لماذا يتعلم الأطفال الزحف قبل المشي
زحف الأطفال
وفقًا للأبحاث فإن
الطفل
حينما يزحف على
اليد
ين والركبتين، فإن ذلك يعني أنه يتبع تطور جديد ينشأ بين الأطراف استعدادًا لمرحلة
المشي
، إذن فمن الطبيعي أن يتعلم الرضيع الزحف قبل المشي، لأن عضلاته لا تسمح بأن يمشي مباشرة، يجب أن يمر بمراحل تدريجية أولاً،
الجلوس
ثم الحبو ويليه الوقوف وأخيرًا مع
الوقت
يستطيع المشي.
إن الأطفال حديثي الولادة مجهزين بالتطور الحركي بشكل التدريج المنعكس، فإذا كان لديك مولود جديد يمكن أن تحاول (مع دعم الرأس) أن تحركه قليلًا فوق سطح، حيث يلمس قدمه (باطن القدم) سيؤدي إلى رد فعل منعكس، يبدو أن الطفل يمشي، لكنه ليس مستعد بعد للوقوف لمفرده وإلا سيتعرض لصدمة الوقوف.
ومن الخطأ توقع أن الطفل حينما يتم تدريبه أولاً على المشي يساعد على تدريب العضلات والأعصاب الحركية، ولكن على العكس ستصبح الساقين ثقلة جدًا، وقد تنمو العضلات ولكن بشكل أسرع من قوتها، يمكن أن يكون الطفل في بداية الأمر متحمس للغاية خاصة عند وجود ألعاب أو أي شيء آخر مثير للاهتمام والاستكشاف، هل يستطيع الطفل الانتظار حتى يوصلهم شخص كبير إلى مكان اللعبة؟ بالطبع مستحيل أن ينتظر، سيحاول الطفل وقتها الحبو أو الزحف لأول مرة للاستشكشاف.
يقوم الطفل بسحب نفسه عن طريق الحركة على ركبتيه أو مقعدته أو أي طريقة أخرى من طرق الزحف المختلفة، ولا هدف له سوى الذهاب إلى تلك اللعبة، ولكن ليس من المألوف والطبيعي أن يقوم الطفل في تلك المرحلة أن يمشي إلى اللعبة، مستحيل أن يقوم الطفل بذلك دفعة واحدة، إن الزحف مجرد صورة أولية عن المشي، أو بداية فكرة المشي، حيث يجب الانتظار أن تكون رجل الطفل أقوى ولديه قدرة على التحكم فيها بشكل أفضل.
سيتعلم الطفل سواء كان الزحف أو المشي بمفرده، لا يحتاج إلى أي شخص يعلمه، هو يريد الاستكشاف والانطلاق، كل ماعليك أن توفر له
البيئة
الآمنة لذلك الانطلاق والمحاولات التي يسعى إليها طفلك، جدير بالذكر أن الطفل قد يستطيع أن يمارس رياضة السباحة بالطبع على يد متخصص، كما قد تكون قدرة استيعابهم للأمور قوية.
أهمية الزحف أو الحبو لطفلك
تتمثل أهمية مهارة الزحف في تطوير دماغ الطفل والمهارات الحركية والمستقبلية، وهي كالآتي:
الزحف أحد الأدلة على التطور الحركي للطفل
يعتبر الزحف أحد الدلائل الهامة على تطور الطفل، حيث أنه يبدأ في تلك المرحلة حينما يبلغ 7 – 10 شهور، ويجب أن يكون الزحف على يدي وركبتي الطفل، وأن يكون الذراع اليمنى والساق اليسرى تتقدمان مع بعضهما البعض، ويختلف هذا النمط السابق عن الزحف على البطن أو محاولة الإسراع.
بناء قوة واستقرار كلاً من الذراعين والساقين
كما أن هناك بعض الأساسيات التي يجب أن يكون الطفل قادر عليها مثل القدرة على رفع رأسه عن الأرض، ودعم الجزء العلوي من
الجسم
بالذراعين، ووضع الركبتين تحتهما والثبات على الأطراف الأربعة، في العادة يدخل الأطفال في ذلك الوضع ويتأرجحون ذهابًا وإيابًا في بداية الأمر، مما يساعد على بناء قوة واستقرار كلاً من الذراعين والساقين، يكون الزحف للمرة الأولى في غالب الأمر نتيجة للوصول إلى لعبة أو شيء مثير، يسقط الطفل ناحية اليد الممدودة، وبعد أن يسقط الطفل للأمام، يدرك أنه اقترب من الشيء الذي يريدها.
إتقان الزحف المتقطع
كما أن الطفل سيكون قادر على إتقان التقنية المتقدمة التي يطلق عليه “الزحف المتقاطع” وفقًا لطبيب الأطفال ويليان سيرز، حيث يبدأ الطفل بتحريك ذراع واحدة والساق المقابلة معًا حينما يتحرك الطفل إلى الأمام، بدلاً من استخدام ذراع وساق من نفس الجانب.
إنشاء الروابط في دماغ الطفل
في مرحلة الزحف، تبدأ دماغ الطفل في صنع الكثير من الروابط، حيث أن كل اتصال هو حل لمشكلة خلال الزحف، وكلما زاد الزحف، أصبحت تلك الروابط أكثر انسايبية وتلقائية، حيث يوفر الزحف فرصة للاستكشاف ممن حوله، قبل إتقان مهارة الزحف يستخدم الطفل دماغه للتحرك لمعرفة ما يجري، ثم يبدأ مرحلة الزحف من بطيئة جدًا إلى السرعة الكبيرة للوصول إلى الأشياء.
تطور المهارات المكانية والمعرفية
ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة تطوير المهارات المكانية لدى الطفل، تلك المهارات التي تتمثل في القدرة على
تحديد
موقع
الأشياء في ثلاثة أبعاد باستخدام حاسة
البصر
أو اللمس، ووفقًا للأبحاث فإن الزحف يساعد على انسايبية تطوير المهارات المعرفية، مثل قدرة الطفل على تحديد موقع أي شيء، حتى لو كان معرفة طريق لعبة مخبأة في مكان ما، مما يؤكد على أن الزحف يلعب دور بالغ الأهمية في تنمية المهارات المكانية والمعرفية.
ذاكرة أكثر مرونة
من فوائد الزحف الأخرى هو أن ذاكرة الطفل تصبح أكثر مرونة حين تعلم مهارات جديدة، كان يُعتقد في الأصل أن مرونة الذاكرة ترجع إلى عمر الرضيع، والخبرة الإضافية التي يقدمها شخص بالغ، ولكن تظهر الأبحاث الآن أن الزحف يمكن أن يحسن أيضًا مرونة ذاكرة الرضيع، بالإضافة إلى تطوير مخطط الجسم والتخطيط الحركي والإدراك البصري والتنسيق بين العين واليد.
النمو السليم للدماغ
يعتبر الزحف مهمًا لنمو
الدماغ
السليم وكذلك لزيادة قوة
العظام
والعضلات، ثم تبدأ مرحلة المشي ويكون متوسط عمر الطفل حينما يكون قادرًا على المشي 12 شهر تقريبًا، ولا داعي للقلق من تأخر مرحلة المشي حتى 15 – 18 شهر، ويُنصح بعدم إرغام الطفل على المشي قبل أن يكون جاهزًا ومستعدًا، دعه يزحف في البداية. [1]
أنواع الزحف
يبدأ الأطفال في مرحلة الزحف للمرة الأولى من 8 – 11 شهر، وفي أوقات أخرى يزحف بعض الأطفال في عمر 6
أشهر
، وربما بعد 11 شهر، وهناك أطفال يتخطون مرحلة الزحف تمامًا فلا داعي للقلق، ويختار الطفل أحد
أنواع الزحف عند الأطفال
وهي كالتالي:
الزحف على البطن (زحف الدودة القزمة)
ليس شرط أن يبدأ الطفل الزحف على اليدين أو الركبتين وبطنهم مرفوعة من على الأرض، حيث أن بعض الأطفال يتعلمون الزحف على بطونهم في البداية، وهو أمر
طبيعي
، ويختلف وقت الزحف على البطن من طفل لآخر، من بين سن 5 شهور إلى 8 شهور ونصف وهناك أكثر من نمط لحركة الزحف على البطن، لعل أبرزهم نوعين رئيسيين هما كالآتي:
زحف الجيش
ويعرف أيضًا باسم زحف الكوماندوز، حيث يقوم الطفل بسحب نفسه للأمام بذراعيه ويدور إلى اليسار واليمين أثناء الحركة، ويكون وضعه مستلقيًا على بطنه، ويأتي معظم الدفع في تلك الحركة من الجزء العلوي من الجسم، ربما تساعد الأرجل إلى حد ما وتتحرك من جانب لآخر، ولكن الطفل يجر نفسه على الأرض بذراعيه وكتفيه، ربما يفقد الطفل توازنه في كثير من الأحيان لا داعي للقلق هذا أمر طبيعي لأن وزنه على البطن والفخذين، وهذا النمط هو الأكثر شيوعًا.
زحف الدودة
في ذلك النمط من الزحف على البطن، يقوم الطفل بسحب نفسه للأمام بكلتا ذراعيه في وقت واحد، يحاول أن يرتفع قليلًا ثم يهبط مع تقلب بطنه، وفي وضعية الارتفاع يكون الطفل متوازنًا لفترة وجيزة على أطرافه.
الزحف الكلاسيكي
يتمثل نمط الزحف الكلاسيكي في التحرك على اليدين والركبتين، يقوم الطفل بموازنة وزنهم على اليدين والركبتين، مع الحفاظ على بطنهم مرفوعة عن الأرض، على سبيل المثال إذا بدأ طفلك في الزحف على البطن، فمن المتوقع أن يتحول نمط الزحف إلى الحركة على اليدين والركبتين في غضون شهرين، ولا يمثل الزحف على البطن شرطًا أساسيًا حيث يبدأ بعض الأطفال في الزحف باليدين والركبتين دون أي خبرة سابقة في الزحف على البطن.
زحف اليدين والقدمين
يقوم الطفل في ذلك النمط بالزحف على اليدين والقدمين، وهي مثل حركة الدف الذي يزحف، حيث يتوازن الطفل على اليدين والقدمين بدلاً من الركبتين.
وقد يختار الطفل التحرك باستخدام إحدى الطرق البديلة التالية:
الإسراع وهو خلط من أسفل
مؤخرة الطفل هي من تتحمل وزنه ويكون الجذع في وضع مستقيم، وهذا النمط من الحركة يسمى الإسراع أو الربط أو الخلط من أسفل، يستخدم فيه الطفل أرجلهم لدفع أنفسهم على الأرض.
التدرج التدريجي (نوع من المراوغة ثلاثية القوائم)
يتحرك بعض الأطفال على طول نمط الحامل ثلاثي القوائم، في وضع يُطلق عليه الباحثون اسم “التدرج التدريجي”، يستخدم الأطفال أحد الذراعين للمساعدة في شد أنفسهم.
المبحرة (المشي أثناء
الإمساك
باليد)
يقوم بعض الأطفال في تعلم “التجول”، ويعني ذلك الوقوف والمشي أثناء الإمساك بحواف الأثاث وغيرها من الدعامات.
المتداول
ينتقل عدد قليل من الأطفال من مكان إلى آخر عن طريق التدحرج على جوانبهم، ويمكن للطفل استخدام أكثر من نمط أثناء الزحف، قد يتناوب طفلك بين زحف اليدين والركبتين وزحف الدب، أو التبديل بين الإسراع وبعض أشكال الحركة الأخرى، إن البيئة التي يعيش فيها الطفل تلعب دورًا في تلك المرحلة، حيث يزداد احتمال زحف الأطفال حينما يكون هناك المزيد من الفرص للتحرك بحرية أثناء الاستلقاء على بطونهم.
يبدأ الطفل الزحف بما يسمى “وقت البطن” أي تلك الجلسات التي يقضيها الطفل مستلقيًا علة بطنه، خلال تلك الفترة يقوم الأطفال ببناء عضلات العنق والكتف، ويتعلمون كيف يرفعون رؤوسهم وأكتافهم، ويدعمون أنفسهم بمرفقيهم، تلك القوة و القدرة على التحكم في العضلات ضروريان لمسألة الزحف، وحينما تصبح الأطفال أقوى حركيًا يجربون الحركات التالية:
- القيام بحركة “بلانك” (التوازن على الذراعين والقدمين، أو على اليدين والركبتين).
- الدوران في الدوائر (التمحور).
- التأرجح ذهابًا وإيابًا على اليدين والركبتين.
- التحرك للأمام خطوة (إما على البطن أو على اليدين والركبتين).
- الانتقال ذهابًا وإيابًا بين الاستلقاء والجلوس.
- محاولة التقدم للأمام، ولكن يدفع للخلف بدلاً من ذلك.
كيف أحفز ابني وأساعده على الزحف
هناك العديد من الأمور التي يمكنك فعلها لمساعدة طفلك على البدء، كالآتي:
- انزل على الأرض مع طفلك وتواصل عن طريق العين أو بلغة العين، وابتسم له وتحدث مع طفلك حول فكرة التدرب على رفع رأسه، وحينما يكون طفلك أقوى وفادرًا على الحركة شجعه واطلب منه الاقتراب منك.
- يمكنك مسك لعبة أو أي شيء يثير اهتمام طفلك وطلب منه أن يأتي ليمسكها، أو وضعها على الأرض وتشجعيه على أن يذهب لأخذها بالتصقيف والتهليل.
- في حالة أن طفلك يحاول دفع نفسه إلى الأمام، ولكن تكون الحركة للخلف بدلاً من ذلك، حاول تقديم بعض المساعدة، ضع يديك خلف قدمي طفلك، حتى يتمكن من السير في الجهة المعاكسة أي إلى الأمام.
متى يبدأ الأطفال في المشي بعد الزحف؟
إن مرحلة المشي تختلف من طفل لآخر، ووفقًا للدراسات فإن متوسط الوقت بين بداية الزحف وبدء المشي حوالي 4 شهور وربما أقل، وهناك طفل تعلم آخر مرحلة الزحف ثم بدأ في المشي نفس اليوم، وقد يتخطى بعض الأطفال مرحلة الزحف تمامًا ويبدأون مباشرة في المشي، حيث يستخدم الطفل طريقة الإسراع أو الخلط من أسفل وهي أحد الطرق البديلة ما قبل المشي، ولكن قد يدور ذلك التساؤل في أذهان بعض الآباء (إذا لم يزحف الطفل، فهل سيكون أبطأ في تحقيق مرحلة المشي؟)
ربما يحدث ذلك، ولكن لا يحدث فرقًا كبيرًا على المدى الطويل، حيث أن الأطفال الذين يتخطون الزحف ينتهي بهم الأمر بالمشي في وقت أقرب. [2]
المشي
تبدأ مرحلة المشي لدى الأطفال بشكل مستقل في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر من تعلمهم الوقوف وحدهم، يمشي بعض الأطفال في عمر 9 أشهر، بينما يبدأ البعض الآخر تلك المرحلة عند بلوغ 18 شهر أو أكثر، ولا يرتبط توقيت المشي بالتطور الحركي اللاحق للأطفال والقدرة المعرفية، وفي بعض الأحيان يكون التأخير في بدء المشي بسبب حالات طبية أو اضطرابات في النمو.
مراحل مشي الطفل
يمكن معرفة قدرة الطفل إذا كان مستعدًا للمشي أم لا؟ عند تطور القوة والحفاظ على وضع مستقيم بمفرده، والقدرة على تحمل وزنه على قدم واحدة، ويقترب الأطفال من المشي المستقل عندما يظهرون بعض المهارات الحركية:
- سحب نفسه إلى وضع الوقوف (عن طريق إمساك الأثاث أو التمسك بشخص ما)
- عندما يصبح الطفل أقوى، سيكون قادرًا على الوقوف بشكل مريح – مع ثني الركبتين قليلاً – أثناء التمسك.
المشي بدعم
في تلك المرحلة، يكون لدى الطفل القوة لتحويل وزنه من رجل إلى أخرى، إذا كنت تحمل طفلاً من يديه، يمكنه المشي إلى الأمام، أما إذا أمسك طفل بقطعة أثاث يمكنه “الإبحار” أو التحرك على الجانبين.
المشي بشكل مستقل
المشي المستقل لدى الطفل يبدأ بعد حوالي 3 أشهر من الوقوف، لكن لا يوجد خطة مثالية يتبعها كل الأطفال، يبدأ بعض الأطفال المشي بدعم مبكر نسبيًا، حتى قبل أن يتعلموا الزحف، بالنسبة لهؤلاء الأطفال، قد تكون المرحلة التالية هي المشي المستقل.
لماذا يتعلم الأطفال الزحف قبل المشي
حاول أن تمسك مولود جديد في وضع مستقيم، واسمح لقدميه أن تلمس الأرض، حيث يبدو الطفل يتخذ خطوات نحو المشي، أو مستعدًا لتلك المرحلة، بالطبع لا يزال الطفل غير مستعدًا لمرحلة المشي، والوقت المناسب لتلك المرحلة يبدأ منذ 7 – 8 أشهر حيث يكون الأطفال أقوياء بما يكفي لبدء المشي (بدعم) على الأرض، ولابد من
المرور
بمرحلة الزحف بأنماطه المختلفة أولاً، ثم يحدث التطور المستمر والتدريجي لخطوات أسرع وأكثر استقلالاً. [3]