هل اسم ” إيمان ” غير مستحب ؟ .. ومامعناه
حكم التسمية للاطفال بإسم إيمان
مع لحظة إعلان الطبيب للوالدين أن المرأة حامل يبدأ الزوجين ومعهم الأعلى في التفكير لاختيار اسم المولود المنتظر، ومع معرفة
نوع الجنين
بالتحديد تبدأ الاقتراحات والاختيارات للاسم الافضل، وأحياناً يتم الاختيار على أساس الاحدث، أو الأشهر، وأحياناً الاسماء النادرة، وتارة التي تحمل
معنى
ديني، كل اختيار بحسب تفكير الوالدين ورغباتهم.
ومن الاسماء التي يلجأ لها الناس في اختيارهم لاسماء أطفالهم اسم إيمان، معتقدين في ذلك الاسم الخير، والبركة، باعتبار ذكره مرات متعددة في
القرآن الكريم
، وكذلك في الأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك [ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ فِیكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ یُطِیعُكُمۡ فِی كَثِیرࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَزَیَّنَهُۥ فِی قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡیَانَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلرَّ ٰشِدُونَ ].
وفي المجمل اختلف العلماء في موقفهم تجاه اسم إيمان على ثلاثة أقسام، قسم قال أنه لا يجب التسمية به لما فيه تزكية للنفس مكروهة، وقسم قال لا بأس به، وقسم قال لا بأس وتركه هو الأولى، وفيما يلي يتضح تفصيل كل ذلك.
ووردت كلمة الإيمان في الحديث الشريف عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ
الله
ِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، «فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا» وَسَنَدُهُ صَحِيْحٌ، ولذا يلجأ الناس لاستخدام المفردات الدينية لو دلت على اسم لتسمية أطفالهم بالدافع الديني.
لكن
السؤال
هنا هل اسم ” إيمان ” اسم مستحب أم اسم غير مستحب، و لتوضيح ذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد نهى عن التسمية القبيحة، وحبب في الأسماء الحسنة، كما ندب عند التسمية للأسماء التي فيها تزكية للنفس، وقد اختص من الأسماء الحسن منها، الذي يكون فيه إشارة للتزكية بالشخص ، أو في طريق لمدحه، باعتبار اسمه فقط، وقد يكون عمل ذلك الشخص لا علاقة له باسمه في شئ، وأنه لا يمت لحسن الاسم بصلة.
روى مسلم (2142) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ : سَمَّيْتُ ابْنَتِي بَرَّةَ فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا الِاسْمِ ، وَسُمِّيتُ بَرَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ ) فَقَالُوا : بِمَ نُسَمِّيهَا ؟ قَالَ : ( سَمُّوهَا زَيْنَبَ ).
وخلاصة القول الذي يليه التفصيل لكلام العلماء أن اسم إيمان اسم مختلف عليه فبعض العلماء رأى التسمية به تمنع لما تتضمن من تزكية للنفس، وهو غير مستحب في
الإسلام
في التسمية كما تكره الأسماء القبيحة، أما فريق آخر من العلماء فقط أباح التسمية باسم إيمان على اعتبار أنه لا مانع فيها، ولا تزكية.
أما عن تفصيل رأي العلماء فيقول ابن حجر أن الطبري قال لا يسمى بأسماء بها تزكية، وقال الشيخ ابن عثيمين كذلك لا يسمى بها، أما الشيخ عبد الرحمن البراك فقد أجاب أنه لا يرى في اسم إيمان مانع ولا تزكية مثل أسماء أخرى، ولا يكره التسمية به، أما الشيخ صالح الفوزان فقال لا بأس بها ولكن الأولى تركه حتى لا تترك في النفوس أثر تزكية نفسيا، كما
ورد
في أحاديث النبي، وهو العلة في الكراهة، أما الشيخ ابن باز فقد قال لا بأس بها.
وبذلك يرى العلماء المعاصرون أن الأحوط ترك التسمية باسم فيه تزكية مثل إيمان وأن من تسمى به بالفعل فإذا أمكن تغييره، يكون أفضل، إذا لم يتسبب في مشقة، وإذا لم يمكن ذلك فلا بأس لوجود خلاف بين العلماء فيه. [1]
معنى إسم إيمان
اسم إيمان من الأسماء الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهو من الأسماء الأصيلة العربية، وهو اسم تسمى به الإناث خاصة، ونادر ما يسمى به الذكور، وهو أمر غير مستحب، حيث يجب التفرقة في التسمية بين أسماء الرجال والنساء، والاحتياط في ذلك جيدا.
والايمان يعني التصديق بشكل يعد قطعي، وكامل بأمر ما معين، ففي
الاسلام
يكون الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، أي التصديق بكل ذلك، بدون شك أو ريبة، والإيمان في معناه هو عكس كلمة الكفر، كما يعني الإيمان الاعتقاد في شئ، وفي الاسلام، يعد الإسلام مرتبة تسبق الإيمان، والإيمان أعلى، ويمكن التأكد من ذلك من خلال الأيات الواردة في سورة الحجرات في حديث الله للأعراب حيث قال قَالَتِ [ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُوا۟ وَلَـٰكِن قُولُوۤا۟ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا یَدۡخُلِ ٱلۡإِیمَـٰنُ فِی قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا یَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَـٰلِكُمۡ شَیۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ ] ( الحجرات 14). [2]
واسم إيمان لم يرد بالأخص في الديانة الإسلامية، وإنما هو اسم يشمل كذلك ديانة النصارى، حيث تعني لدى المسيحين أنها الاعتقاد بثقة في خلاص المسيح عيسى بن مريم عليه
السلام
وعلى أمه السلام، واسم إيمان يعني أيضاً جمع يمين، وهي عكس كلمة يسار، والتي يراد بها الاشارة في الاعم الأغلب للتبرك، كما تعني كذلك إشارة القسم أو الحلف.
اسم إيمان في الحب
اسم ايمان من الاسماء القديمة بعض الشئ، وهو ليس باسم حديث، أو جديد على الناس، بل هو من الاسماء المنتشرة منذ زمن، ويوحي الاسم بالاطمئنان، والراحة لدى المستمع له، ويعد اسم إيمان في الحب، من الاسماء الرقيقة.
وبالرغم من أنه لا يوجد دليل علمي، ولا ديني عن علاقة الاسم بصاحبة، وصفاته، وأخلاقه، وأسلوب حياته إلا أن البعض لا يزال يربط بين الاسم، ومعناه وصفات الشخص، وأخلاقه، وطباعه، عن طريق اسمه، ومن ذلك يمكن الحديث عن اسم إيمان من تلك الوجهة لأصحابها.
وبحسب أصحاب هذا الرأي يرجعون صفات من يحملون اسم ايمان للتالي:
-
إيمان لها أنها مبدأ كما أن لها كذلك عقيدة في فكرها وكذلك أيضاً لها عقيدة في حياتها.
-
إيمان هي إنسانة بحسب رأيهم شخصية جريئة وأيضاً هي قوية في شخصيتها وكذلك أيضاً فهي واثقة من نفسها ولا تتأثر بأي ضعف يصيبها.
-
إيمان تعتبر شخصية خجولة جدا في أخلاقها، ولديها حياء عالي على الرغم من تميزها بالكبرياء الواضح.
-
إيمان هي إنسانة عطوفة في قلبها على كل ضعيف ومسكين.
-
إيمان شخصية كما متعاونة بشكل مستمر، كما أنها تقوم على مساعدة الغير، ورعاية من يحتاج إليها في كل الأوقات المتاحة لها.
-
وتوصف إيمان بأنها زوجة وفية، وحنونة وطبعها فريد مختلفة عن غيرها، وعلاقتها بزوجها كلها تضحية حيث أنها لا تتخلى أو تترك زوجها في كافة أزمات الحياة.
-
وتعد إيمان بالنسبة للأمومة أم رائعة، فهي تحب أطفالها كما أنها تعطف عليهم.
-
وأيضاً إيمان شخصية حالمة، ورومانسية ، و مخلصة ومتفانية مع الجميع أصحاب وأهل وأصدقاء وزوج وأبناء.
كلمة إيمان في القرآن
ورد اسم إيمان في مواضع عدة، وفي الأحاديث كذلك، ومن تلك الآيات:
-
( أَمۡ تُرِیدُونَ أَن تَسۡـَٔلُوا۟ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُىِٕلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن یَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِیمَـٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَاۤءَ ٱلسَّبِیلِ )، وهنا يتبين معنى الإيمان، وأنه عكس الكفر، وهذه الأيات من
سورة البقرة
(108)
-
(كَیۡفَ یَهۡدِی ٱللَّهُ قَوۡمࣰا كَفَرُوا۟ بَعۡدَ إِیمَـٰنِهِمۡ وَشَهِدُوۤا۟ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقࣱّ وَجَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ)، والأيات من سورة ( أل عمران)، وهي تؤكد على معنى الإيمان مقرون بالهداية.