أهم أشعار ابن الأثير المحدث

من هو ابن الأثير المحدث

اسمه ونسبه الكامل: المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري، أبو السعادات، مجد الدين، محدث لغة عربية، ولد في جزيرة ابن عمر عام 1150م، وتوفي في الموصل في عام 1210م عن عمر يناهز 60 سنة.

نشأ ابن الأثير المحدث في جزيرة ابن عمر الواقعة على

نهر

دجلة شمال الجزيرة الفراتية، كانت عائلته من أصل تلك الجزيرة وتنسب إلى آل الجزري من بني شيبان بن ثعلبة بن بكر بن وائل، حيث كانت تلك القبيلة من أقوى القبائل في تلك الجزيرة. ولدى ابن الأثير المحدث أخان أصغر منه وهما: ابن الأثير الكاتب وابن الأثير الجزري، وكلاهما ذو نفوذ ومكانة، حيث كان لدى والدهم منصب رفيع لدى الأمير مجاهد الدين قايماز.

وفي عام 565ھ انتقل ابن الأثير المحدث مع والده وإخوته إلى الموصل، وأصيب بعد انتقاله للموصل بالنقرس والذي أصيب يديه وقدميه بالشلل، وقيل إن جميع أشعاره ومؤلفاته ألفها أثناء فترة مرضه. حيث كان يقع إملاء الأشعار والمؤلفات على تلاميذه، وكذلك النسخ والمراجعة.

شعر أتاني على قرب المزار صحيفة

يعد شعر أتاني على قرب المزار صحيفة من أطول الأشعار التي كتبها ابن الأثير المحدث حيث يتكون من خمسة عشر بيتاً، والأشعار الأخرى تتكون من بيتاً واحداً أو ستة أبيات كحد أقصى، وبالرغم من إصابته النقرس الذي سبب شلل في يديه وقدمه إلا أن المرض هذا لم يعيقه من كتابة الأشعار، على العكس ساعده على الإلهام أكثر.

كتب الشاعر ابن الأثير المحدث في هذا الشعر كلمات غزل لفتاة جميلة كان يعرفها، حيث كان يقول في جمالها:

أَتَانِي عَلىَ قُربِ المَزَارِ صَحِيفَةٌ

تَضَوَّعَ في أَثْنائِها المَنْدَلُ الرَّطبُ

حَوَتْ مِنْ بَديِعِ النُّطْقِ دُرَّاً وَحِكْمَةً

بِبَعْضِهِمَا يُسْتَنْزَلُ الجَامِحُ الصَّعْبُ

أَرَقُّ مِنَ السّلسَالِ لَفظَاً، كَأَنَّمَا

جَرَتْ في نَواحِيها بَرِقْرَاقِهَا السُّحْبُ

وَأَعَلقُ بِالأَذْهانِ مَعْنىً، كَأَنَّمَا

تَكوَّنَ مِنْ مَكْنُونِ جَوْهَرِهَا القَلبُ

فأَرسَلْتُ في تلْكَ الرَّيَاضِ نَوَاظِراً

بِبَهْجَتَها إنْسَانُها مُغْرَمٌ صَبُّ

وَرَدَّدْتُُ مَع تِلْكَ المَعَانِي خَوَاطِراً

إلى غَيْر أبْكَارِ المَعَادِنِ ما تَصبْوُ

أَتَتْ بالأّيادِي الغُرَّ بَدْءاً فَقَلَّدَتْ

بِهَا مِنَناً مِنْ دُوْنِ إِحْصَائِهَا الشُّهبُ

وَوَافَتْ بِهَا مِنْ غَيْرِ وَعْدٍ تَفَضُّلاً

كَذَاكَ الجِنَانُ الخُصْبُ والمَوْرِدُ العَذْبُ

أَلاَ أَيُّهَا الصَّدرُ الذِّي اتَّفَقَتْ على

فَضَائِلِهِ في عَصْرِهِ العُجْمُ والعُرْبُ

سَبَقْتَ إلى الإحسَانِ فِعلَ ذَوِي العُلَى

وَوَاتاكَ مِنْ أنْوَاعهِ الفَرضُ والنَّدْبُ

وَقَرَّرْتُ عَنْ إِدْرَاكِ شأوِكَ عَاجزاً

مَتَى يَلْحَقُ الوانِي وقَدْ أَعْنَقَ الرَّكْبُ؟

فَأَبْدَيتَ فَضْلاً لَيْسَ يُدْركُ كُنْههُ

عَروبُ لساني، عَنْ تَضاَعيفهه يَنْبُو

وِأوليتَ برَّاً قِصرت عنه قِدرتي

فَطَرفْ احتمالي عنَ تَضَاعيفه يكبو

وَغَايةُ وُسعِيْ وَهيَ أَوسَعُ غَايَةٍ

ثَنَا ضَاقَ عَنْ إمْدادِهِ الأُفُقُ الرَّحْبُ

ثَنَاءً كَنِشرْ الرَّوْضِ مَرَّتْ بِهِ الصَّبَا

سُحَيْراً، وقَدْ جَادَتهُ عراصَةٌ سكبُ

شعر ولما أتانا والديار بعيدة

شعر آخر للشاعر ابن الأثير المحدث بعنوان ولما أتانا والديار بعيدة، يتكون هذا الشعر من ستة أبيات تحمل معاني وكلمات مميزة. تم ضم هذا الشعر إلى قسم الأدب العربي في بعض مناهج اللغة العربية للصفوف الثانوية.

وَلَمَّا أَتَانا والدَّيَارُ بَعيِدَةٌ

كتَابٌ بِأَنْفَاسِ الوَدادِ تَضَوعا

أَرَقُّ مِنَ السلْسَالِ لُطْفاً كَأَنَمَّا

تَأَلَّفَ مِنْ روح الصَّبَا وَتَجَّمعا

شَفَى غُلَّةَ الصَّادي وَسَكَّنَ لَوْعَةً

تَكَادُ لَهَا الأَكْبَادُ أنْ تَتَصَدَّعا

تَنَافَسَ فيهِ نَاظرٌ وأَنَامِلُ

وَأَخْفَيْنَ عَمّا فِيْهِ لُبّاً وَمَسْمَعا

فَقَبَّلْتُهُ ألْفَاً وَألْفَاً كَرَامَةً

وَلْمَ أَرضَ إِجْلالاً لَهُ الرَّأسَ مَوْضِعا

وَنِلْتُ مِنَ الأيّامِ مَا كُنْتُ راجيِاً

وُقُلْتُ لِدَهْري: كيفَ ما شِئتَ فَاصنْعَا

شعر وإني لمهد عن حنين مبرح

وإني لمهد حنين مبرح أحد أهم وأجمل الأشعار  التي كتبها الشاعر ابن الأثير المحدث، حيث اشتهر هذا الشعر في عصره بشكل كبير.

وإني لمهد عن حنين مبرح

إليك على الأقصى من الدار والأدنى

وإن كانت الأشواق تزداد كلما

تناقص بعد الدار واقترب المغنى

سلاماً كنشر الروض باكره الحيا

وهبت عليه نسمة السحر الأعلى

فجاء بمسكي الهوا متحلياً

ببعض سجايا ذلك المجلس الأسمى

أَتسمع في مُحِبّك قولَ واشٍ

وما سَمِع المُعَنّى فيك عَذْلا

لقد حلّلتَ من قتلي حراماً

وحرَّمتَ الوصال وكان حِلاّ

وتسمح لي بخمر اللَّحظ صِرْفاً

وتمنعني مِزاجَ الرّيق بُخلا

لقد عذَّبْتني، وأَصبتَ فيه

لأَنّ الحبّ بالتعذيب أَحلى

لقد نصحت دعاوى العشق قوماً

يظنّون البَلا في الحبِّ سهلا

فواحدُهم يَلَذُّ له زماناً

ويطمع أَن يرى أَمناً وعدلا

إِذا ابتسم الوِصال يهيم عِشقاً

وإِن عَبَس الصّدودُ سلا ومَلاّ

وشرطُ العِشق أَن تبقى أَسيراً

وتجعلَ حُبَّهم قَيْداً وغُلاّ

فيا دهرُ ارتدِع عني وإِلاّ

ستلقى من مُعين الدين نَصْلا

فتى إِن زُرْتَه أَلفيتَ عزماً

يدافع من كُروب الدّهر ثِقْلا

وتلقى للخطوب حِمىً مَنيعاً

وتُبصر جانباً للّهْو سَهلا

فآلاءُ المكارم منك تَتْرى

وآيات المحامد فيك تُتْلى

مدحتك لا لأَجلِ يسيرِ حَظٍ

ولكن مطلبي أَوفى وأَغلى

أُؤَمِّلُ همةً لك أَمتطيها

وأَبلغ في خفارتها المَحَلاّ

فَتنْعَشُ قوةً وتُزيلُ هَمّاً

وتُحيي مَيِّتاً وَتَرُبُّ شَمْلا

شعر عليك سلام فاح من طيبه

في ما يلي شعر عليك سلام فاح من طيبه للشاعر ابن الأثير المحدث:

عليك سلام فاح من نشر طيبه

نسيم تولى بثه الرند والبان

وجاز على أطلال مي عشية

وجاد عليه مغدق الوبل هتان

فحملته شوقاً حوته ضمائري

تميد له أعلام

رضوى

ولبنان

وإِن عَبَس الصّدودُ سلا ومَلاّ

وشرطُ العِشق أَن تبقى أَسيراً

وتجعلَ حُبَّهم قَيْداً وغُلاّ

فيا دهرُ ارتدِع عني وإِلاّ

شعر ووافت بها من غير وعد تفضلا

في ما يلي شعر بعنوان ووافت بها من غير وعد تفضلاً للشاعر ابن الأثير المحدث:

وَوَافَتْ بِهَا مِنْ غَيْرِ وَعْدٍ تَفَضُّلاً

كَذَاكَ الجِنَانُ الخُصْبُ والمَوْرِدُ العَذْبُ

أَلاَ أَيُّهَا الصَّدرُ الذِّي اتَّفَقَتْ على

فَضَائِلِهِ في عَصْرِهِ العُجْمُ والعُرْبُ

سَبَقْتَ إلى الإحسَانِ فِعلَ ذَوِي العُلَى

وَوَاتاكَ مِنْ أنْوَاعهِ الفَرضُ والنَّدْبُ

وَقَرَّرْتُ عَنْ إِدْرَاكِ شأوِكَ عَاجزاً

مَتَى يَلْحَقُ الوانِي وقَدْ أَعْنَقَ الرَّكْبُ؟

فَأَبْدَيتَ فَضْلاً لَيْسَ يُدْركُ كُنْههُ

عَروبُ لساني، عَنْ تَضاَعيفهه يَنْبُو

وِأوليتَ برَّاً قِصرت عنه قِدرتي

فَطَرفْ احتمالي عنَ تَضَاعيفه يكبو

وَغَايةُ وُسعِيْ وَهيَ أَوسَعُ غَايَةٍ

ثَنَا ضَاقَ عَنْ إمْدادِهِ الأُفُقُ الرَّحْبُ

ثَنَاءً كَنِشرْ الرَّوْضِ مَرَّتْ بِهِ الصَّبَا

سُحَيْراً، وقَدْ جَادَتهُ عراصَةٌ سكبُ

شعر إن زلت البغلة من تحته

في ما يلي شعر إن زلت البغلة من تحته:

إن زلت البغلة من تحته

فإن في زلتها عذرا

حملها من علمه شاهقاً

أو من ندى راحته بحرا

شعر ما نظرت مقلتي إلى أحد

أحد أقصر أشعار ابن الأثير المحدث وهو مكون من بيتين فقط.

ما نَظَرتْ مُقلَتيِ إلى أَحَدٍ

إلاَّ وكُنْتَ الذي يُحَاذيِها

ولا اكْتَسَتْ بالرّقَادِ آوِنَةً

إلاَّ وكُنْتَ الذي يُنَاجِيْها

شعر وما نظرت مقلتي مذ طغت

في ما يلي شعر وما نظرت مقلتي مذ طغت:

وما نَظَرتْ مُقْلَتي مُذْ طَغَتْ

إلاَّ وَشَاَهَدَكَ النَّاظِرُ

ولا هَجَعَتْ قَطٌّ إلاَّ رَأتْكَ

كَأَنَّك فِيْ جَفْنِها حَاضِرُ

شعر فالعز في صهوات الخيل مركبه

أقصر وأشهر شعر كتبه الشاعر ابن الأثير المحدث هو شعر فالعز في صهوات الخيل مركبة حيث يتكون من بيتاً واحداً فقط.

فالعز في صهوات الخيل مركبه

والمجد ينتجه الإسراء والسهر[1]