أقدم الآثار الإسلامية في مصر
أهم الآثار الإسلامية في مصر
تعد الآثار جزء من تاريخ وحضارة أي بلد، فالامر ليس فقط مقتصر على
العائد
المادي للسياحة بل له باع في ثقافة تلك الدولة، وحضارتها وقيمها وما كانت عليه، وما آلت له بعد ذلك، وتبقى الآثار لسان حال الدول وأعمارها المكتوبة التي لا تنسى وتبقى جزء منها ما بقيت.
وتتميز الدول العربية بميزة عن غيرها من دول
العالم
حيث تجمعها وحدة اللغة والدين، والتي تجعل تاريخها وتجاربها مشترك، فلعل المرء يجد أثرا واحدًا على الأقل للتاريخ
الإسلام
ي في كل دولة عربية.
وجمهورية مصر العربية شأنها شأن باقي البلاد العربية، حيث فتحت أبوابها للإسلام على مصرعيها، واستقبلته على يد أشرف صحبة، صحبة النبي صلى
الله
عليه وسلم، صحابته الكرام الذين جاءوا لها فاتحين، داعيين للسلم والسلام والإسلام، فما كان من مصر والمصريين إلا أن احتضنوا هذا الدين بين جنبات أوطانهم.
رغم انتشار المسيحية، إلا أن الإسلام سريعاً ما انتشر فيها، وتحولت لدولة عربية إسلامية، دستورها دستور الدولة ينص على أن مصر دولة عربية إسلامية، ولتبقى آثار الأجداد الذين حافظوا على سلمها، ولم تسقط نقطة دم واحدة على أرضها بسيوفهم.
هؤلاء الرجال ومن بعدهم آخرون تركوا من الآثار ما بقى حتى يومنا وسيبقى لمن بعدنا شاهد على أن مصر احتضنت الإسلام كما احتضنها، وما انتشر فيها لا بسيف، ولا بدم، بل بالرغبة في الخلاص من حكم
الروم
المحتل الغاصب، وأملًا في أن يكون للإسلام ظل يشمل أهلها مسلمين ومسيحين تحت نفس السماء، ومن آثار مصر الإسلامية التي زينت هذه الأرض نذكر بعض منها فيما يلي:
ضريح عمرو بن العاص رضي الله عنه
الصحابي الجليل عمرو بن العاص، فاتح مصر الذي عرض أمر فتحها على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد فتح فلسطين، ومجئ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، استأذن عمر بن العاص رضي الله عنه في فتح مصر حماية لحدود الفتوحات في الشام، التي يتربص لها الروم.
ووافق الفاروق رضي الله عنه وتولى عمر بن العاص قيادة الجيش، وتم فتح مصر، وتولى إمارة مصر فترة، ثم عزله أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عاد مرة اخرى عمرو بن العاص رضي الله عنه لحكم مصر، ومات فيها، ودفن في أرضها، يقع قبر عمرو بن العاص في منطقة المقطم، في القرافة الصغرى في القاهرة، وتسمى قرافة سيدي عقبة نسبة للصحابي عقبة بن عامر الجهني. [1]
الجامع الأزهر
منارة العلوم في الشرق الاوسط، ومبعث الفخر العربي، معقل من معاقل نشر الإسلام، يحجه كل عام آلاف من الطلاب لينهل من علومه، كان يتعلم فيه في السابق عرب، وعجم، وحتى الآن فلا تزال البعثات من دول أسيا، وأفريقيا تأتي تنهل من منبع العلم.
بني في العصر الفاطمي على يد جوهر الصقلي، وكان معدًا لنشر التشيع في مصر، ليكون للشيعة مدرسة عظمى، وجاء
صلاح الدين
الأيوبي ليوقف المد الشيعي عن طريق الأزهر، ثم من بعده أتى الظاهر بيبرس ليتحول لمنارة للمذهب السني، وأحاديث النبي، وترجع تسميته نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء عليها
السلام
ابنة خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن الآثار الإسلامية التي انتشرت في أرض مصر يمكن ذكر ما يلي
-
جامع عمرو بن العاص.
-
جامع أحمد بن طولون.
-
قبر عبد الله بن عمرو بن العاص.
-
جامع صلاح الدين الأيوبى.
-
مشهد طباطبا.
-
جامع سيدي شبل الأسود.
-
مشهد القاضي بكار
-
جامع سيدي عقبة بن عامر.
-
ضريح شيخ الإسلام وقاضى القضاة العز بن عبد السلام.
-
جامع الحاكم بأمر الله.
-
جامع السيدة زينب.
-
مشهد القباب السبع.
-
جامع السيدة سكينة.
-
مسجد أبو المعاطى.
-
مسجد الإمام الليث.
-
مشهد الإمام زين العابدين.
-
مسجد النبي دانيال.
-
جامع السيدة عائشة.
-
قبة جامع الإمام الشافعى.
-
مسجد تبر بالمطرية أو جامع سيدي إبراهيم.
-
جامع السيدة نفيسة.
-
ضريح الإمام أبو الحسن على الشاذلى.
-
زاوية الشيخ الطحاوى.
-
ضريح ذي النون المصري.
-
جامع عمر مكرم.
-
ضريح ابن عطاء الله السكندري.
-
مسجد شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني.
-
مسجد الشيخ محمد السمنودى.
-
مسجد جلال الدين السيوطي.
أول أثر إسلامي في مصر
كثيرة هي الآثار الإسلامية الموجودة في جمهورية مصر العربية، وفي أغلبها هي مساجد، وجوامع، لذلك يعتقد البعض أن أول أثر إسلامي في مصر هو مسجد عمرو بن العاص، بالنسبة للأثار المتعلقة بالمساجد.
لكن الحقيقة غير ذلك فقد سبق بناء مسجد آخر في مصر قبل بناء مسجد عمرو بن العاص، وهو مسجد سادات قريش، في مدينة بلبيس، وهذا الاسم جاء نسبة إلى شهداء المعارك الإسلامية في فتح مصر ضد الرومان، وهناك قول آخر في تلك التسمية.
يقال كذلك أنه المسجد الذي أقامت فيه السيدة زينب ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عندما دخلت السيدة زينب إلى مدينة بلبيس ومعها بعض من بيت النبي من النساء، بعد مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه، وأقامت المسجد شهرا، ومن هنا سماه أهل القرية باسم مسجد سادات قريش. [2]
أقدم أثر إسلامي في مصر
يعد أقدم أثر إسلامي، والذي صنفه الأثريون باعتباره ثاني أقدم أثر إسلامي في مصر، هو مقياس
نهر
النيل، ويرجع
التاريخ
الذي شيد فيه مقياس
نهر النيل
إلى فترة الحكم الإسلامي في العصر العباسي، وبالتحديد في عام ثماني مائة وواحد وستون، وكان ذلك في عهد الخليفة المتوكل على الله العباسي، أي منذ حوالي أكثر من ألف ومائة وخمسون عام تقريبا.
وقد حدث بناء هذا الأثر مقياس النيل في جزيرة الروضة، وذلك بسبب رغبة وحرص المصريين الشديد على المتابعة وأيضًا القياس المنسوب لنهر النيل، وذلك على مر العصور التاريخية، حيث كان ويظل نهر النيل شريان
الحياة
للمصريين، ولا حياة بدونه، ولذا فقد أولوه العناية، وكان هذا شأن الكثير من حكام مصر أيضاً.
لم يتبق من المقاييس التي سبق وأنشأها المصريين قبل دخول الإسلام إلى مصر، وبعدها الكثير بسبب تعرض أغلبها للتدمير الناتج عن حدوث الفيضانات لنهر النيل، كما أشار لذلك
موقع
وزارة
الآثار المصرية.
أهمية الآثار الإسلامية
لا تنفك أهمية الآثار الإسلامية عن أهميتها من الناحية الحضارية والناحية الدينية، أما بالنسبة للناحية الحضارية، فهي دليل وشاهد على عمق، وعزة هذه الحضارة التي ملأت الدنيا شرقاً، وغرباً عزًا وعزة، وكرامة، ونور وضياء.
أما من الناحية الدينية فإن أغلب الأثار الإسلامية فهي عبارة عن مساجد، وقد حث الشرع على صيانة المساجد، ومنها قوله سبحانه وتعالى ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) (37 (النور : 36-37 ).
ورفع بيوت الله يتضمن بناؤها وحفظها وصيانتها، كما ترفع جدرانها، ويرفع قدرها أيضاً، لذا فواجب على المسلمين رعايتها، وحفظها، وبناء ما ينقض منها، وصيانتها كما ينبغي لبيوت نسبة إلى الله.