تأسيس منظمة الكوميكون .. وأهدافها .. وإنعكاساتها
منظمة الكوميكون
منظمة الكوميكون أو ما تُعرف باسم مجلس
التعاون
الاقتصادي تمّ تأسيسها عام 1949، هي منظمة اقتصادية تقوم على مبدأ التبادل الثنائي بين الدول الأعضاء وتأسيس مكان للتبادل الحربي والعسكري بين دول المعسكر الاشتراكي وتضمّ منظمة الكوميكون كلاً من الدول التالية:
-
ألمانيا الشرقية.
-
بلغاريا.
-
الاتحاد السوفيتي.
-
المجر.
-
تشيكوسلوفاكيا.
-
كوبا.
-
رومانيا.
-
فيتنام.
وفي عام 1949م قام الاتحاد السوفيتي بعقد مؤتمر موسكو وقام بدعوة أوروبا الشرقية وذلك من أجل مناقشة التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين، وكان ذلك بحضور كلاً من بلغاريا وبولندا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وألبانيا، ولكن في عام 1972 تمّ إيقاف عضوية
ألبانيا
وذلك لعدم دفعها التزاماتها المادية مع الاتحاد السوفيتي، ثم انضمت كلاً من:
-
ألمانيا الشرقية في عام 1950م.
-
منغوليا في عام 1963م.
-
يوغسلافيا عام 1965م.
-
كوبا عام 1972م.
-
فيتنام عام 1978م.
كان نشاط المنظمة في البداية قائم على التجارة الخارجية فقط وتوقيع الاتفاقيات الثنائية، بعدها بدء تطوير نشاط المجلس وتمّ إنشاء وتأسيس مجموعة من اللجان الدائمة ثم بدأ وضع ميثاق مجلس التعاون الاقتصادي عام 1959، وفي عام 1960م دخل المجلس حيز التنفيذ.
أهداف مجلس التعاون الاقتصادي
من أهم وأبرز أهداف منظمة
الكوميون
أو مجلس التعاون الاقتصادي ما يلي:
-
العمل على تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الأعضاء من خلال تنظيم السياسات.
-
تطوير التعاون العلمي والفني.
-
العمل على رفع مستوى التصنيع بين الدول الأعضاء مع الاهتمام بالدول المتأخرة من بين الدول الأعضاء.
مجلس التعاون الاقتصادي إقليمياً ودوليًا
قامت منظمة الكوميكون بتأسيس مصرف مشترك للدول الأعضاء عُرف باسم (
المصرف الدولي الاقتصادي
)، يقوم بتولي كافة المعاملات التجارية والاقتصادية بين الدول الأعضاء وبين الدول الأعضاء والدول الأخرى وقد بدأ المصرف نشاطه في عام 1964م.
كما قام مجلس التعاون الاقتصادي بتأسيس مصرف آخر مهمته تمويل المشروعات التنمية الأعضاء المجلس وأطلق عليه مصرف الاستثمارات، كما قامت المنظمة على تقسيم العمل بين الدول حيثُ تخصصت كل دولة من الدول الأعضاء بإنتاج نوع معين من
السلع
، حيثُ قامت اللجان المختصة داخل المنظمة بتحديد ذلك بناءًا على الموارد المتوافرة داخل كل دولة من أجل منع ازدواجية الإنتاج.
واجه مجلس التعاون الاقتصادي العديد من الصعوبات في تنسيق المطلوب من أجل تخصيص الإنتاج حيثُ أدي تصاعد التيار القومي والعديد من المشاكل الاقتصادية في رومانيا، كما تسبب ابتعاد كلاً من
الصين
وألبانيا في عدم اكتمال سياسة الاندماج مما أثر بشكلٍ سلبي على مجلس التعاون الاقتصادي.
أهم إنجازات الكوميكون
لقد حقق مجلس التعاون الاقتصادي العديد من الإنجازات ومن أهمها ما يلي:
-
إنشاء شبكة السكك الحديدية في شرق أوروبا، وتزويد وتقوية شبكة
الكهرباء
أيضًا.
-
قامت المنظمة بتأسيس
بنك
التعاون الاقتصادي عام 1963م يقوم بتمويل المشاريع الاستثمارية.
-
توصيل خط أنابيب لنقل النفط من منطقة الفولجا بالاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية.
أدى انهيار الحكومات الشيوعية في دول أوروبا الشرقية الذي بدأ في عام 1989، 1990 إلى قيام الدول بإحداث تغيير في نظام المؤسسة وتحولات في الأسواق وتغيير التسعير، حيثُ بدأت الدول بتبادل كافة المدفوعات بالعملات الصعبة وكان ذلك في 1 من شهر يناير عام 1991م، وأصبحت كل دولة لها مطلق الحرية في
تحديد
معاملاتها التجارية وتحديد المنافذ الخاصة بها من أجل عملية التبادل التجاري.
العلاقات الدولية داخل الكوميكون
هيمن الاتحاد السوفيتي على رأسه المنظمة بشكلٍ كبير وذلك بسبب نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري أيضا، كما سيطر الاتحاد السوفيتي على المناصب القيادية في كافة مقارا لكوميكون في موسكو.
حيثُ نص ميثاق مجلس التعاون الاقتصادي على أنّ من لا يرغب من الدول الأعضاء في المشاركة في المناصب بناءًا على مبدأ المنظمة
(المساواة في السيادة)
، لهم حق الامتناع عن التصويت، مما تسبب في تخوف الدول الأعضاء من الاعتماد الاقتصادي أنَّ يؤثر بشكلٍ سلبي على السيادة السياسة لهذه الدول.
عهد خروشوف
في عام 1950م بدأت جميع دول التعاضد الاقتصادي الاعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي، حيثُ تمّ تأسيس عشرة لجان دائمة في عام 1956م وقامت الدول الأعضاء بمحاولة إيجاد حلول لتطوير كافة التخصصات التكميلية من العمل على إيجاد طرق لتسهيل تنسيق هذه الأمور بالإضافة إلى محاولة تنسيق الخطط الخمسية كذلك حيثُ بدأ الاتحاد السوفيتي بتجارة كلاً من السلع والنفط الكوميكون.
وفي عام 1956-1960 واجه المجلس مشكلة أخرى نتيجة تصعيد الاحتجاجات في كلاً دولة بولندا مما تسبب في حدوث العديد من المشاكل والتغيرات الاقتصادية والسياسة وأدي ذلك عن تخلي المنظمة عن خططها لمدة خمس سنوات، وحاولت دول التعاضد الاقتصادي استعادت قوتها وشرعيتها من جديد حيثّ شهدت السنوات الخمس الأخيرة مزيد من الخطوات من أجل تحقيق التطور وزيادة حجم التعامل التجاري وتحقيق التكامل الاقتصادي، حيثُ قامت بمحاولة إدخال (
الروبل تحويل
)، وأيضًا بذل جهد كبير في تحقيق معادلة التخصص الوطني، كما سعت إلى تحقيق ميثاق 1959 على نفس خطة معاهدة روما لعام 1957.
نقل النفط
قام الاتحاد السوفيتي بالموافقة على نقل النفط والغاز الطبيعي إلى الكوميكون في بداية عام 1970م بأسعار أقل من أسعار النفط العالمية، واعتبر المعلقين الغربيين هذا الدعم ما هو إلاّ دعم لأهداف سياسية واقتصادية لتجنب وإخماد فتيل الاستياء والتخلّص من الاستسلام لرغبات الاتحاد السوفيتي، كما ذهبت بعض الآراء إلى أنّ هذا القرار لا يُعدّ قرارًا سياسًا متعمدًا وذلك لأنّ اختلاف الأسعار عن الأسعار العالمية يتسبب في وجود خاسرون و رابحون مما يجعلهم متيقِّنون أنّ هذا القرار من الصعب أنّ يكون قرارًا متعمدًا للعاملين.
الإنتاج الغير فعال
قامت منظمة الكوميكون في التخطيط للتوسع الاقتصادي المشترك بين الدول الأعضاء، ودراسة العلاقات بين الدول تفعيلها بصورة قوية، القيام بمعرفة العمليات التي توضح حالة الأسواق العالمية والعمل على توفير كافة احتياجات الدول، ومن أهم الأمثلة على ذلك عندما أدرك الحزب الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا عام 1970م الحاجة إلى صناعة قطارات الأنفاق.
وقام المصممين في تشيكوسلوفاكيا بتصميم قطارات رخيصة تحت الأرض تتحرك على قضبان قياسية مع مقاعد للركاب وتصميمات تتخطى التصميمات الخاصة بمترو الأنفاق في
نيويورك
حيثُ استخدم المصممين في هذا القطار تكنولوجيا متقدمة ويرجع ذلك للقطارات السوفيتية القديمة من أجل رفع المستوى المعيشي وانتعاش
الحياة
الاقتصادية للعمال السوفييت، الأمر الذي جعل حكومة تشيكوسلوفاكيا القيام بشراء القطار.
قد تمّ تصنيع الطائرات الهليكوبتر الخفيفة في بولندا من أجل مجلس التعاضد الاقتصادي، حيثُ كانت التصميم تفوق تصميمات مجلس التعاضد الاقتصادي، كما قامت رومانيا بتصنيع المروحيات
الفرنسية
وذلك بناءًا على احتياج السوق الخاصة بها.
انهيار مجلس التعاون الاقتصادي
لقد وصلت قيمة النشاط التجاري لمجلس التعاون الاقتصادي إلى ما يقاربا لـ 55 %، من حجم تعاملاتها التجارية الخارجي، مما أدي إلى قيام المنظمة بإنشاء عدّة هيئات مصرفية، لكن هناك بعض العوامل التي أدت إلى انهيار مجلس التعاون الاقتصادي ومنها ما يلي:
-
تفكك دول الاتحاد السوفيتي.
-
انهيار حلف وارسو.
-
بداية
الوحدة
بين دولتي ألمانيا.
-
انخفاض مستوى التطور التكنولوجي لمجموعة الدول الأعضاء عن المستوى الغربي.
-
تقديم العديد من الإغراءات من الدول الغربية للدول الأعضاء من أجل فك الارتباط العسكري المشترك.[1][2]