ما هو أفضل أنواع نسك الحج ؟.. وصفة النسك الثلاثة
ما هي أنواع نسك الحج
الحج فريضة على كل مسلم عاقل بالغ قادر، وهو واحد من أركان
الإسلام
الخمس، حيث بني الإسلام، على شهادة أن لا إله إلا
الله
وأن محمدا رسول الله، وإقامة
الصلاة
وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، وتلك الكلمات، والأركان تتردد على المسامع والأذهان كبير وصغير، لكن القليل من يعلم نسك الحج، لذلك يشار إلى أنواع النسك في الأنواع التالية:
-
نسك الحج بالإفراد، وسوف يأتي توضيحه لاحقاً لكن يمكن وصفه في كلمات قليلة باعتباره طريقة الحج التي يحرم فيها الحاج وحدة.
-
النوع الثاني من نسك الحج هو أن يحرم الحاج بالعمرة والحج معا، فيما يسمى بالقران، أو يقوم بالإحرام للعمرة منفردة، ثم يقوم بإدخال الحج عليها بعد ذلك قبل أن يبدأ في الطواف.
-
النوع الثالث من النسك هو التمتع بحيث يقوم الحاج أو المعتمر بالإحرام للعمرة في
أشهر
الحج، ويتحلل منها ويقوم بالإحرام للحج في نفس عام العمرة.
ويجيز العلماء الإحرام بأي نسك شاء الإنسان من الأنواع الثلاثة سواء كان نسك التمتع، أو القران أو الإفراد، وهو ما اتفق عليه أصحاب المذاهب الأربعة الحنفية، والمالكية والشافعية والحنابلة، وكان الإجماع على هذا.
وكان دليل جواز ذلك من خلال السنة الشريفة، حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقال: ((مَن أرادَ منكم أن يُهِلَّ بحَجٍّ وعُمْرَةٍ، فلْيَفْعَلْ، ومن أراد أن يُهِلَّ بحَجٍّ فلْيُهِلَّ، ومن أراد أن يُهِلَّ بعُمْرَةٍ فلْيُهِلَّ )) قالت عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: ((فأهَلَّ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم بحجٍّ، وأهلَّ به ناسٌ معه، وأهلَّ ناسٌ بالعُمْرَةِ والحَجِّ، وأهلَّ ناسٌ بعُمْرَةٍ، وكنتُ فيمَنْ أهَلَّ بالعُمْرَةِ ))، وفي روايةٍ: ((مِنَّا مَن أهَلَّ بالحَجِّ مُفْرِدًا، ومِنَّا مَن قَرَنَ، ومِنَّا مَن تمتَّعَ.
أما عن وجه هذا الاستدلال فهو ذكر السيدة عائشة رضي الله عنها ما قام به الصحابة رضي الله عنهم، مع وجود النبي صلى الله عليه وسلم، بالقيام بنوع من الثلاثة الأنواع من النسك السابق ذكرهم، أما عن نسك النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أحرم به فقد كان نسك القران، وهو ما قال به الإمام أبي حنيفة النعمان، ونص عليه الإمام أحمد بن حنبل، كما أنه قول أئمة الحديث، وبه قال الشيخين ابن عثيمين، وابن باز رحمهما الله.
أما عن الدليل المنقول والمستند عن السنة فهو قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال، سمعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم يقول: ((أتاني الليلةَ آتٍ مِن ربِّي عزَّ وجَلَّ، فقال: صَلِّ في هذا الوادي المُبارَكِ، وقُلْ: عُمْرَةً في حَجَّةٍ، ويرجع العلماء وجه الدلالة في ذلك إهلال القران.
ومنه أيضاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((تمتَّعَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم في حَجَّة الوداع بالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ، وأهدى فساقَ معه الهَدْيَ من ذي الحُلَيفةِ، وبدأ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم فأهَلَّ بالعُمْرَةِ ثُمَّ أهَلَّ بالحَجِّ ))، أما عن وجه الدلالة في ذلك فهو ما تمتع به الصحابة في القران، ومن الأدلة أيضاً عن حفصَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قلتُ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسَلَّم: ((ما شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا ولم تَحِلَّ مِن عُمْرَتِك؟ قال: إنِّي قَلَّدْتُ هَدْيي ولَبَّدْتُ رَأْسي، فلا أَحِلُّ حتَّى أَحِلَّ من الحَجِّ )). [1]
أفضل أنواع نسك الحج
بعد ما سبق من التعرف على أنواع نسك الحج، وقد تبين أنها ثلاثة بين الإفراد والقران والتمتع، يأتي
السؤال
الهام أي تلك الأنواع الثلاثة من النسك هي الأفضل، وبحسب ما يراه أصحاب المذهب الحنبلي وقول للشافعي فإنه التمتع، مع من لم يسق له الهدي، وكان دليل العلماء في هذا الرأي هو دايل مو الكتاب ودليل من السنة، فأما ظليل الكتاب أي
القرآن الكريم
فهو:
قول اللهُ سبحانه وتعالى: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة: 196]، باعتبار الدلالة على ذلك من نص كتاب الله، وأخذ بذلك الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، أما الدليل الثاني وهو مأخوذ من خلال السنة فهو حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما حيث قال أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه ساق الهدي، وكان الأهلة منفرد.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحِلُّوا مِن إحرامِكم، فطُوفوا بالبَيْتِ وبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَة، وقَصِّروا، وأقيموا حَلالًا حتى إذا كان يومُ التَّرْوِيَة فأهِلُّوا بالحَجِّ، واجعلوا التي قَدَّمْتُم بها مُتعةً، قالوا: كيف نَجْعَلُها متعةً وقد سَمَّيْنا الحَجَّ؟ قال: افْعَلُوا ما آمُرُكم به؛ فإنِّي لولا أنِّي سُقْتُ الهَدْيَ، لفَعَلْتُ مِثْلَ الذي أَمَرْتُكم به، ولكِنْ لا يَحِلُّ مني حرامٌ، حتى يبلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّه. ففعلوا )).
صفات النسك الثلاثة في الحج
صفة نسك الإفراد في الحج
بعد أن تبين أنواع النسك في الحج، مع ذكر أفضلها بالأدلة من الكتاب والسنة، وما اتبعه الأئمة، والشيوخ يمكن بيان صفة نسك الإفراد، حيث يحرم منفرد ويقول «لبيَّكَ اللهُمَّ حَجًّا»، ويتم الحج، والطواف للإفاضة، والسعي، ويحل يوم النحر، وليس عليه أن يذبح، ولو أمكن يكن أمراً مستحبا.
صفة نسك القران في الحج
النوع الثاني من أنواع نسك الحج هو القران، والقران هو أن يحرم بأداء العمرة وأداء الحج مع بعضهما البعض، في نسك مجتمعة واحدة، حيث يقول هنا لبَّيْكَ اللهم عُمْرَةً في حَجَّةٍ.
صفة نسك التمتع في الحج
أما عن النوع الثالث من أنواع نسك الحج فهو التمتع، ويعرف التمتع بأنه الإحرام لأداء مناسك العمرة، وذلك في نفس أشهر الحج، وبعد ذلك يتحلل من العمرة، ويقوم بالإحرام من أحل الحج، وهو في نفس العام، وقد سمي نسك التكتع بذلك الاسم لسببان، ذكرهما أهل العلم، وهما:
-
بسبب ما يحدث بين كل من العمرة والحج من إباحة حدوث التمتع بالطيب والتسلء، وبما هو في الحج والعمرة محرم، زمباح في غيرهم، ودليل ذلك ما جاء في القرآن الكريم من قول الله سبحانه وتعالى فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ [البقرة: 196]، وهو دليل التلذذ والتمتع بأمر ما.
-
أما السبب الثاني من وجهة نظر العلماء فهو المتمتع هو من يعتبر واحد من
السفر
ين بالنسبة له ساقط، ، ويكون التمتع بالنسك في كل منهما في سفر واحد ويحرم من الميقات، وأن يكون الذبح يقضي ما يفوته، وهو سبب ما جعل أن من يقرن عليه هو أيضاً أن يذبح، وبه عرفه الصحابة بأنه الحج بالتمتع، لذلك فعلى من هو من مكة لا يجب على مثله الذبح سواء كان متمتع أو قارت، وذلك لأن أمر السفر والميقات ليس فيه عليه شئ.
أما بالنسبة لصور التمتع وهو النوع الثالث من أنواع النسك في الحج، فإن الوجه الأصلي نسك التمتع في الحج، هو أن يقوم بالإحرام وذلك عن طريق القيام بالإحرام من أجل العمرة في أشهر الحج، وأحرم بالحج، عند الانتهاء من العمرة، وقد دل الإجماع على جواز ذلك، واعتباره من نسك التمتع، وممن قال به الإمام القرطبي. [2]