ما علامات وجود سحر في البيت ؟.. إبن باز
ما هو السحر
لقد سمي السحر سحرًا لأسباب لا نعلم عنها شيء، ويقال سمي السحر سحرًا لأن السحرة يتعاطون أسبابًا يتمكنون بها من التخييل على الناس والتلبس عليهم وإدخال الضرر عليهم وسلب أموالهم بأساليب غامضة، ولقد جاء في
معنى
السحر في الشرع أنه ما يتعاطاه الساحر من تخييل وتلبيس يظنه المشاهد حقيقةً وهو ليس بحقيقة، قال تعالى عن سحرة فرعون: “قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ”
يقوم السحرة باستخدام
الشياطين
لاستخدام السحر، بالتلي فإنه ينتج عن هذا إذهاب العقل، وسلب العافية، كما أنه يفرق بين
الرجل
وزوجته، وبين الإنسان وعائلته، لذلك فإن السحر من الأمور المحرمة والتي لا يجب على الإنسان اللجوء لها لأذية أحد أو لإبطال الأذية.
ما علامات وجود سحر في البيت
علامات السحر في البيوت تتمثل في حدوث العديد من الأمور، كأن يصيب الشخص المرض، وأن يكون البيت المسحور في حالة فوضى دائمة، وألا يكون مرتبًا، وأن تتواجد الحشرات التي لا نستطيع التخلص منها بالمبيدات الحشرية مثل
النمل
والدود، إنما يتم التخلص منها عن طريق ماء مقروء عليه
الرقية الشرعية
مع وضع قليل من
الملح
ورشه في أرجاء المنزل، كما أن البيوت المسحورة يصيب أهلها
التوتر العصبي
والاضطراب النفسي، مع وجود أحلام مرعبة وكوابيس مزعجة، وأن يكون هناك تشاحن بين أهل البيت الواحد، وأن يشعر المرء بالضيق والحزن داخل المنزل، لكنه يكون سعيدًا في الخارج، وغيرها من العلامات السيئة التي من الممكن أن يلاحظها الشخص في بيته وعلى أهل بيته، وتكون هذه الأمور خارجة عن العادة.
علامات السحر في البيت لابن باز
لم يرد عن الشيخ العلامة ابن باز رحمه
الله
أنه ذكر أي علامات عن وجود السحر في البيت، لكنه يرى ما يأتي:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد. رواه أبو داود، وإسناده صحيح، وقال جابر: “الطواغيت كهان كان ينْزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد”.
وعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: اجتنبوا
السبع الموبقات
قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
يقول الإمام ابن باز
رحمه الله
في باب السحر: (السحر قد فشا في كثير من الناس، ولاسيما في وقت الغفلة والجاهلية والفترة يكثر السحرة والمنجمون والرمالون والكهنة لخلو الجو لهم وقلة الدعاة إلى الله وقلة المرشدين؛ فيخلو لهم الجو ويكثرون ففي كل مكان يقل فيه العلم وأهله يكثر فيه دعاة الباطل والكهنة والمنجمون والسحرة وسائر عباد الشيطان، والمعنى: باب ما جاء في السحر من الوعيد، والدلالة على أنه شرك أكبر، وأن الواجب قتل أهله؛ لأن السحرة يعبدون الشياطين ويستغيثون بهم ويستعينون بهم في إيذاء الناس فصاروا بهذا مشركين كما في حديث النسائي المتقدم: (ومن سحر فقد أشرك) وقال الله جل وعلا: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ وقبلها قوله تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاق، من اشتراه يعني: اعتاضه، من خلاق يعني: من حظ ونصيب.
ثم قال بعدها: (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) دل على أن السحر ينافي الإيمان والتقوى، فالساحر قد أشرك وعبد غير الله، وعمله ينافي الإيمان والتقوى، وقال جل وعلا: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) أي يؤمنون بالسحر كما قال عمر.
وقال بعضهم: الجبت معناه الشيء الذي لا خير فيه كالصنم ونحو ذلك مما لا خير فيه، فالمعبودات من دون الله تسمى جبتًا، والسحر يسمى جبتًا، وكل شيء لا خير فيه يسمى جبتًا، وثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، فجعل السحر من السبع الموبقات يعني: المهلكات، وهو قرين الشرك؛ لأنه من الشرك يتوصل إليه بدعاء
الجن
والشياطين والاستعانة بهم فهكذا السحرة، ولهذا في حديث النسائي المتقدم: ومن سحر فقد أشرك، (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ).
وعن جندب يروى ابن بن عبد الله الأزدي ويروى جندب الخير، يروى مرفوعًا عن النبي ﷺ أنه قال: حد الساحر ضربه بالسيف وفي رواية: ضربة بالسيف والمشهور أنه موقوف على جندب، وهذا لا يقال من جهة الرأي، حد الساحر ضربه بالسيف ما يقال من جهة الرأي لولا أنه سمعه من النبي ﷺ ما قاله.
والآية تدل على ذلك، تدل على كفر الساحر، وأنه عبد لغير الله، والواجب قتله لعظم شره، فلا يستتاب؛ لأن شركه خفي فلا يستتاب؛ بل يقتل، وإن كان تائبًا فيما بينه وبين الله صادقا تاب الله عليه، فيما بينه وبين الله، لكن في الدنيا يقتل حماية للمسلمين من شره وفساده.
كيف ابطل السحر في البيت
جاء عن الإمام بن باز رحمه الله أنه لأجل إبطال السحر في المنزل علينا الالتزام بالرقية الشرعية، وقراءة الرقية وهي السحر الثلاث التي في سورة الأعراف ويونس وطه مع آية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد والمعوذتين، يقرأها على
الماء
ويشربه هو وأهل البيت ويقوم بتوزيعه في المنزل.
الطرق الشرعية للوقاية من السحر
يقول الإمام ابن باز رحمه الله في هذا الأمر:
يقول النبي ﷺ: من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء، وكذلك إذا نزل بيتا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ويكرر في
الصباح
والمساء أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات.
كذلك يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة وعند
النوم
من أسباب السلامة، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين بعد كل صلاة من أسباب السلامة، وبعد الفريضة والمغرب ثلاث مرات، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين هذه من أسباب السلامة.
وذكر الله جل وعلا والإكثار من قراءة كتابه العظيم وسؤاله أن يكفيك شر كل ذي شر من أسباب السلامة، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، كذلك أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن، وهذه من التعوذات التي يقي الله بها العبد الشر.