من هو ضياء كوك ألب ؟.. “أبو القومية التركية”
من هو ضياء كوك ألب
ولد ضياء كوب ألب في الثالث والعشرين من شهر مارس في عام 1875م، وتوفي في عام 1924 في الخامس والعشرين من
أكتوبر
في إسطنبول، بعد أن انتهى من دراسته الثانوية انتقل إلى إسطنبول لاستقرار فيها فكان ضياء كوك ألب من الرواد الاجتماعيين وكذلك منظر قومي تركي، وكاتب وشاعر وسياسي وعالم اجتماع تركي.
عمل في منصب النيابة في البرلمان التركي، عرف بلقبه “أبو القومية التركية” حيث كان ضياء كوك ألب متأثراً في أوروبا الغربية الحديثة بشكل كبير جداً وتحديداً ألمانيا وفرنسا، بعد أن اعتنق في الأيدولوجية التركية والعالمية الشاملة بذل جميع ما لديه في سبيلها، وبعد وفاته بدأ رئيس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك في تطبيقها.
أحدث اسمه (كوك ألب) ضجة كبيرة بسب
معنى
الاسم فمنهم من يقول إن معنى الاسم هو محارب السماء ومنهم من يقول إن الاسم في اللغة التركية القديمة كان يعني المحارب الأزرق. كان كوك يعمل مع السياق الذي قامت الدولة العثمانية بابتداعه بهدف تطوير القومية التركية.
وكان لديه دوراً في ذلك، بالإضافة إلى ذلك كان يعتقد بأن يجب على كل الأمم في جميع أنحاء
العالم
أن يكون لها وعياً مشتركاً لكي تصمد وتتطور، ويجب على كل الدول الحديثة أن تكون متجانسة مع بعضها في معظم نواحي
الحياة
منها الناحية الثقافية، والدينية، والاجتماعية، والهوية الوطنية.
ومن خلال المفهوم الذي قام بتقديمه للقومية التركية قام بدمجه مع إيمانه التام في صدارة القومية التركية كدولة موحدة مستقلة بنفسها. وفي عام 1911 كان له مقاله يتكلم فيها عن قدرة الرجال الأتراك الخارقة، وأعتمد في كتابتها على نيتشه (الفيلسوف الألماني).
من الجدير بالذكر بأن كوك قام بطلب تتريك الإمبراطورية العثمانية، من خلال فرض اللغة، والثقافة، والعادات والتقاليد العثمانية على جميع المواطنين الأتراك، تم وصف أفكاره بمناصرة القومية والحداثة، وأصبحت الأطروحة الأساسية لعملة الاجتماعي هو الاختلاف ما بين تقاليد المجتمعات الأوربية، ومواطنين الأتراك.
دراسة كوك ألب
في عام 1886 قام كوك ألب بالدخول إلى المدرسة الابتدائية في محافظة ديار بكر التركية، ثم التحق بالمدرسة الثانوية العسكرية، وأثناء فترة في المدرسة العسكرية قام القائد والملازم إسماعيل حقي بك بغرس أفكار الحرية والتحرر في نفسه.
وفي السنة الدراسة الأخيرة لألب توفي والده، وقام بدراسة العلوم الدينية الدارجة على يد عمه حاجى حسيب بك وذلك في عام 1890، كان يرغب بإكمال دراسته الثانوية التي تركها بسبب وفاة والده في المرحلة الأخيرة من الثانوية في إسطنبول، ولكن لم يكن هناك فرصة لذلك فقرر أن يكمل الصف الثاني عشر في ديار بكر.
خلال هذه المرحلة الدراسية كان السبب في إثارة نقاش حاد متعلق بتبديل الهتاف المعتاد عليه وهو يحيا الملك إلى تحيا القومية، من الجدير بالذكر بأن المرحلة الثانوية الأخيرة في ذلك
الوقت
كانت تستغرق من الخمس إلى سبع سنوات، ففي عام 1894 قرر ترك الدراسة الثانوية، ثم بدء بأخذ دروس من عمه باللغتين الفارسية والعربية، وكان شغوف في تعلم اللغات.
حيث تعلم اللغة
الفرنسية
أيضاً، وأشتهر بحبه بالتصوف، في فترة من الفترات تعرضت محافظة ديار بكر التركية إلى فيروس الكوليرا وفي هذه الأثناء تعرف إلى الدكتور المسؤول عن المحافظة الدكتور عبد
الله
جودة بك، أصبحوا أصدقاء وتأثر ألب بمعتقداته.
معتقدات ضياء كوك ألب
بعد أن تلاشت الدولة العثمانية كان كوك ألب يبحث عن هوية جديدة لقوميته، والهدف الذي كان يسعى وراء هو الوصول إلى المرحلة التي يتم مزج
القيم
والعادات والتقاليد الغربية، مع قيم والعادات والتقاليد التركية. وكان يشتهر بمقولة (التتريك ثم
الإسلام
ية ثم المعاصرة)، التقارب بين القومية التركية أصبح أحد عناصر الثقافية في تركيا.
وكان يعتقد أن الإسلام عنصر أخلاقي بالإضافة إلى ذلك قام بتأييد أن الثقافة العالمية عنصر مهم وإيجابي في أغلب الثقافات الوطنية، كما قام بوضع الجانب الأدبي الشعبي التركي مقابل أدب القصر الملكي.
كان يعتقد بالعلوم الإيجابية للتطور العلمي وعلم
التكنولوجيا
الغربية ومن وجهة نظره أن الدين هو مجرد عنصر يساهم في مساعدة الضمان لتماسك الاجتماعي، كما قام بتمثيل نمط مجتمعي من خلال مبدأ التعاضد الذي تم تأسيسه من قبل إميل دوركايم وبسبب الصراع الطبقي أمام الماركسية التي تؤيد وتهدف إلى مجتمعات الطبقية سقطت
الليبرالية
الماركسية الفردية والمجتمعات الرأس مالية، ثم قام كوك ألب باختيار مبدأ جديد وهو مبدأ التضمن.
والهدف من هذا المبدأ هو حماية
السلام
الاجتماعي بمساعدة المنظمات المهنية، ويعمل على أساس الفروقات الفردية ويرفض الفروقات الطبقية. من الجدير بالذكر بأن يوجد لدى كوك ألب عدد كبير من الكتابات التي تتكلم عن معتقداته في الحياة، وقام بتنظيم القومية التركية على أساس معتقداته.
آخر سنوات عيش ضياء كوك ألب
بعد أن تم هزم الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى تم طرد ضياء كوك ألب من جميع الوظائف التي كان يشغلها، وفي عام 1919 تم سجنه لمدة أربعة
أشهر
في بكر أغا بلوغو من قبل الإنجليز في تهمة إبادة الأرمن حسب ما كانوا يدعون، وبعد المحاكمة تم الحكم على جميع الاتحاديين مثل ضياء كوك ألب بالنفي في
مالطا
، قام ضياء كوك ألب في فترة نفيه في مالطا بتعليم جميع من كان معه علم الاجتماع والفلسفة.
وفيما بعد قام بجمع جميع مراسلاته مع عائلته حين كان منفي في مالطا ونشرها على هيئة كتاب أطلق عليه عنوان “مراسلات ليمنى ومالطا”، ويعتبر هذا الكتاب هو الدليل الوحيد الذي يتكلم عن ما عاشه المنفيين في منفى مالطا.
وبعد سنتين من العيش في المنفى خرج ضياء كوك ألب للعيش في إسطنبول وإكمال مهنته التي يحبها وهي التدريس في الجامعة ولكن تم رفض طلبه، وبعد ذلك ذهب إلى أنقرة للاستقرار هناك وعاش لمدة سنة ثم ذهب إلى ديار بكر مع عائلته وهناك قام بفتح مجلة صغيرة بمساعدة أحمد أغا أوغلو.
وفي عام 1923م ذهب إلى أنقرة حيث تم توظيفه في لجنة التأليف والترجمة العائدة إلى
وزارة
التربية والتعليم في أنقرة. وفي ذات العام قام بإصدار كتابه المشهور وهو أساسيات القومية التركية.
وفي نفس العام أيضاً في أغسطس تم اختياره كنائب في ديار بكر في المجلس الوطني من قبل مصطفى كمال أتاتورك. بقي ضياء كوك ألب محافظ على نشاطه وتطوره فكرياً وسياسياً حيث عمل على ترجمة كلاسيكيات العالم إلى اللغة التركية ثم قام بنشرها.
تعرض ضياء كوك ألب في عام 1924م للمرض وتوفي بعد فترة وجيزة في 25 أكتوبر في إسطنبول وتم دفن جثمانه في تربة السلطان محمود الثاني في الفاتح.
أعمال ضياء كوك ألب
- ملحمة الازدهار.
- التيارات الثلاثة.
- الثقافة والحضارة.
- الأوزات تاريخ الحضارة التركية (تم نشرها في عام 1926م أي بعد وفاته في عامين).
- شعر التفاحة الحمراء (1914) القومية التركية بين الإسلام والمعاصرة (تم نشرها بعد وفاته في خمسة أعوام أي في عام 1929م).
- تاريخ القبائل الكردية (Kürt Aşiretleri Hakkında Sosyolojik Tetkikler) الضوء الذهبي (تم نشره في عام 1927).
- التقاليد التركية الحياة الجديدة (تم نشره في عام 1930 أي بعد وفاته في ستة أعوام).
- مراسلات ليمنى ومالطا.
- الطريق الصحيح.[1]