معنى الديوث .. وحكمه .. وأشهر الحكم والأقوال عنه
معنى الديوث في القرآن الكريم
الله
تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”( التحريم : 6)
الرجل
الذي يرى منكراً من أهله ويسكت ولا ينكره، وهو الذي يقبل ويرضى أن يقع أهله في السوء والفحشاء ولا يغار على أهل بيته لأنه ذلل نفسه وروضها على ذلك وقتل غيرته تجاه أهل بيته، ولا يهتم بالملابس التي ترتديها محارمه مثل الأم والأخت والابنة والزوجة، وهو الذي يقبل أن تتعامل زوجته مع الرجال بكل حرية، أي لا ينكر أي سوء يراه من محارمه، وإن الموسوعة الفقهية قد ذكرت
معنى
الديوث أنها عبارة عن ألفاظ متقاربة تجتمع ضمن معنى واحد لا يخرج عن المعنى اللغوي ويتجلى بعدم الغيرة على الأهل والمحارم.
الديوث هو الشخص الذي يرضى الفاحشة المعصية والشر والفساد في أهله كأنه ليَّن نفسه على ذلك، ويدعوهم إلى ذلك، وحتى إقرار الشخص أهله على المعاصي التي ممكن أن تدعو إلى الزنا أو إقرارهم على رؤية العراة وسماع الأغاني فهذا قد يدعو إلى الدياثة ويعتبر وسيلة للدياثة وليس الدياثة بحد ذاتها.[1]
حكم الديوث في الإسلام
إن الأحاديث النبوية التي وردت عن رسولنا الكريم عليه
الصلاة
والسلام قد بينت أن حكم الديوث هو حرمانه من
الجنة
في الآخرة، فمعصية الديوث هي إصراره وتعمده في فعل الفاحشة في أهله، وقد ذكر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أن هؤلاء الرجال لا يدخلوا الجنة، بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إليهم يوم القيامة.
الديوث لا يشم رائحة الجنة
إن الشخص الذي يموت مسلماً موحداً لله سبحانه وتعالى فيكون مصيره الجنة، حتى لو دخل النار بسبب ذنوباً قد ارتكبها في الدنيا، ولكن إن الديوث هو صاحب منكر عظيم، ويكون جرمه كبير حيث أن هذا الجرم يتجلى في إقراره للفاحشة في أهله وإن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح في الأحاديث النبوية الشريفة أن الديوث لا يدخل الجنة، وإن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إليه، ومن هذه الأحاديث النبوية الشريفة:
- أخرج النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث”.
- وأخرج أحمد عن ابن عمر أيضاً بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث”.
وإن الأحاديث النبوية التي تم ذكرها تبين التالي :
- أن الديوث لا يدخل الجنة مطلقاً حيث أنه عندما يستحل الفاحشة يخرجه هذا الأمر من الإسلام، ولهذا تحرم عليه الجنة ولا يدخلها.
- أما الحديث الثاني فيحمل في معناه أن الجنة تكون محرمة عليه ابتداء ويدخل النار ويجازى على الذنوب التي ارتكبها، ولكن بفضل الله ورحمته يدخل الجنة أو يغفر الله له فلا يدخله النار، لكن في هذه الحالة لا يكون من السابقين في دخول الجنة، وإن هذا الوعد للإنسان الذي يموت وهو مسلماً قبل أن يتوب من هذا المنكر العظيم، أما المسلم الذي يتوب تاب الله عليه.[2]
حكم الديوث التائب
إن غيرة الرجل على زوجته ومحارمه من الصفات المحمودة حيث أنها تدل على كمال رجولته وشهامته، أما الرجل الذي لا يغار على أهله فهو في طريق الدياثة وهي مذمومة شرعاً وطبعاً، وهذا الأمر الذي جعل الدفاع عن العرض مشروعاً، فإن الرجل الذي يموت في سبيل ذلك يعد شهيداً، وإن الدليل الذي نستشهد به من قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: “من قتل دون أهله فهو شهيد”، رواه أحمد وصححه الأرناؤوط، أما الديوث فهو الرجل الذي يقوم بعكس كل ما ذكرناه سابقاً لا يغار على أهله ويقبل الفاحشة منهم، أما بخصوص الديوث التائب، فالسؤال المطروح هنا هل للديوث من توبة؟، فالإجابة هي نعم الديوث توبته مقبولة بإذن الله لأن الله عز وجل قال في محكم كتابه أن يغفر الذنوب كلها وقد قال: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.[3]
أحاديث نبوية عن الديوث
إن من الأحاديث النبوية التي تم ذكرها عن الديوث هي:
- قال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ، والديوث ، وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والمدمن على الخمر ، والمنان بما أعطى . رواه الإمام أحمد والنسائي .
-
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة ابدا : الديوث من الرجال و الرجلة من
النساء
و مدمن الخمر ” فقالوا يا رسول الله اما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث من الرجال ؟ قال الذى لا يبالى من دخل على اهله , قلنا فالرجلة من النساء ؟ قال التى تتشبه بالرجال . قال الهيثمى فى مجمع الزوائد.
حكم وأقوال عن الديوث
إن السلف الصالح وعلماء الدين قد قالوا حكماً عن الديوث الذي لا يغار على أهل بيته فالغيرة هي واجبة ومحمودة على المحارم فمن هذه الحكم:
- يقول الغزالي رحمه الله: “إن من ثمرة الحمية الضعيفة قلة الأنفة من التعرض للحُرَمِ والزوجة… واحتمال الذلِّ من الأخِسَّاء، وصغر النفس … وقد يثمر عدم الغيرة على الحريم، فإذا كان الأمر كذلك اختلطت الأنساب، ولذلك قيل: كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها ضعفت الصيانة في نسائها”.
- وقال الذهبي رحمه الله: من كان يظن بأهله الفاحشة ويتغافل لمحبته فيها أو أن لها عليه دينًا وهو عاجز أو صداقًا ثقيلاً، أو له أطفال صغار… ولا خير فيمن لا غيرة له. فمن كان هكذا فهو الديوث.
-
وقال ابن القيم: (إن أصل الدين الغَيْرة، ومن لا غيرة له لا دين له، فالغَيْرة تحمي
القلب
فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش، وعدم الغَيْرة تميت القلب، فتموت له الجوارح؛ فلا يبقى عندها دفع البتة، ومثل الغَيْرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلًا، ولم يجد دافعًا، فتمكَّن، فكان الهلاك، ومثلها مثل صياصي الجاموس التي تدفع بها عن نفسه وولده، فإذا تكسرت طمع فيها عدوه). - قال الإمام أبو حنيفه رحمه الله: إمرأةٌ خرجت من البيت ولا يمنعها زوجها فهو ديوثٌ.
-
وعن علي
رضي الله عنه
قال: بلغني أن نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق، أما تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار.