ما الفرق بين الهدي والأضحية والعقيقة
ما هو الفرق بين الهدي والأضحية والعقيقة
الهدي والأضحية والعقيقة هي الذبائح التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ولكل فعلٍ ثواب، وتختلف
الأضحية
عن الهدي عن العقيقة في
الوقت
الذي تتم فيه، وفي الحكم كما يأتي:
-
الهدي:
الهدي هو ما يهدى إلى الحرم، وهو الذبيحة الواجبة على الحاج في حالة أن الحاج قد اعتمر قبل أداء الحج، وكذلك إذا قام بإدخال العمرة في الحج، وقام بإقرانهما سويًا، لقوله تعالى: (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ).
-
الأضحية:
هي ما يذكى أيام النحر بنية التضحية، اقتداء بإبراهيم عليه السلام، ونبينا محمد عليه
الصلاة
والسلام وهي سنة لكل مسلم قادر من أهل المدائن والقرى، ويرى الحنفية أنها واجبة على من ملك النصاب.
-
العقيقة:
يعود أصل كلمة عقيقة على شعر كل مولود، وسميت الشاة التي يتم ذبحها عن المولود بالعقيقة، وذلك لأنه يتم إزالة شعر المولود الذي ولد به في يوم ذبح الشاة، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى
الله
عليه وسلم، بدليل لما
ورد
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة؟ فقال: لا أحب العقوق، وكأنه كره الاسم، فقالوا يا رسول الله إنما نسألك عن أحدنا يولد له، قال: من أحب منكم أن ينسك (يذبح) عن ولده فليفعل عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة، رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
ولقد جاء عن الإمام الشافعي أنه قال في الموسوعة الفقهية في تعريف كل من الأضحية والهدي: (الأضحية هي ما يذكي في أيام النحر تقرباً إلى الله عز وجل بشرائط مخصوصة، فليس من الأضحية ما يذكى لغير التقرب إلى الله تعالى، كالذبائح التي تذبح للبيع أو
الأكل
أو إكرام الضيف، وليس منها ما يذكى في غير هذه الأيام، ولو للتقرب إلى الله تعالى، وكذلك ما يذكى بنية العقيقة عن المولود، أو جزاء التمتع أو القران في النسك، أو جزاء ترك واجب أو فعل محظور في النسك أو يذكى بنية الهدي كما سيأتي (الهدي هو ما يهدى إلى الحرم من الإبل والبقر والغنم والماعز).[1]
الفرق بين الهدي والاضحية
ويرى الإمام بن باز
رحمه الله
في الفرق بين الأضحية والهدي:( أن الضحية شيء والهدي شيء، فإذا أهدى هدي التمتع، هذا يذبح في منى أو في مكة أيام النحر؛ لأن
الرجل
أو المرأة إذا أحرم بالعمرة في
أشهر
الحج ثم حج أو حج بقران، بهما جميعاً هذا عليه هدي، يعني عليه ذبيحة من الغنم أو سبع من البدنة أو سبع من البقرة؛ لأن الله سبحانه قال: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وما استيسر إما شاة من ثني المعز أو من جذع الضأن، أو سبع بدنة، أو سبع بقرة، يجب عليه ذلك، فإن عجز صام عشرة أيام ثلاثة أيام في الحج قبل يوم عرفة أفضل، وسبعة إذا رجع إلى أهله، فهذه غير مسألة الضحية، أما الضحية هذه يذبحها الناس في بلدانهم، وقراهم وفي البوادي، سنة أيام عيد النحر، فيضحي الإنسان بشاة عنه وعن أهل بيته، أو يضحي بسبع بدنة أو بسبع بقرة، هذه سنة عن الرجل وأهل بيته، عنه وعن زوجته وأولاده سنة، ولو كان حاجاً، إذا وكل أهل بيته يذبحونها عنه، أو ذبحها في منى أو في مكة مع الهدي، كل هذا لا بأس به، فالهدي شيء واجب، والضحية سنة ما هي بواجبة، ما هي بلازمة الضحية هي سنة مؤكدة مع القدرة، وليست واجبة، فالذي يحج إذا تركها لا حرج عليه إذا اكتفى بالهدي هدي التمتع لا بأس، وإن ضحى مع ذلك في بلاده، وكل عليها أهل بيته أو غيرهم فلا بأس، وإن ضحى في منى، أو في مكة فلا بأس، نعم).[2][3]
شروط الأضحية والعقيقة
يشترط في العقيقة نفس ما يشترط في الأضحية من ناحية سن الأضحية، وسلامتها من العيوب، لكن تختص العقيقة بشرط واحد وهو جنس ما يتم الأضحية به فيشترط في العقيقة التضحية بالأنعام من إبل وبقر وغنم، ولا يجزئ غيرها، وهذا ما هو متفق عليه بين الشافعية والحنابلة والحنفية، وقال الشافعية: يجزئ فيها المقدار الذي يجزئ في الأضحية وأقله شاة كاملة، أو السبع من بدنة أو من بقرة. وقال المالكية والحنابلة: لا يجزئ في العقيقة إلا بدنة كاملة أو بقرة كاملة، كما تتوقف كمية النسيكة في العقيقة على جنس المولود، فيتم ذبح ثنتين عن الذكر، وواحدة عن الأنثى.
هل يجوز الجمع بين العقيقة والاضحية
من مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك هي ذبح الأضحية لذلك يسارع الناس منذ بداية شهر ذي الحجة إلى شراء الأضحية، فهي طقس أساسي لكل مسلم قادر على أدائها، فهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد شرعها الله تعالى إحياء لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام، كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام مالك في “الموطأ”: «إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ للهِ عز وجل»، وهى: اسم لما يذبح من الإبل، والبقر، والغنم يوم النحر وأيام التشريق تقربًا إلى الله تعالى.
بالتالي فإن للأضحية ثواب عظيم عند الله، كما أن الأضحية لا تكون إلا من الإبل أو البقر أو الأغنام وذلك لقوله تعالى: (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)، قيتم الأضحية من الضأن التي لها نصف سنة أو أكثر ومن الماعز ما أتم سنة أو أكثر، ومن البقر ما أتم سنتان أو أكثر، ومن الإبل ما أتم خمس سنوات أو أكثر، وكي تكون الأضحية صحيحة يجب أن تكون خالية من العيوب وسليمة من الأمراض.
أما العقيقة فهي الذبيحة التي تذبح عن المولود الجديد، سواء ذكرًا كان أو أنثى، والعقيقة سنة مؤكدة عن النبي أيضًا، قام النبي صلى الله عليه وسلم بفعلها، وأتبعه الصحابة في ذلك، ولقد روي عن النبي :(أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَقَّ عن الحسن والحسين رضي الله عنهما كبشًا كبشًا).
ولقد شرع الله تعالى لنا الأضحية والعقيقة كي يحدث بين الناس تكافل اجتماعي، ولذلك يرى بعض الفقهاء جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، ويرون أن الجمع هنا جائز من باب التخفيف عن الفقير، ومن باب الإبقاء على الشعائر الإسلامية أيضًا، لأنه في بعض الحالات لا يجد الشخص من المال ما يستطيع تحقيق به السنتين معًا فجاء ذلك الرأي من باب التخفيف.
وفي حالة جواز الجمع فإن الجمع هنا يكون في حال كانت الأضحية أو العقيقة بقرة أو بدنة، بشرط ألا يقل نصيب كل نسك من الإثنين عن سبع الذبيحة، ولكن إن وافق وقت العقيقة وقت الأضحية يجوز أن يجمع الشخص نيته بين العقيقة والأضحية في ذبيحة واحدة، ويرى بعض فقهاء الشافعية أنه يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة من باب التخفيف على الشخص الذي يلا يستطيع أن يفعل الاثنين معًا بذبيحتين مختلفتين، لكنه على الرغم من ذلك لا يريد أن يقصر فيما قامت الشريعة الإسلامية بتشريعه. [4]