امثلة على الخاطرة بجميع أنواعها
أمثلة على الخاطرة
الصخور
“بيني وبين الصخور مودة لا أستطيع تفسيرها، ولا
تحديد
الزمان الذي نشات فيه ولكن أحسها عميقة ووثيقة بعيدة الغور والقرار فلعلها تعود إلى يوم كنت طينة في يد
الله
، وكأن النسمة التي جعلت من الطينة إنسانا ما كانت لتزيد تلك المودة غير تأصل وجمال ونقاوة، حتى أنها تبلغ بي في بعض الأحاوين درجة الهيام”[1]
الحنين
حينما ينقضُّ علينا
الحنين
وحينما تنهَشُنا آلامُ الفراق
نرى كلَّ شيءٍ مختلفاً
فالهدوءُ الجميل أصبح خوفاً وصمتاً مرعباً
والابتسامةُ البريئة أصبحتْ غروراً
والناس ما عادُوا كذلك
والكلمات كانت بمعنًى وأصبحتْ بآخر
والليل كان طويلاً وهو الآنَ كالأبد
والطعام هو
الطعام
لكن التذوقَ اختفى
فكلُّ شيءٍ هو هو، إلاَّ المشاعر فقد ضاعت بين خيالاتِ الماضي الجميل فغيَّرت كلَّ شيء
فإحساسُ الشخص يغيِّر الشيء كما يريد
ويجعله ما يشاء
ومن لا يملك ذلك الإحساس فالموت أفضل له
فيا لخسران شخصٍ نزعَ الله الحسَّ مِن قلبه
في صلاة الوتر
صوتٌ هادئ
ينبع
من حنجرتي ليغرِّد آياتٍ أعمل جاهداً لكي أتذكرها، قشعريرةٌ تمرُّ في كل جسمي عند بعض تلك الآيات وكأنَّ الرحماتِ تنزَّلُ علي وأسأل الله ذلك، أرى نوراً وجِناناً ما أستطيعُ رسمها أبداً وومضاً أخضرَ كلَّما استمتعتُ بصلاتي، وبعد ركوعٍ جميل أجدُني في أجمل لحظاتي، وتلك الدُّنيا قد تركتُها خلفي وأنا باسطٌ كفيَّ لله، أسأله كلَّ ما أشاء وما أجملَ تلك
الدموع
الدافئة التي أشعرُ بها تسيلُ على خدي لتخبرني أني قد اقتربتُ من الإجابة وأني قد ازددت أجراً، ثم أسجدُ سجوداً يطرح كلَّ التعب عن جسدي، وأتيقَّنُ حينها أني قد ازددتُ قرباً من ربِّي فيرتاحُ قلبي، وتبسم شفتاي، وتُبرقُ عَيناي لأنام هانئ البال، سعيداً، غارقاً في صورٍ من الجِنان ما زالت تمرُّ أمامَ عيني.
الحنين
هوَ اللحظةُ الوحيدة التي تَبكي فيها متحسِّراً وأنتَ مبتسم
تنظرُ بخمولٍ إلى كلِّ جزءٍ تصل إليه عينُك لتغمضَ جفنيك بهدوءٍ وتختفي ابتسامتُك وأنت تفكِّر بشيءٍ لا تستطيعُ التعبيرَ عنه، حتى أنك لا تعلمُ ما الذي يجول بخاطركَ حينها
اختلاط المَشاعر، الأفكار والذكريات كلوحةٍ مترامية الأطراف، في كل جزءٍ منها بعضُ الوجوه، آلاف الحروف، وأجزاء من الكلمات
تصحو من أفكارك بدمعةٍ تتدلَّى بهدوءٍ
فتتفاجأُ بقشعريرةٍ مرت بجسدك الذي أصبح هزيلاً فجأة
تُغلق حقيبة أفكارك
وتتابع رحلتك[2]
تعريف الخاطرة
الخاطرة هي مؤنث كلمة الخَاطِرُ ويعني الهاجِسُ وما يَخْطُرُ في
القلب
من تدبير أَو أَمْرٍ والجمع لكمة خاطرة هي الخواطر، كما انه نثر أدبي صيغت فيه الكلمات ببلاغة ويمتاز أيضاً بكثرة
المحسنات البديعية
من صور واستعارات مكنية وتشبيه ويقع
الخاطرة
بين القصة القصيرة والشعر الحر.
أنواع الخاطرة
-
الخاطرة الرومانسية وهذه الخاطرة تعني بما يمر به الإنسان من مواقف في
الحب
مثل (اللقاء والفراق والخيانة والعتاب والإشتياق). - الخاطرة الإنسانية وهذه الخاطرة تعني القيم الإنسانية الجميلة مثل (الصداقة والأخلاق الفاضلة والتضحية والوطنية).
- الخاطرة الوجدانية وهذه الخاطرة تعني أو تختص بوصف الحالة الداخلية للكاتب أو نظرته إتجاه شئ ما، وقد يذهب في الخيال كثيرا أو إلى بعيد.
- الخاطرة الإجتماعية هي خاطرة توصف أو تنقل جميع ما يمر به من مواقف في محيط الكاتب وتختص بمعاني عديدة مثل (الأسرة والمجتمع والدولة).
مكونات الخاطرة
- الخاطرة المركبة وتعني أو تختص بنقل موقف معين المصاحب مع احساس الكاتب مثل (الخاطرة الرومانسية)
- الخاطرة المجردة وتعني أو تختص بنقل أحاسيس الكاتب فقط دون ذكر الموقف المحدد مثل (الخاطرة الوجدانية)
مكونات الخاطرة المركبة
- تمتاز بالوضوح والترابط بين الجمل والمعاني.
- تأخذ في بعض الأحيان أسلوب القصة القصيرة.
-
تتصف بأنها قليلة المحسنات البديعية وأيضاً قليلة
الصور
البلاغية. - تمتاز بالتنوع في المفردات بين لغة الواقع وعالم الأحاسيس والخيال.
مكونات الخاطرة المجردة
- تمتاز بين الإبهام والغموض وعدم وضوح المعاني.
- تتصف بكثرة إحتوائها على المحسنات البديعية.
- ترد فيها جمل غريبة جدا وغير واقعية.
- تتصف بتعمق الكاتب في عالم الخيال فلا يحتوي على وصف للواقع أبدا.
سمات الخاطرة
- من أولى سمات الخاطرة أنه نص أدبي أقصر من المقالة ويخلو من كثرة التفصيلات، ولا تحتاج إلى إعداد مسبق، ولا يحتاج إلى أدله وبراهين عقلية أو نقلية.
- ومن السمات الأخرى للخاطرة أنه يعتمد على الانفعال الوجداني والتدفق العاطفي وليست بها فكرة تحتمل الاتفاق أو الاختلاف ولكنه يعتبر لمحة ذهنية بمناسبة أي حادث عرضي.
- ومن السمات الأخرى أنه لا يشترط بها وجود قافية ولا تتقيد بوزن محدد ويتميز بالإختزال في الكلمات.
نصائح في كتابة الخاطرة
- اختيار العنوان المناسب والموفق للخاطرة بحيث يعكس موضوعها ويوضح ما المعنى المجمل للخاطرة
- تقسيم الخاطرة يجب أن تضع الخاطرة على شكل فقرات أو وقفات متسلسلة مثل (المقدمة والعرض أو العقدة والخاتمة)
- وضوح الهدف في حال اذا كانت الخاطرة تحمل هدف معين فيجب أن يتضح الهدف سواء في المقدمة أو في الخاتمة وأن لا تبتعد أحداث الخاطرة ومفرداتها عن الهدف الرئيسي والمرجو من الخاطرة
- لغة الخطاب وهو عندما تكون الخاطرة بلسان الكاتب فيجب عليه مراعاة ضمير المتكلم وعندما تكون تعبيرا عن الغير فيجب أن يراعى استخدام ضمير الغائب.
-
يجب أن تحاول التنويع في المواضيع الخاصة بالخواطر مثل
الصداقة
والعلاقات الإجتماعية والمواضيع الإسلامية الأخرى و غيرها. - يجب الإيجاز في فن يتقنه القليل من الناس مثل تعلم الإيجاز لأن الخاطرة هي فن الإيجاز لا التطويل الممل.
- يجب المعرفة وتذكر الفرق بين الخاطرة و الشعر الحر و لكن يجب تجنب النزوح للقصيدة النثرية في خاطرتك.
- يفضل استخدام الإسقاط الفني وهو إنزال مجموعة الرموز داخل النص لتعطي الدلالة على أشياء من الواقع، حيث تجد أن الكاتب قد يستغني عن التصريح بالتلميح ويكتفي بالإشارة عن العبارة فقط
- يجب أن تكون مميز في كتابة الخاطرة والكتابة بنفسك ومن نسيخ خيالك ويجب عدم التقليد وعدم كتابة نسخة مشوهة من الخواطر
- يجب عدم التكلف في الأحاسيس ولاتتجمل بالكذب بل يجب أن تكن نفسك حتى تجد نفسك من أجل أن يحبك الآخرون.
- عدم الوقوع في التكرار الذي يخدش النص ويضعف من الخاطرة وذلك لأنها مكررة ونسخة من أخرى.
-
يجب أن يكون الحديث بأسلوب الكلام اليومي أي بأسلوب
السرد
العادي جدا للمفردات. - عدم نقل خواطر أخرى ونسبتها إليك فهذا يعتبر سرقة أدبية ولا تضيف لك شيئا
- تجنب الإطالة المملة في سرد الخاطرة فالبلاغة هي في الإيجاز والإختزال.
- عدم استخدام الكلمات الغريبة التي تكون صعبة الفهم بل يجب استخدم العبارات البليغة السهلة الجامعة التي ترسخ في الذاكرة.
- يجب تجنب الشهرة بأستخدام أسلوب المخالفة مثل (الخروج على الدين، الأخلاق الفاسدة، الفطرة السليمة)
- يجب تجنب وضع آيات قرآنية وتحويرها في النص كدليل على البلاغة، فتكون بذلك قد حرفت معاني القرآن حتى لو بغير قصد.
- يجب تجنب الدعوة للسفور أوالرذيلة أوالفاحشة سواء بالتصريح أو بالتلميح وتجنب الحديث عن العلاقات الغرامية وتسمية الأشخاص سواء بقصد أو بغير قصد.
- اعلم أنك محاسب على ماتقول سواء كتبت الخاطرة أو وضعت ردا على خاطرة.
- يجب تجنب التعالي على الناس في المقالات أو الرد الجارح واللاذع تحت مسمى النقد البناء حتى لو كنت محقا.
- كن لطيفا وغير جارح أثناء نقدك لأي خاطرة ما (ضع الإيجابيات ثم السلبيات) وعدم استخدام نقداً مطولا أيضاً.[1]