ماهي الروائح التي يكرهها الجن
هل هناك روائح يكرهها الجن
عالم
الجن
عالم خفي على الإنسان، لا يعلم عنه إلا القليل منه والذي لا يوجد منه معلومات إلا ما دل عليه
القرآن الكريم
أو السنة الصحيحة، ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا )، سورة الجن، والتي تخبر أن من الجن من سمع عن التوحيد فأسلم لله.
كما مما أخبرنا
الله
سبحانه وتعالى عن الجن ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا )، أن من الإنس من يستعين بالجن في قضاء شؤونهم، واخبرنا الله سبحانه وتعالى أيضاً ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا )، أي أنه من الجن ما هم مسلمون ومنهم الكافرون.
وكذلك هناك من الأحاديث ما تعرض للجن ومعلومات عنهم منها ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون .” رواه الطحاوي، وهي أحوال الجن بينها الحديث.
وعن طعامهم وأكلهم
ورد
هذا الحديث النبوي الشريف، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله : ” أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال النبي : ” فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم ” رواه مسلم.
ومما سبق أن أمر وخبر الجن ورد في بعض الآيات والأحاديث، وأن الغيب عنهم وعن عالمهم أكثر مما هو معلوم، وأن من يزعم أنه على علم بعالمهم وما يحبون وما يكرهون لا يخرج عن ثلاثة أصناف ساحر اتصل بعالمهم وهو من المعذبين في الآخرة، أو مشعوذ ودجال لا يعلم شئ عنهم لكن يستغل جهل الناس، مع ما عنده من معلومات يؤثر بها على البعض، ويوحي بعلمه ومعرفته عن عالم الجن، وأما راقي أمين قد جرب بعض الأشياء والطرق وبإذن من الله أحدثت نتائج ونصح بها من باب التجربة ليس أكثر.
وبناء على ما سبق فلا يوجد دليل شرعي على أن هناك روائح معينة تكرهها الجن، إلا أنه من المعلوم أن الجن تحب الأقذار والأنجاس، مما يعني أن التخلص منها يقلل من وجود الجن، وأن كثرتها قد تجلبهم للبيت.
ويعتمد بعض الناس على استخدام بعض الروائح والعطور وما شابهها، وما يطلق عليه البخور وغيره باعتباره طارد للجن والشياطين، ومبطل للحسد والعين، والأصل هو إباحة استخدام الطيب والبخور بأنواعه، لكنه قد اشتهر نوع من البخور لدى بعض الناس باعتبار بأنه يستعمله السحرة، وعرفت له روائح مميزة، وهو ما يجب التحذير منه لمنع الوقوع في الإثم.
وقد أشار العلماء أنه لا أصل وجود روائح يكرهها الجن، ولا يعلمون عن ذلك الامر شئ، ويجب على العامة ترك مثل تلك الأمور، فمنها ما هو خرافات، وإنما الاستعانة بالله هو الأولى من كل ذلك، وربما أعاد البعض فكرة كره الجن نوع من الروائح مبناه قدرة تلك الروائح على التخلص من الميكروبات والقضاء على الجراثيم.
ومما اشتهر لدى الناس في ذلك الصدد أيضاً، استخدام ما يطلق عليه بالمسك الأبيض، وغيره من أنواع المسك، وكذلك عرق الزعفران، وعرق العنبر، وعرق الصندل، وعرق المسك، وكلها من الأمور التي لا دليل على صحتها، وهناك إثم في الاعتقاد أنها بذاتها تفيد أو تضر، لكن الاستعانة بها على سبيل تجارب بعض الرقاة، ودون الاعتقاد في منفعتها وضررها مقبول وتركها هو الاولى، وعدم التفكير فيما يكره الجن من الروائح لأنه من الغيبيات لا يعلم عنها البشر شئ.
وقد انتشر حديث خطأ وغير صحيح ولا يجوز تداوله وهو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما ينبت عرق من حرمل ولا أصل ولا فرع ولا ورقة ولا زهرة إلا وملك موكل بها حتى تصل إلى من وصلت إليه، وإن في أصلها وفرعها النشرة، وإن في
حب
ها
الشفاء
من اثنين وسبعين داء، تبخروا بالكندر فإنها بخور كل شيء، وما من أهل بيت يتبخرون به إلا نفت عنهم كل شيطان فاغر فاه باسطا يده، وإنها لتنفي عن اثنين وسبعين دارا حولها كما تنفي عن أهل تلك الدار، وهو ما لا صحة له عند العلماء.
ما هي الروائح التي يحبها الجن
وقياسً على ما سبق، فإنه لا علم لأحد بالروائح التي يكرهها او يحبها الجن، ومما يتحدث عنه الناس في شأن حب الجن لبعض الروائح فإنهم يفرقون بين نوعين من الجن، وهو الجن المسلم والجن الكافر.
وكما تبين استحالة معرفة حقيقة ما يحب أو ما يكره الجن من الروائح، لكن البعض يتناقل أمور لا تأكيد على صحتها من كذبها، ومن ذلك أن الجن المسلم يحب الريح الطيب من المسك والزعفران وغيره، ويكرهه الجن الكافر، كما يحب الجن الكافر الروائح الكريهة ويكره الطيرة، والعكس.
الأطعمة التي يكرهها الجن
أما عن طعام الجن، وما يأكلون فقد ورد حديث عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلي الله علية وسلم – قال: ( أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ) قال عبد الله : فانطلق رسول الله – صلى الله علية وسلم – بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد فقال: ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم ) رواه مسلم .
ويقول العلماء أن هذين النوعين من
الطعام
لا يدلان على أن الجن عامة لا يأكلون سواهما، ولكن قد يكون هما أهم طعامهم.
وتغير العظم إلى أوفر ما يكون لحما كما جاء في الحديث الشريف، وكذلك أيضاً ما يخص الروث أن يتحول إلى علف للدواب، وهو فقط مختص بالمؤمنين، أما الجن الكافر الغير مؤمن فليس له ذلك، وذلك لأنهم يستحلون أي طعام لم يذكر اسم الله عليه، وذلك قد ورد في الحديث الشريف ( إن الشيطان يستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه ) رواه مسلم.
الأيات والسور التي يكرهها الجن
ومما علم من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أن هناك سور وأيات تطرد الجن، زمن الأذكار ما يحصن به الناس أنفسهم، من
الشياطين
والجن، وهو ما ورد في عدة مواضع، منها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، من ذلك:
-
سورة البقرة
لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
-
أية الكرسي لحديث أبي هريرة عن حفظ الله لمن يقرأها.
-
خواتيم سورة البقرة.
-
حرز من الشيطان قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
-
لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك الحفظ من كل جن وشيطان. [2]