أهداف مكتب الكومنفورم .. وتاريخة تأسيسة

مكتب الكومنفورم

كومنفورم “Cominform” مصطلح يشير لمكتب أخبار شيوعي أو مكتب معلومات خاص بالأحزاب الشيوعية، تم تأسيس هذا المكتب الشيوعي الدولي في سبتمبر عام 1947 برعاية الأتحاد السوفيتي وتم حله 17 إبريل عام 1956 بمبادرة سوفيتية.

معلومات حول مكتب الكومنفورم

  • تأسس مكتب كومنفورم الشيوعي في ويلكزا جورا في بولونيا وتألف من تسعة أعضاء أولهم الأحزاب الشيوعية في الاتحاد السوفيتي، بلغاريا، تشيكوسلوفاكيا، المجر، بولندا، رومانيا، يوغوسلافيا،

    فرنسا

    وإيطاليا.
  • كان جوزيف تيتو أشد مؤيدي منظمة الكومنفورم للشيوعيين اليوغوسلافيين لذلك تم اختيار بلغراد كمقر للمنظمة.
  • أدى الصراع المتصاعد بين يوغوسلافيا والاتحاد السوفيتي في النهاية إلى طرد حزب جوزيف تيتو من الكومنفورم في يونيو من عام 1948 من ثم نُقل مقر المكتب إلى بوخارست في رومانيا.

أهداف مكتب الكومنفورم

سرعان ما أصبح مكتب الكومنفورم الرائد للحركة الشيوعية منذ تأسيسه، فكانت أهدافه الأهم نشر أيديولوجيته في الفكر الشيوعي لذلك أصدروا القائمين على الكومنفورم جريدة خاصة به عُرفت بـ “من أجل ديمقراطية الشعب، من أجل سلام دائم” حيث تم إنشاء الكومنفورم كإحياء لـ الكومنترن أي  الشيوعية الدولية من أجل السيطرة على الأحزاب الشيوعية الغربية والحرص على انسجام الشيوعيين الأوروبيين مع السياسات السوفيتية.

أعضاء مكتب الكومنفورم

مَثّل كومنفورم عدد من الأعضاء الذين اشتركوا في نفس الفكر الشيوعي ونفس الأهداف، وشملت هذه الأعضاء ما يلي:

  • حزب بلغاريا الشيوعي
  • حزب تشيكوسلوفاكيا الشيوعي
  • حزب فرنسا الشيوعي
  • حزب ألمانيا لـ

    الوحدة

    الاشتراكية
  • حزب المجر الشيوعي وتبعه بعد ذلك حزب المجر للشعب العامل
  • حزب إيطاليا الشيوعي
  • حزب هولندا الشيوعي
  • حزب بولندا للعمال من ثم تبعه حزب بولندا الموحد للعمال
  • حزب رومانيا للعمال
  • حزب الاتحاد السوفيتي الشيوعي
  • حزب يوغوسلافيا الشيوعي، وتم طرده في عام 1948.
  • حزب الأراضي الشيوعي لـ ترييستي الحرة وظل حتى تم طرد يوغوسلافيا.
  • أما عن حزب العمل الألباني فلم يلتزم بطلب استلام عضويته المقدم عام 1947.

اجتماعات مكتب الكومنفورم

تم تسجيل أربعة اجتماعات عُقدت بين أطراف كومنفورم فكان كل اجتماع لمناقشة هدف معين، وتتمثل هذه الاجتماعات في الآتي:


الاجتماع التأسيسي “الاجتماع الأول”

تم عقد هذا الاجتماع في عام 1947 في مدينة جيلينيا جورا في بولندا، وتم تكليف فلاديسلاف جومولكا بتحضير تقرير الاجتماع الأول والذي كان بعنوان “تبادل الخبرات” أما التقرير الثاني فكان مسؤلية أندريه جدانوف والذي أعده لمناقشة الوضع الراهن لدول العالم.

بدأ الاجتماع أولاً بمناقشة التقرير الأول حيث كانت تدور نقاطه الرئيسية حول انتقادات وُجهت لأحزاب فرنسا وإيطاليا الشيوعية بعد مرحلة التحرر كونهم أضاعوا فرصة كبيرة للاستيلاء على السلطة بخلاف الأوروبيين الشرقيين الذين تفوقوا بشكل كبير وهيمنوا على الحكومة، فأتت المناقشة والنقد بندم وأسف من الأحزاب الشيوعية لفرنسا وإيطاليا على ضياع هذه الفرصة واصطحب ذلك بيان ينص على “أن الحاجة لتبادل الخبرات والتنسيق في العمل بين مختلف الأطراف يلزم

الوقت

الحاضر بشدة”.

أما عن تقرير فلاديسلاف جدانوف فكان مُنصب على أهمية الأيديولوجية الشيوعية من ثم تناول النقاش حول الأممية الشيوعية ألا وهي الكومنترن حيث أوضح جدانوف حقيقة الموقف للأحزاب الشيوعية وقتها وما هي عيوبه لذلك أشار للحاجة الملحة إلى التشاور المتبادل للخبرات والتنسيق فيما بينهم وأن التهاون في تبادل المشاورات والخبرات سيؤدي لأخطاء فادحة، كما تضمن التقرير

تحديد

مهام الأحزاب الشيوعية والتي شملت مساعدتهم في الدفاع عن استقلال

الوطن

واستمرارية سيادة البلاد، بالإضافة إلى تقرير فلاديسلاف جومولكا الذي أكد على خمسة نقاط رئيسية وهي:

  1. يجب أن يتم تأسيس مكتب معلومات شيوعي يتألف من أعضاء متحدثين باسم الأحزاب الشيوعية التسعة المشاركة.
  2. يمكن أن يتم تكليفه بمهمة تبادل الخبرات والتنسيق فيما بينهم إذا لزم الأمر.
  3. يجب أن يتكون هذا المكتب من اثنين من المندوبون لكل طرف من الأطراف التسعة.
  4. من المفترض أن يكون للمكتب مجلة يتم نشرها كل أسبوعين في بدايتها وبعد فترة يتم نشرها وصدورها بشكل أسبوعي.
  5. يجب أن يكون مقر المكتب الشيوعي الخاص بهم هو بلغراد في يوغوسلافيا.


الاجتماع الثاني

تم عقد الاجتماع الثاني لمكتب كومنفورم في بلغراد في شهر فبراير من عام 1948، وتم الاجتماع للأطراف المشاركة بهدف اختيار  لجنة تحرير خاصة بجريدة المكتب والتي أطلقوا عليها (جريدة من أجل ديمقراطية الشعب، من أجل سلامٍ دائم) حيث صدرت في بلغراد عام 1947 لأول مرة وتحت رئاسة بافل يودين وترئس بعده مارك بوريسوفيتش ميتين بعدما طُردت يوغوسلافيا.


الاجتماع الثالث

تم عقد الاجتماع الثالث لـ كومنفورم في يونيو من عام 1948 في رومانيا، وترتب على هذا الاجتماع طرد حزب يوغوسلافيا الشيوعي ونقل مقر المكتب إلى بوخارست بدلاً من بلغراد بالإضافة للاستعانة بكوادر أحزاب أوروبا الشرقية الشيوعية حيث اتفقت أعضاء المكتب الشيوعية الثمانية على أن حزب يوغوسلافيا الشيوعي قد ارتكب خطاً في السياسة الداخلية والخارجية ممثلاً بذلك خروجه عن الماركسية اللينينية وهو تيار شيوعي منتشر بين جميع الأحزاب الشيوعية لذلك أدانوا الأعضاء السياسة اليوغوسلافية والذي كان بينهم جوزيف تيتو.


الاجتماع الرابع

تم عقد الاجتماع الرابع لمكتب الكومنفورم في هنغاريا عام 1949 وتم مناقشة تقريرين هامين مما نتج عنهم ثلاثة قرارات حيث أعلن ميخائيل سوسلوف مندوب الاتحاد السوفييتي وزعيم من زعماء الحزب الشيوعي عن التقرير الأول وهو “الدفاع عن

السلام

ومكافحة دعاة الحرب” ليحث من خلاله شعوب الدول الغربية على إيقاف وتعطيل أي إجراءات إمبريالية استعمارية تقوم بها حكومات الدول الغربية ضد الدول الشرقية، أما التقرير الآخر قدم فيه بالميرو تولياتـّي مهام الحزب الشيوعي والعمالي والطبقة العاملة، وناقش جورج جورجيو ديج المندوب الروماني ضرورة تعزيز الأحزاب الشيوعية النضال والحث على إنشاء نشاط سري للمعارضة ضد جوزيف تيتو في يوغوسلافيا.

حل مكتب الكومنفورم

منذ عام 1950 أصبح الكومنفورم عديم الفائدة خاصةً بعد أن أدى انتصار جمهورية

الصين

الشعبية في حرب الصين الأهلية إلى ضعف أوروبا كمركز مسيطر للشيوعية لذلك، أصبح كومنفورم بالكامل والذي تكون من أحزاب أوروبية لا فائدة منه إلى حدٍ كبير في الاتحاد السوفييتي وتأثيره في الحركة الشيوعية الدولية، وبالفعل تدهور الكومنفورم بشكل كبير وعلى وتيرة سريعة بعد وفاة مؤسسه “ستالين” عام 1953 ولم يقم أحد بأي مبادرات محاولةً في إعادة تنظيمه مرة أخرى لذلك، قام الاتحاد السوفييتي باستبداله بشل تدريجي بمنظمات ذو فعالية ونفوذ وكفاءة عالية مثل مجلس المساعدة الاقتصادية المتبادلة المعروف بـ “كوميكون COMECO” عام 1949 و “حلف وارسو” عام 1955، ليتم حل المكتب الشيوعي كومنفورم بشكل رسمي عام 1956.

الحرب الباردة

الحرب الباردة هي حرب أيديولوجية عسكرية صامتة أي بشكل غير مباشر، نشأت الحرب الباردة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وكانت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وتضامن مع كلا الطرفين عدد كبير من الحلفاء، فحدث الانقسام بينهم وبين الأطراف المتحالفة نتيجة تيار شيوعي من الاتحاد السوفييتي وتيار وفكر

ليبرالي

من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث دارت بينهم حرب باردة أي حرب لا يعلن فيها الطرفين الحرب على الطرف الآخر لكنها ظهرت متمثلة في الوسائل الإعلامية ورسائل الفن الموجهة إلى جانب الجواسيس السرية لكلا الطرفين. [1][2][3]