ماذا يحدث للمتوفي بعد دخوله القبر مباشرة
ماذا يقول القبر عندما يكون المتوفي في الطريق إليه
بالطبع لقد راودك بعض الأفكار عن يوم وفاتك وكيف سيكون، وهل أنت على أتم إستعداد لمواجهة ذلك اليوم أم لا؟، لذلك من الممكن وأن تجعلك مخاوفك عن ذلك اليوم تطرق الأبواب باحثاً عن المعلومات الكافية التي تحي الضمير بداخلك لكي تكون من المنعمين في ذلك اليوم.
لقد أخرج ابن المبارك بسند صحيح في “زوائد الزهد” لنعيم عن أسيد بن عبدالرحمن – رحمه
الله
– قال: “بلغني أن المؤمن إذا مات وحُمِلَ، قال: أسرعوا بي، فإذا وُضِعَ في لحده كلَّمته الأرض فقالت له: إن كنتُ لأحبُّك وأنت على ظهري، فأنت الآن أحب إلي، فإذا مات الكافر وحُمِلَ قال: ارجعوا بي، فإذا وُضِعَ في لَحده كلَّمته الأرضُ فقالت: إن كنتُ لأبغضك وأنت على ظهري، فأنت الآن أبغض إليَّ”.
ومن ناحية أخرى أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عبيد بن عمير أيضًا أنه قال: “إن القبر ليقول: يا ابن آدم، ماذا أعددتَ لي؟ ألم تعلم أني بيت الغُربة، وبيت الوَحدة، وبيت الأكلة، وبيت الدود؟!”.
وأخرج ابن المبارك كما في “زوائد الزهد” لنعيم عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال: “بلغني أن الميِّت يقعد في حُفرته، وهو يسمع خطو مشيِّعيه، ولا يكلمه شيء أول مِن حفرته، تقول: ويحك ابنَ آدم!! أليس قد حُذِّرْتَني وحُذِّرْتَ ضيقي، وظُلمتي، ونَتنِي، وهَوْلي؟! هذا ما أعددتُ لك، فما أعددتَ لي؟”.[1]
ما يحدث في أول ليلة في القبر
أترك لي عقلك ومخيلتك الآن، ودعنا نتخيل سويًا، عن ذلك
الوقت
الذي يضعك أبناؤك وأحباؤك في قبرك، ويغلقوا عليك الباب، ثم يتركوك وحيداً في الظلام الدامس، وفي نفس الوقت أنت تسمع صوت نعالهم، وستظل وحدك في ذلك الظلام والسكوت القاتل.
ومن ثم تسمع وكأن أحداً يحدثك ويكلمك، فيا له من هول يشيب له الولدان، وتخيل معي أن ذلك المتكلم سيكون قبرك، فإذا كنت صالحا قال لكَ القب مرحباً وأهلاً، وإذا كنت عاصياً لله فيقول لكَ القبر لا مرحبًا ولا أهلاً.
فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: “دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُصلاَّه، فرأى ناسًا كأنهم يَكْتَشِرون، قال: ((أما إنكم لو أكثرتم ذِكر هادم اللذَّات لشغلكم عما أرى، فأكثروا من ذكر هادم اللذات – الموت – فإنه لم يأتِ على القَبر يوم إلا تكلم فيه، يقول: أنا بيتُ الغُربة، أنا بيت الوَحدة، أنا بيت التُّراب، أنا بيتُ الدود، فإذا دُفِن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبًا وأهلاً، أما إن كنت لأحبَّ من يمشي على ظهري إلي، فإذا وُلِّيتُك اليوم وصِرتَ إلي، فسترى صنيعي بك، قال: فيتسعُ له مدَّ بصرِه، ويفتح له باب إلى الجَنَّة.
قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما القبر روضة من رياض الجَنَّة، أو حفرة من حفر النار))، فيا له من موقف مَهيب، ومَشهد عظيم عندما تجد جدران القبر تتحدث إليك. [3] [4]
ماذا يحدث للمتوفي عند دخوله القبر
بالطبع قد تسائلت من قبل عن ما الذي يحدث للمتوفي عند دخوله للقبر، فلقد تكاثرت العديد من الأقاويل حول معرفة الأحداث التي تحدث في القبر بمجرد دخول المتوفي للقبر. [3] [4]
ضمة القبر
لا بد وأن يمر
الميت
بضمة القبر، فهي تحدث بعد وضعه مباشرةً في القبر، ويمر بها كل كبير وصغير، وسُميت في بعض الأحاديث بالضغطة لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إنَّ للقبرِ ضغطةً لو كان أحدٌ ناجيًا منها نجا سعدُ بنُ معاذٍ
ويأتي في
معنى
ضمة القبر هي التقاء جانبي القبر على جسد المتوفي، في تمثيل أن البشر قد خلقوا منها، فمنها وإليها نعود مرة أخرى، فتضمه ضمة الأم لولدها .
لا تعتبر ضمة القبر من انواع العذاب، ولا بد وأن يمر كل إنسان بضمة القبر، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عند موت سعد بن مُعاذ -رضيَ الله عنه-، فقال: (لو نجا أحدٌ من ضمَّةِ القبرِ، لنجا سعدُ بنُ معاذٍ، ولقدْ ضُمَّ ضمةً، ثُمَّ رُوخِيَ عنه)
وعندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن ما إذا كان هناك نجاة من ضمة القبر فأكد على أن جميع البشر سيمرون بتلك الضغط حتى أبناءه الصغار كالقاسم وإبراهيم.
السؤال في القبر
يقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (العَبْدُ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وتُوُلِّيَ وذَهَبَ أصْحَابُهُ حتَّى إنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ، فأقْعَدَاهُ، فَيَقُولَانِ له: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فيَقولُ: أشْهَدُ أنَّه عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ)
ونستنتج من ذلك أن الملائكة تسأل الإنسان في قبره، ويقول الله سبحانه وتعالى في ذلك
السؤال
يُثَبّتُ “اللّهُ الّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَفِي الاَخِرَةِ”
ويتمثل ذلك التثبيت في السؤال للمسلم، فيأتي إليه ملكان أسودان أزرقان، أحدهم يسمى منكر والآخر نكير، ويسألوا المتوفي عن
الرجل
الذي بعث فيهم، ودينه وربه.
فإذا أجاب أتسع عليه القبر وبعث الله فيه نورا ينير القبر، أما إذا لم يجب فيضيق القبر عليه ضيقاً يضغط على ضلوعه، ويكون قبره حفرة من حفر النار.
نعيم القبر
لقد دلت جميع الأدلة على أن المؤمن الذي يعمل الصالحات ينعم في قبره، حتى تقوم الساعة فينتقل بفضل الله ورحمته إلى النعيم الذي لا ينفد ولا ينقطع وهو نعيم
الجنة
ومن صور ذلك النعيم ما يلي:
- يبشر برضوان الله وجنته، ولذلك يشتاق إلى قيام الساعة .
- ويُلبس من لباس الجنة
- ويفتح له باب إلي الجنة ، لكي يأتيه من نسيمها ويشم طيب الرائحة، ويرى فيها النعيم
- فرحته برؤيته مقعده من النار الذي أبدله الله عز وجل به مقعداً من الجنة
- ينام نومة العروس
- وينور له قبره .
- ويفسح له في قبره .
- يفرش له من فراش الجنة
عذاب القبر
يضع الكافر في قبره العذاب وبالتالي سوف يحصل من العذاب ما كتب الله عليه بسبب كفره وأفعاله المنكرة، ويتمثل العذاب للروح والجسد معاً على حداً سواء ويصبح قبره حفرة من حفر النار ويعذب إلى أن تقام الساعة، فقال تعالى في آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]
وذلك يدل على أنَّ أرواحهم في الدنيا تأتيها نصيبها من العذاب في القبر وفي خارج القبر.
من الذين لا يسألهم الملكان في القبر
يعتبر
الأنبياء
والشهداء ممن أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنهم أنهم لن يتم سؤالهم في القبر . فأما الشهداء قد رفع الله عنهم السؤال، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
وأمّا الأنبياء فهم يعتبر أعلى منزلةً وفضلاً من الشُّهداء، فيكون إعفائهم من السّؤال في القبر من باب أولى، وهذا من باب العِصمةِ لهم. [3]