هل التردد مرض نفسي
هل التردد مرض نفسي
التردد هو سلوك يجعل صاحبه متردد تجاه فعل ما بسبب عدم اليقين داخل عقله، وهذا يعني أن الشخص المتردد سيتوقف قليلاً قبل أن يفعل شيئًا ، بسبب
الخوف
وعدم اليقين والتردد، قد يعطي الأعذار لنفسه أو للآخرين.
بالطبع لا أحد في
العالم
بمنأى عن التردد في موقف ما، لكن التردد قد تختلف درجته من شخص لأخر، فقد يجعل التردد الإنسان يتأخر في اتخاذ قرار ما، وقد يصل الإنسان لحالة مفرطة من التردد والتي تعيق حياته بدرجة كبيرة.[1]
وقد يختلف تردد الإنسان من موقف لآخر، على سبيل المثال قد لا تشعر بالتردد في إلقاء خطاب أمام مجموعة من الناس ، لكن تتردد في تكوين صداقات شخصية.
أما بالنسبة لسؤال هل التردد مرض نفسي، فالإجابة أن التردد قد يكون مرضي في بعض الحالات ، وفي تلك الحالة فإن الإنسان ربما قد يكون مصاب باضطراب نفسي يسمى أبو الهوس Aboulomania “أبولومانيا”، وهذه الحالة تتطلب علاج نفسي.
أسباب التردد في اتخاذ القرارات
إن التردد قد يختلف في شدته عن حالة الهوس أو أبو الهوس Aboulomania أو اضطراب فقد الإرادة، وعادة ما يكون الخوف هو السبب في التردد ، فإن التفكير في العواقب عادة يكون هو السبب في التردد على فعل أمر ما، وهذه هي الأسباب التي تجعل الإنسان متردد في حياته بوجه عام:
-
الخوف
إن الخوف من الإهانة وفقدان شيء ما والأخطاء وسوء الفهم والرفض والعديد من المخاوف مخفية وراء التردد، وهذه الأمور كلها قد تكون مخاوف صغيرة وعديمة الفائدة تمامًا ويمكن التعامل معها بسهولة عن طريق الفهم الجيد.
حيث يمكن لبيئة الإنسان التي يعيش فيها أيضًا أن تخلق إنسان متردد.
-
الخبرات
التجارب السابقة لأي شخص يمكن أن تجعله متردد، على سبيل المثال إذا كان أصدقاؤك يسخرون من حذائك القديم ، فسوف تتردد قبل ارتداؤه مرة أخرى.
-
عدم الرغبة
في كثير من الأحيان نتردد في القيام بشيء لا نهتم به أو لا نحبه، فقد تتردد في الانضمام لدروس تعلم الموسيقى، لأنك ببساطة لا تحب الموسيقى أو لا ترغب في تعلم أي آلة موسيقية، لكن بعض أصدقائك أو والديك هم من يرغبون في ذلك.
أسباب التردد الهوسي المرضي
كما ذكرنا فإن التردد قد يكون حالة مرضية، ويطلق عليه في بعض الأوقات شلل الإرادة ، حيث يكن الإنسان متردد لدرجة عدم قدرته على اتخاذ أي قرار وقد يؤثر ذلك على عمله وعلاقاته الاجتماعية، وهذه الحالة تحدث نتيجة التدخل المفرط من الأبوين والضغط الشديد على الإنسان في
الطفولة
.
وهذا يعزز نوع من التبعية لدى
الطفل
، لأنه غالبًا يكافأ عندما يظهر الولاء لوالديه ويعاقب إذا أظهر أي سلوك استقلالي.
وأيضًا فإن الإذلال الاجتماعي هو عامل مهم آخر في تطور التردد المرضي أو شلل الإرادة خلال سنوات نمو الطفل لذلك فإن الأفراد الذين يعانون من التردد المرضي لديهم شكوك حول قدراتهم على أداء المهام ، وتولي مسؤوليات جديدة ، والعمل بشكل مستقل عن الآخرين ، مما يعزز بدوره شكوكهم في أنهم غير قادرين على العيش دون مساعدة الآخرين مع مرور
الوقت
، لذلك يظهرون مشاعر العجز التي تجبر الآخرين في حياتهم على أداء نوع من دور مقدم الرعاية.
مظاهر التردد المرضي
وتشمل أعراض تلك الحالة:
-
التردد الشديد أو الصعوبة في اتخاذ أي قرار دون الرجوع للآخرين لدرجة تعطل
الحياة
أو أن يصبح الإنسان مسلوب الإرادة. - تجنب أي مسئولية شخصية حتى لو بسيطة.
- تجنب قضاء الوقت بمفردك.
- أن يصبح الإنسان سلبيًا في العلاقات.
- التركيز بشكل شديد على مخاوف أنه سيتم التخلي عنه
- أن يتأذى بسهولة إذا تعرض لنقد أو رفض حتى لو بسيط.
تشخيص التردد الهوسي المرضي
يبدأ الأطباء التقييم عن طريق إجراء تاريخ طبي كامل وفحص جسدي ، حيث لا توجد اختبارات معملية لتشخيص حالة أبو الهوس أو التردد المرضي على وجه التحديد، ومع ذلك ، يجب استبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض التي يشعر بها الإنسان ، لذلك يتم إجراء الاختبارات التشخيصية.
إذا لم يكن هناك سبب مادي للأعراض ، تتم إحالة الفرد إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو أخصائي رعاية صحية مدرب خصيصًا لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها، يستخدمون أدوات مقابلة وتقييم مصممة خصيصًا لتقييم حالات الهوس.
يجب أن تؤخذ عوامل معينة في الاعتبار مثل
العمر
والعوامل الثقافية عند تشخيص التردد اللاإرادي المرضي.
علاج التردد المرضي
لا يسعى الأشخاص عمومًا إلى العلاج من التردد الناتج عن الضغط الأبوي في مرحلة الطفولة ، ولكن بدلاً من ذلك يسعون للعلاج عند ظهور مشكلة في حياتهم ، مما يؤدي إلى التفكير أو السلوك المرتبط بهذا الاضطراب في الشخصية، إذا أصبحت المشكلة كبيرة جدًا ، ولم يعد بإمكانهم التأقلم ، يضطرون إلى البحث عن العلاج ، خاصةً إذا أدى ذلك إلى تطور مشكلات أخرى ، مثل الاكتئاب أو القلق.
العلاج النفسي
هو الشكل الرئيسي لعلاج مشكلة التردد النفسي ، وهو يهدف لمساعدة الفرد على أن يصبح أكثر نشاطًا واستقلالية ، وتعلم كيفية تطوير علاقات صحية، ويفضل العلاج قصير المدى ، لأن العلاج طويل الأمد يمكن أن يؤدي إلى نوع من الاعتماد على المعالج، وغالبًا ما يساعد تدريب الحزم الفرد على تنمية الثقة بنفسه.
يمكن أيضصا أن يستخدام الطبيب الأدوية لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التردد الهوسي القهري والذين يعانون أيضًا من الاكتئاب والقلق ، ولكن يجب مراقبتها بعناية حتى لا يصبح الأشخاص مدمنين على تلك الأدوية ويبدأون في تعاطيها، ولا يجب أن يقدم الشخص على تلك الخطوة من تلقاء نفسه، لكن يجب أن تؤخذ الأدوية تحت الإشراف الطبي الدقيق.[2]
كيف نتغلب على التردد
إذا كنت تعاني من حالة تردد شديدة لا تصل لدرجة الهوس المرضي، لكنها تعيق قدرتك على اتخاذ القرار فيمكنك أن تتغلب على تلك المشكلة بنفسك دون الحاجة لأخصائي نفسي، لكن عليك تغيير بعض السلوكيات في حياتك، بهدف التغلب على مخاوفك والتخلص منها، لأن الخوف هو السبب الرئيسي للتردد.
-
افهم مخاوفك
فهم الحقائق والواقع الكامن وراء مشاعرك مثل الخوف ، فعندما نفهم حقيقة مشاعرنا نستطيع أن نصل لحلول لكافة مشاكلنا، فاسأل نفسك دائمًا عن خوفك الذي يدفعك للتردد تجاه أمر ما وحاول أن تتعامل بالحقائق والمنطق فربما تكتشف أن الخوف الداخلي الذي يمنعك من اتخاذ قرار يمكن حله والتغلب عليه.
-
صدق أنك مثالي
إنك تحتاج دائمًا أن تثق بنفسك حتى تتمكن من التغلب على مشكلة التردد في حياتك، فحاول أن تذكر نفسك ببعض القصص الجيدة عن مواقف استطعت أن تتخذ فيها قرارات ناجحة.
-
انتقل إلى أماكن وأشخاص جدد
حاول أن تنتقل لأماكن تكون غير معروف فيها وحاول أن تتفاعل مع الغرباء، فهذا سيساعدك في حل مشكلة التردد، وهذه قد تكون خطوة صغيرة لكنها ستساعدك على
بناء الثقة
بنفسك بشكل كبير .
-
التعلم
حاول أن تتعلم أشياء جديدة في كل الأوقات، فأنت عندما تفعل شيئًا بقصد التعلم ويكون هذا الأمر باختيارك، فلن يكون لديك داعي للقلق بشأن الفشل أو التعرض للإهانة.
-
الممارسة
تحتاج دائمًا لممارسة الخطوات السابقة بانتظام لأن تغيير طبيعتك وسلوكياتك يحتاج لبعض الوقت.