أشهر قصائد الحارث المخزومي
من هو الحارث المخزومي
هو أحد كبار الشعراء في العصر الأموي، واسمه الكامل هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، ولد في مدينة قريش، وهو من أهل مكة، نوع الشعر الذي أشتهر به هو الغزل، أنتشر شعره في الأيام الأخيرة لعمر بن أبي ربيعة، حيث تعلم منه الشعر وكان شعره لا يتعدى حدود الغزل إلى المديح، ولا الهجاء.
من الجدير بالذكر بأن حارث المخزومي كان يهوى عائشة بنت طلحة، وأغلب
قصائد
كانت غزل لها كما كان لها مكانة خاصة وكبيرة في قريش، ولا تقل مكانته عن مكانة يزيد بن معاوية، وعند ظهور دعوة عبد
الله
بن الزبير شعر حارث المخزومي بالقلق، ونتيجة إلى ذلك ذهب إلى مدينة دمشق واستقر بها، وأصبح وافداً على عبد الملك بن مروان ولكن لم يعجبه ذلك فقرر العودة إلى مكة المكرمة.
ومن
أشهر
كتبه كتاب (شعر الحارث بن خالد المخزومي – ط)، الذي تم جمعه على يد الدكتور يحيى الجبوري.
قصيدة ألا قل لذات الخال يا صاح في الخد
ألا قُل لِذاتِ الخالِ يا صاحِ في الخَدِّ
تَدومُ إِذا بانَت عَلى أَحسَنِ العَهدِ
وَمِنها عَلاماتٌ بِمَجرى وِشاحِها
وَأُخرى تَزينُ الجيدَ مِن مَوضِعِ العِقدِ
وَتَرعى مِنَ الوُدِّ الَّذي كانَ بَينَنا
وفَما يَستَوي راعي الأَمانَةِ والمُبدي
وَقُل قَد وَعَدتِ وَعداً فَأَنجِزي
وَلا تُخلِفي لا خَيرَ في مُخلِفِ الوَعدِ
وَجودي عَليَّ اليومَ مِنكِ بِنائِلٍ
وَلا تَبخَلي قُدِّمتُ قَبلَكِ في اللَّحدِ
فَمَن ذا الَّذي يُبدي السُرورَ إِذا دَنَت
بِكِ الدارُ أَو يُعنى بِنأيكُمُ بَعدي
دُنوُّكُمُ مِنّا رَخاءٌ نَنالُهُ
وَنأَيُكُمُ والبُعدُ جَهدٌ عَلى جَهدِ
كَثيرٌ إِذا تَدنو اغتِباطي بِكِ النَوى
وَوَجدي إِذا ما بِنتُمُ لَيسَ كالوَجدِ
وأَقولُ وَدَمعي فَوقَ خَدّي مُخَضِّلٌ
لَهُ وَشَلٌ قَد بَلَّ تَهتانُهُ خَدّي
لَقَد مَنَحَ اللَهُ البَخيلَةَ وُدَّنا
وَما مُنِحَت وُدّي بِدَعوى وَلا قَصدِ
قصيدة ظعن الأمير بأحسن الخلق
ظَعَنَ الأَميرُ بِأَحسَنِ الخَلقِ
وَغَدا بِلُبِّكَ مَطلَعَ الشَرقِ
مَرَّت عَلى قَرَنٍ يُقادُ بِها
تَعدو أَمامَ بَراذِنٍ زُرقِ
في البَيتِ ذي الحَسَبِ الرَفيعِ وَمِن
أَهلِ التُقى والبِرِّ والصدقِ
فَظَلِلتُ كالمقهورِ مُهجَتهُ
هذا الجُنونُ وَلَيسَ بِالعِشقِ
أُترُجَّةٌ عَبِقَ العَبيرُ بِها
عَبَقَ الدِهانِ بِجانِبِ الحُقِّ
وَتَنوءُ تُثقِلُها عَجيزَتُها
نَهضَ الضَعيفِ يَنوءُ بِالوَسقِ
ما صَبَّحَت أَحَداً بِرُؤيَتِها
إِلّا غَدا بِكواكِبِ الطَلقِ
قصيدة هل تعرف الدار أضحت آيها عجما
هَل تَعرِفُ الدارَ أَضحَت آيُها عُجُما
كالرَّقّ أَجرى عَلَيها حاذِقٌ قَلَما
بِالخَيفِ هاجَت شُؤوناً غَيرَ خامِدَةٍ
فاِنهَلَّتِ العَينُ تَذري واكِفاً سَجِما
دارٌ لِبشرَةَ أَمسَت ما تُكَلِّمُنا
وَقَد أَبَنتُ لَها لَو تَفقَهُ الكَلِما
واهاً لِبشرَةَ لَو يَدنو الأَميرُ بِها
يا لَيتَ بِشرَةَ قَد أَمسَت لَنا أَمَما
حَلَّت بِمَكَّةَ لا دارٌ مُساقِبَةٌ
هَيهاتَ جَيرونُ مِمَّن يَسكُنُ الحَرَما
يا بِشرُ إِنَّكِ قَد شَطَّ البِعادُ بِكُم
وَما نَسيتُ لَكُم وَصلاً وَلا صُرُما
قَد قُلتُ بِالخَيفِ إِذ قالَت لِجارَتِها
ما دامَ وَصلُ الَّذي أَهدى لَنا الكَلِما
قصيدة لقد أرسلت في السر ليلى تلومني
لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى تَلومُني
وَتَزعُمُني ذا مَلَّةٍ طَرِفاً جَلدا
وَقَد أَخلفَتنا كُلَّ ما وَعَدَت بِهِ
وَوَاللَه ما أَخلَفتُها عامِداً وَعدا
فَقُلتُ مُجيباً لِلرَسولِ الَّذي أَتى
تَراهُ لَكَ الوَيلاتُ مِن قَولِها جِدّا
إِذا جِئتَها فاقرَ السَلامَ وَقُل لَها
دَعي الجَورَ لَيلى واِسلُكي مَنهَجاً قَصدا
أَفي مُكثِنا عَنكُم لَيالٍ مَرِضتُها
تَزيدينَني لَيلى عَلى مَرَضي جَهدا
تَعُدِّينَ ذَنباً واحِداً ما جَنَيتُهُ
عَليَّ وَما أُحصي ذُنوبَكُمُ عَدّا
فَإِن شِئتِ حَرَّمتُ النِساءَ سِواكُمُ
وَإِن شِئتِ لَم أُطعَم نُقاخا وَلا بَردا
وَإِن شِئتِ غُرنا بَعدَكمُ ثُمَّ لَم نَزَل
بِمَكَّةَ حَتّى تَجلسي قابِلاً نَجدا
قصيدة عفت الديار فما بها أهل
عَفَت الدِيارُ فَما بِها أَهلُ
حِزَّانُها وَدِماثُها السَهلُ
تُذري الرَوامِسُ ما استَخَفَّ لَها
وَجَرى بِتُربِ عِزازِها الوَبلُ
إِنّي وَما نَحَروا غَداةَ مِنىً
عِندَ الجِمارِ يَؤُودُها العُقلُ
والبُدنُ إِذ سيقَت لِمَنحَرِها
أُدماً يُحَلِّلُ بِرَّهُ الحَلُّ
لَو بُدِّلَت مَغنى ديارِهِم
سُفلاً وَأَصبَحَ سُفلُها يَعلو
لَعَرفتُ مَغناها بِما احتَمَلَت
مِنّي الضُلوعُ لِأَهلِها قَبلُ
وَمَجالِساً لِلخَودِ قَد مَثَلَت
وَمَعالِماً ما بَينها دَخلُ
وَأَوارياً لِلخَيلِ داثِرَةً
مِثلَ الأَواخِ يُمِرُّها الفَتلُ
وَرَواكِداً أُصلينَ مُنتَصِباً
فَتَرى قَراينَ بَينها فَصلُ
فَيَكادُ يَعرِفُها الخَبيرُ بِها
فَيردُّهُ الإِقواءُ وَالمَحلُ
يا دارَ بِشرَةَ إِن دَرَستِ عَلى البِلى
وَرَعاكِ بَعدَ خَرايدٍ إِجلُ
وَبِما رَأَيتُكِ وَالجَديدُ إِلى بِلى
مَعمورَةً إِذ بَينَنا الوَصلُ
أَيّامَ نَعصي مَن وَشا بِكِ كاذِباً
أَو صادِقاً وَيُحَلَّلُ الحَبلُ
أَيّامَ بِشرَةُ كالمَهاةِ أَضَلَّها
رَشأٌ رَخيمٌ صَوتُهُ طِفلُ
قصيدة زعموا بأن البين بعد غد
زَعَموا بِأَنَّ البَينَ بَعدَ غَدٍ
فالقَلبُ مِمّا أَحدَثوا يَجِفُ
والعَينُ مُنذ أُجِدَّ بَينُهمُ
مِثلَ الجُمانِ دُموعُها تَكِفُ
وَمَقالُها وَدُموعُها سُجُمٌ
أَقلِل حَنينَكَ حينَ تَنصَرِفُ
تَشكو وَنَشكو ما أَشَتَّ بِنا
كُلٌّ بِوَشكِ البَينِ مُعتَرِفُ
قصيدة أثل جودي على المتيم أثلا
أَثلَ جودي عَلى المُتَيَّمِ أَثلا
لا تَزيدي فُؤَادَهُ بِكِ خَبلا
أَثلَ إِنّي وَالراَقِصاتِ بِجَمعٍ
يَتَبارَينَ في الأَزِمَّةِ فُتلا
سانِحاتٍ يَقطَعنَ مِن عَرفاتٍ
بَينَ أَيدي المَطيِّ حَزناً وَسَهلا
والأَكُفِّ المُضَمَّراتِ عَلى الرُك
نِ بِشُعثٍ سَعَوا إِلى البَيتِ رَجلى
لا أَخونُ الصَديقَ في السِرِّ حَتّى
يُنقَلَ البَحرُ بِالغَرابيلِ نَقلا
أَو تَمُرُّ الجِبالُ مَرَّ سَحابٍ
مُرتَقٍ قَد وَعى مِنَ الماءِ ثِقلا
أَنعَمَ اللَهُ لي بِذا الوَجهِ عَيناً
وَبِهِ مَرحَباً وَأَهلاً وَسَهلا
حينَ قالَت لا تُفشينَّ حَديثي
يا بنَ عَمّي أَقسَمتُ قُلتُ أَجَل لا
إِتَّقي اللَهَ واِقبَلي العُذرَ مِنيِّ
وَتَجافي عَن بَعضِ ما كانَ زَلّا
لا تَصُدّي فَتَقتُلينيَ ظُلماً
لَيسَ قَتلُ المُحِبِّ لِلحِبِّ حِلّا
ما أَكُن سُؤتُكُم بِهِ فَلَكِ العُت
بى لَدينا وَحَقَّ ذاكَ وَقَلّا
لَم أُرَ حِّب بِأَن سَخِطتِ وَلَكِن
مَرحَباً أَن رَضيتِ عَنّا وَأَهلا
إِنَّ شَخصاً رَأَيتُهُ لَيلَةَ البَد
رِ عَليهِ اِنثَنى الجَمالُ وَحَلّا
جَعَلَ اللَهُ كُلَّ أُنثى فِداءً
لَكِ بَل خَدَّها لِرِجلِك نَعلا
وَجهُكِ البَدرُ لَو سَأَلتُ بِهِ المُز
نَ مِنَ الحُسنِ والجَمالِ اِستَهَلّا
إِنَّ عِندَ الطَوافِ حينَ أَتَتهُ
لَجَمالاً فَعماً وَخُلقاً رِفَلّا
وَكُسينَ الجَمالَ إِن غِبنَ عَنها
فَإِذا ما بَدَت لَهُنَّ اضمَحَلّا
قصيدة يا دار أقفز رسمها
يا دارُ أَقفَرَ رَسمُها
بَينَ المُحَصَّبِ وَالحَجونِ
أَقوَت وَغَيَّرَ آيَها
مَرُّ الحَوادِثِ وَالسِنينِ
وَاِستَبدَلوا ظَلَفَ الحِجا
زِ وَسُرَّةَ البَلَدِ الأَمينِ
بِحَدائِقٍ مَحفوفَةٍ
بِالبَيتِ مِن عِنَبٍ وَتينِ
يا بُسرُ إِنّي فاِعلَمي
بِاللَهِ مُجتَهِداً يَميني
ما إِن صَرَمتُ حِبالَكُم
فَصِلي حِبالي أَو ذَريني
قصيدة يا ربع بسرة بالجناب تكلم
يا رَبعَ بُسرَةَ بِالجَنابِ تَكَلَّمِ
وَأَبِن لَنا خَبَراً وَلا تَستَعجِمِ
مالي رَأَيتُكَ بَعدَ أَهلِكَ موحِشاً
خَلَقاً كَحَوضِ الباقر المُتَهَدِّمِ
تَسبي الضَجيعَ إِذا النُجومُ تَغَوَّرَت
طَوعُ الضَجيعِ أَنيقَةُ المُتَوَسِّمِ
قُبُّ البُطونِ أَوانِسٌ مِثلُ الدُمى
يَخلِطنَ ذاكَ بِعفَّةٍ وتَكَرُّمِ
قصيدة أقوى من آل ظليمة الحزم
أَقوى مِنَ آلِ ظُلَيمَةَ الحَزمُ
فَالغَمرَتانِ فَأَوحَشَ الخَطمُ
فَجَنوبُ أَثبِرَةٍ فَمُلحَدُها
فَالسِدرَتانِ فَما حَوى دَسمُ
وَبِما أَرى شَخصاً بِهِ حَسَناً
في القَومِ إِذ حَيَّتكُمُ نُعمُ
إِذ وُدُّها صافٍ وَرُؤيَتُها
أُمنيَّةٌ وَكلامُها غُنمُ
لَفّاءُ مَملوءٌ مُخَلخَلُها
عَجزاءُ لَيسَ لِعَظمِها حَجمُ
خُمصانَةٌ قَلِقٌ مُوَشَّحُها
رُؤدُ الشَبابِ غَلا بِها عَظمُ
وَكأَن غاليَةً تُباشِرُها
تَحتَ الثيابِ إِذا صَغا النَجمُ
أَظُلَيمُ إِنَّ مُصابَكُم رَجُلاً
أَهدى السَلامَ تَحيَّةً ظُلمُ
أَقصَيتِهِ وَأَرادَ سِلمَكُمُ
فَليَهنِهِ إِذ جاءَكِ السَلمُ[1]