خريطة الاحتلال الروماني لبلاد المغرب
الرومان في المغرب
كان تأثير روما في المغرب العربي محدود جغرافيًا، لكن لمدة 300 عام كانت ذات أهمية استراتيجية ومصدر للثروة الهائلة للإمبراطورية، حيث تشير البقايا الأثرية المذهلة خاصة الموجودة في وليلي إلى التزام روما بالمنطقة.
وبحلول القرن الثالث قبل الميلاد جذبت قرطاج
تونس
الحديثة انتباه روما التي نظرت إليها برغبة جسدت شهية الإمبراطورية للتوسع، وتسببت الحروب البونيقية الثلاثية التي امتدت لمائة عام في تخوف روما على مستقبلها، وعلى الرغم من ذلك تضاءلت قوة القرطاجيين مع وفاة حنبعل.
وفي عام 146 قبل الميلاد بعد حصار دام ثلاث سنوات حيث تم سحق قرطاج أخيرًا، وقد ضمت روما شمال إفريقيا وتسيطر الآن على
البحر
الأبيض المتوسط، حيث تم تقسيم المنطقة بين ملوك عملاء مختلفين برئاسة الأمير النوميدي يوغرطة عندما حاول توحيد الممالك في الثورة.
و لم يكن أمام روما خيار سوى العمل في عام 106 قبل الميلاد، حيث دامت ستة أعوام و مات يوغرطة وتركت قبضة روما على شمال إفريقيا دون منازع على الأقل لمدة 60 عام أخرى. [1]
يوليوس قيصر والملك جوبا الثاني
بعد مسيرة يوليوس قيصر إلى روما عام 49 قبل الميلاد، حيث كانت المقاومة الجمهورية تنمو ولم يكن هناك مكان أسرع من شمال إفريقيا، وقد وصل قيصر إلى هناك قبل الميلاد ومعه عدد كبير من الرجال، وبعد عام واحد في ثابسوس في تونس الحالية.
هزمت جحافله التي فاق عددها عدد جيوش الملك جوبا من نوميديا في الجزائر الحالية والقوات الجمهورية بقيادة سكيبيو، على مدى
الأشهر
التالية تم سحق المقاومة في جميع أنحاء شمال إفريقيا وأصبحت قبضة روما على المغرب العربي أكثر إحكام من أي وقت مضى.
على الرغم من ولاءات والده تم تنصيب جوبا الثاني ملك عميل لنوميديا ولاحقًا موريتانيا، وتلقى جوبا تعليمه في روما وكان ملك متطور ومحترم، أثناء إقامته في وليلي مع زوجته كليوباترا سيلين ابنة أنطوني وكليوباترا.
كتب العديد من الأعمال الجغرافية والتي كان من ضمنها
أسباب احتلال الرومان للمغرب القديم
، في ظل حكمه ازدهرت المدينة وأصبحت معرض للعمارة الفخمة بالإضافة إلى مركز للتجارة، كان جوبا الثاني من أصل بربري وشارك في الحكم مع ابنه بطليموس، حيث عزز علاقتهما المريحة مع روما حتى أنه طلب وتلقى المساعدة العسكرية في سحق تمرد بربر عنيف في عام ٢٤ بعد الميلاد. [1]
احتلال ما بعد الرومان
في عام 285 دعت روما إلى وقف طموحاتها في إفريقيا وغادرت المنطقة بعد 300 عام من الإشغال بلا منازع، بقيت حامية صغيرة وظل المغرب جزء من الإمبراطورية الرومانية حتى القرن الخامس الميلادي كان النفوذ الروماني في المغرب العربي محصور في شمال غرب البلاد وتوقف شمال الرباط.
على الرغم من أنه قصير ومحدود نسبي إلا أن الوجود الروماني ترك البقايا المعمارية المغربية لمنافسة أي في شمال إفريقيا. [2]
خريطة الاحتلال الروماني لبلاد المغرب
توضح
خريطة
الاحتلال الروماني لبلاد المغرب وكذلك
خريطة العالم
كل التفاصيل حول الاحتلال وبعض البقايا المادية لسكان المغرب الأوائل مثل أدوات الناس الحصاة في سيدي عبد الرحمن بالقرب من الدار البيضاء، وأدوات الصوان اللاحقة في حوالي 12000 قبل الميلاد للثقافة الأورانية في غرب المغرب.
بدأت الصحراء تجف في حوالي 5000 قبل الميلاد، وبحلول الألفية الثالثة قبل الميلاد، توسعت الصحراء وفصلت المغرب العربي عن إفريقيا جنوب الصحراء ورسخته بقوة أكبر في حوض البحر الأبيض المتوسط بحلول نهاية الألفية الأولى قبل الميلاد.
بعد القرن الثامن قبل الميلاد انتقل الفينيقيون من صور الواقعة في جنوب لبنان الآن إلى غرب البحر الأبيض المتوسط وأنشأوا سلسلة من المستوطنات الساحلية لربط
الوطن
الفينيقي بالمعادن الغنية في جنوب إسبانيا.
كانت قرطاج في تونس هي الأكثر أهمية وكانت من ضمن
الاطماع الاوروبية في المغرب
، وفي المغرب كانت هناك مستوطنات في الآن
مليلية
بالقرب من العرائش الحالية في القرن السابع قبل الميلاد وبالقرب من الصويرة على المحيط الأطلسي.
بالإضافة إلى مراكز تجارية أصغر في تمودا بالقرب من تطوان وفي القصر الصغير وتنجيس طنجة على مضيق جبل طارق، حيث كان القرطاجيون يتاجرون بالناس ولم تكن لديهم حاجة كبيرة للسيطرة على المناطق النائية.
كانت الممالك الأصلية الأولى هي مملكة الموري، وهو اتحاد قبلي في القرن الرابع قبل الميلاد والميسوليون في القرن الثالث قبل الميلاد بين
نهر
ملوية ومدينة قسنطية الحالية في الجزائر مما أدى إلى تقويض القرطاجيين، وعلى الرغم من ذلك كان الخصم الرئيسي لقرطاج هو روما التي خاضت الحرب معها. [3]
الاحتلال الروماني للمغرب العربي
في عام 243 قبل الميلاد أجبرت قرطاج على التخلي عن صقلية ودفع تعويض ضخم لروما حيث أعاد القرطاجيون بقيادة هاميلقار برقا وابنه حنبعل، وتجميع صفوفهم في عام 202 قبل الميلاد، حيث هزم الرومان قرطاج في الحرب البونيقية الثانية حيث تم تحقيق الهزيمة النهائية لقرطاج.
في عام 146 قبل الميلاد بمساعدة الحلفاء المحليين و
مقاومة النوميديين للاحتلال الروماني
وفي القرن الذي تلاه سمح الرومان لممالك شمال إفريقيا بالظهور، لكنهم لم يكونوا دائمًا جديرين بالثقة، وبعد الحرب الأهلية الرومانية، وقد ألغى القنصل قيصر جميع الممالك الأصلية بما في ذلك موريتانيا التي غطت بما هو الآن المغرب والجزائر في عام 25 قبل الميلاد.
وقد سلم الإمبراطور أوغسطس السلطة في موريتانيا إلى جوبا الثاني الذي حكم من إيول قيصرية شرشال الآن في وسط الجزائر كحليف مخلص وتطورت وليلي بالقرب من مكناس المدينة الثانية في مملكته إلى مدينة كبيرة.
عندما ماتت جوبا في 23 م وجد الرومان صعوبة في سحق التمرد الذي أعقب ذلك حتى في عام 40
ميلادي
تم ضم موريتانيا إلى الإمبراطورية الرومانية، خلال هذه الفترة ظلت مدن أقصى الغرب مؤيدة للرومان ولا سيما وليلي التي أصبحت عاصمة مقاطعة رومانية جديدة. [2]
كانت موريتانيا تينجيتانا واحدة من سلسلة المقاطعات الرومانية على طول الساحل الشمالي لأفريقيا، لكن الاحتلال الروماني لم يمتد إلى القارة حيث تميزت بسلسلة من المعاقل العسكرية الممتدة من الساحل الأطلسي في سلا.
كانت التحدي الآخر لروما هو المسيحية، التي انتشرت إلى شمال إفريقيا في القرن الثاني الميلادي على الرغم من جهود الأباطرة الرومان لاضطهادها من الوجود، لكن المراكز المسيحية الرئيسية كانت في الشرق. [4]
وفي النهاية، نجد أن تاريخ المغرب العربي هو إلى حد كبير تاريخ من الغزوات والاستعمار المتتالي، ومن المعروف أنه قد امتدت فترة الاحتلال الروماني لبلاد المغرب من 146قبل الميلاد إلى 429 ميلاديًا، ويجب ألا ننكر أنه خلال هذه الفترة شهدت منطقة بلاد المغرب العديد من المظاهر الحضارية المختلفة، ولكن الدعائم التي وضعها الاحتلال الروماني ضمن سياستهم لم تستطع أن تقوم بتقوية الجذور الرومانية في بلاد المغرب. [5]