افضل قصائد ابن الأردخل

من هو ابن الأردخل

اسمه ونسبة الكامل: محمد بن الحسن بن يمن بن علي الأنصاري أبو عبيد

الله

، مهذب الدين، أبو المعالي، عرف بابن الأردخل (في اللهجة الموصلية القديمة اسم الأردخل يعني البناء).

هو أحد أمهر شعراء العصر العباسي، ولد في مدينة الموصل الواقعة في دولة العراق عام 1181م، كان شاعرا موهوبا ومتقن للغة العربية، اتخذه الملك الأتابكي ناصر الدين محمود مسامرا له، بعد فترة ذهب ابن الأردخل إلى مدينة ميافارقين وتوفى فيها أيضًا في عام 1231م أي عمره كان يناهز الواحد والخمسون.

قصيدة  لي حشى ما بليت شب سعيره لأبن الأردخل

تعد قصيدة لي حشى ما بليت شب سعيره من أفضل القصائد التي كتبها الشاعر محمد بن الحسين والملقب بابن الأردخل، عرف واشتهر من خلالها في العصر العباسي، وطلب العديد من الملوك قراءتها له، حيث كان يطلبه الكثير من الملوك لقراءة الشعر والقصائد. في ما يلي قصيدة لي حشى ما بليت شب سعيره:

لي حشى ما بليت شب سعيره

فعسى غيره حشى استعيره

وعزيز على فقد غرير

اضلعي روضه ودمعي غديره

مر يحمى بصارم اللحظ ثغراً

كلما شم نوره زاد نوره

عجبي للمدام في الجفن منه

كيف يبقى ودايماً تكسيره

ولخط بخده غير مقروء

وبالخال معجم مسطوره

بت اخشى بعاده ناحل الخصر

وقد يبعد الجواد ضموره

ويح مستقسم له مضمر هي

كي لقد فاز قدحه وضميره

مثل ما فاز من عدا ومجير الدين

من حادث الزمان مجيره

قصيدة سل وجهه البدري عدل كماله

قصيدة أخرى للشاعر ابن الأردخل تحمل عنوان “سل وجهه البدري عدل كماله”. بعض الأبيات في هذه القصيدة تمت كتابتها باللهجة الموصلية، والبعض الآخر يحتوي على كلمات باللغة العربية الفصحى، هكذا هي

قصائد

ابن الأردخل لا تحتوي على لهجة وحدة حيث يمكن إن تتنوع اللهجات فيها حتى وإن كانت مكونة من بيت واحد فقط.

سل وجهه البدري عدل كماله

في مقلتي العبرى وقلبي الوالهِ

أوفاق عني قوس حاجبه فلي

كبد أمام النزع من نبالهِ

ألمى رشيق القدّ أرجو الري من

معسوله وأخاف من عسّالهِ

أعديتُ شجواً ربعه فالبان في

سكراته والورقُ في أغلالهِ

وحملت مثل الرّدف عنه غيرةً

لما رأيت الخصرَ حلف هُزالهِ

قم فاستعر لي من حليّ رقدةً

فهي الوسيلة عند طيف خيالهِ

وإذا رقدت فليس إلاّ فكرتي

لا الحلم جاد به ولا بمثالهِ

يا ملبس التفتير رايةَ لحظه

ودليل قطع السيف لمع ذُبالهِ

عطفاً على دنفٍ دعوت همومه

فأقمتها وقعدتَ عن آمالهِ

قلقُ المضاجع لو لقيت أقل ما

يلقى لما استحسنت سيئ حالهِ

قصيدة لله نفس بكم أعرفها

قصيدة لله نفس بكم أعرفها للشاعر ابن الأردخل من القصائد الحزينة المشهورة جدا. يمكن ملاحظة إن كل كلمة في بيت هذه القصيدة مختارة بدقة، حيث  إن كل كلمة فيه معناها متسلسل مع الأخرى، جميع أشعار ابن الأردخل هكذا مميزة. في ما يلي قصيدة لله نفس بكم أعرفها:

للهِ نفسٌ بكم أعرِّفها

تقضي وما ينقضي تأسّفها

وذات عرف منكم تجلدتُ لل

احي فأنكرتها وأعرفُها

وقفت فيها وأنّ أرسمها

ممحوّة بالدموع أحرفها

مكفكفاً عبرتي وودّي لو

أنّيَ أبكي ولا أكفكفها

ماذا على الركب من أراقها

وهل هي إلاّ بلوى أخففها

وكيفَ أصحو لا بل أصحّ وبي

إلى مريضِ الجفونِ أوطفها

قصيدة تأمل معى إن كنت للبرق شائما لأبن الأردخل

أغلب قصائد ابن الأردخل

قصيرة

ومكونة من بيتين وحتى بيت واحد، والقصيدة التالية هي من أفضل القصائد القصيرة التي كتبها الشاعر ابن الأردخل:

تأمل معي إن كنتَ للبرق شائماً

وإن لم تكن عوناً فلا تك لائما

سألتُ زروداً عن مباسم غيده

حكته سنًى أم بات يحكي المياسما

معاجاً فإنّي كلما ذُكرَ الحمى

لأبهتُ يقظاناً فأُحسبُ نائما

ركائب لو قصرتُ من لغب السرى

بنا لركبنا دونهن العزائما

جزعتم بذات الجزع إني محارب

يد الله ما إنْ كنت إلاّ مسالما

سلبتم حياتي صفوها غير أنني

غدوت عليكم لا على العيش نادما

فإن تبلغوني ذلك الأيك تسمعوا

من النوح ما علّمت تلك الحمائما

قصيدة دعني ولا تلحني في دمعي الهتن

كما تم الذكر في الأعلى إن أغلب قصائد ابن الأردخل قصائد قصيرة متكونة من بيت واحد أو بيتين أو 10 أبيات كحد أقصى، ولكن قصيدته التي تحمل عنوان دعني ولا تلحني في دمعي الهتن كسرت هذه القاعدة، حيث تتكون من اثنان وعشرون بيتا. في ما يلي قصيدة دعني ولا تلحني في دمعي الهتن:

دَعني وَلا تلحني في دَمعيَ الهِتنِ

فَما بَكيتُ بقدر الشَجو وَالشَجَنِ

باِصطِبارٍ بعد ما عَبثَت

أَيَدي المَنايا بِذاكَ المَنظَرِ الحَسَنِ

كَيفَ اِصطِباري وَما حُمِّلتُ من حَزَن

يَهُدُّ أَيسرهُ الحِصنين مِن حُصُنِ

قَد كانَ في الحُلمِ لي عَبداً وَكُنتُ لَهُ

بِحُكمِ حُبّي لَهُ عَبداً بِلا ثَمَن

وَما أَرَدتُ تَناسيه لأسلوَه

إِلّا وَذكرَّنيه هَزّةُ الغُصُن

لا أَرتَجي عَودَه في يَقظَتي أَبَداً

فَلَيتَه رده في رقدتي وَسَنى

أَو لَيته دامَ لي مِن بعد مَعرِفَتي

أَو لَيتَ معرفتي أَيامَ لَم تَكُنِ

يا نزهة العَين في جدّ وَفي لَعِب

وَمُنية النَفس في سِرِّ وَفي عَلَنِ

وَأحدقَ الناسِ في صَيد وأحسنهم

رَمياً وَأَبعَد مِن بخل وَمِن جُبُنِ

ما مالَ بَعدَكَ لي قَلبٌ إِلى أَحدِ

وَجداً ولا سَكنَت نَفسي إِلى سَكَنِ

مَنظَراً مُذ غِبتَ يُعجِبُها

عَيني وَلا سَمِعَت مُسَحسَناً أُذُني

لَهفي عليه غَداة الرَوعِ مِن أَسد

خالٍ مِن الغِشِّ مَملوءٌ مِن الفِطَنِ

حاوِ الشَمائِلِ مَعسولٌ خَلائقُه

صافي الأَديمِ أَبيُّ لَينٌ خَشن

رَماهُ في رأسِهِ سَهماً فَأَقصدهُ

دَهرٌ كنائنُه مَلىء مِن المِحَنِ

شَلَّت يَدا عابثٍ أَهوى بمُديَتِه

مَزحاً فَقَرَّقَ بَينِ الروح وَالبَدَنِ

صَبراً لما تحدث الأَيامُ مِن حَدَث

فالدَهر في جورِه جارٍ عَلى سَنَنِ

فالصَبرُ أَجمَلُ ثَوب أَنتَ لابِسَهُ

لِنازِل وَالتَعزّي أَحسَنُ السُنَنِ

وَهوَّن الوجد إِنّي لا أَرى أَحَداً

بِفُرقة الأَلِف يَوماً غير مُمتَحَنِ

يا ناصِر الدين يا مَن لا شَبيهَ له

لا زِلتَ وَالسَعد مقرونين في قَرَن

وَدامَ رَبعُك مأهولاً بِساكِنه

معطى السُرور وَمَمنوعاً مِن الحَزَن

يا أَشجَعَ الناس مِن عُجم ومن عَرَب

وَأَكرَمَ الناسِ مِن شام ومن يَمَن

عِش سالِماً في نَعيم لا اِنقضاءَ لَهُ

يَفديكَ كُلُّ الوَرى من

قصيدة ولقد رأيت على الإدراك حمامة

قصيدة أخرى لأبن الأردخل بعنوان رأيت على الإدراك حمامة، متكونة من ستة أبيات تحمل معاني وكلمات مميزة ومعبرة.

ولقد رأيت على الإدراك حمامة

تبكى فتسعدني على الأحزان

تبكى على غصن واندب قامة

فجميعنا يبكى على الأغصان

صرع الزمان وحيدها فتعللت

من بعده بالنوح والأحزان

تخشى من الأوتار وهي مروعة

منها فكم غنت على العيدان

قصيدة واها عل عيش مضت سنواته

في ما يلي قصيدة لأبن الأردخل بعنوان واها عل عيش مضت سنواته:

واهاً عل عيش مضت سنواته

وكأنما كانت هي

الساعات

والراح ترحم كل هم طالع

بكواكب أفلاكها الراحات

قابلت بالساقي السماء فاطلعت

بدراً على كأنها مرآت

الخضر عارضه وواضح ثغره

عين

الحياة

وصدغه الظلمات[1]