اين وقعت غزوة احد ؟ .. خرائط للموقع وقصة المعركة

أين كانت غزوة أحد

غزوة احد هي أحد غزوات الرسول صلى

الله

عليه وسلم، وسميت غزوة أحد بهذا الاسم نسبة لجبل أحد الذي دارت حوله المعركة، والذي يقع قرب المدينة المنورة، وكانت أحداث تلك الغزوة عصيبة، حيث استشهد فيها العديد من المسلمين الأشداء، من بينهم مصعب بن عمير، وحمزة أن عبد المطلب، وإلى الآن يعتبر جبل احد مزار لكل مسلم، فهناك عبرة لمن يخالف كلام الله ورسوله، وهناك حزن دفين واقع في نفوس المسلمين، لما جرى في تلك الغزوة[2].

ويستمد جبل احد مكانته من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، له، حيث يقول النبي” أحد جبل يحبنا ونحبه” وفيما يلي خرائط

موقع

حدوث غزوة احد:

اين وقعت غزوة احد ؟ .. خرائط للموقع وقصة المعركة

غزوة أحد - ويكيبيديا

أسباب غزوة أحد

بدأت غزوة احد تباعاً لأحداث

غزوة بدر

المباركة، حيث إن هزيمة الكفار لم تكن يسيرة عليهم، فقد كان الكبر يملأ قلوبهم والغل يعميهم، فكان كل منهم يدبر للمسلمين تدبير، إذ أن هزيمتهم الساحقة في بدر كانت السبب الرئيسي لأحد، فجمع الكفار ثلاثة ألاف من الرجال، أما عن

متى وقعت غزوة احد

، فهي وقعت في يوم السابع من شهر شوال، وكانوا قد أخذوا القرار بغزو المدينة المنورة، رغبة في

تأمين

طريق التجارة من مكة للشام، كما أنهم كانوا يريدوا غزو المسلمين وسقوط

الإسلام

بأي شكل، فقام أعيان الكفار بالتبرع بالمال والعدة من أجل غزو المسلمين وقتالهم، فقال الله عز وجل في كتابه العزيز”  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ، صدق الله العظيم[3].

في ذلك الحين عقد النبي عليه

الصلاة

والسلام مجلسا استشاري لصحابته الكرام والمسلمين أجمع، ليشورهم في الأمر، وكان رأي الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يخرج المسلمين للقتال، بل ينتظروا في المدينة وإذا دخل الكفار انهالوا عليهم بالقتال، ولكن هناك من الصحابة الذين لم يخرجوا في احد قالوا له يا رسول الله الله ساق لنا فرصة مباركة، لكي ننال البر والشهادة ونقاتل في سبيله، فتراجع رسول الله عن رأيه لينفذ رغبة المسلمين، وحينها قرر الرسول الخروج من المدينة لمواجه العدو في المكان الذين عسكروا فيه، وقد خطب النبي الكريم في الناس

خطبة

الجمعة ناصحاً واعظاً، أمراً لهم بالمعروف والجد وإخلاص النية لله الواحد الأحد عز وجل وقال لهم استعدوا يا معشر المسلمين للقاء العدو، ثم استعد النبي وارتدى لباس الحرب هو وأبي بكر

الصديق

وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم.

أحداث وقصة غزوة أحد

خرج الرسول للناس وهو مستعد للقتال ومعه أصحابه، وحينها قسم الجيش إلى ثلاث كتائب، وجهزهم للقتال، وكان عدد الجند حينها ألف، وبعد الخروج عسكر المسلمون قرابة أحد، ولكن حينها حدث ما لم يتوقع، فقد أنشق عبد الله بن أبي سلول ومعه ثلاثمائة من المنافقين، ليبقى جيش المسلمين سبعمئة رجل فقط، وكان ما يريده بن سلول أن يحدث الفرقة ويضعف عزيمة المجاهدين ويصيب قلوبهم بالإحباط، إذ يقول الله تعالى عز وجل عنهم في سورة آل عمران آية 167″ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ”.

وكان هناك من سينشق عن المجاهدين المسلمين لولا الله تعالى ثبتهم ومد أخوانهم بهم مثل بنو الحارث وابن سلمه إذ يقول الله تعالى في سورة آل عمران آية 122″ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”.

لم يكترث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يعلم أن كل شيء بقدر، واهتم بإنجاز مهمته فأعد ما تبقى من الجيش وهيأهم للقتالـ واختار منهم خمسون رجلاً، أسماهم الرماة بقيادة عبد الله بن جبير وثبت الرماة في أماكنهم وكلفهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحموا ظهور المسلمين ولا يتحركوا من مكانهم لأي سبب، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم” أحموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطئناهم فلا تبرحوا أماكنكم حتى أرسل إليكم”، وتعتبر من أعظم الخطط التي دبرت حربياً على مر التاريخ، إذ يقول الله عز وجل في سورة التوبة ” مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”.

بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستعداد للقتال بوضع المنذر بن عمرو على الميمنة، والزبير بن العوام على الميسرة، وحينه8ا حاول المشركون بكل خبث وتلاعب وقوع الفتنة بين المسلمين، حيث ذهبوا لأهل المدينة محاولين أن يجعلوهم ينشقوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن كان أهل المدينة البواسل ذوي قلوب سليمة فأسمعوهم وأروهم ما كان يستحقوا، وبدأت المعركة فدخل كلش الكتيبة طلحة العبدري أشجع فرسان قريش يدعوا أي رجل على مبارزته فلم يستجب أحد إلا

الزبير بن العوام

فوثب إليه وأسقطه من فوق الجمل، وقتله، فكبر النبي وكبر المسلمون مهللين، فقال النبي إن لكل نبي حوارياً، وحواري الزبير، فدخل بعدها عثمان العبدري فقتله سعد بن أبي وقاس، ثم دخل الجلاس العبدري، فقتله طلحة بن عبد الله، فحين قتل الثلاث أخوة اندلعت المعركة[1].

نتائج غزوة أحد

كان القتال حينها على أشده، فظهرت الخسة حين كان هناك أتفاق على قتل حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هناك رجل يدعى وحشي بن حرب، وكان مملوك لجبير بن مطهم ، فأخبره الجبير إن قتل حمزة عم النبي عتق رقبته، وبالفعل رمى وحشي حمزة بسهم خبيث واستشهد حمزة، وبرغم ذلك كان المسلون هم أصحاب الهيمنة والسيطرة على الحرب وهم أصحاب الراية المرفوعة، وإلى الآن فالمسلمين هم أصحاب النصر، الذي لا يقل عظمة عن انتصار بدر[2].

حدث ما لم يحمد عقباه، فقد شاهد الرماة الذين ثبتهم الرسول صلى الله عليه وسلم لحماية ظهور المسلمين، المحاربين وهم يجمعوا الغنائم، فقال أحد منهم هيا بنا لنجمع الغنائم، فذكرهم الجبير بما قالوا الرسول بأنهم لا يتحركوا أبداً، ولكنهم ظنوا أنهم لا يأخذوا من الغنائم شيء.

حينها قام خالد بن الوليد قائد جيش الكفار آنذاك، باستغلال الموقف وعاد للقتال من جديد بقتال الرماة حيث دار من خلف الجبل وأحاط بالمسلمين من كل الجهات، فحينها قام الرسول بالنداء في معشر المسلمين مخاطر بنفسه برغم أن الكفار ستعرف مكانه، وحينها رمي وجهه الكريم بالحجارة من أحد الكفار وأصيبت رباعيته المباركة وجرحت شفتاه جرح عميق، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان فسيطر الكفار على ساحة القتال وانهزم المسلمون من بعد نصر.

وكانت احد درس مستفاد كبير لمن يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يتبع هواه ويذهب وراء الغنائم، ولا يظلم ربك احد.