الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي
ما هو حكم الأضحية
قال
الله
تعالى في كتابه العزيز «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» [سورة الكوثر]، فمما لاشك فيه أن من مظاهر فرحة عيد الأضحى هو ذبح البهيمة، فبالتأكيد أن
الأضحية
هي تعتبر سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يثاب المضحي ولا يعاقب من لا يضحي.
وقد تم إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي، ويتولى هو ذبح أضحيته بنفسه، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا» متفق عليه، وهدوء من غير وأجمع المسلمون على مشروعية الأُضْحِيَّة.[1] [2]
ما هي شروط الأضحية
والجدير بالذكر أن يكون هناك عدد لا بأس به الشروط الواجب توافرها في الأضحية، لكي تكون سليمة بنسبة كبيرة، ومن ناحية أخرى لابد للمضحي بأن يكون على دراية كاملة بتلك الشروط المريبة التي أصبحت من الأساسيات لكي تُقبل عند الله، ويُحسب الأجر والثواب.
أن تكون من بهيمة الأنعام
أن تكون من بهيمة الأنعام ذلك بمعنى أن تكون من الإبل والبقر والأغنام والماعز كما قال الله تعالى في كتابه الحكيم: ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ )الحج/34
أن يكون عمرها مناسب للذبح
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلّم : ” لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن ” . رواه مسلم ذلك بأن تبلغ السن المحدد في الشرع وهي أن تكون جذعة من الضأن وثنية من غيرالضأن ويأتي
معنى
ذلك ما يلي :-
- الثني من الإبل : ما تم له خمس سنين
- الثني من البقر : ما تم له سنتان
- الثني من الغنم ما تم له سنة
- الجذع : ما تم له نصف سنة
والجدير بالذكر هنا أن التضحية لا تصح بما أقل من الثني سواء أكان من الإبل أو
الأبقار
أو الماعز، ولا أقل من نصف عام للضأن.
خالية تماماً من العيوب
قال النبي صلى الله عليه وسلّم حين سئل ماذا يتقي من الضحايا فأشار بيده وقال : ” أربعاً : العرجاء البين ظلعها، والعوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعجفاء التي لا تنقى “
رواه مالك في الموطأ من حديث البراء بن عازب ، وفي رواية في السنن عنه رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : ” أربع لا تجوز في الأضاحي ” وذكر نحوه صححه الألباني من إرواء الغليل ( 1148 )
ومن تلك العيوب التي لابد وأن لا تكون فيها ما يلي :-
- العور البين: أي أن العين تكون بارزة كالزر واللون الأبيض ظاهر فذلك يدل على عورها
- المرض البين: يفضل أن تكون خالية تماما من الأمراض التي تظهر أعراضها عليها كم، والجرب المفسد للحمها، والجرح العميق الذي يؤثر على صحتها
-
العرج البين: ويظهر ذلك على مشيتها ويمنعها
المشي
السليم الطبيعي - الهزال المزيل للمخ وهو مرضاً يذهب المخ تمامًا
العمياء التي لا تبصر بعينيها
فيوجد ضرر في عينها يمنعها تماما من الرؤية فتصبح عمياء
المبشومة
والمبشومة هي البهيمة التي أكلت فوق طاقتها فدخلت في مرحلة خطر، فالبهيمة معروف عنها أنها تظل تأكل حتى تموت، لذلك لا بد من المراقبة الجيدة .
المتولدة
التي إذا تعسرت ولادتها وزال عنها الخطر حيث من الممكن وأن يؤدي إلى فساد لحمها.
المخنوقة
المصابة بما يميتها من خنق أو سقوط من أرتفاع سد من ونحوه حتى يزول عنها الخطر .
مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين
وذلك بسبب وجود مرضاً ما أدى إلى قطعهم
ملكاً للمضحي
لابد وأن تكون ملكاً للمضحي بصورة كاملة حتى تكتمل
شروط الأضحية
الأضحية في
الوقت
المناسب
يعتبر الوقت المحدود شرعاً وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى أن تغرب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
ويجوز ذبح الأضحية في الوقت ليلاً ونهارا ً، والذبح في النهار أولى ، ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل ، وكل يوم أفضل مما يليه ؛ لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير. [1]
ما هي أحكام المضحي
هذه بعض أحكام تخصُّ المضحي، وهي:
تحريم أخذ الأظافر والشعر لمن
أراد أن يضحي
:
فعن أمِّ سلمةَ – رضي الله عنها – أنها قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن كان له ذِبحٌ يَذبحه، فإذا أهلَّ هلال ذي الحجة، فلا يأخذ من شعره ولا من أظافره شيئًا، حتى يضحي))؛ رواه مسلم، أي أنه لابد وأن لا يزيل أي شيء من شعره أو أظافره من بداية ذي الحجة وحتى يضحي في العيد.
مَن أخَذ من شعره أو أظافره ناسيًا:
قال الشيخ العثيمين –
رحمه الله
-: “وإن أخذ شيئًا من ذلك ناسيًا أو جاهلاً، أو سقَط الشعر بلا قصدٍ، فلا إثم عليه”؛ من كتاب أحكام الأضحية والزكاة؛ للإمام ابن عثيمين.
من أخذ من شعره أو ظُفره متعمِّدًا:
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: “إذا أخَذ مَن يريد الأُضحية شيئًا من شعره أو ظُفره، أو بَشرته، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، ولا يعود، ولا كفَّارة عليه، ولا يَمنعه ذلك عن الأضحية كما يظنُّ العَوام”؛ من كتاب أحكام الأضحية والزكاة؛ للإمام العثيمين.
من أخَذ من شعره أو ظُفره وهو لا ينوي أن يضحِّي إلا بعد دخول عشر ذي الحجة:
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: “لا حرَج عليه أن يضحِّي، ولا يكون آثمًا بأخْذ ما أخذ من أظفاره وشعره؛ لأنه فعل ذلك قبل أن ينوي الأُضحية”.
هل المضحي يأخذ من شعره
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: “الإنسان الذي يريد أن يضحي، ولو وكَّل غيره، لا يَحِل له أن يأخذ شيئًا من شعره أو بَشرته أو ظُفره”
هل يَحرُم على الوكيل ما يَحرُم على المضحي
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله -: “مَن أراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره، هذا الواجب إذا كان يضحي عن نفسه، أما إذا كان وكيلاً، ما عليه شيء” أي أنه إذا قمت بتكليف أحداً بأن يذبح بدلا منك، فلا عليك شيئا من أحكام المضحي.
ماذا على المرأة إذا أرادت أن تُضحي
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: “إذا وكَّلت المرأة زوجها، قالت: يا فلان، هذه – مثلاً – مائة ريال أو أكثر أو أقل، ضحِّ بها عني، فإنه يَحرُم عليها أن تأخذ شيئًا من شعرها أو ظُفرها أو بَشرتها”.
هل الأضحية فرض أم سنة
لقد أختلف العلماء والفقهاء في أمر الأضحية، عن ما إذا كانت فرض أم سنة واستدل الجمهور على أن الأضحية سنة مؤكدة بما يلي: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا»، أخرجه مسلم في صحيحه.
ووجه
الدلالة
في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأراد أحدكم» فجعله مُفَوَّضا إلى إرادته، ولو كانت الأضحية واجبة لاقتصر على قوله: «فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي». [2]