هل يحلم الأعمى ؟.. ويرى في الحلم

هل يحلم الكفيف

هل تسائلت من قبل عزيزي القارئ عن ما إذا كان الكفيف يمكنه الحلم أم لا؟ فهل يحلم مثل الذي يرى، وإذا كانت الإجابة بنعم فبماذا يحلم؟

فالأجابة هي نعم، فالمكفوفين يحلمون ويكون الحلم في صور مرئية فقط، أما بالنسبة للأشخاص الذين ولدوا ببصر ثم أصيبوا بالعمى فيما بعد، فليس من المستغرب أن يشعروا بأحاسيس بصرية أثناء الحلم مثل وكأنهم يستعيدون ذكرياتهم ويحلمون بمعارفهم.

وذلك لأن الأحلام تكون مستمدة من الذكريات المخزنة في

الدماغ

وكذلك من دوائر الدماغ التي يتم تطويرها في أثناء تجربة

العالم

الخارجي، لذلك فعلى الرغم من أن الشخص الذي فقد بصره قد يكون أعمى حالياً إلا أن دماغه لا تزال قادرًة على الاعتماد على الذكريات

البصر

ية، ودوائر الدماغ ذات الصلة التي قد تشكلت قبل أن يصاب بالعمى.

ولهذا السبب، يمكنه أن يحلم بالصور المرئية أما الأمر الأكثر إثارة للدهشة، فهو عبارة عن اكتشاف أن الأشخاص الذين ولدوا مكفوفين يحلمون أيضًا بالصور المرئية. [1][2]

كيف يحلم الأعمى

من الشائع جدًا ذلك التساؤل عن مدى اختلاف تجربة الناس للأحلام، ولاسيما أولئك الذين يتنقلون في

الحياة

بإعاقة حسية، حيث يميل الكثير من الأشخاص ذوي البصر إلى أن تكون لديهم أحلام بصرية للغاية.

ومع ذلك، فمن الطبيعي أن نتساءل عما إذا كان المكفوفون يعانون من نفس الشيء أم لا، فيمكن للأشخاص المكفوفين أن يحلموا، على الرغم من أن أحلامهم يمكن أن تكون مختلفة بعض الشيء فيمكن أيضًا أن تختلف نوع

الصور

التي يختبرها الشخص الكفيف في أحلامه، وهذا يعتمد على أي نقطة في حياته فقد فيها بصره.

فعلى الرغم من اختلاف النظريات حول هذا الأمر، إلا أنه يُعتقد عمومًا أن كلاً من الأشخاص الذين ولدوا مكفوفين وهو (العمى الخلقي) والأشخاص الذين يصابون بالعمى في وقت لاحق من الحياة لديهم صور بصرية محددة، تكون أقل جودة في أحلامهم من الأشخاص غير العميان.

ومع ذلك، فسوف تشير الأبحاث والدراسات إلى أن المكفوفين الذين قد فقدوا بصرهم قبل سن الخامسة قد لا يرون عادة الصور في أحلامهم.

ومع ذلك، فكلما فقد الشخص بصره لاحقًا في الحياة، زادت احتمالية استمراره في تحقيق الأحلام البصرية، وربما تكون أحد الإكتشافات الرائعة التي قد تم العثور عليها في دراسة عام 2014 والتي تشير إلى أن المصابين بالعمى الخلقي قد يكونوا أكثر عرضة لتجربة الأحلام من خلال حواسهم الأخرى مثل حاسة الذوق والشم والصوت واللمس.

حيث بدأ أولئك الذين أصيبوا بالعمى في وقت لاحق من حياتهم بأن يكون ليهم أحاسيس محددة باللمس أو  يشعرون “باللمس” في أحلامهم.

فهناك عدد قليل من الدراسات العلمية اكتشفت كيف يحلم المكفوفين والعديد من هذه الدراسات تأتي مع قيود، فعلى سبيل المثال، قد أثبتت العديد من هذه الدراسات فقط في مجموعات صغيرة من الناس الذين  لا تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.

أنه على الرغم من أن الأحلام تختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر إلا أن هذه الدراسات الصغيرة يمكن أن تساعد في تقديم إرشادات عامة ومنظور محدد لكيفية حلم الأشخاص الذين يختلفون تماما عن غيرهم في حياة اليقظة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب جدًا على شخص أعمى أن ينقل بدقة كيف تكون أحلامه، خاصة ما إذا كان يتنقل طوال حياته أو جزء كبير منها دون بصره.

وعلى ذلك قد أوضحت نتائج الدراسات في ذلك

الوقت

أن المكفوفين يحلمون تمامًا مثل المبصرين، ولكن بطريقة مختلفة تبعاً لتجربة كلاً منهما. [3]

كيف تكون أحلام الأعمى

فمنذ طفولتنا وفكرتنا التي قد أخذناها عن المكفوفين، هي أن الكفيف يعيش في ظلام دامس، سواء في حياة اليقظة أو

النوم

، ولكن من خلال الدراسات الحديثة، تم اكتشاف أن الكفيف في أثناء النوم يستطيع الحلم.

ففي أثناء النوم، يُعتقد أن هناك نوعًا واحدًا من التذبذب الكهربائي في الدماغ يسمى موجات PGO  أو (Ponto-Geniculate-Occipital)، حيث تعمل تلك الموجات على تنشيط القشرة البصرية

ويعمل أيضًا كمولد للأحلام المرئية في أثناء نوم مثل حركة العين السريعة، ومن ثم تظهر هذه التذبذبات الخاصة بالدماغ قبل بدء النوم بصفة عامة وهي  (حوالي 30-90 ثانية)، وتنتقل من جذع الدماغ إلى القشرة القذالية والجهاز البصري.

وقد يبدو أن مكان موجات PGO في الدماغ  تشير إلى مكان وزمان حدوث حركات العين، ويُعتقد أن حركات العين هذه بدورها أن تشير إلى المكان الذي يشاهد فيه المرء محتوى الأحلام المرئية.

فعلى سبيل المثال، موجات PGO على الجانب الأيمن من الدماغ تسبق حركة العين ومحتوى الأحلام المرئي في المجال البصري الصحيح فتتنبأ موجات PGO على الجانب الأيسر بحركات العين إلى اليسار.

ويبدو أن هذه التذبذبات الكهربائية تعمل على تحفيز حركات العين وإثارة المناطق المقابلة للإثارة في القشرة البصرية في المخ، ذلك ايضاً مع “رؤية” صور الأحلام في مكان حدوث النشاط. [3]

هل يظهر الكفيف حركات العين والنشاط البصري أثناء النوم

في الواقع لقد أظهرت الدراسات أن أحلام المكفوفين الذين فقدوا الرؤية لاحقاً في الحياة قد تحتوي على ألوان وحركات وأنماط بصرية مشابهة لتقارير الأفراد المبصرين، فهذا غير متوقع بالمرة لأن الأشخاص الذين قد أصيبوا بالعمى في وقت لاحق من حياتهم سيظل لديهم ذكريات عن التجربة البصرية وبالتالي يحتفظون بالقدرة على التصوير المرئي، لذلك فسوف يظهر الكفيف حركات للعين في أثناء النوم تكون مقاربة لغير المكفوفين. [2]

ما الذي يحلم به الكفيف

مما لاشك فيه أن هناك دراسة قد أجريت في عام 1999 على أحلام 15 بالغًا مكفوفًا على مدى شهرين كاملين، حيث قد بلغ مجموعها حوالي 372 حلمًا، ومن خلال هذه الدراسة وجد الباحثون دليلاً يشير إلى أن أحلام المكفوفين تشبه إلى حدٍ كبير أحلام المبصرين، مع وجود بعض الإستثناءات القليلة التي من الممكن وأن تحدث أختلافات كبيرة مثل :-

  • كان لدى المكفوفين أحلام أقل حول

    النجاح

    الشخصي أو الفشل
  • كان الأشخاص المكفوفون أقل احتمالا في الحلم بالتفاعلات العدوانية، فلا يحلمون بأنفسهم يعدون على أحد.
  • بعض المكفوفين يحلمون بالحيوانات وتكون غالبًا

    كلاب

    أو الكلاب التي كانت مسؤولة عن مساعدة الكفيف. [3]

هل يعاني المكفوفون من كوابيس

مثلما يستطيع الكفيف الأحلام يعاني من الكوابيس أيضاً، فنعم قد يعاني المكفوفون من رؤية الكوابيس مثلما يعاني المصابون بالبصر والمثير للدهشة أن المكفوفين يبلغون عن وجود كوابيس أكثر من المبصرين، وهذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين يولدون مكفوفين.

ومن خلال ذلك يمكننا القول أن هناك العديد من الخبراء والدارسين، الذين يقولون أن هذا يمكن أن يعزى إلى تكرار التجارب التي تهدد الحياة التي يواجهها المكفوفون على أساس منتظم، وإحساسهم الدائم بعدم الثقة فيمن حولهم، وأحساسهم بأنهم دائما في حاجة للمساعدة.

ذلك بالطبع يكون مقارنة بأولئك الذين يعانون من البصر ولذلك ضع في إعتبارك تلك الأشياء التي غالبًا ما تحلم بها، خاصةً عندما تواجه صعوبة وضغطًا كبيرًا في حياتك اليقظة.[3]