رواد الحركة العلمية في العصر العباسي


الحركة العلمية في العصر العباسي


بالنسبة للحركة العلمية في العصر العباسي فقد زادت في أوجها بريقاً، حيث ظهرت للحركة العلمية التطور الملفت في كافة علوم العلم وغير ذلك من الميادين، والسبب في هذا لبزوغ الكثير من مفكرين وعلماء وأدب، وهو كذلك السبب الاهتمام الذي نالته العلوم بفضل الخلفاء العباسيين.


وبفضل الاهتمام الذي أولوه للترجمة، وما تبعه من انتشار لها، بجانب عمليات التوسع التي شاهدتها فترة الحكم العباسي في مجال

التعليم

، وتجسد هذا التوسع في مجال التعليم بشكل واضح في إنشاء المدارس، والكثير من مؤسسات العلم، والتي كانت تعتني بشكل خاص بالثقافة والعلم، ومنها الربط بين كل تلك الأنواع وربطها بالمساجد.


وقد بلغت تلك الفترة التاريخية قمة أوجها، وبريقها العلمي بسبب وجود مدارس متعددة منها على سبيل المثال المدرسة المستنصرية والتي كان مقرها بغداد، وتمتد على احد أنهار بغداد، أقامها الخليفة العباسي المستنصر بالله، وتعتبر تلك المدرسة هي أول وأقدم مركز علمي أو مدرسة على مستوى

العالم

أجمع، وقد شملت علوم الدين، كما شملت غيرها من العلوم منها العلوم التطبيقية.


ثاني أشكال العلم الذي راعته الدولة العباسية، وهو المدرسة النظامية والتي تعد أول ما مدرسة شيدها حكام العصر العباسي، حيث قام السلجوقي، وهو أحد الوزراء، وكان محب للعلم، وواحد من المعلمين في مدرسة كبار الأئمة، والتي دخلها ابن جبير في رحلاته، ووصفها أنها أعظم المدارس في بغداد.


مدرسة الشرابية بالقصر العباسي والتي هي واحدة من المعالم الشهيرة للعصر العباسي، وهي مازالت في العراق حتى ذلك اليوم رافعة البناء بشموخ يشهد عليها، وعلى تلك الفترة، ويرجع بعض المهتمون هذه المدرسة للخليفة العباسي الناصر لدين

الله

، ورأي أخر يقول أنها لشرف الدين الشرابي.


وتم تشييد الكثير من المراكز العلمية، منها المدارس، وغيرها من رموز العلم، والتي تم تشييدها في العصر العباسي، منها على سبيل المثال المدرسة العصمتية، و المرجانية، وغيرها من المدارس، وكان بجانب المدارس أيضاً هناك حلقات العلم. [1]


رواد الحركة العلمية في العصر العباسي


ونظراً لما اشتهر به العصر العباسي من حركة علمية متطورة فإن لهذا الزمن كان العديد من العلماء والرواد لهذه الحركة من

أشهر

العلماء والأسماء، والذين ظهروا في تلك الفترة وكان لوجودهم وعلمهم بالغ الأثر في

الحياة

العلمية.


ولا يتوقف علمهم وأثرهم على الفترة التي عاشوها، ولا على البلدان التي عاشوا فيها او زاروها بل امتد الأمر واتسع ليشمل ترجمة كتبهم وما قدموه من علوم، للكثير من اللغات، وكان من بين اللغات التي تم ترجمة الكتب والعلوم العربية، وخاصة للعصر العباسي، اللغات الأوروبية، ومما لا شك فيه، والذي لا ينكره أحد قط، بما فيه أصحاب الحضارة الغربية الأوروبية الحديثة، هو أمر أن نهضتهم العلمية الغربية بنيت أسسها على مؤلفات علماء العرب، وكان من بين هؤلاء العلماء الكثير من علماء العرب المسلمين المشهورين ومن تلك الأسماء ما يلي:


  • ا

    لعالم الخليل بن أحمد الفراهيدي

    ، وهو واحد من أشهر علماء النحو، والأدب، والشعر واللغة، ومن مؤلفاته كتاب

    الحروف

    ، والجمل في النحو، والذي يعد نقلة مهمة في حياة طالب العلم.


  • الإمام أبو حنيفة بن ثابت الكوفي

    ، عالم الفقه، والذي اشتهر شهرة واسعة ويعد أحد أئمة المسلمين الأربعة مع الإمام مالك، والإمام الشافعي، وأخرهم هو الإمام أحمد بن حنبل، وأولهم من حيث الميلاد، وهو أبو حنيفة النعمان، وقد ألف كتاب الرسالة والوصية، ولكن اغلب علمه لم يكتب ويدون في الكتب بسبب عدم انشغاله بالتداوي، ومن كتبه كتاب الفقه الأكبر، وكذلك كتاب الفقه الأوسط، وكتاب العالم والمتعلم، وكتاب الرسالة.


  • الجاحظ

    أحد من صنفوا بعلماء البلاغة، وعلماء الأدب، القاضي أبو يوسف أحد علماء الفقه، الأصمعي واحد من علماء اللغة والأدب، أبو الحسن بن الهيثم، عالم الفيزياء والرياضة الشهير، الذي أحرق سفن الرومان باستخدام المرايا المقعرة، وكما كان هو من قام إثبات النسب بين زوايا السقوط والانكسار، وألف كتاب المناظر، وله العديد من المساهمات في علم البصريات.


  • العالم الكبير محمد ابن موسى الخوارزمي

    ، العالم الشهير في الجبر، والذي ساهم في علم الخرائط أيضاً، وحل المعادلات الخطية والتربيعية، وألف كتاب صورة الأرض، وهو من ترجم الخوارزميات للغات أخرى، ومن العلماء كذلك العالم جابر بن حيان والذي اشتهر بعلمه في الكيمياء، والفلك والهندسة والمعادن، والطب، والصيدلة.


وقد اشتهر من العلماء في العصر العباسي وظهر الكثير من العلماء الذي عرفوا بأعمالهم بأسمائهم حتى الان ومنهم شعراء كذلك مثل أبو العتاهية، وأبو نواس، والبحتري والطائي، والمتنبي، وأبو العلاء المعري، والطبري العالم الذي له مؤلفات في علوم الدين.


أسباب ازدهار وتقدم الحركة العلمية في العصر العباسي


أما عن أسباب الازدهار والتقدم في الحركة العلمية في العصر العباسي بشكل عام، فقد كان أول من قدم الاهتمام الكبير بالعلم وجعله

محل

اهتمام الخلفاء العباسيين، فقد اعتادوا على تقريب العلماء من مجالسهم، وتشجيعهم، مما أثرى الحياة الفكرية في تلك الفترة،


ومن أبرز ما كان من دعم الخلفاء للعلماء ما كان يقدمه الخليفة هارون الرشيد، وعرفت مجالسه بكثرة الشعراء والكتاب والأدباء والعلماء، كما كان يشجعهم، على البحث والتأليف، ويوفر لهم كل احتياجاتهم لعملهم على خير وجه.


وكان من أسباب النهضة العلمية في العصر العباسي أيضاً، إنشاء المدارس العلمية، والاهتمام بالترجمة، ودعم الخلفاء المستمر للعلماء، وتقريبهم من السلطة الحاكمة، لتذليل العقبات لهم، و إمدادهم بما يساعد في الاستفادة من علمهم، وهو ما كان سبب أيضاً من


اسباب ازدهار الحركه الفكريه في الدوله العباسيه


.



خاتمة عن الحركة العلمية في العصر العباسي



في نهاية الحديث عن الحركة العلمية في العصر العباسي، يمكن وضع خاتمة لهذا الأمر من خلال السطور التالية للاستعانة بها خاتمة عن موضوع الحركة العلمية في العصر العباسي كجزء من موضوع

تعبير

أو مقال يتحدث حول تلك الفترة.


في ختام الحديث عن الحركة العلمية في العصر العباسي من الضروري والمهم، أن نذكر أن تلك الشخصيات العلمية، والتي تعد من أهم الشخصيات التي تذكر في شأن العصر العباسي بكامله لما لهم من أثر عميق على الحياة الفكرية والعلمية، والذين أناروا الطريق للعالم أجمع من بعدهم بمؤلفاتهم ومخترعاتهم، وقد غيروا من وجه الدنيا الذي غرق في ظلام الجهل وخاصة الغرب، ليكونوا شعلة مضيئة، تمهد الطريق وتبدع في كل العلوم من أجل الحياة والإنسانية، ويهتدي بهم وبعلمهم، و مؤلفاتهم وكتبهم كل من جاء بعدهم.


ومن ما سبب بعد التعرض لهذه الشخصيات، راجين من الله سبحانه وتعالى أن تكون تلك الكلمات قد قدمت فكرة جيدة عن هؤلاء العلماء الأفذاذ، وعن أدوارهم، كما تبين مدى اهتمام الخلفاء بهم وتقريبهم من مجالسهم، وتقديمهم على غيرهم دليل تقديرهم للعلم ووعيهم بأهمية الكبرى.


وتتأكد قيمتهم العالية بما قدموه في عصرهم سابقين غيرهم في أنحاء العالم وبوجه أخص في دول أوروبا التي كانت تغرق في الظلام، كما أزهروا في مجالات كثيرة ومتعددة منها العلم والفكر والأدب والشعر، منها الكيمياء والفيزياء، والبصريات والفلك والطب والهندسة والصيدلة. [2]