ما الفرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية
الفرق بين الصحف السماوية والكتب السماوية
بعث
الله
تعالى
الأنبياء
والرسل لهداية البشر وتبليغ أوامر الله ونواهيه، وقد أنزل الله تعالى على الأنبياء السابقين كتبًا سماوية كما أنزل القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه
الصلاة
والسلام، وأقد أنزل الله تعالى
الكتب السماوية
ليبين الناس الحلال ويحرم عليهم الحرام ، ويقيم ميزان الحق بين البشر.
يقول عز وجل في كتابه العزيز (سورة الأعلى 19) “صحف إبراهيم وموسى”، ويقول جل وعلا في سورة الأنعام (أية 154): ” ثم أتينا موسى الكتاب تمام على الذي أحسن وتفصيلًا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون ، وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون”.
وقال تعالى في سورة المائدة(44) : ” إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذي ـسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء”.
وقد اختلف العلماء في الفرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية وهل التوراة التي أنزلت على سيدنا موسى هي التوراة أما أنها كتاب مختلف، وللعلماء في هذا الأمر قولان، هما:
-
القول الأول: أنهما كتاب واحد وأن صحف موسى عليه
السلام
هي نفسها التوراة التي كتبها الله عز وجل بيده في الألواح التي
ورد
ذكرها في القرآن الكريم لكن الله تعالى سماها الألواح في بعض الأيات وسماها توراة في بعض الآيات وسماها صحف في آيات أخرى. - القول الثاني: أن الصحف السماوية تختلف عن الكتب السماوية، وأن التوراة تختلف عن الصحف ، والتوراة هي كتاب تولى الله تعالى كتابته بيده، أما الصحف فهي صحف أنزلها تعالى على موسى فيها توضيح وشرح لشريعة التوراة مثل السنة التي كانت تتنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ما هو عدد الكتب السماوية المذكورة في القران
وقد أخبرنا الله تعالى عن الكتب التي أنزلها في كتابه العزيز، وهي:
- القرآن الكريم.
- التوراة.
- الإنجيل.
- والزبور
- صحف إبراهيم
والصحف التي أنزلت على سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام لم تصل إلينا ولم يصل إلينا منها ولو جزء يسير.
التوراة هي الصحف التي أنزلت على موسى بن عمران عليه السلام، وهو نبي بني إسرائيل أرسله الله تعالى لموسى، وقد وصف الله تعالى التوراة بالنور والهدى
أما الزبور فقد أنزل على داود عليه لسلام وهو أيضًا من أنبياء بني إسرائيل وقد أتى بعد موسى، وقد قاتل مع طالوت وقتل جالوت.
وقد ختم الأنبياء قبل محمد عليه الصلاة والسلام بعيسى عليه السلام، وقد أنزل الله تعالى على عيسى الإنجيل.
قصة نزول الكتب السماوية
ذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أن جميع الكتب السماوية قد أنزلت في شهر رمضان المبارك ولذلك
مدح
الله تعالى هذا الشهر وأنزل فيه القرآن الكريم، كما ذكر مواقيت نزول الكتب السماوية الأخرى كالتالي:
- نزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان.
- وأنزلت التوراة في الليلة السابعة من شهر رمضان.
- وأنزل الزبور في الليلة الثالثة عشر من شهر رمضان.
- وأنزل الإنجيل في الليلة التاسعة عشر من رمضان.
- ونزل القرآن الكريم في ليلة القدر وهي إحدى الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان، ويقول بن كثير أنه أنزل في 24 ليلة خلت من شهر رمضان المبارك.[3]
ويقول المولى عز وجل في سورة
النساء
(أية 163): “إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورًا” وفي الأية دليل على أن الكتب السماوية أنزلت بطريقة الوحي.
هل أنزل القرآن جملة واحدة
أنزلت أول آية من القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام “أقرأ” لأول مرة وهو قائم يتعبد في غار حراء، وقد كان ذلك في ليلة القدر كما هو معروف.
ومع ذلك إن بعض العلماء قد ذهبوا إلى أن القرآن الكريم أنزل كاملًا للسماء الأولى في ليلة القدر وحفظ في بيت يسمى بيت العزة، وبيت العزة هو بيت في السماء الأولى تسكنه الملائكة، وأن في كل سماء بيت للملائكة والبيت الموجود في السماء السابعة هو البيت المعمور والذي يدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة ولا يعودون إليه أبدًا.
والرأي الثاني أن القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ على جبريل عليه السلام في عشرين يومًا ، وهي عشرين ليلة قدر في سنوات مختلفة، ثم نجمه جبريل عليه السلام على سيدنا محمد في عشرين عامًا.
والرأي الثالث في نزول القرآن الكريم هو أنه نزل أول مرة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر، ثم نجمه جبريل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في مناسبات مختلفة.
وقد رجح كثير من العلماء أن الرأي الأول هو الصحيح.[1]
قصة نزول الإنجيل
لم يذكر المولى عز وجل في القرآن الكريم أي شيء عن
قصة
نزول الإنجيل على موسى عليه السلام، إلا أن أهل العلم يذكرون أن جبريل عليه السلام كان يوحي لجميع الأنبياء عليهم السلام.
قصة نزول التوراة
ذكر الله عز وجل موسى عليه السلام في مواضع كثيرة في القرآن الكريم ومنها (الآية 142 من سورة الأعراف) : ” وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة، وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا
تتبع
سبيل المفسدين”.
قبل أن يذهب موسى عليه السام للقاء المولى عز وجل صام ثلاثين يوم، فلما كن ذاهب للقاء المولى عز وجل كره أن يقابله عز وجل ورائحة فمه كريهة فأخذ نبات من الأرض ومضغه، فلما أتاه عز وج، قال لموسى لم أفطرت، قال موسى ، كرهت أن أكلمك إلا ورائحة فمي طيب، فقال له الله عز وجل ” ألا تعلم أن ريح فم
الصائم
أطيب عندي من ريح المسك، فارجع وصم عشرًا فرجع موسى وصام عشرة أيام أخرى فأتم الصيام أربعين يومًا.
فلما تأخر موسى عليه السلام على قومه، وكان معهم حلي وذهب مما أخذوه من قوم فرعون كودائع ليحفظوها لهم، فطلب منهم هارون ألا يحتفظوا بهذه الودائع، فحفر حفرة وطلب منهم إلقاء هذا الحلي فيها وأوقد عليه النار.
وكان السامري من قوم يعبدون البقر وكانوا جيران لبني إسرائيل ، وكان السامري قد رأى أثر فرس جبريل عليه السلام فقبض قبضة من أثره، وألقى تلك القبضة على الحلى الذي دفنه هارون عليه السلام فصار عجل لا روح فيه، لكن الريح كانت تمر فيه فيخرج منه صوتًا فقال السامري لبني إسرائيل هذا إلهكم وإله موسى، فصدقته فرقة من بني إسرائيل، وقالت فرقة أخرى منهم هذا من عمل الشيطان.[2]
ولما كلم الله تعالى موسى عليه السلام، أحب أن ينظر إلى وجه الله عز وجل، فقال له المولى عز وجل أنه لن يراه لكن يجب أن ينظر للجبل فإن استقر في مكانه فسوف يرى المولى ولكن لا يوجد بشر يطيق أن ينظر لوجه الله الكريم في الدنيا، فلما تجلى ربنا عز وجل للجبل استوى بالأرض ويقال صار ترابًا ، فخر موسى عليه السلام مغشيًا عليه.
فلما أفاق موسى عليه السلام استغفر الله تعالى عن سؤاله، ولما عاد موسى لقومه كان معه الألواح وفيها الهدي والتفصيل ، فلما وجد موسى بعض قومه يعبدون العجل من بعده ألقى الألواح فتكسرت، فلما هدأ من غضبه بعد ذلك أخذ الألواح.
ويقول سعيد بن الجبير أن الألواح لما تكسرت ذهب التفصيل وبقي الهدي والرحمة.