لماذا سمي قصر دسمان بهذا الاسم
ما هو قصر دسمان
تتميز دولة
الكويت
بوجود الكثير من المعالم السياحية، ومن أهمها القصور التاريخية، ومنها
قصر دسمان
الذي بُني على يد الشيخ جابر المبارك
الصباح
وهو ثامن حُكام الكويت، وكان البناء في عام 1904 ميلاديًا، في مكان رأس عجوزة، وبعد هذا تولى الشيخ أحمد الجابر الصباح عاشر حُكام الكويت إكمال بناءه في عام 1930، وجعل منه المقر الرسمي لسكنه.
كما أن قصر دسمان يُعتبر المقر الرسمي الذي يتم فيه تجمع أبناء وأحفاد الشيخ أحمد الجابر الصباح، ومن الجدير بالذكر أنهم ما زالوا يتجمعون فيه على الرغم من تركهم الإقامة بالقصر، فيما عدا الشيخ جابر الأحمد الصباح، إذ أنه ظل يسكن في القصر إلى يوم مماته.
ولا يزال البعض من آل صباح يسكنون في القصر، وفي
الوقت
الحالي يُعد واحد من أهم القصور التاريخية في الكويت، بالإضافة إلى أنه ما زال مُحتفظًا بالبناء القديم الذي تم بناءه فيه، ولكن مع القليل من التطورات البسيطة، ويوجد القصر على شارع الخليج العربي على مقربة من أبراج الكويت. [1]
سبب تسمية قصر دسمان بهذا الاسم
أما عن سبب تسمية قصر دسمان بهذا الاسم فهي ترجع إلى (الدسم) وكثرة ما تم من ولائم وذبائح في القصر على شرف زائري الشيخ أحمد الجابر الصباح، ولا يوجد نقاش حول تقاليد الاحتفاء وكرم الضيافة في الكويت، ولا شك في أن العديد من العزائم قد تم إقامتها في ذلك القصر العامر، كما تم فيه نحر ذبائح لا يُمكن إحصائها، ولكن ذلك التعليل وراء أصل اسم القصر من الممكن ألا يكون تام الدقة، وبشكل خاص لأن لفظة (دسم) في قاموس اللغة العربية لها معاني كثيرة، فمنها: (دَسَمَ الأثرُ)، ومعناها انطمس الأثر وخفي، ومنها (دسم
المطر
ُ الأرض9، ومعناها بل المطر الأرض قليلاً، وكذلك (الدُّسمة) وهي الغبرة القاتمة، وغيرها من المعاني التي جعلت الشكوك حول سبب التسمية تُثار. [1] [2]
وصف مؤرخ الكويت «الرشيد» لقصر دسمان
لقد اهتم مؤرخ الكويت (الرشيد) كثيرًا بالإشادة بقصر دسمان، لدرجة أنه قام بوصف ما يحتويه من أثاث ومن رياش في عام 1926 ميلاديًا، حينما قام الشيخ عبدالعزيز الرشيد في هذا العام بإصدار كتابه الذي يتحدث عن الكويت تحت اسم (تاريخ الكويت) عن (المطبعة العصرية) في دولة بغداد.
ويتكلم المؤرخ (الرشيد) عن القصور الخاصة بالأمير الراحل أحمد الجابر رحمه الله، والذي قام بحكم البلاد في الفترة ما بين عامي 1921، 1950 فيقول:
“أما دسمان فهو قصره الخاص الذي منحه عنايته وصرف عليه الأموال الطائلة، شيده على أنقاض قصر لأبيه المرحوم الشيخ جابر وجهزه بكل ما يحتاجه من الأواني الذهبية الغالية والمفروشات النفيسة، والمصابيح الكهربائية التي إذا سطع نورها الوهّاج في ارجائه خلت الأقمار المنيرة في السماء أو الشموس الوضّاءة تخترق الحجب والأنظار، وقد نوع رياشه تنويعًا بديعًا فمن حجره ما هو مزين بالرياش الوطني النفيس، ومنها ما هو مجهز بالأثاث الإفرنجي الغالي، وقد علق على جدرانها السجاد الفارسي المحلى بالصور والرسومات، وفي أعلاه مصباح كبير يهتدي به المسافرون ليلًا ويشاهد من نحو اثني عشر ميلًا، وقد بنى الأمير في شماله الغربي مسجدًا يصلي فيه من يأوي إلى القصر، ومسجدًا آخر في جنوبه الغربي للبدو الذين يقطنون هناك أيام الصيف، وفي غرب القصر وشماله بستانان نضيران تنوعت أشجارهما وضاع أريجهما، يسقيان من بئرين يستخرج ماؤهما بالآلة الهوائية، وقد اتخذه الأمير منتجعًا له في غالب أيامه ولياله”.
أما عن باقي التفاصيل الخاصة بموقع القصر ومدى جماله، فقد أضاف المؤرخ الرشيد قائلًا أن القصر:
“مشيد على مرتفع من الأرض في (بنيد القار)، يشرف المرء منه على منظرين بديعين:
البحر
وهناك خضرته الساحرة وسعته التي يكلُّ الطرف دون غايتها، ثم يعطف جيده إلى المنظر الثاني فيتمتع طرفه بأرجاء واسعة من البر يمتد فيه البصر”.
وكما قام الوؤرخ الكويتي الرشيد بوصف ما يوجد داخل باحة القصر قائلًا في ذلك:
“نظام القصر بديع، ومنظره يطرد الهم، وهواؤه طلق عليل، وجوّه أصفى من عين الحمام، تخترق
السيارات
إليه شارعًا طويلًا من الأثل صُفت على جوانبه صفًا هندسيًا بديعًا”. [2]
بيع قصر دسمان
وقد انتشرت بعض الأخبار التي تقول بأن مصرف (بيت التمويل الكويتي) سوف يشتري قصر دسمان من ورثته بقيمة مالية تبلغ ربعمائة مليون دينار، وقد تساءل الكثير من الأشخاص حول (هل سوف يتم بناء فندق كبير ومتميز على تلك الأرض من خلال مصرف بيت التمويل؟).
وكذلك وفي نهاية عام 2006 قام بعض أعضاء المجلس البلدي بالدعوة إلى أن يستملوا القصر وأن يتم تكليف مجلس الوزراء حتى يُشرف عليه من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأن يتم تحويل القصر إلى مبنى من أجل استضافة كبار الزائرين وأنشطة المجلس.
وفي عام 2014 قام رئيس المجلس البلدي (مهلهل الخالد) بتقديم اقتراح حتى يتم استملاك قصر دسمان وأن يُعاد بناء القصر حتى يصبح قصر رئاسي ومقر للحاكم وذلك بإشراف من مجلس الوزراء، وهذا من أجل أهمية المحافظة على المباني التاريخية.
وقد قيل بإن بيع القصر يُعتبر قرار ليس صحيحًا وذلك يرجع لأسباب ثلاث وهي:
- أهمية القصر التاريخية.
- مدى ارتباط القصر بأسرة الحكم وأمراء الكويت بحيث ما تزال الأسرة جميعها تجتمع في القصر في العديد من المناسبات مثل حلول شهر رمضان المبارك.
- بالإضافة إلى أن وارثي القصر ليسوا بحاجة إلى المبلغ المالي المقدم لهم من بيت التمويل.
وقال أحد أبناء الكويت: “ككويتي أتمنى من الحكومة القيام بشراء هذا المكان العزيز على قلوبنا جميعًا وجعله ملكًا للحكومة ومنه يكون مقر الحكم إن كان سمو الأمير يريد ذلك، وإلا فليتم حفظه من الضياع”.
إقرار قانونية البلدي باستملاك قصر دسمان
قد كان رد مدير عام البلدية على اقتراح استملاك قصر دسمان كالتالي: “تشكل منطقة القصر التاريخية والقسائم المحيطة مساحة 30 هكتارا تقريبا، وقد كانت منطقة قصر دسمان التاريخية في الماضي وعلى الدوام ذات أهمية تاريخية وثقافية عالية سواء على صعيد الكويت أو الصعيد العالمي، حيث يقدم الموقع فرصة كبيرة لخلق وجهة تاريخية وثقافية فريدة في قلب العاصمة بغرض تعزيز العناصر التاريخية بالموقع بالاشتراك مع غيرها من المرافق الثقافية والأنشطة المنتشرة بالعاصمة والتي تعبر عن التقاليد والقيم الكويتية القديمة، والتي تسهم في إبراز
العادات
القديمة والقيمة التاريخية للمجتمع الكويتي”.
ويناءً على ذلك تم القيام بدراسة ترقية العاصمة (الخطة العمرانية لمدينة الكويت 2030) وبدراسة ذلك المعلم التاريخي بصورة خاصة وتقديم الاقتراحات المطلوية من أجل الحفاظ عليه وتحسينه، وبعد ذلك تم تزويد المجلس البلدي بالتقرير النهائي الخاص بالدراسة، والتي أوصت على التالي: [3]
- قيام الحكومة باستملاك القصر وتطويره من جديد وإعادة تنميته على أن تكون منطقة القصر التاريخية أماكن مفتوحة واستعمالات سكنية ولكن كثافتها قليلة.
-
أن تظل المنطقة كثافتها منخفضة وارتفاعاتها منخفضة، وتطويرها بصورة متكاملة مع منطقة قصر التاريخية لخلق
موقع
مُتميز للكويت، وأن يكون هذا تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. - أهمية خضوع المنطقة فور استملاكها لتصميم حضري مكثف.