أي عمل ضمن بند العبادة، ويتم توزيعه توزيعاً يتناسب مع الليل والنهار، فذلك بالطبع سوف يجدد من النشاط والهمة.


اختيار الوقت المناسب لحفظ القرآن أو استذكاره

يختلف الوقت المناسب لكلامنا فلكل شخص الوقت الذي يناسبه ويمكننا القول أن أنسب الأوقات لحفظ القرآن هو بعد صلاة الفجر، فعلى المرء أن يتحرِّي أوقات الاستقرار الذهني ليقرأ بتركيز.


الاستمرار دون انقطاع طويل

لابد وأن يكون الحفظ كل يوم بدون إنقطاع، فإن الإنقطاع يعمل على نسيانك لكلام الله سبحانه وتعالى، ويجعلك في كل مرة تقرأ فيها كأنك تقرأ من جديد، وسيصعب عليك الأمر كثيراً


إيجاد الحوافز والمرغبات

من العوامل الضرورية لحفظ القرآن الكريم، هي إيجاد ما يُحفِّز القراء للحفظ السليم، ولا سيما مع وجود بعض الملهيات عن ذكر الله، وبالتالي قد تعدُّد أشكالها وأهدافها، فلا بد من وجود جوائز مادية ومعنوية من قِبَل الجمعيات والوالدين


التَّكرار والتعاهُد المنظَّم

ففي حديث ابن عمر: “إنما مثلُ صاحب القرآن كمثلِ صاحب الإبل المعقَّلة، إن عاهَد عليها أمسَكها، وإن أطلقَها ذهبت”، وفي رواية أبي موسى: “تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشدُّ تَفَصِّيًا من الإبل في عُقُلِها”.

يتمثل ذلك التكرار في أن تحاول ختم القرآن مرة كل شهر، وإن استطعت أن تختمه في أقل من ذلك يعتبر أفضل بكثير، وكان معظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يختمون القرآن في أسبوع وكان بعضهم يختم القرآن في ثلاثة أيام.

فنحن نعلم جميعاً أن كثرة التلاوة سوف تعود على صاحبها بالأجر العظيم عند الله، وفي نفس الوقت فهي تُثبِّت الحفظ كثيرًا حتى عندما تقرأ الآيات والسور التي لم تحفَظها بعدُ، فإن  ذلك سوف يجعلها قريبةً إلى حداً كبير من الذهن، فإذا جئتَ إلى حفظها بعد ذلك، فإن ذلك سوف يكون سهلاً .

واستطاع العلماء استنتاج أن متابعة القراءة كثيرًا  سوف تنقل السور المحفوظة من “الذاكرة القصيرة” إلى “الذاكرة الطويلة”.


السماع من الغير

يعتبر سماع القرآن الكريم من الغير هو وسيلة نافعة للغاية، فالفرد مهما أُوتي من ذكاء وفِطنة، فلا يستطيع أن يتخلَّى عن جوانب الضعف والنسيام في فقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة  سمِعَ قارئًا يقرأ من الليل في المسجد، فقال: ((يرحمه الله! لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتُها من سورة كذا وكذا))؛ (متفق عليه).

ومن ثم قال لابن مسعود يومًا: ((اقرأ عليَّ))، قال: أقرأ عليك وعليك أُنزِل؟ قال: ((إني أشتهي أن أسمعه من غيري))؛ (متفق عليه).


الصلاة بما تحفظه

تعتبر الصلاة بقراءة القرآن الذي تحفظه من أكثر الطرق التي تساعدك كثيرا في الحفظ الجيد، فالصلاة تثبت الحفظ، ومن ثم فعليك وأن تراجع بعض الآيات التي حفظتها من قبلُ، وهناك صلاة لو واظبتَ عليها

فصلاة “قيام الليل ” ستساعدك جدًّا في تثبيت الحفظ، وفي ذات الوقت يعتبر ثوابُها عظيم، وأجرُها كبيرٌ، حيث يمكنك أن تمسك كتاب الله في وقت القراءة.


الوقوف على المعاني والتدبر:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ… ﴾ [النساء: 82]، فيعتبر التفكير والتمعن في فهم كلام الله هو المغزى والمطلوب من قراءة القرآن. [1] [2]

ما هي النصائح المطلوبة لحفظ القرآن بسهولة

هناك بعض النصائح التي تساعد القارئ كثيرا في حفظ كتاب الله بسهولة بدون أخطاء ومن هذه النصائح :-

  • الإخلاص: قال تعالى ( فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص ) فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ القرآن بدون وجود نية خالصة لوجه الله.
  • تصحيح في النطق والقراءة: ويأتي ذلك من خلال السماع والتركيز الجيد لقراء آخرين.

  • تحديد

    نسبة الحفظ في كل مرة: فلا يجب أنيكون حفظ القرآن الكريم بشكل عشوائي.
  • لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماما
  • الفهم طريق الحفظ
  • التسميع الدائم والمتابعة الدائمة: فيجب على الحافظ ألا يعتمد على تسميع حفظه لنفسه فحسب، بل عليه أن يعرض حفظه على حافظ آخر أو متابع آخر في المصحف ويكون هذا الحافظ أو المتابع متقن للقراءة السليمة.
  • العناية بالمتشابهات : يعتبر القرآن الكريم متشابه في معانيه وألفاظه، لذلك ذكر الله تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ). [3] [2]