ما هو حكم الزوجة التي تفكر في غير زوجها
العلاقة الزوجية أسمى العلاقات الانسانية
تعتبر العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات الموجودة بين البشر الموجودة على الأرض، فقد جعل
الله
الزوج ستراً وسراً لزوجته، وجعل
الزوجة
ستراً لزوجها وجعل بينهم المودة والرحمة التي تترعرع وتزداد بمرور
الوقت
، ومع العشرة الطيبة والحسنة فقال الله سبحانه وتعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
ويهتم الزوج بزوجته ويراعها جيدا، وتفعل الزوجة
المثل
لزوجها، ومن ثم تنشأ حياة إجتماعية ناجحة، وسعيدة ولقد أمنها الله بالميثاق الغليظ الذي يُتفق عليه في الزواج، وعلى ذلك الأساس ينشأ الأطفال، ويتكون المجتمع، وبالتالي فقد صنفت العلاقات الزوجية بأنها أسمى العلاقات لأنها أساس المجتمع وتكوينه. فقال الله سبحانه وتعالى { وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا }
ولكن هناك من لايؤتمن على العهد فيما بينهم، سواء أكانت الزوجة، أو الزوج، ويوسوس لهم الشيطان بتلك الأفكار وهي أن تفكر المرأة في غير زوجها أو يفكر الزوج في غير زوجته، وتلك الأفكار لا ينتج عنها إلا هدم البيوت وتشريد الأطفال. [1] [2]
إنشغال القلب والتفكير بغير الزوج يُقلق النفس
علاقة الزوجة بغير زوجها
يقول الله تعالى ﴿ لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، فأي شيء مخالف لشرع الله يكون سببه وسوسة الشيطان أو النفس الأمارة بالسوء.
إضافة إلى ذلك، تعتبر المرأة في طبيعة مشاعرها العاطفية أبعد ما تكون في التفكير في غير زوجها، ولكن وساوس الشيطان عظيمة، وقادرة على تغير الامور بدرجة كبير إلا من كان يخاف الله واليوم الآخر،
فمن الممكن وأن يظهر في حياة الزوجة رجلا يلفت إنتباهها، ويجعلها تفكر به في الليل وفي النهار، ومن هنا تبدأ مداخل الشيطان، وهو الخيط الذي يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل في نهاية الأمر.
ويبدا الشيطان بجعل الزوجة تفكر في رجلا آخر غير زوجها، ويجعلها تتخيله وتحلم به، وتجد ذلك النقص الموجود عند زوجها سواء أكان في شخصيته أو في تصرفاته او أخلاقه وهكذا.
والتفريق بين الزوجين هو من أعظم ما يفرح به إبليس عند بعثه سراياه كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإِمام مسلم قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى المَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فِي النَّاسِ فَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدَهُمْ فَيَقُولُ مَا زِلْتُ بِفُلاَنٍ حَتَّى تَرَكْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا.فَيَقُولَ إِبْلِيسُ لاَ وَاللَّهِ مَا صَنَعْتُ شَيْئاً.وَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَـيْنَهُ وَبَـيْنَ أَهْلِهِ.قَالَ فَيُقَرِّبُهُ وَيُدْنِيهِ (ويلتزمه) وَيَقُولُ نِعَمَ أَنْتَ» رواه مسلم.
ومن هنا يبدأ قلب المرأة بالأنشغال بغيره مما يوتر أعصابها، ويجعلها غير قادرة على تحمل
الحياة
الزوجية مع زوجها، ويمحي تماماً تلك السكينة التي كانت تعيش فيها، وذلك لأنها دائماً تتخيل أن ذلك
الرجل
أفضل من زوجها، وقد يصل الأمر إلى كرهها للزوج، ويعتبر ذلك أول خطوة من خطوات الشيطان .
وعليك عزيزي القارئ أن تعلم أن ذلك
الحب
الذي تشعر به الزوجة حتى وإن كان أمراً قدرياً على غير إرادتها فمن الممكن وأن يدفع بقدر الله الشرعي، ولكن إذا تمكنت المرأة من لجم نفسها بالتقوى في الوقت المناسب، مع وجود عوامل الحسم التي تجعل الزوجة تفيق من ذلك الكابوس.
وذلك من خلال قطع كل وسائل الاسترسال والتواصل الذي قد يزيد من ذلك الحب اشتعالا وتوغل، أو استغرقها بالاضافة إلى قطع كل أنواع التفكير والنظر العقلي الذي قد يربطها بذلك الغريب، مما يجعل نفسها غير راغبة في ذلك التفكير مرة أخرى. [2]
ما حكم الدين في تفكير الزوجة في غير زوجها ؟
تعتبر الحياة الزوجية هي من أكبر النعم التي قد أنعم بها الله على الناس، وأمر الزوجة بطاعة زوجها، وأمر الزوج بأحتواء زوجته، ومن خلال ذلك ينشأ الحب والطمأنينة، ولكن إذا شعرت الزوجة بتغير في مشاعرها تجاه زوجها مع مرور الوقت، ولم تستطع العيش معه، ولا هو يريد استكمال حياته معها، فقد شرع الله لهما
الطلاق
حتى لا يفكر أحداهما في ضرر الآخر.
وهناك زوجات لا يقدرن تلك النعم في الحياة الزوجية، فبدلا من شكر الله على تلك النعم، وهي الأسرة والاطفال والزوج، والسعي بكل الطرق للحفاظ عليه، يتوجهن لرجلا آخر ويقارنه مع أزواجهن.
لذلك فقد حرم الله على المرأة التفكير في رجلاً آخر، ويزداد ذلك التحريم وهي على ذمة رجلا آخر، لأن ذلك يعتبر أعتداء كبير على حق الزوج وعرضه وشرفه أيضاً.
والجدير بالذكر أن ذلك كله قد يبدأ بالنظرات، ومن ثم إلى الخلوة، واللمس، ومن الممكن وأن يؤدي ذلك كله إلى ما هو أكبر وأعظم ألا وهو الفاحشة الكبرى، ألا وهي الزنا.
وحتى إذا لم يصل الأمر لكل ذلك فقد يؤدي إلى تشويش الفكر والذهن، ولقد ذكر لنا الله في القرآن الكريم،
قصة
المرأة المتزوجة، وهي أمرأة العزيز، التي قد دفعها التفكير في سيدنا يوسف إلى العديد من الأمور الخاطئة في الخلق والدين
فحاولت أن تثير إعجابه بكل الطرق والوسائل، وراودته عن نفسه، فكادت أن تخون زوجها، ولكن لم يستجب لها سيدنا يوسف بذلك، حيث قال الله سبحانه وتعالى { قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ} (يوسف:32)
لذلك فإن عقوبة المرأة المتزوجة التي تفكر في غير زوجها وتخونه بأشكال مختلفة، عقوبة شديدة قد تصل إلى الموت. [2]
ماذا يجب على المرأة فعله لكي تتخطى هذه المحنة
الحرصُ على شغل النفس بطاعة اللهِ
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]. فالتمسك بطاعة الله والإنشغال بها، هي من الأمور الهامة التي تنقي الروح والفكر، وتهذب النفس، لذلك فعلى الزوجة التي تتطلع لغير زوجها أن تراجع دينها وتقضي وقتها في طاعة الله .
الرضا بالزوج
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وارضَ بما قسم الله لك، تَكُنْ أغنى الناس))؛ رواه أحمد والترمذي. فالرضا بالزوج سوف ينسيها ما حدث
الإكثار مِن الدعاء
عليها وأن تدعي ربها بأن يثبت قلبها، ويصرف عنها وسوسة الشيطان، وتردد الأدعية المأثورة وهي
-
((يا مُقلِّبَ
القلوب
ثبِّتْ قلبي على دينك)) - ((يا مُصَرِّفَ القلوب، صَرِّف قلوبنا على طاعتك))
- ((اللهم إني أَمَتُك وبنت عبدك وبنت أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ في قضاؤُك، أسألُك بكل اسمٍ هو لك، سَمَّيتَ به نفسك، أو أنزلتَه في كتابك، أو علَّمتَه أحدًا مِن خلْقِك، أو استأثرتَ به في عِلْم الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيع قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي))
- ((اللهم فاطرَ السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ربَّ كل شيءٍ ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك مِن شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرُّه إلى مسلمٍ))
- ((اللهم إني أعوذ بك مِن شرِّ سَمعي، ومِن شر بصري، ومِن شر لساني، ومِن شر قلبي، ومِن شر مَنيِّي)). [3]