من هو طومان باي ؟.. وأحداث حصلت اثناء حكمه


طومان باي


آخر سلاطين المماليك في مصر الأشرف أبو النصر طومان باي (حكم 25 رجب 922 هـ –  الموافق 24 أغسطس 1516-21 ربيع الأول 923 هـ الموافق 15  إبريل 1517)، وهو السلطان الوحيد الذي شٌنق على باب زويلة وقد تولى حكم مصر بعد مقتل عمه الغوري في

موقع

ة مرج دابق 922 هـ 1516م وقد عينه عمه نائبًا قبل أنّ يخوض المعركة.

وتمّ توليه المنصب في 14 رمضان 922هـ  ولم يتمّ إتمام كافة مراسيم توليه حكم البلاد المعتادة نظرًا للخوف من خطر العثمانيين الذي كانت تنتظره البلاد، فتمّ تزيين شوارع القاهرة وسار بين الناس بموكب ومعه الأمراء وكبار رجال الدولة ومندوب الخليفة العباسي.

ولقد تقلد طومان باي حكم البلاد وهي في أسوأ أوضاعها بسبب ما قام به من سبقه من حكام المماليك لمصر الذي أدى إلى سوء الأحوال الاقتصادية للبلاد حيثُ انتشرت السرقة وكثر النهب والظلم وساءت الأحوال المعيشية للشعب، بالإضافة إلى كون البلاد على مشارف حرب مع العثمانيين عندما قام سليم الأول بإرسال تهديد برغبته في السيطرة على البلاد.


معركة الريدانية (29- من ذي الحجة 922هـ)


بعد موقعة غزة أرسل السلطان سليم الأول وفد إلى طومان باي مكون من 15 شخصًا برسالة نصت على ما يلي:


من مقامه السعيد إلى الأمير طومان باي، أما بعد، فإن

الله

قد أوحى إلى بأن أملك البلاد شرقا وغربا كما ملكها الإسكندر ذو القرنين. إنك مملوك تباع وتشترى ولا تصلح لك ولاية، وانا ملك بن ملك إلى عشرين جدا، وقد توليت الملك بعهد من الخليفة والقضاة… وإن أردت أن تنجو من سطوة بأسنا فاضرب السكة في مصر باسمنا وكذلك الخطبة وتكون نائبنا بمصر، ولك من غزة إلى مصر، ولنا من الشام إلى الفرات. وإن لم تدخل تحت طاعتنا، أدخل إلى مصر وأقتل جميع من بها من الجراكسة حتى أشق بطون الحوامل وأقتل الأجنة التي في بطونهن من الجراكسة.

أدت الأوضاع التي كانت عليها البلاد في ذلك

الوقت

وكذلك أيضًا بعد خروج الجيش من معركة مرج دابق التي أثرت بصورة كبيرة على حالة الجيش في ذلك الوقت وقوة التسليح، هذا بالإضافة إلى ضعف التمويل المالي في البلاد حيثُ قام الغوري بإيداع كافة أموال البلاد في بناء قلعة حلب التي استولى عليها سليم الأول أيضاً.


وقد وافق طومان باي على ما جاء في نص الرسالة حقنًا للدماء، ولكن عارضة الرأي الأمير علان الدودار الكبير وقتل وفد السلطان سليم وأعلن عزمة على مقالته وقال “

رأيي أن نقاتل عن بلادنا وحريمنا وأرزاقنا أو أن نقتل عن آخرنا

“.

وبدأ السلطان طومان باي بتجهيز وإعداد الجيش فأمر بصنع البنادق والمكاحل وقام بعمل تدريب قاسي للجنود

(حتى أن


القاهرة كانت ترتجُّ لقذائفهم)

وأصبح الجيش على استعداد لمقابلة العثمانيين وكانت معركة الريدانية  وأطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى موقع المعركة في مكان اسم الريدانية بجوار القاهرة في منطقة المطرية التي تقع خارج أسوار القاهرة من اتجاه باب النصر.

وقدم قام جان بردي الغزالي بخيانة الجيش والسلطان طومان باي واقتراح أنّ يتمّ إخفاء المدافع بالرمال حرصًا على ألا يراها جواسيس العثمانيين، وذهب وأخبر السلطان سليم الأول بأماكن المدافع.

وبناءًا على ما أخبر به الغزالي سليم الأول قام بتقسيم الجيش إلى ثلاث فرق، أول فرقة تهاجم جيش طومان باي من مدخل الريدانية والفرقة الثانية تدخل من تحت الجبل الأحمر المقطم من جهتي اليمين والخلف، أمّا الفرقة الثالثة دخلت مصر من ناحية بولاق وأحاط بها من جهة الشمال.

بعدها عَلم السلطان طومان باي بخيانة الغزالي ولم يُخبر الجيش خوفها من الفتنة وإضعاف روح القتال، وذهب طومان باي ومعه كلاً من الأمير علان والأمير كرتباي للدخول وسط صفوف الجيش العثماني قاصدين السلطان سليم الأول، وانتهت المعركة بخسارة جيش المماليك ولكن الخسائر لاحقت الطرفين، وكانت بداية دخول العثمانيين القاهرة  في

يوم الجمعة

30 من ذي الحجة سنة 922 هـ الموافق 23 يناير 1517م.

وتعرضت القاهرة للنهب والسرقة فلم يتركوا شيئًا إلا استولوا عليه من خيل وبغال وأقمشة وقام المماليك بالتنكر في لبس الفلاحين وملابس الفقراء لأن العثمانيين كانوا يقتلوا أي جنود من المماليك، ودخل سليم الأول في موكب حافل وفي يوم الإثنين 3 من محرم سنة 923 هـ القاهرة، وقد فُرشت الأرض بالحرير ليسير عليها في موكب كبير على فرسه، وتمّ تعليق الرايات الحمراء في كل مكان وتمّ نثر العطور في الجو، وقام بإلقاء

خطبة

الجمعة في اليوم التالي من فوق المنابر أول مرة.

موقعة الصليبية

قام طومان باي بجمع نحو ما يقرب من سبعة آلاف فارس وقامت معركة بينه وبين العثمانيين في ليلة الأربعاء 5 محرم 923 هـ – 28 يناير 1517 م وقاموا بمهاجمة مخيمات العثمانيين في الريدانية واستمرت المعركة من الفجر إلى مغرب اليوم الثاني وقام المماليك بقطع رأس من يظفرون به من العثمانيين وإحضار رأسه إلى طومان باي.

واشتد حدّة القتال يوم

الخميس

من منطقة بولاق إلى منطقة الناصرية، ولجأ طومان باي إلى حي الصليبية ليحتمي به وقام باتخاذ مسجد شيخون مركزًا للمقاومة، وقام بعمل كافة التحصينات في كلاً من رأس الصليبية وقناطر السبع وجامع ابن طولون ورأس الرملية وقاموا بحفر الخنادق، بعد المقاومة الشرسة من العثمانيين اضطر طومان باي الانسحاب إلى بركة الحبش وانتقال إلى الضفة الغربية بالجيزة عبر النيل.

موقعة أطفيح

قام السلطان طومان باي بجمع نحو ما يقرب من ألفين من الفرسان ومع 7 ألف من العربات لمواجهة العثمانيين بمنطقة بالقرب من أطفيح ونشأت معركة كبيرة بين العثمانيين و جيش المماليك بقيادة طومان باي  في جنوب الجيزة، وقد استطاع شادي بك  خلال المعركة من الاستيلاء على مراكب العثمانيين في النيل، وقام شادي بك بمحاصرة العثمانيين مع طومان باي وقاتلوا جميع العثمانيين ولم يبق منهم إلا قائد الانكشارية إياس أغا وأبو حمزة أحد الأمراء الذين خانوا المماليك

موقعة الجيزة

قابل الأمير شادي بك العثمانيين ومعه نحو ألفين من الفرسان والعربان بمهاجمة العثمانيين وقاموا بهزيمتهم مع أنّ كبر عدد جيش العثمانيين، مما أدى إلى غضب السلطان سليم وقال وقتها (

ما كنت أظن أن أقاسي من أحد مثل ما قاسيت في يومي هذا، ولا كنت قول إني بهذه العشرة آلاف فارس وراجل التي هي خيار قومي ويتبعها أكثر من عشرين ألفا ألفى هذا الأعور (يقصد شادي بك) الذي هو في أقل من خمسمائة فارس ما لقيت منه ويفني أكثر عسكري

)

موقعة وردان

قام السلطان سليم الأول بتقسيم جيش العثمانيين إلى أربع فرق، تولي سليم الأول قيادة الفرقة الأولي، أما الفرقة الثانية فكانت بقيادة الغزالي، والفرقة الثالثة بقيادة يونس باشا، وتولي إياس باشا قائد الانكشارية قيادة الفرقة الرابعة ومعاونيهم عربان الغزالية، وقاموا بمحاصرة ومهاجمة طومان باي من كافة الجهات فهزموا الجراكسة.

لجأ بعدها طومان باي إلى حسن بن مرعي وابن عمه الذين أقسموا له على الولاء ولكن قام حسن بخيانته ودل عليه للسلطان سليم الأول وتمّ القبض عليه، وحملوه الجنود إلى معسكر السلطان سليم الأول في إمبابة.[1]