شجرة ذرية إبراهيم عليه السلام
شجرة
أبناء
إبراهيم عليه السلام
بداية
من عهد ادم إلى إبراهيم
تتكاثر الأسئلة حول أبناء الرسل وشجرة ذريتهم، ومن الجدير بالذكر أن
الأنبياء
تتابعوا من ذرية نبي
الله
إبراهيم عليه
السلام
ومن ذرية ولديه النبيين: الذبيح إسماعيل أبو العرب، ثم إسحاق -عليهما السلام-.
وقد كان نبي الله إسماعيل -عليه السلام- بُعث في جُرهُم والعماليق، واليمن، وغير تلك البلاد من أهالي هذه الجهة في الحجاز واليمن من جزيرة العرب، وقد كان من ذرية إسماعيل خاتم الأنبياء محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما نبي الله إسحاق عليه السلام – فقد بُعث ليكون نبيًا في الشام وحران وما جانبها، ومن ذرية إسحاق العيص، ومن أبنائه: نبي الله أيوب – عليه السلام – بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم – عليهم السلام -، ومن سلالة إسحاق: ذو الكفل، وقد قال ابن كثير: “وزعم قوم أنه ابن أيوب، ثم استظهر ابن كثير أنه نبي”.
أما أيوب وذو الكفل تم إرسالهما لأهل دمشق بالشام، وكان من ذريته نبي الله يعقوب -وهو لإسرائيل-، وتُنسب إليه بني إسرائيل، ثم توالى من بني إسرائيل: يوسف، موسى، هارون، إلياس، اليسع، يونس، داود، سليمان، يحيى، زكريا، وعيسى -عليهم السلام-. [1]
ونبي الله إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء جميعهم، أي أن كل الأنبياء هم
ابناء سيدنا إبراهيم
، فلم يبعث الله أي نبي من خلفه إلا وكان من نسله، وقد تم الإشارة في القرآن على أبوة إبراهيم لكل لأنبياء فقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين، وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين) سورة الأنعام/84 – 86. [2]
نسب سيدنا
إبراهيم عليه السلام
ابن عساكر
في ترجمته لإبراهيم الخليل من تاريخه عن إسحاق بن بشر الكاهلي وهو صاحب كتاب (المبتدأ) أن اسم والدة إبراهيم هو (أميلة)، أما الكلبي فقال: “اسمها نونا بنت كرنبا بن كوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح”. [3]
أين ولد
إبراهيم عليه السلام
أما عن مكان ولادة سيدنا إبراهيم فقال ابن عباس: “ولد إبراهيم بغوطة دمشق في قرية يقال لها: برزة في جبل يقال له: قاسيون، ثم قال: والصحيح أنه ولد ببابل، وإنما نسب إليه هذا المقام، لأنه صلى فيه إذ جاء معينا للوط عليه السلام”. [3]
ما هي لغة سيدنا إبراهيم عليه السلام
نبي الله إن إبراهيم عليه السلام كان يتكلم باللغة السريانية والعبرانية، وهو ما ذُكر من قبل العيني في شرح البخاري وابن سعد بالطبقات والطبري بالتاريخ، وقد أرسله الله أولاً لأهل بابل ممن كان يتملكهم النمرود، وكان يعيش فيها الكلدانيون، وبعد هذا اتجه للشام والحجاز، وانتشرت ملته بهما، وقد ذكر عدد من المؤرخين أنه اتجه للقارة الهندية حتى يدعو أهلها لعبادة الله.
وأما عن النبي إسماعيل فقد تكلم بالعربية، وصار من العرب المستعربة لأنه كبر بقبيلة جرهم وتزوج منهم، وتعلم اللغة العربية منهم، كما أن أولاده نشأوا بها. [4]
قصة
إبراهيم عليه السلام
لقد أكرم الله سيدنا إبراهيم بفضائل وصفات حسنة: (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين، شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم، وآتيناه في الدنيا حسنة و إنه في الآخرة لمن الصالحين) [النحل: 120- 121- 122].
ثم قام إبراهيم عليه السلام يدعو قومه بالعراق لعبادة الله وحده وعدم عبادة الأصنام التي ليس لها نفع ولا ضرر وقال عز وجل: (وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً، إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله
الرزق
واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون)، [العنكبوت: 16-17].
وكان أبوه ممن بعبدون الأصنام بل كان يصنعها ويبيعها،فنصحه إبراهيم وقال له: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً) [مريم: 42 – 43].
في حين لم يستجب أبوه له ولكن هدده بأن يرجمه ويهجره فقال له: (أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك و اهجرني ملياً) [مريم: 46]، فتركه إبراهيم وقال له: (سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً) [مريم: 47].
ولما وجد إبراهيم من قومه إصرارًا على عبادتهم للأصنام فود إبراهيم أن يُثبت لهم بالدليل العملي أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر، فقام بكسر الأصنام إلا كبيرهم، تركه حتى يسأله القوم عن الذي فعل هذا: (فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون) [الأنبياء: 58]، ولما علم القوم بأنهم يعبدون أشيائًا لا تتكلم وعلموا بصحة قول إبراهيم قالوا لأنفسهم: (حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين) [الأنبياء: 68].
وبالفعل جمعوا الكثير من الحطب وأشعلوا نارًا عظيمة ثم ألقوا بإبراهيم فيها، فقال إبراهيم “حسبي اللّه ونعم الوكيل”، فنجاه اللّه من تلك النيران وجعلها بردًا وسلامًا عليه، وأفسد كيد قومه: (قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)، [الأنبياء: 69-70].
وبعد هذا أمر اللّه إبراهيم بأن يهاجر من العراق ويذهب للأرض المقدسة بالشام، فتزوج من ابنة عمه السيدة (سارة) وهاجر بها مع ابن أخيه لوط لبلاد الشام كما أمر عز وجل: (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)، [الأنبياء: 71].
ثم حل بأرض الشام مشكلة شديدة فتوجه إبراهيم لمصر ومعه (سارة) ثم رجع منها لفلسطين ومعه زوجته (سارة) وجارية لها اسمها (هاجر)، وفي ذلك
الوقت
كان إبراهيم يرغب كثيرًا في أن يكون له ذرية، ولكن زوجته كانت عقيماً، وقد كبرت في السن، ولما أدركت رغبة إبراهيم في الذرية أهدته جاريتها (هاجر) ليتزوجها، ورزقهم الله بابنه إسماعيل عليه السلام: (رب هب لي من الصالحين، فبشرناه بغلام حليم)، [الصافات: 100-101].
وبعد هذا بشره الله بابن آخر (إسحاق) وهو اينه من السيدة (سارة)، ثم عاد إبراهيم لفلسطين: (وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين)، [الصافات: 112].
ثم أمره الله تعالى ببناء أول بيت لعبادة الله، فتوجه إبراهيم إلى مكة مرة أخرى وبدأ في البناء، وولده إسماعيل يُعطيه الحجارة، ولما أصبح البنيان مرتفعًا، قام نبي الله إبراهيم على حجر، وأصبح مقام يوجد حول
الكعبة
حتى الآن، وقال عز وجل: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم)، [البقرة، 127].
وقد وصى إبراهيم عليه السلام أبنائه بالتمسك بالدين الإسلامي والعمل به إلى الموت، وقال عز وجل: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون)، [البقرة: 132]. [2]