العوامل التي تساهم في توزيع النفايات البلاستيكية
ما هي النفايات البلاستيكية
إن اعتمادنا الشديد على المواد
البلاستيك
ية في العصر الحالي قد خلق ما يمكن أن نسميه بصمة بلاستيكية مرئية منتشرة في
البيئة
في كل أنحاء العالم، حيث ينتج عن هذا الاستخدام المتزايد للبلاستيك كميات كبيرة من القمامة ، يصل معظمها في النهاية إلى البيئة
البحر
ية أو يتراكم في البيئة ويسبب تلوث بيئي كبير.
وهذا
التلوث
ليس مفاجئًا فمنذ خمسينيات القرن الماضي ، ارتفع الإنتاج السنوي من البلاستيك من ما يقرب من الصفر إلى أكثر من 335 مليون طن في عام 2017 ، مع توقع زيادة سنوية بنسبة 4٪ للسنوات القادمة.
وقد تم رصد وجود
النفايات البلاستيكية
في جميع النظم البيئية تقريبًا ، لكن ترسبها بكثرة في مياه المحيطات هو أكثر الأمور المثيرة للقلق، حيث تم رصد أثار بيئية ضارة كبيرة لتلك المواد على الكائنات البحرية والنظام البيئي البحري.
وتحتوي الأرض على خمسة دوامات تعمل كنقاط تجمع للنفايات البلاستيكية في العالم، وهذه النقاط هي شمال المحيط الهادئ وجنوب المحيط الهادئ وشمال المحيط الأطلسي وجنوب المحيط الأطلسي والمحيط الهندي به رقعة تتوسع ببطء.
لكن مقر النفايات البلاستيكية الأكثر تركيزًا يقع في المحيط الهادئ ، حيث الضخامة النسبية للدوامة ، والتركيز الناتج عن التلوث في المحيط الهاديء ضخم جدًا لدرجة أنه أصبح يطلق عليه المحيط الهادي العظيم “رقعة القمامة الكبيرة”.[1]
أنواع النفايات البلاستيكية
ويمكن تصنيف نفايات البلاستيك إلى نوعين هما :
- نفايات بلاستيكية كبيرة تسمى البلاستيك الكبير ، والتي عادة ما تدخل البيئة البحرية بأحجامها المصنعة.
- و النوع الثاني هو الجسيمات البلاستيكية الصغيرة التي يقل حجمها عن 5 مم والتي تسمى اللدائن الدقيقة أو الحطام البلاستيكي.
والحطام البلاستيكي هو عبارة قطع بلاستيكية صغيرة الحجم يتراوح حجمها أقل من 5 ملل ، وهو يبدأ عادة على شكل حطام متوسط أو كبير يمكن أن يصبح حطامًا صغيرًا من خلال التحلل والتصادمات التي تقسمها إلى قطع أصغر.
وهذا الحطام عادة ما يصل للمحيطات بعد أن يمر بمياه الأنهار والبحيرات فبمجرد وصوله إلى
الماء
، تحمل التيارات المائية الحبيبات صغيرة الحجم بسرعة ، وتنتهي في نهاية المطاف في أنظمة محيطية دائرية ضخمة تسمى الدوامات ، حيث تجتمع لتتجه بعد ذلك لمقرها الأخير في المحيطات.
مصادر النفايات البلاستيكية
يأتي
التلوث البلاستيكي
من النفايات البلاستيكية التي تخرج من المنازل والصناعات، ومن مصادر أخرى كثيرة على سبيل المثال فإن تلك الخرزات الصغيرة التي تراها في غسول وجهك أو معجون أسنانك، هي غالبًا ما تكون مصنوعة من البلاستيك ، وبعد أن يتم رميها في البالوعة ، ينتهي الأمر ببعضها أيضًا في بقعة القمامة العملاقة في المحيط.
كما أن الأطباق البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة قد ساهمت بشكل كبير في زيادة النفايات البلاستيكية.
وعادة ما يتم انتقال القطع البلاستيكية الكبيرة التي لا يعاد تدويرها عن طريق الجريان السطحي من البر إلى البحر ثم إلى المحيطات ، ومع مرور
الوقت
قد تتآكل بفعل عناصر التآكل وتتحول لحطام بلاستيكي لكنها تحتاج ربما ملايين السنين حتى تتحلل.
العوامل التي تؤثر على توزيع النفايات البلاستيكية
إن النفايات البلاستيكية غير المعاد تدويرها، هي مواد معرضة بشدة لدخول المحيط عن طريق
الرياح
أو المد والجزر ، أو نقلها إلى السواحل من الممرات المائية الداخلية، أما النفايات التي تمت إدارتها بشكل سيء هي مجموع المواد المتناثرة أو التي تم التخلص منها بشكل غير كاف، بحيث يتم إلقاؤها في المطامر غير المفتوحة غير الخاضعة للرقابة، مما يؤدي لانتقالها في النهاية للبيئة، وفي الغالب تصل للمحيط، و هناك عدة عوامل تساهم في توزيع النفايات البلاستيكية بين المحيطات، منها:
- إعادة توزيع الرياح
- نقل التيار السفلي
- التعكير البيولوجي
- التيار الصاعد والهابط في البحار أو المحيطات
- تداخل الدوران
- شدة نقل الموجات البحرية
- نقل الكائنات الحية
- كثافة غرق جسيمات الحشف الحيوي في البحار والمحيطات [2]
التعكير البيولوجي أو الإحيائي هو إعادة تشكيل الرواسب بواسطة الحيوانات أو النباتات، وتشل تلك الطرق ابتلاع الرواسب بواسطة الحيوانات أو النباتات ثم إخراجها وهذه العملية تساهم في نقل الحطام البلاستيكي وتوزيعه .
والحشف الحيوي هو عبارة عن مجموعة كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة مثل الطحالب والملح البحري والتي تتجمع معًا وتتراكم لتشكل ترسبات على قيعان
السفن
وغيرها ، وهذا نوع من التلوث البحري الشائع، وقد يساعد زيادة الحشف الحيوي على جذب الحطام البلاستيكي وسط تراكماته.
مخاطر النفايات البلاستيكية
تعد أحد مخاطر النفايات البلاستيكية وخاصة رقعة القمامة الكبيرة هي زيادة الحموضة في مياه المحيط، وهذا يؤثر على
الحياة
البحرية في المحيطات
كما أن أكثر أنواع النفايات البلاستيكية تهديدًا للبيئة هي الحطام البلاستيكي حيث أن البلاستيك لا يتحلل أبدًا بل يتكسر إلى أجزاء صغيرة ، فبالرغم من أنه يشكل قطع صغيرة لكن تأثيره كبير ، وبالرغم من عدم وجود أبحاث كافية عن تأثيرات الحطام البلاستيكي، إلا أنه يسبب مشكلة لا يمكن إنكارها.
فعندما تدخل قطع صغيرة من البلاستيك إلى المحيط ، فإنها تسبب جميع أنواع المشاكل الفسيولوجية للحيوانات ، بما في ذلك الجوع ، وتلف الجهاز الهضمي ، والاختناق ، وحتى عدم القدرة على تجنب الحيوانات المفترسة
وبجانب خطرها فإن القطع البلاستيكية في المحيط تعمل بمثابة إسفنج يمتص الملوثات البيئية الثابتة، حيث يمكن أن تحتوي اللدائن البحرية على تركيز أكبر بما يصل إلى مليون مرة من مركبات ثنائي
الفينيل
متعدد
الكلور
ومادة دي دي تي.
كما تأكل الأسماك والحيوانات البحرية القطع البلاستيكية بسبب خطأ في
تحديد
الهوية أو لأنها لا تجد ما تأكله غيرها، حيث تفوق أعدادها عدد مصادر
الطعام
المتاح في البحار والمحيطات، وبعد أن تأكل الأسماك تلك النفايات فإنها غالبًا ما تظل داخل معدتها فلا تستطيع إخراجها، وهذا يجعلها تشعر بالشبع الكاذب لفترات طويلة فتتعرض لخطر المجاعة وتموت في نهاية المطاف.
وعندما يقوم كائن حي آخر بتناول بعض الأسماك أو الحيوانات التي تغذت على تلك النفايات فإنها تنتقل إليه، وما يخرجها لتعاد دورة الحطام البلاستيكي مرة أخرى أو تظل في معدته لتهدد حياته.
كما أن
الأثر الاقتصادي لتلوث البلاستيك
لا يمكن تجاهله، حيث تشيرالتقديرات إلى أن التلوث البلاستيكي يكلف 13 مليار دولار من الأضرار الاقتصادية التي تلحق بالنظم البيئية البحرية سنويًا، وهذا يشمل الخسائر في صناعة صيد الأسماك والسياحة ، فضلاً عن تكلفة تنظيف الشواطئ. [3]
حلول للتخلص من النفايات البلاستيكية
إن مشكلة التخلص من النفايات البلاستيكية أصبحت من أكبر المشاكل التي تواجه الدول الكبرى، فقدكان إعادة التدوير هو الحل المتاح للتخلص من النفايات البلاستيكية، ومع ذلك فقد توقفت
الصين
عن استقبال النفايات البلاستيكية، وهي أكبر دولة كانت تستقبل النفايات البلاستيكية لإعادة تدويرها في مصانعها، لأنها وجدت أنمعظم المواد القابلة لإعادة التدوير ملوثة ، مما أضر بمرافق إعادة التدوير في الصين.
وذلك أدى لتوقف عدد من الدول الأخرى عن تمويل برامج إعادة التدوير، ومازالت مشكلة التخلص من النفايات البلاستيكية قائمة.
وحاليًا تلجأ العديد من الدول الأوروبية لحرق البلاستيك في عدد متزايد من محطات تحويل النفايات إلى طاقة، وهذه المصانع تستخدم الحرارة الناتجة من حرق البلاستيك لتوليد البخار لتوليد الكهرباء.