ما هو الأثر الاقتصادي لتلوث البلاستيك
تعريف التلوث البلاستيكي
إن
التلوث
البلاستيك
ي عبارة عن تراكم المنتجات البلاستيكية الصناعية في البيئة، حتى تصل للحد الذي يترتب عليه حدوث مشكلات في
الحياة
البرية وموائلها والسكان الذين يعيشون فيها، وقد تم إدخال راتنجات بلاستيكية اصطناعية في التجارة العالمية، وفي نهاية القرن العشرين، تم اكتشاف أن البلاستيك من الملوثات الكبيرة للعديد من المنافذ البيئية. [1]
وتكمن المشكلة في أن مادة البلاستيك غير قابلة إلى التحلل، والوسيلة الوحيدة للتخلص منه نهائيًا هي أن يتم حرقه، ولكن إ
ذا تم إيجاد حل لمشكلة
النفايات البلاستيكية
، فسوف يصبح البلاستيك إحدى صور التعبئة والتغليف والتي تفوق الورق المقوى أو
المعادن
وغيرها، فهو يؤدي إلى التقليل من إهدار
الطعام
، بالإضافة إلى أن وزنه خفيف وبالتالي يُرشد من الوقود المُستهلك عند نقله. [2]
الأثر الاقتصادي الناتج عن تلوث البلاستيك
-
إن
التلوث البلاستيكي
يؤدي إلى تكلفة حوال ثلاثة عشر مليار دولار من الأضرار المتعلقة بالاقتصاد والتي تضر النظم البحرية البيئية كل سنة، وذلك يشتمل على الخسائر بصناعات صيد الأسماك ومجالات السياحة، بالإضافة إلى التكلفة الخاصة بتنظيف الشواطئ، فقد خسرت جزيرة Geoje بكوريا الجنوبية حوالي 63٪ من إجمالي عدد السياح بعدما جرفت الأنقاض البحرية الشواطئ. - إن القمامة البحرية أغلبها من البلاستيك، إذ تبلغ حوالي 60٪ إلى 80٪ منها، وقد أكد مسح تم إجراؤه سنة 2014 وجود أكثر من خمسة تريليونات قطعة بلاستيك تطفو فوق محيطات العالم، كما أن الأمم المتحدة ذكرت أن ثلاثة عشر مليون طن متري من مادة البلاستيك ينتهي بها الطريق ملقاة في المحيطات سنويًا.
- البلاستيك يقوم بترشيح المواد الكيميائية، وكذلك المعادن، الأصباغ ومثبطات اللهب، وتلك المواد تُسمم الكائنات الحية الدقيقة التي تُنتج الأكسجين.
ما هي الجسيمات البلاستيكية
إن الجسيمات البلاستيكية أو اللدائن الدقيقة هي جزيئات صغيرة الحجم من البلاستيك، فهي تكون أصغر من حجم حبات الرمال، ومعظمها يتكون نتيجة تحليل النفايات البلاستيكية، وغالبية المواد البلاستيكية تكون قوية من الناحية الكيميائية إلى درجة أن الميكروبات التي توجد في التربة وفي
الماء
لا تستطيع كسر روابطها الأولية، ومن الممكن أن تصير تلك اللدائن صغيرة بما يكفي لتدخل مجرى
الدم
للبشر.
كما أن المحيط يتلوث بحوالي 8.3 مليون جزء من اللدائن الدقيقة لكل متر مكعب من المياه، وهناك العديد من
العوامل التي تساهم في توزيع النفايات البلاستيكية
،
وقد أثبتت الدارسات أن حوالي ما بين 15٪ إلى 31٪ من كافة البلاستيك الذي يوجد بالمحيطات يأتي مما نتج عن المنتجات الصناعية والمنزلية، وحوالي 35٪ منه يأتي من المنسوجات الصناعية كالنايلون والصوف، فعندما يتم غسل تلك المواد تأخذ الألياف طريقها من خلال مرافق تصريف الماء إلى المحيط.
وهناك 28٪ تأتي من إطارات وسائل النقل التي تطلق لدائن خلال تآكلها، و 24٪ تنتج من غبار المدن، أما الباقي يُمثل 13٪ ويأتي من الطلاءات البحرية، لوحات الطرقات، الميكروبيدات البلاستيكية، منتجات العناية الشخصية، ثم تدخل تلك الجزيئات الدقيقة للمحيط.
ومن سوء الحظ أن تلك الجزيئات يتناولها الإنسان مع تناوله للطعام، لأنها تختلط بالتربة والماء، والمواد الكيميائية التي توجد فيها لها تأثير سلبي على صحة البشر، وفقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وفقر الدم.
حلول للتخلص من
البلاستيك
حتى يتم علاج وحل تلك المشكلة المنتشرة، قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) بإطلاق حملة باسم (بحار نظيفة)، والهدف منها هو التخلص من كافة الجزيئات الدقيقة للبلاستيك في منتجات العناية الشخصية، ومنع استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخددام لمرة واحدة أو أن تُفرض عليها ضرائب، إلى جانب الحد من مصنعات البلاستيك التي من الممكن التخلص منها مع حلول سنة 2022، كما انضمت 60 دولة إلى تلك الحملة في يونيو 2020.
وفي التالي بعض الحلول الأخرى من أجل الحد من النفايات البلاستيكية التي لا تقبل التحلل:
-
إعادة تدويرها
ولكن إعادة التدوير المحلية تُكلف البلاد كثيرًا، فقد أنفقت بيركلي بكاليفورنيا حوالي 75 دولارًا لإرسال كل طن من النفايات البلاستيكية لشركة إعادة تدوير محلية، و
نصف الكمية فقط نظيفة لإعادة التدوير، أما الباقي فهو ملوث ببقايا الأطعمة، وينتهي به الأمر مُلقى بالمكب، كما أن غالبية أنواع البلاستيك لا تقبل إعادة تدويرها.
-
حظرها
في الثامن والعشرين من مايو لعام 2018، قامت المفوضية الأوروبية
بحث
الأعضاء الـ 28 الموجودين بالاتحاد الأوروبي على أن يوافقوا على حظر المنتجات البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة، وقد تم الموافقة من قبل البرلمان الأوروبي على القواعد، كما تم حظر استخدام الصناعات البلاستيكة في أدوات المطبخ والتقليب، المائدة والأطباق وما إلى هذا النحو.
-
محارق تحويل النفايات إلى طاقة
تقوم الكثير من الدول الأوروبية بحرق المواد البلاستيكة في عدد كبير من المحطات التي تعمل على تحويل النفايات لطاقة، وفيها يتم حرق النفايات بدرجة كبيرة من الكفاءة مع تقليل نسبة تلوث الهواء، كما تشتمل المصانع على تقنيات ترشيح مدخنة متطورة من أجل التخلص من الانبعاثات السامة.
تأثير
البلاستيك
على الاحتباس الحراري
هناك ما يُعرف باسم الكائنات الحية الدقيقة الرئيسية التي تتأثر كثيرًا بالتلوث البلاستيكي، وهي العوالق البيكوبلانكتون Prochlorococcus، ومن الجدير بالذكر أنها أكثر الكائنات الحية الضوئية من حيث الوفرة على كوكب الأرض، وتقوم بإنتاج حوالي 10٪ من الأكسجين على الكوكب، والتلوث البلاستيكي يجعلها لا تمتص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ايجابيات وسلبيات
البلاستيك
الإيجابيات
-
البلاستيك دائم:
هناك بعض المواد البلاستيكية التي تدوم أكثر من حياة الإنسان. -
يجعل الحياتنا أسهل:
ترتبط كل جوانب الحياة بدايةً من النقل وحتى المرافق الطبية، وأدوات اللياقة البدنية، مواد الدراسة، بالبلاستيك، كما أن وزنه خفيف. -
التكلفة قليلة:
تكلفة صناعة المنتجات البلاستيكية أقل بكثير من غيره من المواد، ففي المطبخ تشغل الأدوات البلاستيكية الأقل تكلفة مساحة أقل ووزن أقل بكثير من المصنوعات الزجاجية أو السيراميك، كما أنه الطعام المخزن في عبوات بلاستيكية يحتفظ بنضارته ونكهته لفترة أطول من الوقت. -
له العديد من المزايا:
المنتجات البلاستيكية مقاومة للماء والحرارة، ووزنها قليل في الاستخدام المنزلي، وبعض تلك المواد قابل لإعادة التدوير وبالتالي يجعله أكثر كفاءة من بعض البدائل الورقية أيضًا.
السلبيات
-
الطبيعة غير المتجددة:
يتم تصنيع المواد البلاستيكية من مصادر غير متجددة، وبالتالي تكون أقل استحسانًا من بدائلها، إذ يحتاج الأمر إلى ملايين السنين لكي تتحلل وتنتهي، مما يؤثر على النظام البيئي ويضر السلسلة الغذائية للكائنات المختلفة بما في ذلك البشر. -
حرق البلاستيك يطلق مواد كيميائية سامة:
عند حرق البلاستيك فإنه يطلق كمية من أكثر المواد الكيميائية السامة التي تضر حياة النباتات والحيوانات المختلفة بشدة. -
التلوث البيئي:
يتم التخلص من عدد لا يُحصى من الأكياس البلاستيكية كل عام، وينتهي بها الأمر في القمامة أو المحيط، وهذا يُلوث ويُزعج النظام البيئي البحري، كما أن مواد التعبئة والتغليف غالبًا ما تُصنع من البلاستيك، ومن المحتمل أن تبقى بعض المواد البلاستيكية الدقيقة هذه على الطعمة التي يتم تناولها يوميًا. [3]