مواقف غيرة الصحابة على نسائهم .. وأشهر أقوالهم عن الغيرة

ما معنى الغيرة

إن الغيرة هي تغير

القلب

وهي التي تعمل على هيجان الغضب ويكمن تولد هذا الغضب بسبب الإحساس بمشاركة الغير فيما هو حق الإنسان، وإن الغيرة أشد ما تكون في العلاقة بين الزوجين، وإن الغيرة هي غريزة تكون عند الرجال والنساء على حد سواء، بل وتكون أكثر وأشد عند

النساء

، والغيرة هي مظهر من مظاهر الرجولة عند الرجال فهي في موضعها الصحيح تعد من الرجولة الحقيقية لأنها تتجلى في صيانة العرض وحفظ الحرمات بالإضافة إلى أنها تساهم في تعظيم لشعائر

الله

وتحفظ حدوده، وتدل الغيرة على قوة الإيمان ووجوده في القلب، وإننا لنجد أن التحلل في التبرج والفجور قد انتشر كثيراً خاصة في

العالم

الغربي بسبب ضعف الغيرة وفقدانها.

مواقف عن غيرة السلف على أعراضهم

إن من الغيرة المحمودة التي حث عليها

الإسلام

ويحبها الله ورسوله هي الغيرة على النساء والأعراض، فهي التي تدفع التبرج والاختلاط وتعمل على حماية المحارم والشرف بالإضافة إلى نشر العفاف، وإن الغيرة هي من  الأخلاق المحمودة وهي جهاد مشروع فقال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، وقال -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث ابن عمر -رضي الله عنه-: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول”، فقد كان أصحاب رسولنا الكريم عليه

الصلاة

والسلام هم من أشد الناس غيرة على أعراضهم، فمن مواقف الصحابة والسلف بغيرتهم على أعراضهم ونسائهم هي:

  • جاء في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما – قال: قال النبي: (رأيتني دخلت

    الجنة

    فإذا أنا بالرٌّمَيصَاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خَشَفَةً. أي: حركة ـ فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرًا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك، فولّيت مُدبِرًا)، فبكى عمر وقال: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار؟! متفق عليه. أي: أعليها أغار منك؟!
  • وكان سيدنا معاذ ين جبل رضي الله عنه له مواقف في الغيرة، فذكر ابن

    القيم

    في روضة المحبين عن غيرة معاذ وقال: “بينما معاذ رضي الله عنه جالس مع زوجته وهما يأكلان تفاح إذا دخل عليهما الخادم وكانت بيد زوجة معاذ تفاحة فنظر الخادم إليها وقد أكلت منها فدفعتها إليه فقام معاذ رضي الله عنه فأوجعها ضربا غيرة عليها، لأنها قد أعطته من التفاحة التي أكلت منها.[3]
  • قال سعد بن عبادة -رضي الله عنه-: “لَوْ رَأيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ”، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: “أتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، والله لأنَا أغْيَرُ مِنْهُ، والله أغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أجْلِ غَيْرَةِ الله حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلا أحَدَ أحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله، وَمِنْ أجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ، وَلا أحَدَ أحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله، وَمِنْ أجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الله الْجَنَّةَ”.
  • وإن عمر والزبير كانا يغاران جداً على الحريم والأعراض حيث أنهما كانا يغاران من خروج حريمهما إلى المسجد.

من هو الصحابي شديد الغيرة

إن الصحابي الذي يعتبر شديد الغيرة على محارمه هو سعد بن عبادة، فعندما نزلت الآية الكريمة: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً)، قال سعد: “أهكذا نزلت يا رسول الله؟” فقال رسول الله: “يا معشر الأنصار: أتسمعون ما يقول سيدكم؟” قالوا: “يا رسول الله لا تلمه، فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكراً، ولا طلق امرأة قط فاجترأ أحد منا أن يتزوجها من شدة غيرته”. قال سعد: “يا رسول الله إني لأعلم أنها حق، وإنها من الله، ولكني قد تعجبت أن لو وجدت لكاعاً، قد تفخذها رجل، لم يكن لي أن أهيجه، ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فوالله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته”، وفي رواية: “فقال يا رسول الله: إن وجدتُ على بطن امرأتي رجلاً أضربه بسيفي”.

غيرة علي بن أبي طالب على زوجته

إن سيدنا علي بن أبي طالب كان شديد الغيرة على زوجته إذا أنه كان يقول لفاطمة رضي الله عنها: ” ما خير للمرأة؟ قالتْ: ألاَّ ترى الرجال ولا يروها”، وكان سيدنا علي يقول للرجال الذين فقدوا غيرتهم على نسائهم: ألا تستحيون؟ ألا تغارون؟، يترك أحدُكم امرأته تخرج بين الرجال، تنظر إليهم وينظرون إليها”، وقال أيضًا: “بلغَني أنَّ نساءَكم يُزَاحِمْنَ العلوج في الأسواق، أما تغارون؟! إنه لا خيرَ فيمَن لا يَغار”.

وإن من المواقف الجميلة لسيدنا علي بن أبي طالب مع زوجته فاطمة أنه في يوم من الأيام دخل على زوجته فاطمة فوجدها تستاك ومعنى تستاك أي تستعمل السواك، فقال لها وهو يمزح وكأن السواك هو رجل يخاطبه:

  • ظَفِرْتَ يَا عُودَ الأَرَاكِ بِثَغْرِهَا.. مَا خِفْتَ يَا عُودَ الأَرَاكِ أَرَاكَا
  • لَوْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْقِتَالِ قَتَلْتُكَ.. مَا فَازَ مِنِّي يَا سُوَاكُ سِوَاكَا

قصة عن الغيرة

إن في مكارم الأخلاق قد ذكرت

قصة

عن امرأة قد تقدمت لمجلس القاضي موسى بن إسحاق وقد حدثت القصة في مدينة الري فإن وكيلها قد قال وادعى أن لهذه المرأة وهي موكلته على زوجها مال يقدر بخمسمائة دينار وهو مهرها، ولكن الزوج قد أنكر هذا فقال القاضي لمحامي

الزوجة

من هم شهودك على ما ادعيت، فقال أحضرهم، فطلب

المحامي

بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة حتى يشير إليها في شهادته، فقد قال الشاهد للمرأة قومي، أي لينظر إليها وليشهد، فقال الزوج: ماذا تفعلون؟، فقال الوكيل: بأن الشهود يريدون أن يروا زوجتك وهي سافرة الوجه حتى يتمكنوا من معرفتها وذلك للحاجة، فقال الزوج: إني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر ولا تسفر عن وجهها، فقال المرأة، وإني أشهد القاضي أني أعطيته هذا المهر وسامحته به في الدنيا والآخرة، فقال القاضي وإني أعجب بغيرتهما فيكتب هذا في مكارم الأخلاق.[2]

أقوال السلف والعلماء في الغيرة

إن من أقوال الصحابة والسلف في الغيرة هي:

  • كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : (لا تكثر الغَيْرة على أهلك فتُرمى بالسوء من أجلك) تم ذكره من قبل الغزالى فى إحياء علوم الدين.
  • وقال إسماعيل بن خارجة الفزاري وهو يوصي ابنته : ” وإياك والغيرة؛ فإنها مفتاح الطلاق”.
  • وقال أبو

    الأسود

    لابنته : (إياك والغَيْرة فإنها مفتاح الطلاق، وعليك بالزينة، وأزين الزينة الكحل؛ وعليك بالطيب، وأطيب الطيب إسباغ الوضوء).
  • وقال ابن القيم : (إن أصل الدين الغَيْرة، ومن لا غيرة له لا دين له، فالغَيْرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش، وعدم الغَيْرة تميت القلب، فتموت له الجوارح؛ فلا يبقى عندها دفع البتة، ومثل الغَيْرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلًا، ولم يجد دافعًا، فتمكَّن، فكان الهلاك، ومثلها مثل صياصي الجاموس التي تدفع بها عن نفسه وولده، فإذا تكسرت طمع فيها عدوه) [الجواب الكافى].[1]