اوجه الشبه والاختلاف بين الوقف والوصيَّة والهبة والصَّدقةِ
الوقف والوصية والهبة والصدقة والفرق بينهم
تتعدد أشكال العطاء للغير في عدة صور منها الوقف والوصية والهبة والصدقة وغير ذلك، لذا فإن توضيح الفرق بينهم أمر مهم، يمكن توضيحه فيما يلي:
الشبه والاختلاف بين الوقف والوصية
هناك عدة أشكال في التعامل المادي الذي يتم ابتغاء وجه
الله
، ومرضاته في
الإسلام
وتلك الأشكال المتعددة منها الوقف والوصية والهبة والصدقة، وحتى يتبين بوضوح الشبه والاختلاف بين الوقف والوصية والهبة والصدقة، يمكن التعرف بداية على كل واحدة منهم والفرق بينهم، ويمكن بالأخص توضيح
الفرق بين الوقف والوصية
.
ما هو الوقف وما هو تعريفه، الوقف في تعريفه في اللغة العربية الفصحى هو الحبس، أما تعريفه في الاصطلاح في الشرع إنه المنع والحبس للمال من حيث عينه، أما منفعته فيتم تسبيلها، لوجه الله سبحانه وتعالى، والعين المقصودة في التعريف هو المادة التي يصلح استخدامها، والنفع منها مع الاحتفاظ بالأصل كما هو، وهذا يحدث في عدة أشكال منها الأرض، والمنشآت.
أما الجزء الثاني من التعريف والذي ينصب على التسبيل وهو معناه، تخصيص هذا الشئ لصرفه في سبيل رضا الله، والمنفعة هي ما يستخلص كنتيجة عن الأصل مثل الأجرة، أو الأرباح، وغيرها من سبل النفع المختلفة.
اما الوصية فهي ليست واجبة بل الوصية هي مستحبة، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين، إلا ووصيته مكتوبة عنده»
وبذلك يتضح أن الاختلاف بين الوقف والوصية، هو أن الوقف المنع والحبس للمال من حيث عينه، أما منفعته فيتم تسبيلها، أما الوصية فهي تمليك بعد الموت ، أما التشابه بينهما فهو يكمن في أن كل منهم يخرج الملكية من يد الشخص للشئ إلى غيره.
الشبه والاختلاف بين الوقف والهبة
أما بالنسبة للوقف والهبة فكما سبق في بيان الوقف أنه منع الأصل وحبسه، مع المنع من التصرف في هذا الأصل، بأي نوع من أنواع التصرف، ليتم صرفه في أعمال الخير، أما الهبة فهي تقوم على دفع مال أو شئ بغرض التمليك للانتفاع به والتصرف فيه.
وبذلك يكون وجه الشبه بين الوقف والهبة أن كلاهما مال يخرج من ذمة صاحبه لغيره، أما الاختلاف بينهما فهو أن الوقف يتم خبس المال مع إخراج ما ينتفع به منه مثل حبس الأرض والانتفاع بإيجارها، أما الهبة فهي ينتفع بها من يتم وهبها له ويتصرف فيها كيف شاء.
الشبه والاختلاف بين الوقف والصدقة
أما
الصدقة
فهي حسب ما جاء في الأيات {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92]، هي الإنفاق في سبيل رضا الله، وللصدقة في
الاسلام
أجر عظيم، وتختلف حتى البسمة في وجه الأخ صدقة.
أما عن التشابه بين الوقف والصدقة فهو أن كلاهما يخرج لوجه الله دون غرض أو حاجة، لكن الصدقة تنقل المال أو الشيء ليد الغير أما الوقف يتم حبس فيه الشئ والانتفاع بما يأتي منه من منافع. [1]
الشبه والاختلاف بين الوصية والهبة
فيما يخص الوصية والهبة، فإن الوصية هي صيغة تكتب قبل الموت بحيث تنفذ بعده لتنقل ملكية شئ من الموصي للموصي له، أما الهبة فلا يشترط فيها الموت تعطى في حياة الشخص، وتتفق الوصية والهبة في نقل ملكية الشيء لشخص أخر بهدف قد يكون لوجه الله أحياناً، أما الاختلاف بينهما فهو أن الوصية لا يتم تفعيلها قبل الموت بعكس الهبة تسري في الحياة.
الشبه والاختلاف بين الوصية والصدقة
الشبه بين الوصية والصدقة أن الوصية قد تكون لوجه الله، وقد تكون لمنفعة يريدها الشخص لغيره، أما الصدقة فهي لا تخرج إلا لوجه الله حتى تكون صدقة، أما الاختلاف بينهما فإن الوصية تتعلق بالموت فقط أما الصدقة فهي تتعلق بحياة المتصدق، وبعد موته قد يستمر أجره إذا كانت الصدقة صدقة جارية
الشبه والاختلاف بين الهبة والصدقة
الشبه بين الهبة والصدقة، الاتفاق بينهما من حيث أن الصدقة دائماً الغرض منها رضا الله، وثواب وأحر في ميزان الحسنات، أما الهبة فالغرض منها النفع والفائدة للغير بغض
النظر
عن الثواب والأجر في الأخرة، وقد تجتمع معها نية الأجر أيضاً، أما عن الاختلاف بينهما، فهو أن الصدقة لا غرض لها سوى الحسنات، أما الهبة فليس شرط فيها، والاتفاق بينهما أن كلا منهما نقل ملكية الشيء من يد صاحبها ليد غيره سواء بالهبة أو بالصدقة.
ما هي الصدقة وكيف أتصدق
الصدقة هي تقديم ما يملك الإنسان من عطاء بغرض رضاء الله سبحانه وتعالى، ولا تتوقف الصدقة على التبرع بالمال والأمور العينية فقط، حيث أن هناك أنواع الصدقة، ولمعرفة كيفية التصدق بالمال، يمكن عن طريق التبرع بالمال العيني، للمحتاج والفقير.
ولا يتوقف التصدق على المال العيني فقط فهناك أنواع أخرى منها تسبيح الله، وحمد الله، والتكبير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وركعتي الضحى، وهذا من حديث روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).
الفرق بين الوقف والميراث
من المعروف أن بعد وفاة الإنسان تنتقل الأموال التي كان يملكها ليد أو ملكية الوارثين الشرعيين، وهذه الأموال المتروكة هي المقصودة بكلمة التركة، أما الوقف فهو ترك المال لله تقربا له، والتركة لا يقسمها الإنسان على حسب هواه، بل تم توضيح طريقة التعامل معها كما شرع الله سبحانه وتعالى، أما الوقف وتقسيمه يرجع للشخص الواقف نفسه.
فيما يخص التركة فعي لا تصبح واجبة إلا بعد وفاة الشخص نفسه،
محل
تقسيم ورثة، أما عن الوقف فلا يتعلق بوفاة الشخص، والتركة لا تكون إلا في حق الأحياء، أو الجنين، لكن الوقف من الممكن أن يكون لمن لم يخلق بعد.
التركة لها متعلقات قبل صرفها والتعامل فيها، منها ثمن الدفن، والتجهيز والجنازة وغيرها من المستحقات الضرورية، أما عن الوقف فهو واجب ولا علاقة له بهذه التفاصيل، وفي حالة الزواج والميراث معروف كما حددته الشريعة، أما الوقف لا احقية إلا بالنص والتحديد والشروط.
الفرق بين الهبة والعطية والصدقة
كما سبق بيان فإنها دفع مال أو شئ بغرض التمليك للانتفاع به والتصرف فيه، وأما الصدقة فهي كما تبين هي تقديم ما يملك الإنسان من عطاء بغرض رضاء الله سبحانه وتعالى، ولا تتوقف الصدقة على التبرع بالمال والأمور العينية فقط، حيث أن هناك أنواع الصدقة، ولمعرفة كيفية التصدق بالمال، يمكن عن طريق التبرع بالمال العيني، للمحتاج والفقير.
أما بالنسبة للعطية فهي،
معنى
أعم وأشمل يشمل كل معاني المنح والعطاء ويتفرع عنه المسميات بحسب شكلها وبحسب الغرض المقصود منها العطية التي تقدم بغرض رضاء الله وثواب الاخرة تعد صدقة.
والعطية التي تقدم بهدف الانتفاع من أرباحها فهي هنا تعد وقف، والعطية التي تتوقف على حال الوفاة، فهي وصية، أما العطية بغرض التقرب والتودد، والمجاملات، وغيره فعي تسمى هدية، وبذلك يتضح أن العطية هي معنى يشمل كل ما سبق، يوضح أوجه الشبه والاختلاف بين الوقف والوصيَّة والهبة والصَّدقةِ. [2]