لماذا يخاف الجن من الذئب ؟.. حقيقة ام خرافة

قوة الذئب

إن الذئب مخلوق من مخلوقات

الله

سبحانه وتعالى وهو الحيوان الذي يخشاه

الجن

وله مميزات كثيرة تكسبه القوة والتميز عن سائر الحيوانات فله قدرة الشم بمسافات بعيدة وخاصة لدم البشر في الصحراء حيث أن الإنسان إذا جُرح في الصحراء وخرج منه دماً فهو يغدو هدفاً مباشراً للذئب ولا خلاص منه ومن المميزات الأخرى التي تميز الذئب هي:

  • الذئب لا يأكل الجيفة وهو لا يتهجن أبداً ولا يمكن أن يغدو أليفاً كسائر الحيوانات الأخرى التي تكون مفترسة مثل النمر والأسد وغيرهما.
  • الذئب يتمتع بذكاء خارق حيث أنه يعرف إن كان راعي الماشية هل يتقلد السلاح أم أعزل وبناء على هذه

    المعرفة

    يقرر إن كان يود الهجوم أم لا، بالإضافة إلى أنه يستطيع تمييز إن جنس الراعي إن كان ذكراً أم أنثى.
  • عندما يقتل الذئب فريسته أولا يختارها أحسن وأفضل واحدة من بين القطيع بالإضافة إلى أنه يقوم بإخراج أحشائها أولاً بعد أن يقتلها وإن هذه الأحشاء هي

    الكبد

    والكليتين والطحال بالإضافة إلى الأمعاء ويباشر بأكل هذه الأحشاء ثم عند الانتهاء منها يأكل باقي الجسم.
  • إن الذئب حيوان اجتماعي يعتمد على تواجده في القطيع في شؤون حياته كلها، بالإضافة إلى أن الذئب الذكر لا يتزوج المحرمات من أقاربه مثل أخته وابنته ويتزوج الأنثى التي تفوز في العراك مع الإناث وبعدها تغدو الإناث كلها تحت خدمتها.

جلد الذئب والجن

نجد أن الناس عندما علموا خصائص الذئب التي تتعلق بالجن فقد عمدوا للحصول على شيء من أثر الذئب مثل نابه أو شعره وإن البعض قد استخدم جلد الذئب وذلك لوضعه في البيت لهدف إبعاد الجن، وقد أدى هذا الاعتقاد إلى الغلو في أفكارهم وتصرفاتهم حيث أنهم وصلوا إلى مرحلة خلط ما بين التداوي بالذئب وبين الاعتقادات الفاسدة، حتى هناك بعض الأشخاص لجؤوا إلى دفن رِجل ذئب في حديقة المنزل اعتقاداً أنها ستعمل على طرد المشاكل التي تتواجد بين أفراد الأسرة، وقد تم توجيه

السؤال

للشيخ ابن باز عن هؤلاء الأشخاص الذين يعلقون جلد الذئب في منازلهم فأجاب بأن هذا الفعل هو منكر لا أصل له، وهو من جنس التمائم.

وإن هناك من الأشخاص الذين يقومون بقتل الذئب للحصول على نابه ويستخدمونه للسحر وهذا لا يجوز شرعاً، حتى القيام بحمل الناب بهدف التحصين من الجن والسحر والعين أيضاً هذا لا يجوز ولا يوجد أي دليل على ذلك، وهناك من يقوم بكتابة آية الكرسي على ورقة وحملها مع ناب الذئب أو كتابة سورة البروج وحملها أيضاً مع ناب الذئب بنية تسهيل الأمور ولكن كل هذه الأفعال لم ينزل الله بها من سلطان لا في

القرآن الكريم

ولا في السنة النبوية الشريفة.

ونجد أن رأي ابن باز من تعليق جلد الذئب اعتقاداً أنه يحمي من السحر ويحصن أن يجب الابتعاد عن هذه الاعتقادات الخاطئة حتى لا تقع كوارث بالاعتقاد بالذئب وأنه سبب فعال في براءة المجانين فهذه الاعتقادات هي خرافات ولا صحة لها .[2]

خوف الجن من الذئب حقيقة أم خرافة

إن تأثير الذئاب على الجن أمر لا نعلم ما يثبت صحته شرعاً بالإضافة إلى الواقع والتجربة فليس هناك أدلة شافية ووافية تثبت هذا الاعتقاد، وقد صرح بعض العلماء وذهبوا إلى الجزم بنفيه ومن الأدلة التي اُعتمدت لنفي هذا الاعتقاد كالتالي:

  • فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:

    أنهم سئلوا عن شم جلد الذئب من قبل المريض، بدعوى أن يفصح عن وجود جان أو عدمه، إذ إن الجان ـ بزعمهم ـ يخاف من الذئب وينفر منه، ويضطرب عند الإحساس بوجوده

    ـ وجاء في الجواب:

    استعمال الراقي لجلد الذئب ليشمه المصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجنون، عمل لا يجوز، لأنه نوع من الشعوذة والاعتقاد الفاسد، فيجب منعه بتاتا، وقولهم: إن الجني يخاف من الذئب خرافة لا أصل لها.

أما الشيخ عبد الله بن جبرين فلم يجزم بثبوت هذا الاعتقاد ولا بنفيه حيث أنه أجاب على السؤال المطروح الذي مفاده صحة هروب الجن من الذئب وهنا أجاب أن هذا أمر ممكن حدوثه وقد ذكر أن هناك امرأة كانت تعاني من إصابتها بالمس وكان الجني يخرج ويحادثها بالإضافة إلى أنه كان يجلس في حجرها ولكن لا تستطيع رؤيته فقط تحس به، ففي أحد الأيام كانت في البرية تحرس غنمها وتهشه فجأة خرج أمامها ذئب عابر فقام الجني بالقفز من حجرها ثم رأت الذئب يركض مطارداً الجن ثم وقف الذئب في مكان برهة ثم ابتعد، فجاءت المرأة إلى المكان الذي كان يقف فيه فرأت قطرة دم وبعد ذلك لم تعد تشعر بوجود الجني وتحققت أنه تم قتله من قِبل الذئب، وقد صرح الشيخ عبد الله بأن هناك

قصص

أخرى مشابهة لهذه القصة ولهذا فلا يستبعد هذا الأمر عن الذئب حيث أنه أعطاه الله قوة الشم لجنس الجن بالإضافة إلى قدرته لرؤيتهم.[1]

ما هو الحيوان الذي يخاف منه الجن

إن الجن يخاف من الذئب وذلك لسببين رئيسيين وهما:

  • إن الذئب يستطيع أن يرى الجن وإذا وقعت عينيه عليه فهو لا يُبعد نظره عنه أبداً بل بالعكس فهو يثبت نظره عليه وإن السر في هذه الصفة التي تجعل الجن تخاف من الذئب تكمن في أن الجن تُقيد بالنظر فلا تعد قادرة على الانصراف والابتعاد ما دام

    النظر

    متعلقاً بها وأحياناً يقوم الجن بتصوير صورة وهمية بأنه يتحرك من مكانه ولكنهم يتقيدون عندما ينظر أحدهم إليه.
  • الأرواح بشكل عام هي سريعة الانتقال ولكن تقيدها إذا وضعت قدمك على موضع قدمه أي على آثار خطواته فبهذه الحالة يتسمرولا يستطيع أن يتحرك  والذئب يفعل ذلك عند عدوه وراء الجني.

فهذه الطريقتين تعتبران من نقاط ضعف الجن وهي ما تميز الذئب عن سائر الحيوانات الأخرى لهذا فإن الذئب هو الحيوان الذي تخشاه جميع الجن.

ماذا قال الرسول عن الذئب

إن من المعجزات الصحيحة والثابتة عن رسولنا الكريم وهي تكريماً من الله عز وجل هي شهادة الذئب بنبوة نبينا محمد عليه

الصلاة

والسلام حيث أنه نطق الذئب وتكلم وشهد بالنبوة لسيدنا محمد ودعا الناس إلى الإيمان به وإن هذه الشهادة صحيحة حيث أنها وردت في رواية أبي سعيد الخدري بالإضافة إلى أنها تم ذكرها عن رواثة أبي هريرة وقد أخرجهما الإمام أحمد في مسنده، وأيضاً تم ذكرها من قِبل ابن كثير في البداية والنهاية.

تقول الرواية فيما فيما رواه

أبو سعيد الخدريّ

رضي الله عنه قال: (عدا الذئب على شاةٍ فأخذها، فطلبه الراعي، فانتزعها منه، فأقعَى (جلس مفترشاً رجليه) الذئب على ذَنَبِه، وقال: ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقًا ساقه الله إليَّ؟ فقال: يا عجبي! مُقْعٍ على ذَنَبِه يكلمني بكلام الإنس؟ فقال الذئبُ: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟: محمدٌ صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوقُ غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله فأخبره، فأمر رسول الله فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج، فقال للراعي:

أخبرهم

، فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صدق، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلِّم السِّبَاعُ الْإِنْسَ، ويكلم الرَّجُلَ عَذَبَةُ

(طرف)

سَوْطِه وشِرَاكُ

(سير)

نعْلِه

،

ويخبره فخِذه بما أحدث أهلهُ بعده

) رواه

أحمد

وصححه الألباني.[3]