أشهر قصائد الأحنف العكبري

من هو الأحنف العكبري

هو أحد شعراء العصر العباسي ولد في عام 385 هجرياً أو 995 ميلادياً، اسمه الكامل هو عقيل بن محمد العكبري، الملقب بأبو الحسن الأحنف ويعود أصله إلى العكبر، انتشر شعره في بغداد، أشاد الكثير من الشعراء الكبار بشعره منهم الثعالبي قام بوصفه بشاعر المكدين وأكثرهم ظرافة.

وقال ابن الجوزي روى عنه أبو علي ابن شهاب (ديوان شعره) بالإضافة إلى ذلك قال الصاحب ابن عباد إنه الأحنف العكبري هو فرد بني ساسان (المقصود به هو مدينة

السلام

اليوم) والكثير من أشعار العكبري كان يصف بها الذلة والقلة، ويتفنن بمعاني كل كلمة، ويتفاخر بها أصحاب الجاه والمال.

قصيدة جئت أشكو إلى الطبيب الذي بي

في هذه القصيدة يتكلم العكبري عن مدى الهموم الذي يحملها، والاشتياق الصعب، فيجيب الطبيب عليك بالصبر.

جئت أشكو إلى الطبيب الذي بي

من سقام فارتاع منّي الطبيب

جسّ زندي فقال لي بك داءٌ

من بلى بالذي بليت يذيبُ

قلت ما بي فقال لي فيك همّ

واشتياق وزفرة ونحيب

قلت صف لي فقال لي بانكسار

فطبيبي ممّا رأى بي كئيب

خذ من

الصبر

والتجمّل جزءا

ومن الذل فهو شيء عجيب

وأذبه ببعض ماء التوافي

فإذا ما فعلت جاد الحبيب

قصيدة خف الناس واحذرهم فأكثر من ترى

يتكلم العكبري في هذه القصيدة عن

الصديق

المصلحة الذي يتركك بمجرد أن تقع في مصيبة، ويطعنك في ظهرك.

خف الناس واحذرهم فأكثر من ترى

شكا الجور من قربى خليط وصاحب

يودّك طوعا سامعا ما أطعنهُ

وما زدته من معجبات المواهب

فإن هجمَت يوما عليك شديدة

من الدهر أو دامت كرور النوائب

غدا ناظراً عن جفن عين كليلة

يربص هجرانا وكشف المعايب

ويظهر حربا بعد سلم وألفة

فخفه وكن طبا بحل المضارب

قصيدة ليالي الصبا درت عليك السحائب

ليالي الصبا درت عليك السحائب

وجادك هطال مرته الجنائب

فقد كنت مرعى للشباب ومرتعا

إذا جف منه جانب طاب جانب

إذا ضحكت أيامك

البيض

ناشئا

غريرا بكاك المعلقون الأشايب

إذا كسب الشيب الوقار فإنه

يذمك بالشيب الحسان الكواعب

وفي طيّ هذا الدهر كل عجيبة

فمن عاش لافته النهى والعجائب

وبصّره بالفكر ما كان عله

عليه الهوى والمشكلات الغرائب

قصيدة ألام على رفقي بمن لا أحبّه

ألام على رفقي بمن لا أحبّه

ولطفي بأعدائي وإن حمي

القلب

وما ضرّني سلمى ورفقي بمعشر

لساني لهم سلم وقلبي لهم حرب

إذا اضرموا للحرب نارا طفأتها

بألفاظ خدّاع يلين له الصعب

أوسط فيما بيننا صالح الرقى

ولا خير في حرب توسّطها العصب

قصيدة سقط العتاب عن السفيه

يتكلم الشاعر في هذه القصيدة عن السفيه، الذي لا يصلح بالعتاب أو الكلام، فلا يوجد شيء يستطيع أن يغيره.

سقط العتاب عن السفيه

فليس يصلحه العتاب

وأبت لأنفسها الذي

يأتي السفيه به الكلاب

وتتابعت محن الزمان

فما لداهية إياب

حجب الضبابُ الشمس إن

تعبر ينوّرها النقاب

قصيدةقد قلت إذ كثروا وقالوا



قد قلت إذ كثروا وقالوا

ما الدخن للمستقيت قوت

يشقق السفل بعد حنق

فقلت كفوا فقد رضيت

لم آكل الدخن باختياري

ينشقّ سفلي ولا أموت

قصيدة نهاية الشوق ما يأتي على المهج

نهاية

الشوق

ما يأتي على المهج

وغاية الصبر ما يدني من

الفرج

والصبر أفضل إلا أن صاحبه

من التجمّل كالمنبوذ في اللجج

ذخيرة الدمع يوم البين أنفقها

فقد التجمّل من فرد ومزدوج

وما على محرج فاضت مدامعهُ

يوم الفراق على الخدّين من حرج

قصيدة


زهد الناس في العلوم

زهد الناس في العلوم



وفي الشعر والأدب

وآتانا زماننا

بعجيب من العجب

كل ما كان قائما

مستويا قد انتصب

صار أعلاه أسفلا

فهو نكس قد انقلب

كل ما كان في الدما

غ فقد صار في الذنب

دفن الجود والندى

فسد العجم والعرب

ما ترى غير باخل

ساقط النفس والحسب

في يديه صبابه

من تراب ومن ذهب

وهو كالكلب دون ما

في يديه إذا كلب

قصيدة من يصحب الدهر يبصر من تقلبه

من يصحب الدهر يبصر من تقلّبه

اشياء أصغرها يأتي على العجب

من يسلم الناس من فيه ومن يده

يصحب من الدهر عيشا خير مصطحب

من يفعل الخير لا يلقى سواه كما

من يفعل الشر يلق الشر في العقب

من يكرم الناس يكرم أو يهن أحدا

يهن ومن لم يهب أكفاه لم يهب

من يكسب المال يصحبه البعيد كما

من يعدم المال يصرمه ذوو القرب

من يجعل العجب خدنا لا يفارقه

فما يمتعه شيء سوى العجب

من يصحب البغي يصرعه مصاحبه

لصاحب البغي يوم شر منقلب

من يكسب المال في الدنيا ليكنزه

فذاك في تعب يفضي إلى تعب

قصيدة حسبي ضجرت من الأدب

حسبي ضجرت من الأدب

ورأيته سببَ العطب

وهجَرت إعراب الكلا

م وما حفظت من الخطب

ونسيت أخبار الزب

ير وما رواه من النسب

وتركت تفسير المعا

ني وهو ديوان العرب

ورهنت ديوان النقا

ئض واسترحت من التعب

لا تعجبي يا هند من

قولي فما فيه عجب

إن الزمان بمن تقدم

في النباهة منقلب

والجهل يضطهد الححى

والراس يعلوه الذنب

قصيدة إني موصيك فاحفظ عن أخي ثقة

إني موصيك فاحفظ عن أخي ثقة

راض الزمان وراضته تجاربه

غضّ الزمان على عودي فقوّمَه

غضّ الثقاف ألان الحدّ جانبُه

صاحبت دهري بفكر ثاقب وعنى

راق إذا لسبت قلبي عقاربه

كم مرّة رعت خوفا من مخالبه

وكم سطا فنكت قلبي مخالبه

كأنني منه في بحر تلاطمني

أمواجه وتوافيني عجائبه

ما تبتديني بإحسان مواهبه

إلا تلتها وبتنعيص نوائبه

لكل أحواله عندي مغالبة

صبرا وللموت خطب لا أغالبه

فاقبل وصية من ناجاك عن فطن

ناجاه عن غيبها فكر يخاطبه

سلم إلى الدهر واسمح ما استطعت وكن

ممّن إذا سامه أمرا يقاربه

لا تبق يوما ليوم أنت خائفه

فكلّ يوم له رزق يصاحبه

لا يدفع الفقر تقتير يواظبه

بل يكسف الفقر إقبال يشاغبه

قصيدة


تنام وأنت على مشتبه

تنام وأنت على مشتبه

وعلّك إن نمت لم ننتبه

وإني لأعجب ممّن ينام

ولم يرض ما كان من مكسبه

فجاهد وقلب كتاب الإله

لتلقى الإله إذا متّ به

فقد قلد الناس رهبانهم

فكلّ يجاهد عن مذهبه

ولا يعرف الحق بالمعنيين

وبالحق يدري هدى مصحبه

وللحقّ مستنبط واحدٌ

وكل يرى الحقّ في مذهبه

وإني لأجهد في أن أرى

ذوي الحق فيه على موجبه

فوجه الإله لمن أمّه

مبين منير فما يشتبه

وفي ما نرى عجب غير أن

التفرّق في الدين من أعجبه

قصيدة


إذا شيك الضرير فلا تأتي له

إذا شيك الضرير فلا تأتي

له المنقاش من كف البصير

وإن عثر الضرير فلا توافت

لعثرته سوى ظلمات بير

لأن الشر في البصراء جزء

وكل الشر في طبع الضرير

إذا ما مشى الضرير الكلب أزرى

عليه الكلب في كل الأمور

وتفضله القيرود وتزدريه

كما فضل الطويل على القصير[1]