ما معنى تنقيح في اللغة العربية
ما معنى تنقيح في اللغة العربية
التنقيح هي كلمة في اللغة العربية والتي يمكن تعريفها في عدة سياقات كما يأتي:
-
التنقيح لغة:
التهذيب ونقح الجذع أي شذبه.
-
التنقيح اصطلاحًا:
تعني اختصار اللفظ مع وضوح المعنى وقيل تخليص جيد الكلام من رديئه، أو التصحيح والتهذيب.
-
التنقيح عند الفقهاء:
أن يبين إلغاء الفارق، وقيل
النظر
في تعيين ما دل النصوص على كونها علة من غير تعيين بحذف الأوصاف التي لا مدخل لها في الاعتبار.
-
تنقيح المناط عند الأصوليين:
هو إبعاد الأوصاف التي لا دخل لها في الاعتبار عن العلة، وهو النظر والاجتهاد في مناط الحكم أي علته إما في تحقيقه أو تنقيحه أو تخريجه، وقيل التنقيح هو عند الأصوليين أن يثبت عدم علة الفارق ليثبت علة المشترك، والفارق الوصف الذي يوجد في الأصل دون الفرع، والمشترك هو الذي يوجد فيهما، كذا في التوضيح، ومآل التنقيح إلى التقسيم بأنه لا بد للحكم من علة وهي إما الوصف الفارق أو المشترك، لكن الفارق لا يصلح للعلية فيثبت الحكم بالمشترك وهو من أحد مسالك العلية، ولم يعتبره الحنفية كما لم يعتبروا السبر والتقسيم. ويسمى تنقيح المناط بالقياس في
معنى
الأصل أيضًا.
والتنقيح هو التصحيح أو المراجعة، ويدخل التنقيح في العديد من الأمور، وقد تختلف وظيفته من أمرٍ لآخر، فمثلًا يوجد تنقيح الدستور، وتنقيح النص، وتنقيح البيانات.[1]
ماذا يقصد بالتنقيح
التنقيح هو مصطلح مهم يتعرض له الكاتب أو الباحث في مجاله، سواء أثناء كتابة كتابةٍ ما أو أثناء إعداد دراسة بحثية، ومن الممكن أن يحمل مصطلح تنقيح العديد من المعاني، كتصحيح النص أو مراجعة النص، أو تعديل النص، أو تنقية النص، ويعتمد معنى كلمة تنقيح على العمل المراد إنجازه، فطريقة التنقيح تختلف من عمل لآخر.
ويقصد بالتنقيح بشكلٍ عام: هو عملية يتم إجراؤها على كامل مضمون النص أو الكتاب أو الدراسة البحثية، وذلك بعد الإنتهاء من كتابته وتنسيقه بالشكل المطلوب، والهدف من عملية التنقيح هو التأكد من أن هذا العمل خالي من أي أخطاء، وأن نعمل على تعديل هذه الأخطاء إن وجدت، ومصطلح التنقيح هو عبارة عن عملية مراجعة شاملة وتصحيح لكافة الأخطاء الموجودة في مضمون النص أو الكتاب أو الدراسة البحثية.[2]
معنى تنقيح النص
إذا أردت إخراج نص جيد فعليك أن تنقح هذا النص، فالنص لا ينتهي بمجرد كتابته لأن عملية التنقيح تكشف أشياء مهمة جدًا قد يغفل عنها الكاتب أثناء اندماجه في العمل، وبالطبع ليس شرطًا أن يكون الكاتب هو من ينقح أعماله، فمن الممكن أن يستعيض بأحد ليحل محله في هذا الأمر، لكن علينا أن نعمل أنه لأجل إخراج نص مثالي على أكمل وجه يجب على الكاتب أن يقوم بتنقيح كتاباته بنفسه، وبالطبع على النص أن يمر بتنقيحات عديدة ولأكثر من مرة بدون ملل أو كلل.
وتقول الكاتبة هناه سوليفان(Hannah Sullivan) في كتابها ( عمل التنقيح The Work of Revision): أن التنقيح كما نفهمه هو ابتكار القرن العشرين، فهذه الممارسة لم تصبح حقاً أساسيةً لإبداع كتابة جيدة إلا تحت أيدي كتّاب لامعين حديثين مثل إزرا باوند، وإليوت، و فرجينيا وولف، وكان أولئك المؤلفون أول مَن نقّح علناً، وبانفعال، وفي مراحل كثيرة من فترة حياة نصوصهم الأدبية، فما الذي جعل هؤلاء الكتّاب يضعون إيمانهم في التنقيح باعتباره المفتاح إلى أدب جيد؟ جزئياً، إنها فلسفة الحداثة ــ فكرة أن الرواية أو القصيدة ينبغي أن تتحدى القارئ، تتخاصم مع الموروث.
كما ترى الكاتبة سوليفان أن التنقيح هي عملية نشأت حديثًا، لكن هذا ليس صحيحًا تمامًا لأنه منذ أقدم العصور والكتاب والمؤلفين يعملوا على كتاباتهم وينقحوها، وبالتالي ترى سوليفان أنه من خلال النظر إلى تاريخ التنقيح فإن هذه العملية المسماة بالتنقيح فإنها سوف تنجز الكثير من العمل مستقبلًا، لكن لا يمكن للكاتب أن يعتمد في نجاح كتابته على التنقيح فقط.[3]
معنى تنقيح الكتب
للتنقيح العديد من الأشكال والمعاني والتي قد تختلف على حسب الكتاب أو النص الذي أمامنا، فمن الممكن القيام بالتنقيح عن طريق الجمع، أو التنقيح عن طريق الإزالة، أو التنقيح عن طريق القيام بالتحرير.
معنى تنقيح الكتب، التنقيح أو أحد أشكال عملية تحرير النصوص، فالتنقيح يتم عن طريق القيام بتجميع العديد من النصوص المختلفة ثم يتم تعديلها أو إعادة صياغتها بشكل بسيط حتى تصبح نص واحد، وتستخدم هذه الطريقة لتنقيح العديد من النصوص التي تشترك في نفس الموضوع، كي تم صنع نص واحد متماسك.
ومن الممكن أن يقوم المنقح بإضافة بعض العناصر والنصوص في نفس النص المراد تنقيحه بأسلوبه الخاص، ما دامت هذا الإضافات تعود إلى أصل الموضوع، ومن الممكن أن تكون تلك العناصر المضافة عبارة عن عناصر للقيام بتعديل الاستنتاجات الأساسية للنص المراد تنقيحه، أو من الممكن أن تكون عناصر تعمل على ربط عناصر الموضوع ببعضها البعض كي تصنع نص واحد متماسك، او من الممكن إضافة عنصر إلى النص المراد تنقيحه يحتوي على
قصة
إطارية قد تضفي شيئًا إلى الكتاب أو النص بوجودها.
كما أن التنقيح يعني أيضًا إزالة بعض محتويات النص وذلك إذا ما كانت هناك بعض الفقرات الغير ضرورية أو غير المهمة يتم إزالتها من النص وبالطبع إن كان هذا يصب في صالح النص المراد تنقيحه، ويتم استبدال النص المحذوف بمستطيلات سوداء مكان الحذف، ومن الممكن استخدام هذه الطريقة للقيام بتنقيح الوثائق السرية عن طريق حذف بعض المعلومات السرية من الوثيقة وإضافة مستطيلات سوداء على تلك المعلومات حتى لا يقوم أيًا كان بالإطلاع عليها.
ومن أشكال التقيح أيضًا أن نقوم بالتنقيح عن طريق جمع النصوص المتشابكة القديمة، ويحدث هذا كثيرًا في علم التاريخ، قالبطبع تأتي العديد من الوثائق التاريخية الأصلية والتي تحتوي على روايات مختلفة الصيغ والتفاصيل لنفس القصة الواحد، وهنا يأتي دور المنقح الذي يقوم بجمع هذه الروايات المختلفة ويتحرى صحتها ويجمع بينها في إطار قصة واحدة تحتوي على التفاصيل التي اتفقت عليها جميع النصوص الأصلية، مع إهمال التفاصيل المتناقضة وعدم وضعها كشيء وثيق، بل من الممكن ذكر أنها تفاصيل اختلفت فيها الروايات، وبالتالي ينتج عن هذه العملية قصة واحد كاملة ومنقحة.
ويمكن اعتماد هذه الطريقة السابق ذكرها في العديد من الكتابات، منها الكتابات الأدبية القديمة، أو الدراسات التوراتية، أو كما تسمى كتابة الفرضيات الوثائقية في علم اللاهوت، وذلك في المجال الأكاديمي بالطبع، فالتوارة التي وصلت إلينا لا تحتوي على نص واحد، بل تختلف فيها النصوص من مكانٍ لآخر، فلقد جمعت العديد من النصوص الأصلية مع روايات مختلفة من وجهة نظر خصوم سياسيين وأعداء معًا، بالطبع لأنها قد خضعت لبعض التحريفات، ومن هنا تظهر أهمية القيام بعملية التنقيح كي نحصل على نتيجة واحدة أقرب إلى الحقيقة.[2]