علامات الفراغ العاطفي عند الرجل والمرأة


ما هو الفراغ العاطفي


الفراغ العاطفي هو مصطلح تم تداوله كثيرًا مؤخرًا بين الناس، ولا يعني هذا أنه لم يكن موجود من قبل، لكن بدأ الناس بالتعبير عما يشعرون به في نطاق أوسع من ذي قبل، شعور الناس بالفراغ العاطفي متواجد بكثرة بين الرجال والنساء لكن البعض لا يدرك ماهية هذا الشعور ولا يستطيعون التعبير عنه، لأنهم لا يعرفون على ماذا يدل هذا الشعور؟


إن شعور

الفراغ العاطفي

يتمثل في فقدان المشاعر العاطفية تجاه بعض الأشياء على عكس شخصية هذا الشخص، أي أن هذا الشخص في الأصل لديه مشاعر تجاه بعض الأشياء لكنه يفقدها لفترة من الزمن، وسواء كنت رجل أو امرأة فلا بد أنك قد مررت بمثل هذه المرحلة في أحد فترات حياتك.


وبالطبع يأتي شعور الفراغ العاطفي لعدة أسباب قد تطرأ على حياة الشخص، ويرجح أن تلك الأسباب هي من تسبب مثل هذا الشعور الدخيل، ومن أسباب الفراغ العاطفي أن يمر الشخص بمرحلة فقدان أحد الأقربين، كأن يتوفى فرد من

العائلة

أو من الأصدقاء، مما يسبب شعورًا بالفراغ العاطفي لفترة مؤقتة، لكن في بعض الحالات إن تم التعامل معها بصورة خاطئة فإن هذا الشعور سوف يمتد طويلًا مما يشكل خطرًا على الصحة النفسية للشخص لأنه من الممكن أن يسبب بعض المضاعفات، كأن يدخل الشخص في حالة اكتئاب حاد، أو أن يصاب الشخص بانفصام في الشخصية، لذلك يستحسن في هذه الحالة التوجه لاستشارة طبيب أو أخصائي نفسي لمتابعة هذه الحالة.


يقول بعض الأشخاص أن الفراغ العاطفي ليس مجرد شعور نفسي أو داخلي فقط كما في بعض الحالات، بل وصفوه بأنه يصل بهم في بعض الأوقات إلى أن يشعروا به في أجسادهم كأن يشعر الشخص بفراغ في الصدر، أو أن يشعر بالإرهاق، أو تتملك الشخص الرغبة في البقاء في هدوء وسكون لفترات طويلة. [1]


علامات الفراغ العاطفي عند الرجل والمرأة


تتشابه علامات الفراغ العاطفي عند

الرجل

والمرأة على حدٍ سواء، لكن علينا أن نعلم أن هذه العلامات وحدها ليست كافية كي نحدد ما إذا كان الشخص يعاني من الفراغ العاطفي، كما أن العلامات من الممكن أن تختلف من شخصٍ لآخر، ويتوقف هذا على طبيعة الشخص، وصفاته الشخصية، ومن علامات الفراغ العاطفي عند الرجل والمرأة ما يأتي:


  • يشعر الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي من فقدان للمشاعر المتبادلة بينه وبين الشريك الآخر، وبالطبع هذا الفقدان في المشاعر يولد شعورًا بالقلق والتوتر اللذان يستمران مع الشخص حتى يتخلص من هذا الشعور بالفراغ العاطفي.

  • يبحث الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي عن أي طريقة لإشباع الحاجة العاطفية التي يحتاجها، بالتالي من الممكن في هذه الحالة أن يلجأ الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي إلى البحث عن شخصٍ آخر حتى وإن كانت طريقة البحث عن شخص آخر لإشباع الحاجة العاطفية غير لائقة، وبالطبع هذا يؤدي إلى فساد العلاقة بينه وبين الشريك الآخر.

  • يقوم الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي بفعل أفعال غير مبررة أو غير مفهومة، والتي تكون على عكس طبيعته الشخصية، وبالطبع أن يصل الشخص لهذه الحالة يكون بسبب عدم الإفصاح عن المشاعر سواء كانت إيجابية أو سلبية، فالشخص يحتاج لأن يعبر عن مشاعره من وقتٍ لآخر.

  • الرغبة الغير مبررة والمفاجأة في الانفصال من طرف الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي، قد يظن الطرف الآخر أن الرغبة في الانفصال غير مبررة لكن على العكس فالطرف الذي يعاني من الفراغ العاطفي يكون لديه أسبابه التي لا يستطيع البوح بها إلى شريكه، وذلك بسبب انعدام الحديث بين الطرفين وقلة المشاعر، إلى جانب غياب الإحساس بالطمأنينة والأمان.

  • في الأغلب يصاب الرجال بالفراغ العاطفي في عمر الأربعين على عكس

    النساء

    الذين يعانون من الأمر في مرحلة مبكرة.

  • دخول الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي في مرحلة من الاكتئاب، وتختلف حدة الاكتئاب من شخصٍ لآخر ومن حالة لأخرى، وفي هذه الحالة يحتاج الشخص إلى الدعم العاطفي من شريكه بالأخص، وذلك لأن الشريك يمتلك تأثير كبير في حياة الطرف الآخر الذي يعاني من الفراغ العاطفي.

  • الفتور في العلاقة الحميمة، حيث يشعر الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي بفتور في علاقته الحميمية مع الشريك الآخر، قد يظن البعض أن هذا الأمر يصيب الرجال فقط لكن علينا أن نعلم أن كل شخص معرض لمثل هذا العرض، ويرجع سبب هذا الشعور إلى عدم انتظام العلاقة الحميمية، وإهمالها من الشخص الآخر، وأن تصبح مجرد فعل روتيني في الحياة، أو أن يشعر الشخص بأنه غير مرغوب فيه من الطرف الآخر، بالطبع كل هذه الأسباب كفيلة بأن يصاب الشخص بفتور في العلاقة الحميمية، مما يؤثر على عاطفته بشكلٍ عام تجاه الطرف الآخر.

  • حدوث تغير وتقلب في شخصية الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي، بالطبع من الممكن أن يتغير كل شخص من وقتٍ لآخر، لكن عندما يشعر الشريك بأن شريكه أصابه فتور عاطفي من ناحيته أو أن مشاعر قد اختلفت، بالتأكيد هذا التغير هو الذي يجب القلق منه، وفي هذه الحالة على الطرف الآخر أن يُخضع شريكه إلى



    اختبار الفراغ العاطفي



    كي يستطيع إدراك ما قد حل بشريكه.[1][2]


الفراغ العاطفي عند المرأة


إذا نظرنا في أي مجتمع من حولنا وخاصةً على وسائل التواصل الاجتماعي سنجد أن هناك العديد من النساء المتزوجات التي يعانين من الفراغ العاطفي، ومن الوحدة، ومعظم الشكاوى تقول أن الزوج لا ينتبه لمثل هذه الأمور، فهو يقضي معظم وقته في العمل وتركيزه في شؤون البيت يكاد يكون منعدم، لا يمكننا هنا أن نلقي اللوم على الزوج تمامًا لكنه مع ذلك من الحكمة أن يستطيع الرجل أن يوازن بين بيته وأسرته وبين العمل، وذلك كي تكون أسرته مستقرة، فلقد حذر علماء النفس والاجتماع من أن الفراغ العاطفي سببًا كافيًا للطلاق، وأنه من أسباب ارتفاع نسبة

الطلاق

في بعض المجتمعات، ويقولون أن أكثر من 80% من حالات الطلاق تكون بسبب عدم التوافق العاطفي بين الشريكين، مما يسبب فجوة كبيرة بين الطرفين تنتهي بمعاناة أحدهم من الفراغ العاطفي، وغالبًا ما تكون المرأة هي الطرف الذي يعاني من الشعور بالفراغ العاطفي والوحدة.


ولقد أشار علماء النفس أن حالات الطلاق التي تكون بسبب الخلافات المادية أو الخلافات على الأبناء غالبًا ما يكون إصلاحها سهلًا، لكن في حالات الطلاق بسبب شعور أحدهم بالفراغ العاطفي فمن الصعب العودة وحلها الوحيد هو الطلاق في معظم الأحيان في حالة أن الطرف الآخر لما يسارع إلى إصلاح أخطائه في حق شريكه، وهذه الأخطاء هو المتسبب فيها، في أن يشعر الشخص بالفراغ العاطفي والحرمان العاطفي، ولأن الشخص الذي يعاني يعاني من الفراغ العاطفي لا يصل إلى مرحلة الطلاق إلا إذا كان قد تكونت لديه مشاعر كراهية تجاه الطرف الآخر، كما أن الحرمان العاطفي يقتل أي رغبة في الحوار والتفاهم بين الشريكين، فيكون من الصعب العودة من جديد.[2]


الفراغ العاطفي عند الرجل المتزوج


قد يظن البعض أن الرجال لا يشعرون بالفراغ العاطفي مثل النساء، لكن بالطبع هذا خاطئ، فالرجال أيضًا لديهم مشاعر خاصة بهم والتي تحتاج إلى الاهتمام، لكن الفرق بين الرجل والمرأة في هذه الحالة هو أن معظم الرجال يصابون بالفراغ العاطفي على مشارف

سن الأربعين

أو فيما فوق، ويرجع ذلك إلى أن معظم الرجال في هذا

العمر

يكونون قد وصلوا إلى مرحلة يحتاجون فيها إلى العاطفة كما أن لديهم تفرغ ذهني يعصف بهم، ماا يولد لديهم هذا الشعور، في حين أن المرأة تشعر به مبكرًا لأنها تكون لديها تفرغ ذهني منذ البداية، وبالطبع لا يمكن أن نعمم هذه الأسباب على جميع الرجال والنساء، فالأمر يختلف من حالة لأخرى ومن شخصية لأخرى.[3]