هل تعلم ” من هو النبي الذي تزوج 1000 امرأة ؟
من هو النبي الذي تزوج 1000 إمرأة
لقد بعث
الله
سبحانه وتعالى
الأنبياء
والرسل حتى يدعوا الناس لعبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام كما ذُكرت
قصص
الأنبياء في القرآن
الكريم لتكون تلك القصص بمثابة موعظة وعبرة للمسلمون حتى يستفيدون منها في حياتهم.
ولكن هناك نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى قد تزوج 1000 امرأة وهو نبي الله سليمان عليه
السلام
، وقد تعددت الأقاويل والروايات حول عدد زوجات سيدنا سليمان عليه السلام، فقيل أنه تزوج 1000 إمرأة وقيل أنه تزوج 100 وقيل 90 وقيل 70 وغيرها، وقد ذكر في صحيح مسلم انه تزوج 90 إمرأة وذكر في صحيح البخاري أنه تزوج 100 امرأة، حيث روى عن أبي هريرة حين قال: “قالَ سُلَيْمانُ بنُ داوُدَ عليهما السَّلامُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ علَى مِئَةِ امْرَأَةٍ، أوْ تِسْعٍ وتِسْعِينَ، كُلُّهُنَّ يَأْتي بفارِسٍ يُجاهِدُ في سَبيلِ اللَّهِ”.
لماذا تزوج سيدنا سليمان 1000 امرأة
تعددت الأقوال حول أمر عدد زوجات سيدنا سليمان عليه السلام، ولكن أكثر عدد ثابت قد ذكر في الأحاديث الصحيحة هو أنَّه تزوج 100 امرأة، “فَمُحَصَّلُ الرِّوَايَاتِ: سِتُّونَ، وَسَبْعُونَ، وَتِسْعُونَ، وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ، وَمِائَةٌ. وَالْجَمْعُ بَيْنَهَا أَنَّ السِّتِّينَ كُنَّ حَرَائِرَ، وَمَا زَادَ عَلَيْهِنَّ كُنَّ سِرَارِيَ أَوْ بِالْعَكْسِ، وَأَمَّا السَّبْعُونَ فَلِلْمُبَالَغَةِ، وَأَمَّا التِّسْعُونَ وَالْمِائَةُ فَكُنَّ دُونَ الْمِائَةِ وَفَوْقَ التِّسْعِينَ، فَمَنْ قَالَ تِسْعُونَ أَلْغَى الْكَسْرَ، وَمَنْ قَالَ مِائَةً جَبَرَهُ- أي أكمل الكسر- .. وَقَدْ حَكَى وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ فِي الْمُبْتَدَأ أَنَّهُ كَانَ لِسُلَيْمَانَ أَلْفُ امْرَأَةٍ ثَلَاثُمِائَةٍ مَهِيرَةٌ، وَسَبْعُمِائَةِ سَرِيَّةٌ”.
وقد تم تفسير زواج سيدنا سليمان بالعديد من
النساء
أنه فعل ذلك لأنه كان يرغب في إنجاب أكبر عدد ممكن من الفرسان الذين يسعون في سبيل الله سبحانه وتعالى، ولكن الله عز وجل لم يرزقه الذرية، فهو يُعطي من يشاء من عباده الذرية ويمنعها عن من يشاء أيضاً، فقد وهب الله سبحانه وتعالى مُلكاً عظيماً ومعجزات متعددة.
ولكن لم يرزقه بالأولاد ولكن في ذلك حكمة وعبرة يجب على المسلم أن يعتبر منها ويتفكر بها، حيث قيل أن الله سبحانه وتعالى لم يرزق سيدنا سليمان أولاد لأنه لم يقدم المشيئة ولم يقل إن شاء الله، حيث ذكر ذلك في الحديث الوارد عن أبي هريرة قال: “قالَ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ علَى سَبْعِينَ امْرَأَةً، تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ في سَبيلِ اللَّهِ، فَقالَ له صَاحِبُهُ: إنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ، ولَمْ تَحْمِلْ شيئًا إلَّا واحِدًا، سَاقِطًا أَحَدُ شِقَّيْهِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو قالَهَا لَجَاهَدُوا في سَبيلِ اللَّهِ”.[4]
معلومات عن سيدنا سليمان
هو سليمان بن داود بن أيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نخشون بن عميناداب بن ارام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الربيع نبي الله ابن نبي الله، وهو ابن سيدنا داود عليه السلام، حيث ورث سليمان عن والده النبوة، وذكر ذلك في القرآن حيث قال: “وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ”، وقد قال ابن كثير إلى أنه ورث والده بالملك والنبوة وليس المال، لأن مال الأنبياء يكون صدقة.
وقد وهب الله تعالى سيدنا سليمان عليه السلام مُلكاً كبيراً لم يُعطه لأحد من عباده، وقد سخر له العديد من المعجزات بالإضافة إلى العديد من المخلوقات لتسير من تحت أمره، وذكر ذلك في
القرآن الكريم
في قوله تعالى: “فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ* وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ* وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ* هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
وذكر عن أبو مالك أنه قال: مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟ قالوا: وما يقول يا نبي الله؟ قال: يخطبها إلى نفسه، ويقول زوجيني أسكنك أي غرف دمشق شئت، قال سليمان عليه السلام: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد ولكن كل خاطب كذاب، والدليل على ذلك قوله: (وأوتينا من كل شيء) أي أنه نال علي كل ما يحتاجه الملك سواء الآت أو جنود أو جيوش من جن وإنس وطيور وعلوم وغيرها.
حيث ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله: “وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ”، سورة النمل، الآيات 17-19.[1]
صفات سيدنا سليمان
هناك العديد من الصفات المميزة التي كان يتصف بها نبي الله سليمان عليه السلام، ومن أبرز تلك الصفات هي:
- كان سيدنا سليمان عبداً أواباً إلى الله تعالى كثير الرجوع إليه في أمور دينه ودنياه.
- كان شديد التعبد وكثير العبادة والصلاة والدعاء.
-
يتصف بشدة
الذكاء
والفطنة منذ صغره. - حسن التصرف وبالغ القول.
-
يتميز سيدنا سليمان بعدله وحكمته وأنه ذو رأي سديد وصائب، حيث كان سيدنا داوود يستشيره، وقد
ورد
ذلك في قوله تعالى: (وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ *فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ).
معجزات سيدنا سليمان
لقد سخر الله سبحانه وتعالى لكل نبي من الأنبياء عدد من المعجزات حتى تثبت نبوته وتؤكد رسالته وتكون عبرة يعتبر بها الناس وعظة وحكمة للمسلمين، وقد أنعم الله سبحانه وتعالى على سيدنا سليمان عليه السلام عدة معجزات خاصة به، منها:
- أنه كان يفهم لغة الحيوانات والطيور ومنطقها، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ).
-
قد سخر له الله تعالى
الجن
تجري من تحت أمره، حيث قال تعالى (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ) - قد سخر له الله تعالى الريح تجري من تحت أمرته، حيث قال سبحانه وتعالى (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ)
-
سخر له
الشياطين
لتجري بأمر منه، حيث قال تعالى (وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ). -
تسخير
المعادن
له، حيث قال تعالى (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ). - وهب له مُلكاً عظيماً لم يُعطى لغيره من العباد.[2]
موت سيدنا سليمان
جعل الله سبحانه وتعالى في موت سيدنا سليمان عبرة وحكمة للناس، فقد عاش سليمان عليه السلام حوالي 52 عاماً، وحكم منهم أربعين عاماً، فقد أتاه الموت وهو متكئ على عصاه يُصلي، وكان قد أخبر سيدنا سليمان أهله بعدم إخبار الشياطين بأمر موته ولم تعلم الشياطين أنه قد مات حتى أكلت دابة الأرض عصاه ووقع على الأرض.
وقد ورد ذلك في قوله تعالى :”فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ”، وكان في ذلك عبرة حيث أن الناس قديماً كانوا يعتقدون أن الجن أعلم بكل شيء ولكن هذا غير صحيح فدعا سيدنا سليمان عليه السلام ربه أن يُعمي عن الجن خبر موته حتى تعلم الإنس وتؤمن أن الجن لا يعلمون الغيب، ولو كانوا يعلمونه ما لبثوا في العذاب المهين سنةً كاملة.
حيث ذكر القرطبي في التفسير حيث قال: “وكان داود عليه السلام أسس بيت المقدس فلما مات أوصى سليمان في إتمام مسجد بيت المقدس فأمر سليمان الجن به فلما دنت وفاته قال لأهله، لا تخبروهم بموتي حتى يتموا بناء المسجد”.[3]